- الجرادة الصحراوية (Schistocerca geregaria Forsk): 

 

تتبع الجرادة الصحراوية رتبة مستقيمة الأجنحة (Order Orthoptera)، وفصيلة الجراد ذات القرون القصيرة (Acrididae Family)، وتحتوي فصيلة الجراد على نحو 10000 نوع غالبيتها من نطاطات الأعشاب (Grass hoppers)، أما مواطن الجراد الأصلية فهي شمال إفريقية ووسطها، ويمتد انتشارها ليغطي منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية لينتهي بشمال الهند  ،  ويمتاز الجراد الصحراوي بوجود قرون استشعار قصيرة خيطية الشكل لا يزيد طولها على طول الجسم، كما أن له أجزاء فم قارضة ومتجهة إلى الأسفل  ،  وله أيضًا زوج من العيون المركبة تقعان على جانبي الرأس، وثلاث عيون بسيطة على قمة الرأس، أما الصدر فيتكون من ثلاث حلقات كبيرة يخرج من كل حلقة زوج من الأرجل، ويتحور زوج الأرجل الخلفية ليصبح معدًا للقفز، حيث تتضخم فيه الفخذ نتيجة نمو العضلات فيها، كما يوجد على سطحها الداخلي صفوف من النتوءات القوية تسمى المبرد (File)، يعمل بصفته سطح احتكاك، وعندما تحتك هذه النتوءات بحافة الجناح (Ridge) الذي يسمى المحكاك (Scraper) ينتج عنها اهتزازات معينة في سطح الجسم، فيصدر منها صوت مميز يعرف بـ (الصرصعة).

 

أما الساق فهي رفيعة وطويلة وذات أسنان قوية، وللجرادة زوجان من الأجنحة، الزوج الأمامي جلدي سميك وضيق، وتظهر عليه مجموعات من مربعات صغيرة أضلاعها ذات لون بني داكن.

 

أما الزوج الخلفي فغشائي عريض يشبه المروحة، ويتكون البطن في الجرادة من 11 حلقة تنتهي بآلة السفاد في الذكر التي تكون مختبئة تحت الصفيحة البطنية التاسعة، وبآلة وضع البيض في الأنثى التي تكون عادة قصيرة ومسننة ومعدة للحفر.

 

أما جهاز السمع فهو طبلتان على جانبي قاعدة الحلقة البطنية الأولى، وهي غشاء جُلَيدي رقيق يستقبل الذبذبات الصوتية، وعندما تبلغ الجرادة مرحلة النضج الجنسي تبدأ بالتزاوج، وتتكرر عملية السفاد (Copulation)، فتصل إلى ست عمليات أو أكثر قبل أن تبدأ بوضع البيض، وقبل أن تضعه تختار الأمكنة ذات التربة الرطبة وخصوصًا تلك المجاورة للأراضي الزراعية، وتستعين في ذلك بآلة وضع البيض المسننة؛ حيث تحفر بها الأرض، ثم تفرز مادة غروية تفرش بها الحفرة المصنوعة في الأرض، ثم تضع بيضة تلو الأخرى حتى تكتمل الكتلة التي يراوح عدد البيض فيها بين 20 و 100 بيضة، ويصل عدد الكتل للأنثى الواحدة بين 3 و 6 كتل، ويفقس البيض بعد يوم واحد في الظروف العادية، وتخرج الحوريات أي (الدَّبى)، ويكون لونها أخضر، ثم تنسلخ عددًا من الانسلاخات، وفي كل انسلاخة يتغير اللون حتى تصبح سوداء، وتظهر عليها بقع خضراء مائلة إلى الصفرة، ثم تتحول الحوريات إلى حشرات بالغة حمراء مائلة إلى الاصفرار.

 

وأنواع الجراد كثيرة منها: الجراد الإفريقي المهاجر (Locusta migratoria)، والجراد المصري (Anacridium aegyptium)، والجراد المحلي أبو حليمة أو تيس العشار.

 

والجراد ضار بالنباتات والمحصولات الزراعية؛ إذ يهاجمها بأسراب يصل تعداد السرب الواحد نحو 1000.000.000 جرادة، وتغطي مساحة قد تصل إلى 20كم  ، وهو يأكل النباتات، ويأتي على الأخضر واليابس منها فلا يبقي ولا يذر  ،  وفي هذا يقول الشاعر العربي:

 

مــرَّ  الجـراد علـى زرعـي فقلـت لـه     لا  تــــأكلنَّ ولا تشـــغل بإفســـاد

فقــام  منهــم خــطيب فــوق سـنبلة     إنــا  علــى ســفرٍ, لا بــد مـن زاد

  وفي الحديث الشريف الذي رواه الدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أُحلّ لنا ميّتان، الحوت والجراد ودمان الكبد والطحال "، وفي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه الذي ذكره ابن المنذر (كُنّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتهادين الجراد على الأطباق).

ويمكن مكافحة الجراد باستخدام الإجراءات الآتية:

 

 إزالة الأعشاب والأشجار الصغيرة التي يختبئ فيها إما بالحرق أو باستعمال قاذفات اللهب.

 

 اختيار المبيدات الحشرية السامة بصفتها طعومًا سامة، مثل زرنيخ الصوديوم وخلطها مع النخالة.

 

 استعمال الرشاشات المحورية أو المحمولة في رش المحصولات الزراعية بمستحلب الصابون مع حامض الفينيك أو الديزل.

 

 استخدام الطائرات في مكافحة أسراب الجراد، وذلك برشها من الجو بمبيد فنتروتيون (Fentrothion).

 

 حفر خنادق أرضية لدفن حوريات الجراد (الدّبى) فيها.