سليمان القانوني

الكاتب: علا حسن -
سليمان القانوني.

سليمان القانوني.

 

الدولة العثمانية

الدّولة العثمانية هي إمبراطورية من أعظم الإمبراطوريات في تاريخ البشريّة، قامت هذه الدولة عام 1299م، واستمرَّت إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، حيث سقطت رسميًّا عام 1923م، وهي بذلك من الإمبراطوريات الأكثر استمرارًا في التاريخ، كانت عاصمة الدولة العثمانية القسطنطينية وهي مدينة إسطنبول حاليًا، وقد ضمَّت الدولة العثمانية أراضٍ من روسيا وأوكرانيا واليونان والمجر، كما ضمَّت بلاد الشام والعراق ومصر وليبيا والمغرب ورومانيا، وكان يُطلق على الحاكم الأعلى في الدولة اسم السلطان، ومن أبرز سلاطين العثمانيين السلطان سليم الأول وسليمان القانوني وسليم الثاني، وهذا المقال سيتحدث عن السلطان سليمان القانوني.

 

حياة سليمان القانوني وإنجازاته

وُلد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 1495م، وهو ابن السلطان العثماني سليم الأول، وأمُّه هي حفصة خاتون ابنة منكولي كراني خان القرم، وهو واحد من أعظم السلاطين في تاريخ الدولة العثمانية على الاطلاق، حكم القانوني الدولة العثمانية 46 عامًا منذ استلامه الحكم عام 1520م حتَّى وفاته عام 1566م، وهي أطول فترة حكم بين السلاطين العثمانيين، وقد اتسعتْ رقعة الدولة العثمانية في عهد القانوني ضعف ما كانت عليه قبله، ففي عهده تمَّ فتحُ شمال إفريقيا وتمَّ القضاء على دولة المجر وفتح فيينا وبلغراد، وإلى جانب الفتوحات العسكرية قام القانوني ببناء جامع السليمانية وقام أيضًا بترميم سور القدس بعد فتحها وضمِّها للدولة العثمانية.

 

ولعلَّ أبرز أعمال هذا السلطان العظيم هو سَنُّ القوانينِ التي ساهمتْ في تنظيم الدولة العثمانية من جوانب عدَّة، وقد عُرفَ هذا القانون باسم قانون أو دستور السلطان سليمان، وقد بقي قانون سليمان حتَّى القرن التاسع عشر وبسبب هذا القانون سُمِّي بالقانوني، في حين سمَّاه الفرنجة باسم سليمان العظيم، إنَّما هذه العظمة المستحقة جاءتْ من المجد الذي بلغته الدولة العثمانية في عصر القانوني، فقد توسَّعت أراضيها وتمَّ تنظيمها إداريًا بشكلٍ مثير للإعجاب، وقد عُرف القانوني بذوقه الرفيع في الأدب وبإتقانه عدَّة لغات وبقدرته العظيمة على القيادة والإدارة، كلُّ هذه الصفات كانت وراء بناء دولة عثمانية استطاعتْ أن تكون الدولة الأقوى في العالم وقتئذٍ، وقد توفِّي القانوني عام 1566م أثناء حصار مدينة سيكتوار.

 

وفاة سليمان القانوني

في سبتمبر من عام 1566م وبعد ستة وأربعين عامًا من الحكم توفِّي سليمان القانوني عن واحد وسبعين عامًا، وكانت وفاته أثناء محاصرة الجيش العثماني مدينة سيكتوار، فقام الجنود العثمانيون بدفن جسده في الخيمة التي كان يقيم بها وأخفوا الخبر عن الناس، وبعد حصار سيكتوار رجع الجيش العثماني إلى إسطنبول بجثمان السلطان سليمان القانوني، وكان السلطان العثماني قد أوصى أن يُدفَنَ صندوق معه في قبره، ولمَّا خشي العلماء أن يكون في هذا الصندوق مال فلا يجوز دفنه مع الميت، فقاموا بفتح الصندوق ووجدوا فيه الفتاوى التي أفتاها العلماء للسلطان القانوني، فبكى شيخ الإسلام أبو السعود من الموقف وقال: "لقد أنقذتَ نفسَكَ يا سليمانُ، فأيُّ سماءٍ تظلنا، وأيُّ أرضٍ تُقلنا إن كنا مخطئين في فتاوينا؟

شارك المقالة:
32 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook