توزيع السكان في المملكة العربية السعودية.
يختلف توزيع السكان وكثافتهم على سطح المملكة تبعًا للظروف الجغرافية الطبيعية، وكذلك تبعًا للعوامل البشرية، فقد تأثرت الصورة التوزيعية للسكان في المملكة بعدد من العوامل؛ يأتي في مقدمتها: تدفق تيارات الهجرة الداخلية، وتنفيذ مشروعات البنية التحتية، وانتعاش الحياة الاقتصادية عبر مجموعات من البرامج التنموية المختلفة؛ ما تَطَلَّب استقدام بضعة ملايين من الأيدي العاملة من الخارج، فتوسعت المدن والقرى القائمة، بل نشأت مدن جديدة، وأدى ذلك كله إلى تغييرات جذرية في خريطة توزيع السكان.
ويتبين من (جدول 8) و (خريطة 27) أن السكان يتوزعون حسب المناطق الإدارية عام 1425هـ / 2004م وفق المجموعات الآتية:
أ) المجموعة الأولى:
تضم المناطق التي يزيد عدد سكان كل منها على 3 ملايين نسمة، وتمثل محورًا يمتد من الغرب إلى الشرق وتضم كلاً من: مكة المكرمة بنسبة 25.56% من إجمالي عدد سكان المملكة، والرياض بنسبة 24.07%، والمنطقة الشرقية بنسبة 14.82%، وتهيمن هذه المجموعة على نحو ثلثَي إجمالي السكان بتعداد يبلغ 14613491 نسمة، ونسبة 64.45%. وتتمتع هذه المجموعة بأهمية متعددة النواحي؛ ففي منطقة مكة المكرمة مدينة مكة المكرمة بمركزيتها الدينية الإسلامية العالمية، ومدينة جدة بوابة الحج والعمرة الرئيسة والميناء التجاري الأول في المملكة، ومدينة الطائف المنتجع الصيفي الشهير، وتضم منطقة الرياض مدينة الرياض العاصمة بحجمها السكاني الأكبر وفعالياتها السياسية والاقتصادية والخدمية، أما المنطقة الشرقية فهي مهد إنتاج النفط وتكريره وتصنيعه، وفيها تجمُّع مدني ممتد في مدن: الدمام، والخبر، والظهران، والقطيف، وآخر متفرق في مدن: الهفوف، والمبرز، والجبيل، وحفر الباطن، كما أنها مركز لنشاط زراعي مهم في واحة الأحساء.
ب) المجموعة الثانية:
وتضم المناطق التي يراوح عدد سكانها بين 1500000 و 1700000 نسمة، وهي: عسير بنسبة 7.44% من إجمالي عدد سكان المملكة، والمدينة المنورة بنسبة 6.67%، ويبلغ إجمالي سكان وحدات هذه المجموعة 3200444 نسمة، بنسبة 14.11% من إجمالي عدد سكان المملكة.
وتضم منطقة المدينة المنورة المدينة الإسلامية المقدسة الثانية في العالم الإسلامي، حيث مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشتهر منطقة عسير بأنشطتها الزراعية والسياحية، ومدنها المهمة مثل أبها وخميس مشيط.
ج) المجموعة الثالثة:
وتضم المناطق التي يراوح عدد سكانها بين 1000000 و 1200000 نسمة، وهي: جازان بنسبة 5.24% من إجمالي عدد سكان المملكة، والقصيم بنسبة 4.48%، بإجمالي قدره 2202895 نسمة، وبنسبة 9.72%. وتشتهر وحدات هذه المجموعة بإنتاجها الزراعي الوفير.
د) المجموعة الرابعة:
وهي المناطق التي يراوح عدد سكانها بين 500000 و 700000 نسمة، وتضم: تبوك بنسبة 3.05% من إجمالي عدد سكان المملكة، وحائل بنسبة 2.32%، بإجمالي قدره 1218550 نسمة، وبنسبة 5.37%.
هـ) المجموعة الخامسة:
تضم بقية المناطق، ويراوح عدد سكان كلٍّ منها بين 250000 و 500000 نسمة، وهي مناطق: نجران بنسبة 1.85% من إجمالي عدد سكان المملكة، والباحة بنسبة 1.67%، والجوف بنسبة 1.60%، والحدود الشمالية بنسبة 1.23%، بإجمالي قدره 1438158 نسمة، وبنسبة 6.35%.
كثافة السكان
يُعد المعدل العام لكثافة السكان (الكثافة الحسابية) في المملكة منخفضًا عمومًا؛ بسبب قلة عدد السكان بالنسبة إلى مساحتها الشاسعة، لكن المعدل سجل ارتفاعًا متواصلاً، مواكبًا الزيادات المتتالية في عدد السكان؛ ففي حين لم يتجاوز المعدل 3 نسمات في الكيلو متر المربع عام 1394هـ / 1974م، ارتفع إلى 7.5 نسمة عام 1413هـ / 1992م، ثم إلى 12 نسمة عام 1425هـ / 2004م.
وبناءً على توزيع السكان حسب المناطق الإدارية؛ يمكن تصنيف الكثافة العامة للسكان عام 1425هـ / 2004م على النحو الآتي - كما في (خريطة 28) ، و (جدول 9) -:
كثافة سكانية عالية: وتوجد في منطقة واحدة فقط هي جازان، حيث تصل الكثافة العامة فيها إلى نحو 95 نسمة / كم .
كثافة سكانية متوسطة: وتوجد في مناطق: مكة المكرمة: نحو 42 نسمة / كم ، والباحة: نحو 33 نسمة / كم ، وعسير: نحو 22 نسمة / كم .
كثافة سكانية منخفضة: وتوجد في مناطق: الرياض: نحو 15 نسمة / كم ، والقصيم: نحو 15 نسمة / كم ، والمدينة المنورة: نحو 10 نسمات / كم .
كثافة سكانية منخفضة جدًا: وتوجد في مناطق: الشرقية: نحو 7 نسمات / كم ، وتبوك: نحو 5 نسمات / كم ، وحائل: نحو 5 نسمات / كم ، والجوف: نحو 4 نسمات / كم ، ونجران: نحو 3 نسمات / كم ، والحدود الشمالية: نحو 3 نسمات / كم .
يعتمد توزيع الكثافة على العلاقة بين عدد السكان والمساحة، حيث تبلغ الكثافة أعلى معدلاتها بمحور يبدأ من الجنوب الغربي مارًا بالغرب، ثم تتناقص الكثافة بمحور يتجه إلى الوسط، فتصل إلى أدناها باتجاه الشرق فالشمال ثم الشمال الغربي. وتضم مناطق المحور ضئيل الكثافة مساحات صحراوية شاسعة خالية من السكان.
ويُلاحَظ أن الكثافة الحسابية تعطي فكرة سريعة عن العلاقة العامة بين المساحة وعدد السكان، لكنها ليست مؤشرًا دقيقًا، ومن أجل رصدٍ أدقّ للعلاقة بين السكان والأرض يُستخدم مقياس الكثافة الإنتاجية؛ أي قسمة عدد السكان على الأرض المزروعة التي قدَّرتها وزارة الزراعة بنحو 525000كم ، وبحسب هذا المقياس فإن المعدل يرتفع إلى 43 نسمة / كم عام 1425هـ / 2004م.