يُعدّ الحُبّ، والكره، والرضا، والحزن، والفرح وغيرها من الصفات المُلازمة للإنسان، والتي لا تنفك عنه؛ فالحُبّ مصدر من مصادر سعادته، كما أنّه يسمو بنفسه، ويضفي على حياته البهجة والسرور بذلك
حب الله -تعالى- ثلاثةُ مراتب، وبيانها مرتّبة فيما يأتي:
يُعدّ حُب الآباء لأبنائهم من أنواع الشعور الطبيعية والفطرية عند الإنسان، وهو أقوى وأبقى من الحقوق العُرفيّة والاجتماعيّة؛ فهو جُزءٌ منه، ويسعى إلى بقاءه أكثر من نفسه،[١٦] وقد كانت العرب تفتخر بآبائها في الأسواق وأمام الحجيج، وقد ذكر الله -تعالى- ذلك بقوله: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا) وأمّا حق الآباء على الأبناء فهي كبيرة وعظيمة، وذكرها الله -تعالى- بقوله: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً
يُعدّ حُبّ المُسلم لأخيه المُسلم؛ وإرادة الخير له، ونُصرته أيضاً جميعها من علامات حُبّ الله -تعالى-، ومحبّة الله -تعالى- تكون بمحبّة ما يُحبّه من الأعمال والأفعال، وبُغض ما يبغضه من الأعمال والأفعال؛ فالأخوّة في الله -تعالى- تجعل المُسلم يعتصم بالله -تعالى-، ويثق بإخوانه، ويكوّن الاحترام المُتبادل بينهم، ويُعدّ الحب في الله- تعالى- من أوثق عُرى الإيمان، وهو جزء من الدين، ومن المودّة في القُربى، ومن الرحمة التي جعلها الله -تعالى- بين المُسلمين وقد بشّر الله -تعالى- المُتحابّين فيه بالجزاء العظيم يوم القيامة، قال النبيّ -عليه السلام- في الحديث القُدسي الذي يرويه عن ربّه: (إنَّ اللَّهَ يقولُ يَومَ القِيامَةِ: أيْنَ المُتَحابُّونَ بجَلالِي، اليومَ أُظِلُّهُمْ في ظِلِّي يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلِّيويكون هذا الحُبّ لأجل الله -تعالى- وطمعاً في رضاه، وليس طمعاً في الدُنيا أو المال فيُحبّ المسلم أخوه المسلم لأجل طاعته لله -تعالى-؛ كمُحافظته على صلاة الجماعة وغيرها من الطاعات، مما يجعل المُسلم يُحشر معه يوم القيامة، لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (المرْءُ مع مَن أحَبَّ يومَ القيامةِ)