بعد استسلام الإمام فيصل بن تركي عاد خالد بن سعود إلى الرياض واتخذها مركزًا لحكمه، وأصبح يحكم في ظل قوات خورشيد ليس في منطقة الرياض فحسب، بل وفي نجد والأحساء، من ناحية أخرى بقي خورشيد في الخرج بعض الوقت لترتيب أمورها وأمور الأحساء، ثم رحل إلى ثرمداء، واتخذ منها مقرًا له ولقواته، حيث بنى بها قصرًا، وأقام للجنود معسكرًا خارج البلدة، ولكن اتخاذه ثرمداء مركزًا له سبب له أزمة في الحصول على الجمال، إذ خاف البدو المقيمون في المنطقة من أن يؤدي ذلك إلى جمع جمالهم واستعمالها من قِبَل الجنود لنقل المعدات والأمتعة والإمدادات، لذا هرب بعضهم إلى جهات رنية وبيشة، في حين هرب ببعضهم الآخر إلى الكويت والجزيرة  . 

 

وكان خورشيد يخطط لإقامة طويلة في المنطقة، لذا اهتم بتموين الجيش محاولاً الاكتفاء الذاتي، وذلك باعتماده على المصادر المحلية، ففي أثناء إقامته في الدلم أمر بلدان جنوب نجد أن تزوده بكميات كبيرة من الحنطة والتمر، كما أبقى بعضًا من رجاله في بلدة السلمية، لكي يقوموا بالزراعة في عيون الأسياح، بالإضافة إلى ذلك، اهتمَّ بخرص الثمار، فأرسل فرقًا من جيشه إلى مختلف المناطق "فخرصوا جميع الزروع من الأحساء إلى القصيم"  ،  وكانت جبايته للزكاة والضرائب تختلف من منطقة إلى أخرى

 

وفي الوقت الذي كان جزء من قوات محمد علي باشا يستولي على معظم الجزيرة العربية، كانت أجزاء أخرى من جيشه تستولي على الشام ومناطق أخرى، ما شكل تهديدًا واضحًا للدولة العثمانية وبعض الدول الغربية، وبخاصة بريطانيا، نتيجةً لذلك اجتمعت هذه الدول وأرغمت محمد علي، طبقًا لمعاهدة لندن سنة 1256هـ / 1840م، على سحب قواته من بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، فتمَّ القضاء على مخططات وأطماع محمد علي، فأصدر أوامره إلى خورشيد باشا بسحب قواته من نجد والعودة إلى مصر، تاركًا الحكم لخالد بن سعود بعد أن أبقى معه عددًا قليلاً من الجند