تعرف على أبرز المراحل التي مرّت بها دبي قبل الميلاد وبعده في الإمارات العربية المتحدة.
تاريخ دبي منذ 3000 قبل الميلاد إلى القرن الخامس الميلاديِّ
تصل جذور تاريخ دبي قديما إلى نهاية الفترة المينوسيّة المبكّرة، والموقع الذي تقع فيه دبي الآن، كان مستنقعًا شاسعًا للمانغروف، وبحلول عام 3000 قبل الميلاد، جفَّت تلك المستنقعات، وأصبحت صالحة للسّكن، ويُعتقد أنَّ رعاة الماشية الرُّحَّل في العصر البرونزيِّ كانوا أوّل من استقرَّ في المنطقة، وبحلول عام 2500 قبل الميلاد، قاموا بإنشاء مزرعة نخيل مزدهرة، وهي المرّة الأولى التي نجحت فيها الزّراعة في هذا الموقع، وبعد بضعة آلاف من السّنين من الزّراعة الهادئة، تحديدًا خلال القرن الخامس الميلاديّ، أصبحت المنطقة التي تُعرَف الآن باسم جميرا، محطّة متنقّلة على طول الطّريق التّجاريِّ الذي يربط عُمان بما يعرف الآن بالعراق.
تاريخ دبي قديما منذ 1000 إلى 1700 للميلاد
تمَّ تسجيل أول ذكر لدبي في عام 1095، في كتاب الجغرافيا للجغرافيِّ الأندلسيّ العربيّ أبو عبد الله البكريّ، وذُكِرت في سجلّات تاريخيّة أخرى، يعود تاريخ سجلات أخرى مثل مجلّة تاجر اللّؤلؤة في البندقيّة كاسبارو بالبي، ويعود تاريخها إلى عام 1580، عندما زار المنطقة لتجارة اللّؤلؤ، وكانت سُبُل عيش سكّان المنطقة تعتمدُ على الصّيد، والغوص لاستخراج اللّؤلؤ، وبناء القوارب، وتوفير الإقامة والإعالة للتّجّار، الذين يمرّون في طريقهم لبيع الذّهب، والتّوابل، والمنسوجات، وهي المُنتجات التي يُمكن العثور عليها في الأسواق اليوم. يأتي المَعْلَمُ التّالي عن تاريخ دبي قديما في تاريخ الإمارات العربيّة المتّحدة في عام 1793 عندما تولّت قبيلة بني ياس السّلطة السّياسيّة، واستقرّت في أبوظبي، حيث أصبحت دبي تابعة لها.
تاريخ دبي من 1800 إلى 1832
تشير سجلّات تاريخ دبي قديما إلى أنّها كانت مسوّرة في أوائل القرن التّاسع عشر، وبُنِيَ حصن الفهيدي في نفس الوقت الذي أصبحت فيه دبي تابعة لأبوظبي، والآن أصبح موقع متحف دبي، وكان الجدار يمتدُّ من جانب برِّ دبي، من حي الفهيدي التّاريخيّ، عبر حصن الفهيدي، وينتهي عند السّوق القديم، وعلى جانب ديرة، كانت منطقة الرّاس مسوَّرة، وفي عام 1820، تفاوضت بريطانيا في الهدنة البحريّة مع الحكّام المحلّيين، ممّا سمَحَ لطُرُقِ التّجارة أن تكون مفتوحة، وساعدت على ازدهار الأعمال التّجاريّة.
مدينة مجان القديمة
تُشير دراسات عن تاريخ دبي قديما أنَّ منطقة مجان الحاليّة على حدود عُمان، كانت مصدرًا نادرًا للنّحاس، وتعلّم سكّان المنطقة خلطه بالقصدير لإنتاج البرونز، وسُرعان ما أصبحت مجان المزوِّد الرّئيسيّ للبرونز في الشّرق الأوسط كاملًا، ولا سيما لأوّل مدن العالم التي ظهرت في سومر في ذلك الوقت، مثل أور، والوركاء، وكان يُستخدم لصناعة الأدوات المنزليّة، والأسلحة، كما ساعد البرونز في جعل الزّراعة أكثر كفاءة، وبناء الحضارة ممكنًا في هذه الأماكن. عُثِر على العديد من المباني والمقابر وأجزاء من مجاري مياه الفلج التي يعود تاريخها إلى هذا الوقت، على مساحة حوالي خمسين فدانًا في الهيلي شمال العين، وهي محور موقع التّراث العالميّ الوحيد لليونسكو في دولة الإمارات، كما يوجد قبر دائريٌّ تمَّ ترميمه بشكل جميل، يبلغ قطره حوالي عشرة أمتار، مع مدخل مزخرف مع اثنين من غزلان المها المنحوتة فوقها، وكتل حجريّة مقطوعة بدقّة، ويبلُغُ عمرُ الأعمال الحجريّة على قبر الهيلي 4700 عام.
المدن المفقودة في المليحة منذ العصر الحديديِّ
بعد مرور 2000 عام من تاريخ دبي قديما والعالم ككلٍّ، حلَّ الحديد محلَّ البرونز، وقام بثورة في شبه الجزيرة العربيّة، وكانت المليحة موقع إنتاجه الرّئيسيِّ، وهي مدينة محصّنة على حافّة الصّحراء بالقرب من الذّيد، على بعد حوالي ساعة بالسّيارة من دبي. كانت المليحة في أوج ازدهارها في بداية التّقويم الميلاديِّ، وكانت واحدة من أكبر المستوطنات في المنطقة، وسُكِنَت بشكل مستمرٍّ لأكثر من 500 عام، ومنذ العام الأوّل في القرن الحادي عشر الميلاديّ، تمَّ التّخلّي عنها ونسيانها، وتُرِكَت جدرانها تنهار، وتغطّت بالرّمال المنجرفة، وحاليًّا تمَّ ترميم جدرانها جزئيًّا، وكشفت الحفريّات عن مَسْبَكين للحديد، كانا يُنتجان الأسلحة والعملات المعدنيّة، ويحميهما الحصن، ويحيط بهما العديد من المنازل، ممّا يدُّل على أنَّ عددًا كبيرًا من النّاس عاشوا وعملوا هناك.