قصة كمنجة عثمانية تعيدها فتاة بعد 150 سنة من الغربة

لم ترتح العازفة التركية امينة بستانجي Emine Bostanc? يهدئ لها بال حتى اعادت الكمنجة العثمانية التي يعود تاريخ صناعتها الى 150 سنة وصنعت خصيصا الى القصر العثماني لتخرج من تركيا الى كندا عن طريق عراقي في الستينيات .

قصة رحلة هذه الكمنجة العثمانية تبدأ عندما صنعها احد اشهر صناع الالات الموسيقية في القرن 18 الأرمني بارون ، والذي صنعها خصيصا لجارية السلطان العثماني عبد العزيز ، والتي كانت تعزف بها اعذب الاحان في تلك الحقبة الزمنية .

وتستمر القصة عندما يأتي شاب عراقي يسكن في كندا ويشتريها مع بعض الالات الموسيقية الاثرية من إسطنبول في ستينيات القرن الماضي لتغادر هذه الالة الموسيقة الأراضي التركية عبر المحيط .

بينما تترعرع فتاة تركية لتصبح عازفة على الالات الوترية وعلى وجه الخصوص الة الكمنجة والتي درست تاريخ الكمنجة كما تعلمت على العزف عليها ليصل بها الحال الى التعرف على احد صناع الكمنجات وهو الذي قال لها انه توجد كمنجة عثمانية لدى شخص في كندا ، وقد استغرقت من الوقت 4 سنوات لتجمع المال لشراء هذه الكمنجة العثمانية .

وبالفعل اشترتها بشق الانفس من جامع الانتيكة لتبدأ مسيرة خوف من عدم وصول هذه القطعة الثمينة حيث انها مكسية بالعاج الذي هو من المواد المحضورة في اغلب مطارات العالم ، ولكنها تتجاوز كل المطارات لتصل الى أحضان بلدها الام تركيا ولتقع بين ايدي واحدى من عشاق الكمنجة بتارخيه وفنه الراقي .

وتقول بستانجي ان اجمل لحضات حياتها عندما تجلس وتعزف على هذه الالة التي صنعت خصيصا للقصر العثماني وهي تعزف عليها الان ، ويجدر الإشارة الى ان الكمنجة ظهرت في تركيا في القرن 16 من زمن البيزنطينيين وتطورت بشكلها الحالي على الحرفيين في العهد العثماني ويبلغ طولها بين 45-50 سنتمتر .