دولة الكويت

دولة الكويت إحدى بلدان شبه الجزيرة العربيَّة، تحدُّها دولة العراق غربًا وشمالًا، والمملكة السُّعودية جنوبًا أمَّا شرقًا فيحدُّها الخليج العربي، كانت الكويت فيما مضى عبارة عن مدينة تحاطُ بسورٍ طينيٍّ ولكن بعد اكتشاف النِّفط تمَّ إزالة هذا السُّور ومن ثَمَّ أصبح الفرد الكويتي أحد أعلى الأشخاص دخلًا في العالم بالإضافة لإعفائه من الضَّرائب، ومن أجل منح الكويت جنسيتها لمن يبتغيها وضعت شرطًا وهو إتقان اللغة العربية فلغتها الأم هي اللغة العربية باللهجة الخليجيَّة، معظم سكان الكويت يتقنون القراءة والكتابة فالتَّعليم فيها مجانيٌّ مع مستلزمات المدرسة وزيِّها ووجبات الغذاء ضمن فترات الاستراحة، وعلى الرُّغم من التَّطور الذي عاشته الكويت واحتضانها للعديد من الثَّقافات الغربيَّة، إلَّا أنَّها مازالت محافظةً على عاداتها وتقاليدها كالحياكة على المنوال البدوي ورقصاتها التَّقليديَّة بالسَّيف، ويعدُّ قصر السَّيف الذي تميِّزه هندسته المعماريَّة مسكنًا للعائلة الحاكمة فيها،[١] يبلغ تعداد سكان الكويت  4282 875 2 تحت رايةٍ اختيرت بعنايةٍ لتوحدهم، وسيتمُّ الآن الحديث عن تاريخ علمهم وسرُّ رموزه.

 

تاريخ العلم الكويتي، وسبب اختيار هذا الشكل له

ما إن تفرض أي دولة سيطرتها على أرضٍ ما، فأول ما تسعى إليه هو تبديل علمها والرَّاية التي ترفرف على أراضيها، ولهذا كثيرًا ما تمرُّ الأعلام بمراحل تاريخيَّة عديدة، ومن بين هذه الأعلام التي كان تاريخها حافلًا بالتَّغير هو العلم الكويتي، وسيُذكَرُ ما مرَّ به من مراحل تاريخيَّة.

 

 

العلم الكويتي ما بين 1899 - 1909

رفعت الكويت ما قبل الحكم العثمانيّ راية حمراء اللون ويتخللها اللون الأبيض كحال جميع الأعلام والرَّايات في الخليج العربي آنذاك، وأثناء الحكم العثماني استخدمت الكويت علم الامبراطوريَّة العثمانية وهو عبارة عن علم أحمر يتوسطه هلال ونجمة بيضاء اللون، وفي عام 1988 وقَّعت الكويت معاهدةً سريَّةً مع بريطانيا مفادها أن لا تتصرَّف الكويت بشيءٍ من أراضيها كآجار أو استثمار لأي أجنبيٍّ من دون الرُّجوع للسُّلطات البريطانيَّة، على أن تحمي بريطانيا الكويت من أيِّ غزوٍ خارجيٍّ مع المحافظة على سلامة أراضيها، ومع ذلك بقي علمها على ما هو عليه مع توسيعٍ طفيفٍ لعرض الهلال والنَّجمة، وفي عام 1909 اقترحوا علمًا يضم إلى جانب الهلال والنَّجمة نصًا مكتوبًا باللغة العربية وهو كلمة الكويت.

 

 

العلم الكويتي ما بين 1914-1921

في عام 1914 تعرَّضت الكويت للأذى من نيرانٍ صديقةٍ خلال حملة بلاد الرَّافدين، فدفعها هذا الأمر للتَّفكير جدِّيًّا بتغيير علمها، فقامت سنة 1915 بإزالة الهلال والنّجمة من علمها وتزيين وسطه بكلمة الكويت بالأحرف العربيَّة، وبقي هذا العلم مستخدمًا لعام 1921.

 

 

العلم الكويتي ما بين 1921 -1961

بعد إعلان الكويت مشيخةً مستقلَّةٍ تحت الانتداب البريطانيِّ أضاف شيخها إلى العلم لفظ الشَّهادة بشكلٍ موازٍ لسارية العلم، وبقي مستخدمًا حتَّى عام 1941، حيث أضاف إليه بعد هذا التَّاريخ شعار عائلة الصَّباح، وفي عام 1956 أضاف شيخ الكويت للعلم شريطًا أبيضًا متموِّجًا ليصبح العلم عبارةً عن رايةٍ حمراء يتوسطها كلمة الكويت بالأحرف العربيَّة والشَّهادة محاذيةً لساريةِ العلم ويزيِّنُ يسار العلم ذاك الشَّريط الأبيض، بقي هذا التَّصميم مستخدمًا على الأراضي الكويتيَّة حتى عام 1961.

 

 

العلم الحالي للكويت ما بعد عام 1961

لقد مرَّ علم الكويت بالعديد من المراحل التَّاريخيَّة حتى وصل لسنة 1961 وهو تاريخ استقلال الكويت، فاتَّخذ حاكمها من هذا التَّاريخ مناسبةً لينتقي علمًا مختلفًا ومتميِّزًا بتصميمه، فكان العلم عبارةً عن ثلاثة شرائط أفقية وهي الأخضر والأبيض والأحمر مرتَّبةً من الأعلى إلى الأسفل بالإضافة لشكل شبه المنحرف الأسود والذي يحتلُّ القسم الأيسر منه.

 

 

ألوان علم الكويت ومعانيها

إنَّ لعلم الكويت العديد من المميزات والخصائص فألوانه تعدُّ ألوانًا عربيَّةً وكثُرَ استخدامها في تصميم رايات العرب، ولكل لونٍ من الألوان معناه ورمزه الذي اختيرَ من أجله، وسيتِمُّ ذكر تلك المعاني والرُّموز.

 

 

اللون الأخضر

لقد ورد عدة تفاسير بخصوص اللون الأخضر والذي احتَّل الشَّريط الأعلى للعلم، فقد قيل أنَّ اللون الأخضر هو رمزٌ للأسرة الفاطمية وللأرض الخصبة، أمَّا التَّفسير الثَّاني للون الأخضر فقد قيل أنَّه مستمدٌ من قصيدة صفي الدِّين الحلي وهو رمزُ للأرض حينما قال: "خضرٌ مرابعنا".

 

 

اللون الأبيض

أمَّا اللون الأبيض فقد ورد فيه العديد من التَّفاسير والمعاني، فقد قيل أنَّه رمزٌللدَّولة الأمويَّة وللأعمال الصَّافية والنَّقية، في حين كان هناك تفسير ثانٍ حيث قيل فيه كما قيل باللون الأخضر أنَّه مستمدٌ من قصيدة صفي الدِّين الحليِّ وهو فيها رمزٌ للأعمال حينما قال: "بيضٌ صنائعنا".

 

 

اللون الأحمر

في حين ما ورد باللون الأحمر والذي يحتَّل الشَّريط السفليِّ للعلم شيءٌ أخر، فقد قيل أنَّه رمزٌ للسُّلالة الهاشميَّة وللدِّماء المتواجد على نصل السِّيوف، وقيل فيه أيضًا أنَّ رمزيَّته مستمدةٌ من قصيدة صفي الدِّين الحلي، وهو فيها رمزٌ للسُّيوف حينما قال: "حمرٌ مواضينا".

 

 

اللون الأسود

اللون الأسود هنا هو عبارةٌ عن ذاك الشَّكل الشِّبه المنحرف، وقد قيل فيه أنَّه رمزٌ للدَّولة العباسيَّة ولهزيمة العدوِّ في المعارك، وقد ورد فيه تفسيرًا أخر كما بقيَّة الألوان على أنَّه مستمدٌ من قصيدة صفي الدِّين الحلي وهو فيها رمزٌ للمعارك، حينما قال: "سودٌ وقائعنا".

 

 

تحية العلم الكويتي واستخداماته

منذ القديم بدأ استخدام الأعلام في ساحات المعارك من أجل تمييز الحلفاء من الأعداء، وهذا ما تعرَّضت له الكويت عندما رفعت علمًا شبيهًا بعلم العثمانيين فأصيبت بنيران الانتداب البريطاني رغم تحالفها معهم، وما كان هذا الخطأ إلا نتيجةً لاستخدام العلم بشكل خاطئ، بالإضافة إلى أنَّه يُستخدم للتَّعريف عن هوية الشَّخص وانتمائه الوطنيِّ، والكويت كجميع الدُّول تفوم بتحيةٍ العلم أثناء استقبال الوفود الرَّسميَّة وفي المحافل الوطنيَّة وفي صفوف الدِّراسة أيضًا.