اهتمّ الإسلام منذ نشأته بجمع العلوم التي تفيد الإنسان، وتسير به إلى جميع أنواع المعرفة، ومنها: المعرفة العلميّة والدينية، ومن العوامل التي ساعدت على ذلك اتّساع البلاد الإسلاميّة في الصحراء، إذ إنّ التنقل والسير بين البلاد يحتاج إلى معرفة في دلالات النجوم للسير على ما تدل عليه، ومن الأمور التي تعتمد على علوم الفلك تحديد أوقات الصلاة؛ فوقت الصلاة يعتمد على الموقع الجغرافيّ للبلد، وذلك حسب الطول والعرض، وبالنسبة لدرجة الشمس أيضاً، كما أنّ تحديد قبلة الصلاة يعتمد اعتماداً أساسياً على موقع البلد بالنسبة للكعبة المشرفة، ومن العبادات التي تعتمد على علم الفلك إثبات بداية شهر رمضان برؤية الهلال؛ فالعين المجرّدة كما كان سابقاً لا تكفي لذلك، وقد بيّن العلماء كلّ نوع من أنواع على الفلك وحكم كلّ نوع، وأنواعه، هي: علم الفلك الحسابيّ وعلم الفلك الاستدلاليّ، فأمّا علم الفلك الحسابيّ فهو ما يُستدلّ به على جهة القبلة، وأوقات الصلاة، بالإضافة إلى معرفة أسماء الكواكب، وهو جائز شرعاعً ولم يختلف الفقهاء في ذلك، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أنّه فرض كفاية، أمّا علم الفلك الاستدلاليّ فهو ما يُستعان به على معرفة الحوادث التي قد تقع في المستقبل وهو منهيّ عنه في الإسلام، ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية إجماع العلماء على تحريمه.
ارتبط صيام شهر رمضان برؤية الهلال الذي يدلّ على دخوله وإثباته، ودليل ذلك ما نقله البخاريّ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيَتِهِ وأفطِروا لرؤيتِهِ، فإنْ غبِّيَ عليكم فأكملوا عدةَ شعبانَ ثلاثينَ)، حيث ذهب الفقهاء القدامى إلى الاعتماد على الرؤية البصرية فقط لرؤية هلال رمضان؛ فلم يذكروا الحساب الفلكيّ في أقوالهم، واعتمدوا إكمال شهر شبعان ثلاثين يوماً في حالة تعذّر رؤية الهلال، ورغم ذلك ذكر بعض الفقهاء القدامى الحساب الفلكيّ في إثبات هلال رمضان، وفيما يأتي بيان بعض الأحكام والقضايا المتعلّقة بالوسائل المستخدَمة في إثبات دخول شهر رمضان:
يجب على المسلم أن يعمل جاهداً في شهر رمضان لإدراك الفضائل التي منحها الله تعالى لعباده في شهر رمضان، منها:
موسوعة موضوع