رواية طويلة للاديب الكبير اورهان باموق ، تقعفي 696 صفحة ويحاول المؤلف الكبير باموق ان يسترق من احداث المسلسل ليروي لنا عن المدينة التي يعشق إسطنبول بتنوعها الاجتماعي واختلاف ثقافتها .

ويتحدث اورهان في روايته هذه عن حياة الشاب مولود قرة طاش الذي ولد في قرية بسيطة واحدة من قرى وسط الاناضول سنة 1957 حيث تقع قريته على تلك البحيرة الضبابية التي لا ترى فيها المستقبل مثلما لا ترى المياه أيام الضباب.

نزح الى إسطنبول بعمر الثانية عشر من عمره وبقي في إسطنبول حتى بلغ الخامسة والعشرين ليعود الى قريته ويتزوج الفتاة التي احبها عبر رسائل صديقه سليمان الذي خدعه وقدم له اختها بدلا منها ليرزق منها بنتين وبعد عقدين من الزمن تموت الزوج ويعود ليقترن بمن احب .

يعمل مولود دون انقطاع في عاصمة الدنيا إسطنبول بدون كلل وعمل في كل الاعمال بائع لبن زبادي وبائع مثلجات والأرز ونادلا وعمل في كل شيء ليوفر لقمة العيش له ولعائلته، وحين يسير في الازقة ليبيع بضاعه يشعر بالضياع ولا يعلم الي اين هو ذاهب وماذا هو فاعل حتى يعود الى رشده .

ويظهر باموك التشوش الذي يسكن عقل بطله وروحه، يعتقد أنه يمكن للإنسان في المدينة أن يشعر بالوحدة في وسط الزحام، وما يجعل المدينة مدينة هو إمكانية الإنسان إخفاء الغرابة التي في عقله.

كما يصور خوفه من كل المحيطين به ودائما ما يشعر بغرابة في عقله حيث ينقل مع كل ذكرى من أي مكان او عمل يعمل به وتضل غربته موجودة حتى يجد حبه الضائع وهو يؤمن ان الخلاص في الحب وحده، الرواية من ترجمة عبد القادر عبدللي وطبعت في دار العربية للعلوم ناشرون سنة 2006 .