يُعدُّ الشعير من محاصيل الحبوب القديمة غير المنتشرة في الأماكن البريّة، إلا أنّه يزرع في جميع أنحاء العالم، وهو من النباتات الحوليّة، إذ تتوفر منه أصناف صيفيّة وأخرى شتويّة، وينمو في المناطق الجافة والباردة، كما يمكن زراعته في المناخ الحار، إلا أنّه يكون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض ومُسبباتها في هذا المناخ، لكنّه بالمقابل لا يزرع في المناطق الرطبة، أو في درجات الحرارة المنخفضة جداً؛ فمن الممكن أن يموت المحصول في درجات الحرارة التي تقل عن 8 درجاتٍ سيلسيوسّية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعير يحتلّ المرتبة الرابعة في الإنتاج العالميّ للحبوب، ويتمّ إنتاج حبوب الشعير للاستهلاك الحيوانيّ والبشريّ،وللشعير أشكال متعددة، بما في ذلك؛ الشعير النابت ذو البراعم (بالإنجليزية: Germination Sprouted barley)، والشعير المُبرغل أو المقشور، ومستخلص زيت الشعير، ودقيق الشعير الذي يدخل في تصنيع منتجات عدّة، مثل: الخبز، والمعكرونة، وكعكة المافِن، كما تُستخدم بذور الشعير المُحمّصة في صنع القهوة.
ويمكن استخدام الشعير في بعض الأطعمة لزيادة قيمتها الغذائية، وكذلك في حال إضافته إلى المنتجات، فمثلاً ينتج من طحن الشعيرالنخالة، والطحين، وجريش الشعير، ومن الممكن أن يستخدم الشعير المُبرغل في حبوب الإفطار، والشوربات، وأغذية الأطفال، وغيرها من الأطعمة، ويستخدم مستخلص الشعير في المخبوزات؛ لتحسين الملمس، والحجم، والطعم، واللون النهائي لها، عن طريق تعزيزه للسكر، والبروتين، وحمض الأميليز (بالإنجليزيّة: Amylase) الموجودة في العجائن
كما اشتُهر استخدام ماء الشعير في العديد من البلدان منذ عدة قرون، فمن الممكن شرب ماء الشعير، أو إضافتهللخضرواتوالأطعمة المختلفة، حيث أطلق عليه اليونانيون القدماء مسمى الـ Kykeon؛ وهو مشروبٌ مصنوع من الماء، والشعير، وموادٍ طبيعية أخرى، بينما يقدمه البريطانيون بعد غليه بالماء الساخن، ومن ثم إضافة كلٌ منالليمون، وعصير الفواكه، والسكر له، أمّا في جنوب شرق آسيا فيمكن تقديم مشروب الشعير ساخناً أو بارداً، في حين أنّ الهند تطلق عليه اسم الـ Sattu والذي يحظى بشعبيّةٍ كبيرة ٍبين سكانها.
تُعدُّ بذورُ الشعيرِ المُكوِّنَ الأبرزَ في شراب الشعير ومنتجاته، ويُشتهر استهلاكها من قِبل الذين يتّبعون الأنظمة الغذائيّة الصحيّة، وذلك لارتفاع محتواها من الألياف، ممّا يساهم في تحسين حركة الأمعاء، والشعور بالشبع، وتقليل الكميّة المُستهلكة من الأطعمة، لكن يجدر التنبيه إلى أنّ هذه الفائدة لا يمكن الحصول عليها من استهلاك شراب الشعير، كما أنّ الدراسات التي أجريت حول فوائد شراب الشعير تعدُّ قليلة ومحدودة، وتعود العديد من الفوائد لبذور الشعير باعتباره من الحبوب الكاملة، وخاصّةً تلك المرتبطة بصحّة الجهاز الهضميّ وإنقاص الوزن.وسنذكر في هذا المقال فوائد بذور الشعير، ومنتجاته؛ كدقيق الشعير والخبز المصنوع منه.
ليست هناك فوائد خاصة يوفرها الشعير للحامل، فهو يوفر الفوائد نفسها للأشخاص في جميع الحالات، ولكن يجب على النساء خلال فترة الحمل استهلاك الشعير باعتدال، وتجنب الشعير النابت -أو ما يُعرف بالمسنبت-، وللمزيد من المعلومات حول ذلك يمكن قراءة فقرة محاذير استخدام الشعير الموجودة أسفل المقال
يُعدّ لشعير من الأطعمة المناسبة للأطفال، إذ يمكن البدء بتقديمه للرضع بعمر 6 أشهر، ولكن من المهمّ عدم تقديمه قبل ذلك، فقد يزيد من خطر إصابتهم بحساسية القمح في حال تقديمه في عمرٍ مبكر، كما يجب التنبيه إلى أنّه يجب عدم إعطاء الشعير للأطفال كأول طعامٍ يجربونه، وفي حال كانوا مصابين بحساسيةٍ اتجاه القمح فيجب عدم إعطائهم الشعير أيضاً
بحسب وزارة الزراعة الأمريكية، فإنّ 100 غرامٍ من الشعير يحتوي على المواد الغذائية المُوضّحة بالجدول الآتي:
العنصرالغذائي | القيمة الغذائية |
---|---|
الماء | 10.09 ميليلترات |
السعرات الحرارية | 352 سعرة حرارية |
البروتين | 9.91 غرامات |
الدهون | 1.16 غرام |
الكربوهيدرات | 77.72 غراماً |
الألياف | 15.6 غراماً |
السكريات | 0.8 غرام |
الكالسيوم | 29 مليغراماً |
الحديد | 2.5 مليغرام |
البوتاسيوم | 280 مليغراماً |
الصوديوم | 9 مليغرامات |
الفسفور | 221 مليغراماً |
المغنيسيوم | 79 مليغراماً |
يُعدُّ تناول الشعير عن طريق الفمغالباً آمناًلمعظم الأشخاص، ولكنّه قد يسبب آلاماً في المعدة، أو ردّ فعلٍ تحسسي؛ كصعوبة في التنفس أو ظهور طفحٍ جلديّ لدى بعض الأطفال والبالغين، كما يُعدُّغالباً آمناًعند تناوله من المرأة الحامل بالكميات الموجودة في الغذاء، ولكنّ تناولها للشعير النابت ذا البراعم بكميات كبيرة قديحُتمل أمانه، ولذا ينصح بتجنب استهلاكها لهذه الكميات خلال الحمل، ولا توجد معلومات كافية حول أمانتناول الشعير للمرأة المُرضع، ولذا يفضل تجنبه خلال هذه الفترة أيضاً.
إنّ تناول الشعير من قِبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح؛ قد يسبب تفاقم حالتهم وذلك لأنّه يحتوي على الجلوتين (بالإنجليزيّة: Gluten) ولذا يجب عليهم تجنب تناوله، وأيضاً قد يسبب ردّ فعلٍ تحسسي لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية اتجاه الحبوب الكاملة الأخرى؛ كالقمح، والشوفان، والذرة، والأرز، وغيرها.وتجدر الإشارة إلى أنّ الشعير يحتوي على مضادات التغذية (بالإنجليزية: Antinutrients)؛ التي تضعف من عملية الهضم، وامتصاص بعض المواد الغذائية؛ كالكالسيوم، والزنك، والحديد، والنحاس، ولكن من جهة أخرى يمكن التقليل من تأثير هذه المضادات ورفع معدل امتصاص المواد الغذائية عن طريق إنبات الشعير أو نقعهفبحسب مراجعة أجرتها جامعة بنجاب للزراعة في الهند عام 2015؛ فقد لوحظ أنّ إنبات الحبوب قد يعزز من قيمتها الغذائية، ويرفع من محتواها من البروتين،والفيتامينات، وغيرها من العناصر.
"