يحتفل الأتراك سنوية في 30 أغسطس بمناسبة يوم النصر او يوم الظفر Zafer Bayram? والذي يعد يوم التحرير والاستقلال من القوات الأوربية والذي يعود الى الحرب التي دامت 3 سنوات دامية بين القوات التركية والقوات اليونانية المدعومة من أوروبا ما بين سنتي 1919 – 1922 .

تجري المفاوضات والحديث عن الاستقلال الا ان الثورة موجودة والمقاومة حاضرة تلك المقاومة التي اسقطت الاحتلال عن تركيا ببسالة وحنكة وبدون تردد، ففي 30 من أكتوبر عام 1918 استسلمت الدولة العثمانية موقعةً هدنة تعلن عن خسارتها في الحرب العالمية الأولى وعندها بدأت الدول الاوربية من عمل هدنة التي انهت الحرب ولكن سرا لم تكن لهذه الهدنة تفعيل حيث انهم في الخفاء كانوا يطبقون بنود معاهدة سانت جان دي مورين التي تفيد بتقسيم تركيا حيث اقتحم اليونانيون ازمير واحتل الفرنسيون والبريطانيون إسطنبول كما توغلت القوات الإيطالية في الجنوب والغرب والارمن من الشمال ولم تبقى سوى ارض الاناضول .

ولكن في هذه الحقبة كان الأثر الكبير للجنرال مصطفى كمال اتاتورك في تجميع شتات الجيش وضم المتطوعين وعمل خطط لانجاح ضربته القاضية على القوات المحتلة وعندها الف قوة ضاربة سرية اسماها الصاعقة وكانت هذه القوة على اتم الاستعداد للقيام بالمعركة الفاصلة وقد قام اتاتورك بعمل خطة عسكرية محكة اجهزت على عدوهم .

اتخذ مصطفى كمال عدة خطوات سرية قبل المعركة فقد عمل على قطع الاتصالات بين تركيا والعالم الخارجي، واطلق اشاعات تقول بان الضباط السياسيين قاموا بانقلاب، وامر بتنظيم مسابقات رياضية طيلة فترة شهري يوليو واغسطس ، واتخذ عدة أمور كانت جميعها للتمويه عما يريد عمله .

في 20 من شهر أغسطس توجه كزيارة ميدانية الى الجبهة وعندها ابلغ ضباطه الثقات عصمت اينونو وفوزي قاشماق بموعد الهجوم وتاريخه، قبل الهجوم بأيام حضر مبارة رياضية اجتمع بالقادة الكبار واخبرهم بتفاصيل الهجوم وطرق تنفيذه .

عمل على حركة تغير وتنقلات في قطاعات الجيش التركي ليبعد النظر عن الحركة الاصلية للمعركة فقد ارسل قوات الى اسكي شهير بجمهرة وضجة بينما ارسل القوة الضاربة بهدوء الى منطقة دوملوبينار مقابل مدينة افيون .

وقبل خمسة أيام من المعركة اقام حفلا ساهرا وجمع جنرالاته وقاموا بالاحتفال والرقص والهرج والمرج الى بعد منتصف الليل حيث كان يعلم بوجود الجواسيس اليونانيين وحال انتهاء الحفل انقل وجنرالاته الى غرفة العمليات .

وضع الجنرال مصطفى كمال اتاتورك امام قواته وجنرالاته ما فعل القوات اليوناينية عندما احتلوا ازمير وهجروا العوائل الاتراك وقتلوا شباباهم ونسائهم بدون أي ذنب اقترفوه .

وعند بداية المعركة ذكر جنوده بهذه الحوادث المروعة وقال مقولته في هذه المعركة (أيها الجنود لا أقول إلى أزمير بل أقول إلى البحر الأبيض).

بدأت المعركة يوم 26 أغسطس 1922 وقد بدأت المدفعية التركية تدك القوات اليونانية المتواجدة في افيون وقد كبدت القوات اليونانية خسائر واسقطت نصف قواتها وفي الوقت ذاته التف القوات الضاربة من خلف الخطوط اليونانية وبدأت بقطع الاتصالات والطرق والقضاء على القوات التي بطريقها .

وفي اليوم التالي اصبح ارتباك بين القوات اليونانية فقد اصبح انقسام بين القوات بسبب قطع الاتصال بينهم وعندها استغل الاتراك هذا الضعف والانقسام واصبحوا يضربون بقوة وتخطو عشرات الكيلومترات مما أدى الى هروب جماعي للقوات اليونانية واستمر هذا الوضع لمدة يومين ثم اتى اليوم الثالث يوم 29 أغسطس حيث حاولت القوات اليونانية الرد على القوات التركية بفتح ثغرة في دوملوبونار ولكن لم تزدهم هذه المعركة الا خسارة في قواتهم ليتراجعوا من جديد تاركين خلفهم ثغرات هائلة وخسائر كبيرة.

وفي يوم 30 أغسطس هجمت القوات التركية على القوات اليونانية المنهارة وقد قام قادة الجيش اليوناني بالرد الا انهم لم يستطيعوا المقاومة وكانت التقارير تفيد بعدم الصمود امام القوات التركية الا ان قائد الجيش امرهم بالمواصلة مما أدى الى تكبدهم خسائر كبيرة بين الصفوف اليونانية وقد بقيت المدفعية تدك خطوط العدو اليوناني طوال الليل حتى اتى صباح 31 أغسطس عندها امر القائد العام بالانسحاب الكلي وترك كل المعدات الخفيفة والثقيلة لتسهيل عملية الهروب الى البحر والخروج من الأراضي التركية لتنتهي الحرب ويعلن النصر رسميا .