حكم الصيام في شعبان

الكاتب: مروى قويدر -
حكم الصيام في شعبان

حكم الصيام في شعبان.

 

 

صيام التطوّع:

 

يُعَدّ صيام التطوُّع الصيام الذي نَدَبت إليه الشريعة الإسلاميّة، وسَنّه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كعبادةٍ تُقرّب المسلم إلى الله -تعالى-، وتزيده إيماناً، وهو يدخل في جُملة الأعمال والعبادات التي تُحقّق للمسلم رضى الله -تعالى- ومَحبّته؛ فالعبد يتقرّب إلى ربّه بنوافل الأعمال الصالحة، والطاعات؛ ليُحبّه، فإن أحبّه الله، وفَّقه إلى ما يرضاه من البِرّ والمعروف؛ فيُصلح حاله، ويستقيم منهاج حياته، ويُجنّبه ارتكاب الذنوب والمعاصي، ولا شكّ بأنّ صيام التطوُّع من أفضل القُربات، وأخصّ العبادات؛ فقد ورد في فَضْله ما أورده الإمام مسلم في صحيحه عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا).

 

حُكم صيام شعبان:

 

بيّن العلماء حُكم صيام شهر شعبان، وفصّلوا فيه، وبيان أقوالهم في ذلك آتياً:

  • الحنفيّة: قالوا بإباحة صيام شهر شعبان؛ باعتباره أفضل صيام التطوُّع بعد الفريضة، ويُستحَبّ في سائر أيّامه، وقد استدلّوا على فَضْل صيام شهر شعبان بما ورد في السنّة النبويّة ممّا ورد عن الصحابيّ أنس -رضي الله عنه- عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (سُئل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أيُّ الصَّومِ أفضلُ بعد رمضانَ قال: شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ، قال: فأيُّ الصَّدقةِ أفضلُ ؟، قال: صدقةٌ في رمضانَ)،وورد في روايةٍ أخرى عن الصحابيّ الجليل أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: (يا رسولَ اللَّهِ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ).
  • المالكيّة: قالوا باستحباب صيام شهر شعبان؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ كان يصوم أكثره، كما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قولها: (ما صام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شهرًا قطُّ كاملًا إلَّا رمضانَ، ولا أفطَر شهرًا كاملًا قطُّ، وما كان يصومُ شهرًا أكثَرَ ممَّا كان يصومُ في شعبانَ).
  • الشافعيّة: قالوا إنّ صيام شعبان من السُّنَن التي سَنّها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وحَثَّ عليها؛ استدلالاً بأنّه كان صوم أغلب الشهر.
  • الحنابلة: ذهبوا إلى أنّ صيام التطوُّع في شهر شعبان أفضل من صيام التطوُّع في غيره من الأشهر، ومنها شهر الله المُحرَّم، وقد استدلّوا على ذلك بأنّ شعبان يأتي قبل رمضان؛ أي أنّه قريب منه، كما أنّ منزلته كمنزلة السُّنَن الراتبة من الفرائض في الصلاة، فيتأكّد فَضْل صيام شهر شعبان على غيره من الأشهر؛ باعتبار قُربه من شهر رمضان الفضيل، وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنّ الحنابلة استحبّوا عدم صيام شهر شعبان كلّه؛ اقتداءً بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ لم يرد أنّه صامه كاملاً، ولم يَصم شهراً كاملاً إلّا شهر رمضان، وقد ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (ما صام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شهرًا قطُّ كاملًا إلَّا رمضانَ، ولا أفطَر شهرًا كاملًا قطُّ، وما كان يصومُ شهرًا أكثَرَ ممَّا كان يصومُ في شعبانَ)
شارك المقالة:
63 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook