نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلّم: (عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا. وفي روايةٍ: بهذا الإسنادِ. ولم يُذكرْ في حديثِ عيسَى ويتحرَّى الصِّدقَ. ويتحرَّى الكذبَ. وفي حديثِ ابنِ مسهرٍ حتَّى يكتُبَه اللهُ).
يُعرَّف الكذب بأنّه إخبار المرء عن شيء بخلاف ما هو عليه، عالماً بذلك ومتعمداً، وهو كبيرة من الكبائر التي قد تسبب دخول صاحبها إلى النّار، والكذب إحدى خصال المنافقين، وهو مُحَرَّم، وقد ذُكر الكذب في القرآن الكريم في نحو مئتي موضع، تأتي جميعها إمّا على سبيل الذم، أو بيانٍ لسوء عاقبة فاعلها.
للكذب عدَّة أنواع منها ما يلي:
الكذب سبب لغياب الطمأنينة، ولضيق الصدر، وانعدامٌ لأمن صاحبه وراحته، وبه يعتلّ القلب، كونه يهدي فاعله إلى الفجور، والفاجر يعيش وفي نفسه آلام وأمراض تجعله عليلاً، وبالكذب تُمحَق البركةُ، ويَقِلّ الرزق بالخداع والتدليس، وسبب تبتعد به الملائكة والناس عن الكذّاب، فيُحرَم بركةَ الملائمة، وينفر الناس منه، فمن عُرف بالكذب، واشتهر به سقط في أعين الناس، وأصبح منبوذاً، كذلك فإنّ العبد يُحرَم به من الهداية، ويُطرَد من رحمة الله، ويهديه كذبه إلى الفجور، فيصبح بذلك من الموعودين بالنار، ويُعرَف الفجور بأنّه الحَيد والميل عن الحق،ويمكن للناس أن يتعاملوا مع أهل الكذب بنصحهم، وإنكار فعلهم أولاً، ثمّ التحذير منهم أمام الناس إن استشرى فسادهم، وعمّت بلواهم، ثمّ تجنّب مصاحبتهم، والحذر منهم.
موسوعة موضوع