يُراد بذنوب الخلوات: الذنوب التي يرتكبها العبد سرّاً إن كان وحده، وتجدر الإشارة إلى أنّ للدين ثلاث مراتبٍ، هي: الإسلام، والإيمان، والإحسان، ويُراد بالإحسان: استشعار مراقبة الله لكلّ أعمال العباد، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ: فهو عبادة الله -تعالى- كأنّ العبد يراه، فإن لم يكن يراه، فإنّ الله يراه، ممّا يعني أنّ على العبد أن يستشعر دائماً مراقبة الله، فقد قال -تعالى-: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)، وقد حذّر الله من ارتكاب ما نهى عنه من المعاصي، والمُحرَّمات، قال -سبحانه-: (وَمَن يَعْصِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ).
أمر الله -سبحانه- عباده بالغضّ من أبصارهم*، قال -عزّ وجلّ-: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ)، ومن رحمة الله بعباده أن يَسَّرَ لهم ما يُعينهم على الغضّ من أبصارهم؛ وذلك بتحريم كلّ أمرٍ يُؤدّي إلى وقوع الفتنة، ومن ذلك مشاهدة الأفلام الإباحية؛ إذ تُعَدّ من أعظم الأمور فساداً، وقد حرّمها العلماء؛ لما يترتّب عليها من المفاسد، وبذلك تتحقّق مصلحة العبد بالابتعاد عمّا حرّمه الله؛ طَمعاً في نَيل رضاه، كما أنّ مشاهدة تلك الأفلام تُلحق الأذى بالمجتمع، ومن أسباب تحريمها أيضاً نظر الرجل إلى المرأة الأجنبية عنه؛ إذ لا يحلّ له النظر إليها.
تُعَدّ مشاهدة الأفلام الإباحية من الشرور التي قد تُؤدّي إلى فساد قلب المؤمن، وإضعاف إيمانه بالله؛ إذ إنّ تلك المشاهدة فيها اطِّلاع الشخص على أمرٍ حرّمه الله -تعالى- من العورات، وفيه كذلك إثارةٌ للغريزة، وقد رُوِي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (العينُ تَزني والقلبُ يَزني فزِنا العينِ النظَرُ وزِنا القلبِ التمَنِّي والفَرجُ يُصَدِّقُ ما هُنالِكَ أو يُكَذِّبُه)، ومن الجدير بالعبد المسلم قضاء أوقات فراغه بالطاعات، والعبادات التي تُقرّبه من الله -سبحانه-، وليس بالأفعال التي تُؤدّي به إلى المُحرَّمات المَنهيّ عنها.
يمكن التخلُّص من مشاهدة الأفلام الإباحيّة بالعديد من الطرق والوسائل، وفيما يأتي بيان البعض منها:
موسوعة موضوع