محافظة تربة

محافظة تربة من المحافظات الشهيرة في المملكة العربية السعودية، وهي مدينة قديمة جدًا، حيث بينت المخطوطات التي عثر عليها المؤرخون أن هذه المدينة تعود إلى عهد العماليق القدامى.

 

تربة من المدن التي سكنتها قبائل متعددة في العصر الجاهلي، وتوالت عليها الشعوب حتى يومنا هذا، وقد أوضحت المخطوطات أيضًا أن قبائل هوازن هي أول القبائل التي سكنت هذه المدينة، ثم تفرعت عنها قبيلة بني هلال، وبني كلاب، وقبيلة خفاجة، وقبيلة الشياب، كما سكنتها قبيلة البقوم قبل بعثة النبي، وبقيت فيها حتى بعد الإسلام، ولقبت مدينة تربة بمفتاح الحجاز، لموقعها وامتدادها على مسافات كبيرة.

 

موقع ومساحة محافظة تربة

تقع المدينة في جهة الجنوب الشرقي من مكة المكرمة، وتحدها من جهة الجنوب الباحة، ومن جهة الشرق محافظة الخرمة، ومحافظة رنية، أما من الشمال فتحدها محافظة المويه، ومن جهة الغرب ميسان والطائف.

 

تقدر مساحة تربة بحوالي 898755كم²، أي بما يشكل 6.32% من مساحة السعودية، فهي في الترتيب السادس من حيث المساحة بالنسبة لباقي محافظات المملكة، ونظرًا للمساحة الكبيرة التي تشغلها المدينة، فإن إحصاءات عام 1435هـ، أوردت أن عدد سكانها وصل إلى ما يقارب 49.269 نسمة بما يمثل نحو 0.62% من سكان المنطقة.

 

ميزات الموقع الجغرافي لتربة

لموقع المدينة دور كبير في الكثافة السكانية فيها، والازدهار الذي عاشته أيضًا، ومن أهمّ المميزات التي منحها الموقع للمدينة ما يأتي:

 

قربها من منطقة الحجاز، وبالتالي فإنّ التواصل والانتقال من وإلى المدينة سهل جدًا وميسر.

قربها من صحراء نجد جعلها مناسبة جدًا لأن تكون مرعى للمواشي والأغنام.

اعتدال المناخ المعتدل جعل من المنطقة مكانًا ملائمًا للسكن وأشكال الحياة المتحضرة والمدنية.

توفر المياه بكثرة والتربة الجيدة لعب دورًا مهماً في جعل المدينة مناسبة لكافة أنواع الزراعة، وبالتالي الاستقرار للقبائل والشعوب التي عاشت فيها من دون الحاجة إلى الرحيل في مواسم معينة.

 

تقسيم المحافظة الإداري

تعتبر مدينة تربة من المحافظات التي تحمل التصنيف الإداري فئة أ، وتتكوّن من تسعة أقسام  إدارية وهي سهر، والعرفين، والقوامة، والحشرج، والعصلة، والعلبة، والخضيراء، والخالدية، والعلاوة، بالإضافة إلى نطاقها الإشرافي، وكل هذه المراكز من الفئة ب، باستثناء حشرج التي تخضع للتصنيف أ، والحاكم الإداري أو المحافظ للمدينة في الوقت الحالي هو ناصر حمود سعود السبيعي.

 

آثار محافظة تربة

تنتشر في مدينة تربة العديد من الآثار القديمة، منها بقايا المنازل والقصور الحجرية التي شيدت على رؤوس التلال والجبال ، وقنوات المياه الممتدة هنا وهناك، بالإضافة إلى الآبار والسدود، كما توجد فيها النقوش والكتابات المختلفة والمنقوشة على الجبال وعلى جدران المتاحف والمقابر، بالإضافة إلى هذه الأشياء هناك آثار بارزة في المدينة ومن أبرزها ما يأتي:

 

قلعة شنقل: توجد هذه القلعة في قرية اللبط، وتم تشييدها على المنحدر الغربي  الذي يفصل وادي تربة عن وادي كرا، وتقع تحديدًا على الطريق المؤدي إلى وادي كرا من جهة الشمال، وتنتشر حولها الكثير من المنازل القديمة.

قصر منيف: تم تشييد هذا القصر في 25/شعبان/1337هـ، وهو شاهد على  معركة تربة التي حدثت داخل أسواره وحوله، والتي خلفته حطامًا، وعلى الرغم من الدمار الذي تعرض له إلا أنّ آثاره ما زلت واضحة للعيان بالقرب من شعبة عبد العزيز بن محمد العبدلي.

سوق رامدان: أطلقت عليه هذه التسمية بسبب الحريق الكبير الذي نشب فيه قديمًا وأتى على كل ما فيه من محال ومنازل والتي كانت مبنية من سعف النخل والجريد، وبعد الحريق الكبير الذي قلبها رماد، ارتأى أهلها إلى إعادة تشييد السوق وبناء ما فيه من منازل، ودكاكين، ومحال من الطين، وهذا السوق له بوابتان واحدة جهة الشمال والأخرى من  جهة الجنوب.

جبال أبو مراس والبغثاء: تقع هذه الجبال في مركز المدينة، وتشتهر بالكثير من الآثار القديمة التي بنيت من الحجر مما دل على قدم تشييدها منذ سكنتها قبيلة البقوم.