تعرف على الموسيقى التركية ... انواعها وعلاقتها بالموسيقى العربية

الكاتب: رامي -
تعرف على الموسيقى التركية ... انواعها وعلاقتها بالموسيقى العربية
"""

تعرف على الموسيقى التركية ... انواعها وعلاقتها بالموسيقى العربية

تعرف على الموسيقى التركية ... انواعها وعلاقتها بالموسيقى العربية


طالما شكلت الموسيقى مدخلاً مهماً لمعرفة أسرار الشعوب وثقافاتها، وأكد ذلك وصف الحكيم الصيني كونفوشيوس في القرن الخامس قبل الميلاد، عندما قال: (إذا أردت أن تتعرف في بلد ما على مبلغ حظه من المدينة، وعلى نوع رقيه، فأنظر إلى موسيقاه). والمتفحص في تاريخ الموسيقى سيجد أنها عريقة الجذور، وأن منطقتنا العربية لها نصيب جيد ومهم في تكوين الموسيقى العالمية. ونجد في هذا السياق، روحية ترابط وتناغم فريدة تصل بين موسيقانا ونظيرتها التركية.


الباحث في جذور الموسيقى التركية سيجد أنها غارقة في الزمن، وبلا شك أن قدمها هذا ساعدها في التطور والتوسع واستيعاب عديد الأنماط الموسيقية الحديثة، بما تتضمنه من آلات حديثة. وفضلاً عن ذلك، ساعد وجود أنماط عرقية مختلفة في تركيا، مثل الكردية والأرمينية واليونانية والبولندية والأذرية، في توسيع قاعدة تراث الموسيقى التركية، ولذلك نجد أن العديد من المدن والبلدات التركية ما زالت عامرة بالمشاهد النابضة بالحياة الموسيقية المحلية، ويتجلى هذا المشهد في شارع الاستقلال وسط مدينة اسطنبول، الذي تنتشر على جنباته الكثير من (فرق الشوارع)، التي تقدم كافة أنواع الموسيقى المحلية والعالمية بالمجان، وبالتأكيد أن ذلك ساهم في تعميق علاقة الشعب التركي بالموسيقى.


نهجها الأكاديمي :


تميزت تركيا عن غيرها في دول المنطقة بأنها اهتمت كثيراً بالتراث الموسيقي، واستطاعت عبر عقود من الزمن تخريج العديد من العارفين والمتبحرين في علوم الموسيقى التركية، ومن أبرزهم فكرت كاراكيا الذي درس الفنون الجميلة والآداب بجامعة اسطنبول، وتعلم صناعة آلة (الكيمنس)، التركية التي صنع منها العشرات، وكتب العديد من المقالات والبحوث في الموسيقى التركية، كما أصدر كتابين في هذا الصدد، أحدهما (الموسيقى التركية عبر التاريخ).


وكاراكيا تناول في محاضرات عديدة، المقام التركي وتقاطعه مع المقام العربي، وفي ذلك قال: (فكرة التقاطع بين المقامين ناتج عن اشتراكهما في كثير من الصفات وتقارب محتواهما، وكذلك أسماء المقامات نفسها، ولابد من الانتباه إلى أن الموسيقى العربية والموسيقى التركية هما الأقرب لبعضهما ضمن بوتقة موسيقى دول الشرق في العالم، فهناك ألحان عظيمة من الإرث الموسيقي في العهد العثماني عبارة عن توليفات بين الموسيقى العربية والتركية). واضاف: (..معروف عن السلاطين العثمانيين حبهم للموسيقى وللاستماع إليها تعزف في بلاطهم لاسيما الموسيقى العربية، رغم اتساع الرقعة الجغرافية التي كانت تحكمها الإمبراطورية العثمانية، والتي انضوى تحت لوائها العديد من حضارات وثقافات البلدان التي تلاقحت مع بعضها بطول زمن الحكم العثماني، وهذا أنتج خصوصية ثقافية لها نكهة الدولة العثمانية، فالثقافة ومنها التراث الموسيقي الإسلامي توسع جغرافياً وارتفع درجات كبيرة في القيمة الفنية من حيث غنى المحتوى وتنوع العناصر على يد العثمانيين، وعموماً فموسيقى الشرق هي موسيقى المقام، ورغم التقارب بين الموسيقى التركية والعربية، إلا أن أسلوب الترتيب والتعبير مختلف إلى حد ما، ودرجات
السلم في الموسيقى التركية أعلى في بعض المواضع، وفي أسلوب التعامل مع المقام نجد الفارق واضحاً، فصوت (السيكاه) أعلى وأقسى في الموسيقى التركية منه في الموسيقى العربية كذلك في مقامات الصبا والحجاز والبياتي نسمع درجة العجم في الموسيقى التركية أعلى وأقسى من الموسيقى العربية القريبة من درجة الحسيني).


التعليم الموسيقي

في تركيا تعد الموسيقى جزءاً مهماً في الأعياد والمهرجانات التركية، ومن أبرزها تلك التي تقام في عيد (النيروز) في فصل الربيع، والاحتفالات الدينية التي تقام في شهر رمضان المبارك، والأعياد، وكذلك الاحتفالات التقليدية التي تقام في حفلات الزفاف والمناسبات الوطنية وحفلات الميلاد والطهور، وغيرها. وهي تضم العديد من الرقصات والايقاعات التقليدية، وتعد مدن اسطنبول وأنقرة وأزمير موطن العديد من المهرجانات الموسيقية المختلفة والتي تتراوح بين التقليدي والحديث ومنها مهرجانات البلوز، والجاز، والروك.


واهتمت السلطة التركية بالموسيقى كثيراً، بأن أفردت لها مساحة كبيرة في النظام التعليمي، حيث تقدم المدارس الثانوية دروساً في الغناء والتي تكون معظمها على شاكلة (كوارل)، ويتم تعليم الطلبة كيفية التعامل مع الآلات الموسيقية في النوادي الاجتماعية، ويتم تعليمهم الموسيقى التركية الكلاسيكية أو الشعبية والمعروفة باسم """"(سيميتز)، ويمكن لمحبي الموسيقى مواصلة دراستهم العليا في هذا المجال في الجامعات، حيث يوجد في تركيا العديد من المعاهد والأكاديميات والموسيقية، التي تقوم بأبحاث مختلفة حول أنماط الموسيقى في تركيا وخاصة الأنواع التقليدية منها، وهي تعمل جاهدة على المحافظة على التراث الموسيقي التركي.


الموسيقى التركية .. وأنواع الآلات


رغم اشتراك الموسيقى التركية مع كافة أنواع الموسيقى في العالم بالكثير من الآلات الموسيقية، إلا أنها تتميز بطبيعة الايقاع والنوتة الموسيقية ويظهر ذلك جلياً في الموسيقى التقليدية، ويمكن لأي مستمع استشعار تفرد الموسيقى التركية من خلال عديد المقطوعات الموسيقية الرائعة، ومن أبرزها مقطوعة (حب في اسطنبول). وكذلك : (أحب تركيا) ،( Since Istanbul Has Been )التي ابدعها الفنان حسين سينلينديرك، وكذلك المقطوعات التي ابدعها المؤلف الموسيقي سنان . وما زالت الموسيقى التركية تحتفظ بأدوات موسيقية تقليدية مثل الناي والقانون والعود والطنبور، وكذلك الكيمنس (الكمنجة) التي برع فكرت كاراكيا في صناعتها، لاعتباره بأنها تركية الأصل ومن هناك انتقلت إلى الغرب في رحلة طويلة غيرت بعض ملامحها، ولذلك فقد عمد لإعادة صناعتها بشكلها القديم، واجتهد في تَعلم العزف عليها وتدريسها للآخرين بعد احترافه عزفها.


"""
شارك المقالة:
105 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook