أ - الخنفساء الحارقة فاسياتس (Lydoceras fasciatus) (Fabricius 1775): 

 

تتبع هذه الخنفساء رتبة غمدية الأجنحة (Coleoptera Order) وفصيلة الخنافس الحارقة (Family Meloidae)، وهي شائعة في كل من مصر والجزيرة العربية، وتمتاز بأن الجسم فيها متطاول، وأن حجم الرأس أكبر من حجم الصدر، كما يوجد اختناق بين الرأس والصدر الأمامي يشبه الرقبة، وكذلك لها قرن استشعار مميز، حيث تكون فيه الحلقة الأولى أطول وأسمك من بقية الحلقات الأخرى، كما أن لها أجزاء فم قارضة، أما أهم صفة تشخيصية لهذه الخنفساء فهي وجود شريط عريض أصفر على الجناحين الغمديين، بالإضافة إلى وجود لون أحمر داكن على جانبي الصفيحة الظهرية للصدر الأمامي (Pronotum).

 

ومعظم أقارب فصيلة ميلويدي التي تتبع لها هذه الخنفساء من ساكني الأخشاب، حيث تفضل أفرادها العيش تحت قلف الأخشاب الميتة الغنية بالفطريات والعفن والخمائر، وبعض الرميات النباتية التي تتغذى عليها يرقاتها، بينما تتخصص يرقات فصيلة ميلويدي التي تنتمي إليها الخنفساء الحارقة بالافتراس، ولا سيما افتراس الأطوار غير البالغة من الحشرات غشائية الأجنحة والحشرات مستقيمة الأجنحة، أما الحشرة البالغة فهي نباتية الاغتذاء، حيث تتغذى على الأوراق وبعض أجزاء النبات الأخرى، وتضع أنثى الخنفساء الحارقة البيض على الأرض، وبعد عدد من الأيام يفقس البيض عن يرقات نشطة متجولة، وتمر اليرقة في أطوار حياتها ببعض المظاهر المختلفة سواء في تركيبها أو شكلها المورفولوجي أو في طريقة معيشتها، وتسمى هذه الظاهرة بفرط التحول (Hypermetamorphosis)، حيث يرتبط كل نموذج يرقى بعمر محدد من أعمار اليرقة، وتكون هذه الظاهرة في المتطفلات والمفترسات، حيث تمر بعمرين أو أكثر، ويكون العمر الأول غالبًا بصورة يرقات منبسطة نشطة تبحث عن الغذاء والعائل، والعمر التالي لهذا العمر قد يكون غير نشط نوعًا ما، كما تكون اليرقة شبه قزمية (Grublike)، وتتغذى على بيض الجراد.

 

أما أهمية الحشرة من الناحية الطبية فيجب الحذر وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة خصوصًا عند جمعها وتحضيرها لغرض استخدامها في المجالات الطبية، ولا سيما أن مادة الكانثادرين (Cantharadin) التي تفرزها الحشرة هي مادة كيميائية كاوية وحارقة، وعند ملامستها تسبب هيجانًا والتهابات جلدية حادة، وقد تم تسجيل هذا النوع من منطقة جازان  . 

 

ب - الخنفساء الحارقة ماكيوليفينتريس (Mylabris maculiventris Klug 1845 Blister beetle):

 

تتبع الخنفساء الحارقة ماكيوليفينتريس رتبة غمدية الأجنحة (Order Coleoptera)، وفصيلة الخنافس الحارقة (Family Meloidae)، وهي واسعة الانتشار؛ حيث تنتشر في كل من مصر وأثيوبيا والجزيرة العربية، وتمتاز بجسمها المتطاول، وشكل قرونها الاستشعارية المميزة بلونها الأصفر وشكلها الصولجاني، كما أن لها أجزاء فم قارضة، والرأس فيها أعرض من الصدر، كما يوجد اختناق واضح بين الرأس والصدر الأمامي، كذلك الأرجل لها رسغ مكون من خمس عقل، ولكن أهم صفة تشخيصية لهذه الخنفساء هي وجود شريطين عريضين وأصفرين مستعرضين على الجناحين الغمديين (elytra)، بالإضافة إلى وجود اللون الأحمر على بعض جوانب الحلقات البطنية، وقليلاً على أجزاء بطنها السفلية، وتعد الخنفساء الحارقة ماكيوليفينتريس من الحشرات الأرضية التي تتغذى على النباتات، فهي إذًا من المغتذيات النباتية (Plant feeders)، بينما تتغذى اليرقات على يرقات غشائية الأجنحة، وعلى حوريات مستقيمة الأجنحة وبيضها، وهي إما أن تكون متطفلة عليها أو مفترسة لها.

 

أما دورة حياتها فتبدأ بوضع الأنثى البيض على الأرض، وبعد أيام يفقس عن يرقات نشطة، وتمر اليرقة خلال دورة حياتها ببعض المظاهر المختلفة التي تسمى بـ (ظاهرة فرط التحول) (Hypermetamorphosis)، حيث تظهر اليرقة أثناء ذلك النمو في نموذجين أو أكثر، ويرتبط كل نموذج يرقي بعمر محدد، فيكون النموذج الأول يرقة منبسطة نشطة ومفترسة، تستمر كذلك في العمر الثاني ثم تنسلخ ليصبح الطور الانسلاخي الثالث لها في النموذج الجعالي المقوس الساكن، ثم تأخذ الحشرة خلال هذا الطور مظهرًا وسطيًا بين طوري اليرقة والعذراء، ثم تصبح بعد ذلك في طور ما قبل العذراء (prepupa)، ثم يتحول هذا الطور بالانسلاخ الأخير إلى طور العذراء (pupa) الذي يظهر في النموذج الحر (exarate pupa) الذي تكون فيه زوائد الجسم مثل أجزاء الفم وقرون الاستشعار، والأجنحة والأرجل حرة ومتصلة في الجسم في مواضع الاتصال الطبيعية، بعد ذلك تخرج الحشرة الكاملة وتعيد دورة الحياة من جديد.

 

أما أهمية هذه الحشرة من الناحية الاقتصادية والطبية فهي مفيدة كون يرقاتها تتغذى على الحشرات الضارة مثل الجراد ونحوه، بالإضافة إلى أن هذه الحشرة تفرز مركب الكانثارادين (ك1 يد2 ا4) المعروف بخواصه الحارقة والمهيجة، يستعمل في علاج بعض أمراض الأجهزة البولية والتناسلية، كما يدخل ضمن مستحضرات غسيل الشعر. وقد تم تسجيل هذا النوع من حاكمة (أبو عريش)