(إن من دعاء رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " اللهمَّ إني أعوذُ بك من زوالِ نِعمتِك، وتحوُّلِ عافيتِك، وفُجاءَة نِقمتِك، وجميعِ سُخطِك).
إن دوام النعمة وتحصليها يستلزم شكرها، فاستمرار نزولها رهينة تقديم الشكر، فالشكر مديم للنعم ومنزل للعطايا، فيقدم العبد شكره لله تعالى على هذه النعم، فهو وحده المستحق للحمد والشكر، وهو الممتن على عباده بها،والشكر شرعًا أن يعترف المؤمن بأن ما حصل له من نعمة هي من المنعم وحده، فيقر بذلك بلسانه، ويستعمل في طاعته، فإن لم يعترف العبد بنعمة الله، أو أنكر أنها من الله، او استعملها في معصيته، كان بذلك كافرًا بها، وواقعًا في الشرك الأصغر، وهو سبب لزوال النعمة، وحلول الهلاك، والجوع، والخوف، والتفرق.
للشكر أركان ثلاث، لا يصح إلا بها، وهي:
فالشكر المطلق يكون بشكر الله تعالى، ومن كمال هذا الشكر شكر الناس إن قدموا نعمة لغيرهم، وأعظم مخلوقين على العبد أن يشكرهما الوالدين، وذلك بتعظيم حقهما، والإحسان لهما، ومن وسائل الشكر أيضًا مداومة العبد على الفرائض، والإكثار من النوافل، والدعاء، والذكر، والمناجاة.
إن أعظم نِعمة أنعمها الله على عباده هي نعمة الهداية إلى الإسلام، وأمرهم به، وإرساله الرسل لهم، وإنزال كتبه عليهم، وتوفيقهم لمعرفته وتوحيده،ومن النعيم الذي يُسأل عنه العبد يوم القيامة الصحة والأمن، والعافية، والصحة والفراغ، والسمع والبصر، والطعام والشراب، والغداء والعشاء، والشبع، وكل ما يلتذ به الإنسان، وقد اختلف العلماء في مقصود النعيم الذي يسأل عنه الإنسان يوم القيامة، والصحيح أنه كل ما يتنعم به الإنسان.
موسوعة موضوع