سورة الأعلى

الكاتب: علا حسن -
سورة الأعلى.

سورة الأعلى.

 

سبب نزول سورة الأعلى

قبل التفصيل في مقاصد سورة الأعلى، جدير بالذكر إنَّ أسباب النزول في القرآن الكريم تختلف بين آية وأخرى، كلُّ آية نزلتْ بحكمة بالغة، وكلُّ آية نزلتْ لحكمة بالغة أيضًا، قد جاءتْ أسباب النزول صريحة واضحة في كثير من الآيات، بينما لم يردْ أي سبب من أسباب النزول في آيات أخرى، أمَّا سبب نزول سورة الأعلى، فلم يردْ في حقها سبب نزول صريح، وإنَّما ما جاء في سبب نزولها هو ما جاء في صحيح ابن حبان عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: "لمَّا نزَلت: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: اجعَلوها في رعوكم، فلمَّا نزَل: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال: اجعَلوها في سُجودِكم فسبب نزول هذه السورة هو تعليم الناس تسبيح الله الأعلى، وهذا ما يُستخلص من الحديث الشريف السابق، والله تعالى أعلم

مقاصد سورة الأعلى

في الحديث عن مقاصد سورة الأعلى، يمكن القول إنَّ هذه السورة الكريمة تحوي دعوة صريحة معلنة بفعل أمر صريح وهو الفعل "سبِّحْ"؛ أي إنَّ أوَّل مقاصد سورة الأعلى هو الأمر الإلهي بالتسبيح حيث قال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، ثمَّ تبيِّنُ الآيات التالية عظمة الله تعالى الخالق البارئ، الذي خلقَّ فحسن الخلق، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ * وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ، فمن مقاصد سورة الأعلى أنَّ أظهرت عظمة الخالق ووضَّحتْ بعض آياته، ثمَّ يخاطب الله تعالى رسوله الكريم في الآيات التالية، ويبشره بالتيسير والفرج من الله ويدعوه إلى تبليغ رسالة الله تعالى وتذكير الناس، قال تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ * سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ

فضل سورة الأعلى

بعد الحديث عن مقاصد سورة الأعلى، جدير بالذكر إنَّ سورة الأعلى تعتبر من السور التي جاء في فضلها عدد من الأحاديث الصحيحة، وكانت معظم هذه الأحاديث تشير إلى أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقرأ سورة الأعلى في الصلوات المختلفة التي حددها رواة أحاديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ومن أبرز ما جاء من أحاديث تبين فضل هذه السورة المباركة ما يأتي:

  • عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "أَوَّلُ مَن قَدِمَ عَلَيْنَا مِن أصْحَابِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا القُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وبِلَالٌ وسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ في عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشيء فَرَحَهُمْ به؛ حتَّى رَأَيْتُ الوَلَائِدَ والصِّبْيَانَ يقولونَ: هذا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قدْ جَاءَ فَما جَاءَ، حتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى}[في سُوَرٍ مِثْلِهَا"
شارك المقالة:
26 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook