جاء في الحديث الّذي رواه أوس قال: (فسألنا أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين أصبحنا، قال: قلنا كيف تُحزِّبون القرآنَ؟ قالوا: نُحزِّبُه ثلاثَ سوَرٍ، وخمسَ سوَرٍ، وسبعَ سوَرٍ، وتسعَ سوَرٍ، وإحدَى عشرةَ سورةً، وثلاثَ عشرةَ سورةً، وحزبَ المُفصَّلِ من ق حتَّى يختِمَ). يُنهي هذا الحديث الخلاف بين العلماء في أوّل المُفَصّل ويشير إلى أنّ أوّله هو سورة ق. فيكون عدد سور المفصل خمس وستّون سورة من ق إلى آخر المصحف. وبناء على ذلك تكون سور طوال المفصل من ق إلى عمّ كما أَوْرَدَ السّيوطي في الاتقان. وإذا تتبّعنا هذه السّور في المصحف الشّريف نجد أنّ أسماءها على التّريب: ق، الذّاريات، الطّور، النّجم، القمر، الرّحمن، الواقعة، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصّف، الجمعة، المنافقون، التّغابن، الطّلاق، التّحريم، الملك، القلم، الحاقّة، المعارج، نوح، الجن، المزّمل، المدّثر، القيامة، الإنسان، المرسلات، النّبأ وهي سورة عمّ آخر سورة من طوال المفصّل.
بما أنّ المُفَصّل من القرآن يضمّ قِصار السّور فكَثُرَتْ الفواصل بينها بالبسملة لذلك سُمّي بالمفصل، وقيل لأنّه يحتوي على القليل من المنسوخ، ولهذا سّمّي بالمُحْكَم. قسّمه العلماء إلى ثلاثة أقسام:
رُتِّبَت آيات القرآن سُورًا لتكون موضوعاتها أرسخ في ذهن القارئ فهمًا واستيعابًا وأكثر تشويقًا له فتبعث في نفسه النّشاط والهمّة للاستمرار والتّواصل في دراسته وتحصيل موضوعاته.
السّورة في اللغة قد تكون مشتقّة من السّور لأنّها تجمع الآيات وتُحيط بها، أو من التَّسَوُّر لارتفاع شأنها ومنزلتها ومنزلة من يقرأها، وهي تُطلقُ أيضا على المنزلة الرّفيعة العالية. أمّا اصطلاحًا، فهي طائفة من آيات القرآن الكريم لكلّ منها بداية ونهاية. وقسّم العلماء سور القرآن من حيث أنّها طويلة وقصيرة إلى أربعة أقسام وهي:
موسوعة موضوع