منطقة الشرق

تُعد منطقة الشرق في الكويت القلب النابض لمحافظة العاصمة أو مدينة الكويت كما تُعرف، وأحد أهم مناطق دولة الكويت تاريخيًا، كما تًعد من أهم المراكز التجارية بالدولة وتضم عدد كبير من الشركات العامة والخاصة والأسواق الكبيرة لا على مستوى الكويت فقط، بل على مستوى الخليج العربي كله، كما تتميز منطقة الشرق في الكويت بتصميمها المعماري الحديث والفخم المشهور بالمباني المرتفعة وناطحات السحاب؛ حيث يعد برج الحمراء بمنطقة شرق أحد أعلى المباني في العالم، وأطول ناطحة سحاب في دولة الكويت.

 

سبب التسمية وتاريخ المنطقة

سميت منطقة الشرق في الكويت بهذا الاسم نسبة لموقعها الجغرافي شرق قصر السيف المعروف بكونه قصر الحكم الأول للمملكة الكويتية منذ عهد الشيخ مبارك الكبير عام 1904، ولكونها أحد أهم مناطق العاصمة الكويتية فتاريخها جزء أصيل من تاريخ مدينة الكويت؛ حيث كانت منطقة شرق وجبلة والمرقب ودسمان هم المناطق الأساسية التي تضم الغالبية العظمى من سكان الكويت في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط، ويحيطهم سور كبير تم هدمه وبنائه ثلاث مرات مع كل توسع عمراني للكويت منذ السور الأول الذي شيد في عهد الشيخ صباح بن جابر المؤسس والحاكم الأول للكويت وذلك عام 1760، وحتى السور الثالث الذي شيد في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح عام 1920، إلى جانب بعض القرى المجاورة والتابعة للكويت خارج أسوار العاصمة وبواباتها التاريخية، حتى بدأت مرحلة النفط وتم هدم سور الكويت الثالث، وعُرفت الكويت القديمة باسم مدينة الكويت أو العاصمة وقُسمت لمناطق أقدمها وأشهرها منطقة الشرق.

 

أهم معالم منطقة الشرق في الكويت

تعتبر منطقة شرق من المناطق الكبيرة مساحة، حيث تبلغ مساحتها حوالي 3030كم²، وتحتوي على عدد من أهم المعالم التاريخية والحضارية لدولة الكويت، حيث تجمع منطقة شرق بين شواهد تاريخية تحكي فصولًا من تأسيس وتطور الكويت، ومعالم حضارية وتجارية تعكس ما وصلت له الكويت الآن من تقدم وبروز على مستوى الوطن العربي والعالم، ومن أهم هذه المعالم:

 

حسينية معرفي

هي من أعرق وأقدم المباني التراثية بمنطقة الشرق في الكويت؛ حيث يزيد عمرها عن القرن، احتضنت خلاله أهم المجالس الدينية والثقافية التي أقيمت بالكويت، وكانت مركز للعلماء ورجال الدين منذ أن أسسها الحاج محمد حسين نصر الله معرفي بشرائه لثلاثة بيوت وضمهم وساحاتهم ليكونوا الحسينية التي تم افتتاحها أول مرة عام 1905 م، وقد اهتمت الحكومة الكويتية بحسينية معرفي؛ نظرًا لكونها صرح ديني وأدبي عريق وقامت بعمليات ترميم وتوسيع لها كانت أخرها هذا العام بعد أن توقفت عن العمل لثلاث سنوات لأعمال الصيانة.

 

بيت ديكسون

يعتبر من أشهر المعالم الموجودة في منطقة الشرق في الكويت ومن أقدم البيوت الموجودة بالمنطقة؛ حيث يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر الميلادي حين كان ملكًا إلى أحد تجار الكويت الكبار والمعروفين تاريخيًا جاسم بن محمد بن علي العصفور، ولكن بدأ يشتهر البيت ويعرف في أرجاء الكويت حين سكنه الكولونيل ديكسون الذي تم تعيينه بمنصب المعتمد البريطاني بدولة الكويت عام 1929، وظلت زوجة ديكسون تسكن البيت بعد وفاته حتى عام 1990، وبعد وفاتها تم ضم البيت إلى المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب واعتباره مزارًا سياحيًا وتراثًا هامًا بالمنطقة.

 

المستشفى الأميري

يمكن اعتبارها أحد أهم خطوات الكويت في الخروج من تحت أنياب التحكم الأجنبي، فقد كان بناء المستشفى الأميري بمنطقة شرق خطوة كبيرة جدًا للشعب الكويتي؛ حيث إنها أول مستشفى حكومي كويتي يتم بناءه بالدولة بعد أن كان الاعتماد على المستشفى الأمريكاني، وبدأ بناء المستشفى عام 1941 بموافقة من مجلس الشورى، وتم الإفتتاح عام 1949 بعد أن توقف البناء لفترة بسبب الحرب العالمية الثانية، ضمت المستشفى حينها 45 سريرًا وغرف للعمليات والمختبر والصيدلية.

 

سوق شرق

يُعد سوق شرق أشهر الأسواق التجارية وأكبرها على مستوى الكويت والخليج العربي، فهو مجمع تجاري كبير افتتحه الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1998، ويمتد على مساحة 55 ألف م² ،وكلفت عملية إنشائه 35 مليون دينار كويتي بعد عمل دام لمدة سنتين ونصف، ويضم السوق المحال التجارية ومطاعم الوجبات السريعة للكثير من العلامات التجارية العالمية الشهيرة، بالإضافة إلى دور عرض الأفلام السينمائية والأماكن الترفيهية ورصيف مائي كبير.

 

وتضم منطقة الشرق في الكويت كما ذكرنا من قبل أكبر ناطحة سحاب بالدولة المعروفة باسم برج الحمراء، التي استغرقت 6 أعوام تقريبًا للانتهاء من أعمال البناء بها وافتتاحها عام 2012، كذلك تحتوي منطقة الشرق على أول مكتبة متخصصة في الشعر العربي بالعالم وهي مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، وعدد كبير من المنشئات الحكومية المؤسسات الهامة بدولة الكويت كوزارة الخارجية الكويتية.