من رحمة الله -تعالى- بعباده أن جعل لهم مواسم للطاعات؛ زيادةً على الطاعات التي يجدر بهم القيام بها كلّ يوم، وفي هذه المواسم ضاعف الله -عزّ وجلّ- الأجر والثواب لمن يعمل من الصالحات، سواءً أكان ذكراً أم أنثى، وذلك ليُثقّل موازينهم ويرفع درجاتهم، ومن مواسم الطاعات: شهر رمضان المبارك، حيث يُعتبر شهر رمضان الشهر التاسع في ترتيب الأشهر الاثني عشر، كما بيّنها الله -عزّ وجلّ- في قوله: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم)وقد عُدّ شهر رمضان التاسع في ترتيبه؛ استناداً لما سنّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وسبحان من جعل لرمضان مكانةً عظيمةً في قلوب المسلمين، ليتنافسون في القيام بالطاعات، فتسكن قلوبهم، وتطمئنّ أحوالهم، وتصلح نفوسهم، وإنّ من عظم شهر رمضان المبارك أن أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم فيه، ومن الجدير بالذكر أنّ الرسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- صام رمضان تسع مرّات في حياته؛ وذلك لأنّ الله -تعالى- قد فرض صيام رمضان على المسلمين في شهر شعبان، من السنة الثانية للهجرة، حيث إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- تُوفّي في ربيع الأول من السنة الحادية عشر للهجرة، وبناءً على ذلك يكون الرسول -عليه الصلاة والسلام- قد شَهِد تسع سنوات من فرض رمضان المبارك، وبهذا قد صام تسع رمضانات.
بيّن أهل العلم أنّ لتسمية رمضان بهذا الاسم عدّة أسباب ورد بيانها في اللغة، وبيان بعضها في ما يأتي:
إنّ لشهر رمضان المبارك العديد من الفضائل، ويمكن إجمالها فيما يأتي:
موسوعة موضوع