حديث الثقلين هو حديث نبوي شريف اختلف العلماء في صحته؛ فبعضهم اعتبره صحيحاً بينما يرى آخرون أنّه من الأحاديث الضعيفة التي لا يُحتجّ بها، وورد حديث الثقلين برواياتٍ عديدةٍ؛ والرواية التي كثر الكلام فيها ما ورد من قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: (لما رجعَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن حجةِ الوداعِ ونزلَ بغديرِ خُمّ أمرَ بدوْحاتٍ فقمِمْنَ ثمّ قال كأنّي قد دُعيتُ فأجبتُ إنّي قد تركتُ فيكُم الثقلينِ أحدهما أكبرُ من الآخرَ كتابُ اللهِ -عز وجل- وعتْرتِي أهل بيتي فانظروا كيفَ تخلفُونِي فيهما فإنّهما لن يتفرّقَا حتى يردَا علي الحوضَ، ثمّ قال إنّ الله -عز وجلَ- مولاي وأنا وَلِيّ كل مؤمنٍ ثمّ أخذَ بيد عليّ فقال من كنتُ وليّهُ فهذا وليّه اللهمّ والِ من والاهُ وعادِ من عاداهُ فقلت لزيدٍ سمعتَهُ من رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال ما كانَ في الدوحاتِ أحدٌ إلّا رآهُ بعينيهِ وسمع بأذنيهِ)،
إن الحديث في مُجمله محطّ اختلاف، فبين الخلاف في صحّة سنده وإضافته إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الخلاف في المراد منه ومعناه وما يندرج تحته من أحكام، وفيما يأتي بيان بعض روايات الحديث الأخرى ودرجة كلّ رواية من حيث الصحة والضعف:
سُمّي حديث الثقلين بذلك لورود لفظ الثقلين في معظم الروايات التي ورد فيها الحديث، ومنها قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (إنِّي تاركٌ فيكم الثَّقَلينِ)، والمراد بالثقل: المتاع الذي تحمله الدّابة؛ قال القاضي عياض في سبب أنّ كتاب الله والسنة أو العترة ثقلين: (سُمّيا بذلك؛ لعِظم أقدارهما، وقيل: لشدّة الأخذ بهما)، أمّا الإمام النوويّ فيرى أنّ سبب تسميتهما بذلك هو كِبَر شأنهما وعظيم أمرهما، وهو قول البغوي، وقد تمسّك أهل السنة بلفظ السنة، وتجدر الإشارة إلى أنّ التمسّك بكتاب الله وسنّة نبيه هو أمر لا جدال فيه، فهو من أساسات الدين المتينة.
درج علماء السنة إلى فهم المراد من حديث الثقلين مدرجاً عميقاً، وفيما يأتي بيان ذلك:
هم أزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وذريته منهن، وكلّ مسلم اندرج نسلُه من نسل عبد المطّلب جدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أي بنو هاشم بن عبد مناف، وغير هؤلاء ليسوا من آل البيت، ولا يقتصر آل البيت كذلك على علي وفاطمة -رضي الله عنهما- ونسل ابنيهما الحسن والحُسين. يرى معظم علماء أهل السنة أنّ آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا تُقبل عليهم الصدقة، وتكون محرّمةً بحقّهم.
موسوعة موضوع