منطقة دسمان

تعد دولة الكويت واحدة من أصغر بلدان الوطن العربي وآسيا مساحةً وسكاناً، ولكنها في قمة دول العالم من حيث مستوى المعيشة ورفاهية الفرد، كما أنها من أكثر الدول توفيراً لفرص العمل لغير مواطنيها، وتحتوي كغيرها من دول الخليج العربي على تنوع كبير في الجنسيات التي تسكنها. اتحدت الكويت وتأسست عام 1613 واستوطنها العتوب، وهم تحالف قبلي يضم مجموعة من أشهر العوائل العربية، و منهم: آل بن علي، آل خليفة، آل جلاهمة، آل صباح وهي الأسرة الحاكمة الحالية لدولة الكويت. وكان الاقتصاد في هذه الفترة قائم على التجارة بصورة طفيفة والغوص لجمع اللؤلؤ بشكلٍ أساسي، وذلك إلى أن تم اكتشاف النفط وبدء تصديره عام 1946، ولكن لم يعد وقتها بالخير على أبناء الكويت؛ حيث كانت الدولة تحت حصار الإحتلال البريطاني الذي احتكر ثرواتها النفطية حتى عام 1961، حين نالت الكويت استقلالها وبدأت النهضة الكبرى للكويت التي حولتها إلى واحدة من أغنى دول العالم، وجعلتها من ضمن أكبر 10 دول تحتوي على احتياطي نفطي حول العالم؛ حيث قدر ما تحتويه أرض الكويت من احتياطي نفط بحوالي 10% من مجموع الاحتياطي النفطي العالمي.

 

تعرف على منطقة دسمان في الكويت

منطقة دسمان، هي أحد الأحياء المطلة على البحر بمدينة الكويت، تقع تحديدًا في الجانب الشرقي للعاصمة وتبلغ مساحتها حوالي 1008 كيلو متر مربع ونصف الكيلو متر المربع، أما عن تاريخ المدينة فهو جزء أصيل من تاريخ العاصمة الكويت منذ القدم إلى أن أصبحت رسمياً أحد مناطقها البارزة بعد تشييد أول سور حول الكويت، وإعلانها عاصمة لدولة الكويت، وإحدى محافظاتها البالغ عددهم 6 محافظات، ومنذ ذلك الحين ومنطقة دسمان واجهة للعاصمة وصاحبة الشهرة الأوسع بين مناطقها.

 

كل هذه المقدمات والقوة الاقتصادية التي امتلكتها دولة الكويت، انعكست بشكلٍ ملحوظ على مستوى معيشة أهلها وشكل المناطق والمباني التي تضاهي في جمالها أجمل المدن الأوروبية، ومن أشهر مناطق دولة الكويت التي يقصدها الزوار لما فيها من جمال معماري وعوالم هامة وفاخرة، منطقة دسمان في الكويت العاصمة حيث  تعتبر واجهة البلاد الرئيسية، فدعونا نعطيكم فيما يلي فكرة عن هذه المنطقة المميزة رغم صغر مساحتها.

 

أشهر المعالم داخل منطقة دسمان في الكويت

يمتزج في منطقة دسمان التاريخ بالحداثة والمستقبل، فحين يسير الزائر بشوارعها سيشهد تنوع معالمها الشهيرة بين معلم يؤرخ ويحكي لنا فصلاً من تاريخ الكويت الحديث ونهضة ما بعد الاستقلال، ومعلم أخرى يحدثنا عن ما وصلت إليه منطقة دسمان ودولة الكويت من تطور هندسي أنتج لنا تحف هندسية، كما سيلحظ بالطبع أعمال التطوير والتجديد التي تقوم بها الدولة في دسمان وسائر المناطق الكويتية؛ لجعلها مناطق جذب سياحي من الدرجة الأولى، ومن الأشكال المختلفة لمعالم دسمان ما يلي:

 

قصر دسمان

يفوق عمر قصر دسمان عن القرن، حيث بدأ تأسيسه عام 1904 على يد الشيخ جابر المبارك الصباح، ولكن القصر لم يكتمل في عهده وتأجل الانتهاء من تشييده إلى عام 1930 في عهد الشيخ أحمد الجابر ولي العهد الثاني لجابر المبارك، وقد أراد أحمد الجابر أن يجعل من قصر دسمان تحفه فنية؛ فحرص على متابعة العمل به خطوة بخطوة واختار القائمون على القصر كل قطعة فيه بعناية من أواني ذهبية ومصابيح كهربائية ومفروشات وغيره من محتويات القصر، فلم يبخل الأمير أحمد الجابر بأي أموال على القصر بل جعل له ميزانية شبه مفتوحة وصرف عليه حتى أخرج لنا واحد من أجمل القصور في الوطن العربي، والمميز في القصر أيضاً أنه يحتفظ ببنائه وهيكله الأول حيث لم تطرأ عليه سوى تعديلات بسيطة للمحافظة عليه كأحد المعالم التاريخية بمنطقة دسمان.

 

بوابة دسمان

هي أحد البوابات التاريخية لمدينة الكويت التي احتواها سور المدينة، وكانت قديماً البوابة الخاصة بقصر دسمان والعائلة الحاكمة؛ لقربها من القصر،  لذا اكتسبت اسمه بعد أن كان يطلق عليها بوابة أو دروازة بنيد القار، وتوجد البوابة حتى الآن ولكن شهدت عدة تجديدات.

 

أبراج الكويت

معلم سياحي هام وشهير جداً بدولة الكويت و تحديداً في منطقة دسمان، فهذه الأبراج تعكس رقي وفخامة العاصمة وما وصلت إليه الكويت من إبداع معماري، وهي بلا شك من رموز دولة الكويت، تم افتتاحها عام 1979 وتتكون من ثلاث أبراج،  يحتوي البرج الرئيسي فيهم على المرفقات من مطاعم ومحال وقاعة دسمان الشهيرة للاحتفالات، أما البرج الأوسط فهو عبارة عن خزان مياه، والبرج الأخير يستخدم كمحطة توليد كهرباء. وقد فازت أبراج الكويت بجائزة آغا خان للعمارة الإسلامية عام 1980.

 

وأخيرًا تستعد الكويت لمستقبل مشرق برؤية الإصلاح والتعمير فى عام 2035، التي تستعد فيها الدولة من الآن لمرحلة ما بعد البترول أو بشكلٍ أصح تسعى من خلالها الكويت لاستغلال مواردها الأخرى وتشجيع حركة السياحة؛ وذلك عن طريق خطة تطويرية واسعة لدسمان وكافة مناطق الدولة.