تعرف على الأنماط السياحية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على الأنماط السياحية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

تعرف على الأنماط السياحية بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
من غير السهل حصر الأنماط السياحية الممارسة والواعدة في عدد قليل من الأنماط؛ نظرًا لما تمتلكه حائل عمومًا من عناصر جذب تتعلق بالبيئة الطبيعية والتراث الثقافي والتاريخي وغيرها من السمات والمعالم التي تشكل في مجموعها قاعدة متينة للتنمية السياحية التي من الممكن أن تجذب أسواق السياحة المحلية والدولية وتؤسس لأنماط سياحية ثابتة. وفي ضوء ما تمتلكه المنطقة من موارد يمكن تنمية عدد من الأنماط السياحية ومنها السياحة الثقافية والتاريخية، والسياحة البيئية؛ بما في ذلك سياحة الصحراء، والسياحة الترفيهية والرياضية، وسياحة المغامرات، وسياحة المزارع. ولا شك أن هناك عددًا من الأنماط التي تحتاج إلى مزيد من التطوير والتفعيل والتنظيم للارتقاء بصناعة السياحة في المنطقة. ويمكن حصر أهم الأنماط السياحية القائمة والممارسة، ولو بدرجات بسيطة ومتفاوتة، والمتوقع نموها وأمكنتها على النحو الآتي:  
 

السياحة البيئية (البرية)

 
حيث توفر المجتمعات المحلية الأعمال والموظفين ذوي العلاقة بأنشطة السياحة البيئية، ويمكن تنميتها في مواقع محددة لمميزاتها الخاصة، مثل: جبال أجا، والجبل الأبيض، وقرية عقد، ومتنـزه مشار الطبيعي وغيرها. وهذا النوع من السياحات يسهم في رفع الوعي البيئي والمحافظة على مكونات الطبيعة من قِبل المرتادين والسكان المحليين في مناطقهم. وهناك عدد من أنواع السياحة التي تندرج تحت مفهوم السياحة البيئية، لكن بعض الباحثين يفردها بأسماء محددة، مثل:
 
أ - سياحة الصحراء:
 
خصوصًا أن صحراء النفود تغطي الثلث الشمالي من منطقة حائل، وهي منطقة قليلة السكان وتوفر فرصة كبيرة لتنظيم رحلات السياحة الصحراوية. كما أن ثقافة الصحراء تشكل جزءًا مهمًا من حياة شعب المملكة العربية السعودية  .  وتتم هذه السياحة عندما توفر الجهات المنظمة متطلبات هذا النوع من السياحة من الجمال والسيارات، بالإضافة إلى قائدي السيارات، والمرشدين وتحديد برامج الرحلة وتوقيتها ونقاط الانطلاق والأمكنة المستهدفة بهدف ممارسة التزلج على الرمال، وكذلك سباق السيارات على الكثبان الرملية الذي بدأ في الانتشار الواسع وأصبحت تنظم له الفعاليات والمهرجانات في البيئات الملائمة. وهذا النوع من النشاط يسمى محليًا (التطعيس). وله أمكنة متعددة لممارسته، كما هو قائم حاليًا في نفود قنا وغيرها وتعد بيئة صحراء النفود من أكثر الأمكنة ملاءمة لهذا النشاط. وكما يشير أحد الكتّاب فإن المقومات القائمة من جميع العوامل الطبيعية والبشرية والتسهيلات المأمولة تجعل من منطقة حائل وجهة سياحية لهذا النوع من السياحة  
 
ب - سياحة المشاهدة:
 
كما سبق أن ذكر، فحائل تتمتع بجمال الطبيعة مع ما تزخر به من آثار وبقايا تحكي عظمة الإنسان في عصوره السابقة. كل ذلك يوفر متعة المشاهدة والتأمل في المواقع المميزة في الجبل الأبيض والحائط والحويط وفدك وتوارن وجبة وغيرها. وقد يكون كل ذلك أو بعضه إما بالجلوس والتأمل أو التجوال أو غير ذلك.
 
ج - سياحة الرحلات:
 
كثير من الأمكنة في عموم منطقة حائل تستهوي عشاق الرحلات. فالخدمات متوافرة للمتنقلين بين مدن المنطقة ومحافظاتها. ولكن يبدو أن أكثر المواقع جذبًا لهذا النوع من السياحة هو النفود وجبلا أجا وسلمى والمناطق الأثرية والتاريخية وآثار درب زبيدة وما في حكم ذلك.
 
د - سياحة التخييم:
 
اشتهرت المنطقة في الأعوام الأخيرة بكثرة الزوار من هواة التخييم. فبيئة المنطقة نظيفة وجغرافيتها مغرية ومتنوعة. وكثيرًا ما يفضل هواة التخييم أطراف النفود والأودية المتناثرة بين جبل أجا مثل مشار وعقدة وغيرهما، وكذا مناطق الحائط وفدك وأطراف مدن الشملي، وسميراء وغيرها.
 
هـ - سياحة القنص والصيد: 
 
من الهوايات القديمة عند العرب، ويقر أكثر السكان المحليين من كبار السن بأن الصيد الجائر هو الذي تسبب في القضاء على كثير من الحيوانات والطيور التي كانت تشتهر بها المنطقة ولاتزال. وما زال كثيرون يمارسون هذا النوع من الأنشطة السياحية ولكن خلال مواسم الصيد المعروفة. وإن كان هناك من لا يقر بصرامة هذا الالتزام. ويمارس الصيد في عدد من المواقع، والجدير بالملاحظة هنا أن المنطقة بصدد تحديد أكبر محمية لرياضات الصيد بها، وتسمى هذه المحمية (المتنـزه البري) الذي يقع في شمال غرب حائل.
 

السياحة الريفية (القروية)

 
يمكّن هذا النمط السياح من التجوال في القرى والأرياف والمبيت في المرافق السكنية المحلية في القرية، كما يمكنّهم من تناول المأكولات الشعبية، وزيارة مواقع الجذب السياحي قرب القرية، وشراء المصنوعات اليدوية، والاطلاع على حياة الريف. ويمكن أن ينتشر هذا النوع من السياحة في قرى المنطقة كلها، وبخاصة التي ما تزال تحافظ على السمة التقليدية والريفية من حياة السكان. وهذا النوع من السياحة ينقسم إلى عدد من الأنواع، منها:
 
أ - السياحة الزراعية: 
 
وتتم من خلال زيارة السياح للمزارع القديمة والحديثة، واطلاعهم على أساليب الزراعة المستخدمة والواسعة في المنطقة خصوصًا في الجهتين الشرقية والغربية حيث تتركز المزارع المتطورة، وكذلك زيارة أمكنة الزراعات التقليدية. ويمكن أن تكون زيارات المزارع ضمن الرحلات المختلفة والعديدة باعتبارها محطة وقوف للغداء مثلاً. ويتوافر ببعض المزارع إضافة لخدمات الزيارات اليومية مرافق إيواء تمكّن الزائر من قضاء الليل للراغبين في البقاء لفترة أطول.
 
ب - زيارات مواقع البادية ومخيماتها:
 
حيث يقوم السياح - بترتيب مسبق - بزيارة مخيمات البادية لشرب الشاي، أو تناول الغداء في بيئة البادية، ما يتيح لهم فرصة معرفة أسلوب حياة البادية.
 

سياحة الثقافة الشعبية

 
وتقوم على تنظيم العروض عن طريق المجتمعات المحلية، أو مجموعات الطلاب، وذلك بالنسبة إلى الفنون الشعبية، ما سيعود بالنفع على المجتمعات المحلية. وهذا النوع من الأنشطة السياحية يشجع على زيادة إنتاج الحرف اليدوية والتقليدية وتوفير عدد من الوظائف؛ ما يدرّ دخلاً يعود بالنفع على السكان المحليين بمختلف شرائحهم.
 

سياحة العبور

 
تتوسط منطقة حائل الإقليم الشمالي للمملكة، وهي حلقة الوصل بين عدد من مناطق المملكة، مثل: الجوف، والحدود الشمالية، والقصيم، والمدينة المنورة، والرياض، والمنطقة الشرقية، وبعد استكمال مشروعات الطرق السريعة التي تربط المنطقة بغيرها، وكذا تفعيل دور مطار حائل الإقليمي، فإن المنطقة ستكون رائدة في سياحة العبور والسياحة البينية بين المملكة وبقية الدول العربية المجاورة.
 
السياحة الحضارية (التاريخية والآثارية)  
 
كثيرة هي المواقع والأمكنة التاريخية والحضارية وقد سبقت الإشارة إلى أكثر من مئة موقع منها في الحديث عن الموارد ذات القيمة التاريخية والحضارية، المتعلقة بمجالات التراث الثقافي المتنوعة، فكل تلك المواقع وغيرها هي جاذبيات ومغريات للسياحة الحضارية والتاريخية.
 
 السياحة الاستطلاعية الاستكشافية (سياحة المغامرات)
 
هذا النشاط السياحي معروف وهو يستهوي عددًا من عشاقه، ومنطقة حائل بنفودها وجبالها وقراها التي تسكن بكل وداعة الطبيعة في أحضان جبلي أجا وسلمى تعدُّ مراكز إغراء لهواة المغامرات وحب الاستكشاف، ويأتي في مقدمة هذه المواقع القرى المعزولة في صحراء النفود ومنها العليم على سبيل المثال لا الحصر.
 
شارك المقالة:
42 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook