تعرف على آثار ما قبل الإسلام بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على آثار ما قبل الإسلام بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية

تعرف على آثار ما قبل الإسلام بمنطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 

العصر الحجري المعدني (البرونـزي والحديدي)

 
خلال الألف الثالثة قبل الميلاد أخذت دورة المناخ في الاتجاه نحو الجفاف مع تراجع هطلان المطر، وتقلص الغطاء النباتي والحيواني في الجزيرة العربية. ومعه انتهى الدور المطير للعصر الحجري الحديث، ودخلت المنطقة حقبة حضارية جديدة ما بين 2000 و 1000ق.م تُعرف باسم (العصر البرونـزي)، ثم تلاه (العصر الحديدي). والسمات المميزة لهذه الفترات (ولا سيما في المناطق الوسطى والشمالية من الجزيرة العربية) هي وجود المنشآت الحجرية مثل: الدوائر، والنُصُب الحجرية، والبنايات على هيئة شراك الصيد، بالإضافة إلى الأدوات الحجرية المماثلة لنماذج العصر الكالكوليثي (العصر الحجري المعدني) في بلاد الشام مثل: المكاشط الجانبية والطرفية، والمخارز العادية وذات الأحجام المتناهية الصغر، والمفارم 
 
وتنتشر في المنطقة الشمالية مواقع الدوائر الحجرية شمال وادي السرحان حتى منطقة حائل، وتمتد جنوبًا من مدينة حائل حتى الكهيفية. وفي المنطقة تم العثور على بعض المواقع القريبة من جبة، والتي تضم مكاشط مصقولة مسطحة، وسواطير، ومعازق أو مجارف تعود جميعها إلى تاريخ متأخر يعود إلى العصر البرونـزي  ،  الذي جاءت معظم مواده من مواقع الدوائر الحجرية المختلفة، والدوائر الحلقية، والمدافن أو النصب الركامية التي وجدت في أنحاء متفرقة من المنطقة.
 

الرسوم الصخرية

 
يعد فن الرسوم الصخرية من أهم السمات الفنية لعصور ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية المبكرة في المملكة عمومًا، فهي تنتشر في جميع مناطق المملكة، وتتميز بتنوع موضوعاتها كمًا وكيفًا. وعلى الرغم من كثرتها وتنوع موضوعاتها إلا أنها لم تحظَ بدراسة جادة، أو تحليل موضوعي، فلا يزال الدارسون يعتمدون على تلك النظريات عن دراسة الرسوم الصخرية وتحقيبها الزمني في الجزيرة العربية، على الرغم مما يشوبها من خلط وتداخل غير مبررين في كثير من الأحيان  
 
ونظرًا لأن الفن الصخري في المملكة يغطي فترة زمنية طويلة، تبدأ مع بداية لجوء الإنسان إلى التعبير عن أفكاره من خلال الرسم والصور منذ العصور الحجرية، وتتزايد خلال العصور التاريخية وفترة ما قبل الإسلام، بل إن ثمة رسومًا صخرية تعود إلى العصر الإسلامي؛ فقد ظهر عدد من المحاولات لتفسير المجموعات المختلفة من الرسوم الصخرية وتحديد تاريخها  
يصور فن الرسوم الصخرية للمنطقة كثيرًا من الموضوعات التي تكشف الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والدينية لمجموعات مختلفة من العشائر استوطنت هذه البقعة خلال عصور ما قبل التاريخ، والعصور التاريخية اللاحقة. بعض هذه الرسوم أرَّخت لحقبة العصر الحجري الحديث، وبعضها الآخر يعود إلى عصور فجر التاريخ، وعصر ما قبل الإسلام، ومن أشهر مواقع الرسوم الصخرية في المنطقة موقع جبة الذي تحفل رسومه بالأبقار، والأشكال الآدمية، والأدوات المنجلية الشكل، والحيوانات المتوحشة والمستأنسة، ومناظر الصيد  . ويعد موقع جبة من أكبر المواقع لفن الرسوم الصخرية التي كشف عنها بالمملكة  ، ومشاهد الناس مع الثيران والحيوانات المتوحشة توحي بأن هذه الرسوم تعود إلى فترة كانت فيها الأحوال المناخية مطيرة نسبيًا، تبدأ منتصف الألف السابع قبل الوقت الحا ضر  .  ويقترح تقسيم معقد لفن الرسم الصخري لموقع جبة بدءًا من العصر الحجري الحديث وانتهاءً بحقبة الألف الثاني قبل الميلاد   وهذا التاريخ الأخير، الذي يعود بأسلوب الرسم الصخري في جبة إلى العصر النحاسي، يبدو مجافيًا للصواب، فكثير من الرسوم الصخرية في موقع جبة تعود إلى فترة الألف الأول والقرون الميلادية الأولى، بدليل أن كثيرًا من النقوش الكتابية التي يعود تاريخها إلى الألف الأول قبل الميلاد تتعلق بالرسوم الصخرية وتعرفها.
 
ولا يقتصر أسلوب جبة في فن الرسوم الصخرية عليها فحسب، بل يوجد بالمنطقة كثير من مواقع الرسوم الصخرية مثل: غار جانين  ، والمليحية، وياطب، وقلعة الحصان، والشويمس التي تتوافر فيها نماذج من الرسوم الصخرية المشابهة لرسوم مدرسة جبة الفنية.
 
وتضم بعض الرسوم أشكالاً آدمية في حالة رقص، وأشكالاً أخرى لأناس في حالة قتال بالأسلحة، وتؤرخ للعصر النحاسي وإلى هذه الحقبة الزمنية تعود - أيضًا: مناظر الصيد التي تعد من أبرز موضوعات فن الرسم الصخري في المنطقة. كما تضم الرسوم أشكالاً حيوانية بتفاصيل دقيقة متقنة، وهو أمر شائع في الفن الصخري للمنطقة، وتؤرخ للعصر الكالكوليثي.
 
بالإضافة إلى ما سبق نجد أن كثيرًا من الأشكال البشرية المصورة بالحجم الكامل أو المصغر، ورسوم أشجار النخيل، والوسوم القبلية، تتكرر في الفن الصخري للمنطقة، ومن المرجح تأريخها بفترة الألف الأول قبل الميلاد وما بعده، خصوصًا تلك التي تختلط بالنقوش الكتابية. وتجدر الإشارة إلى أن فناني عصور ما قبل التاريخ نادرًا ما يصورون أشكالاً للثعابين أو السحالي في رسوماتهم الصخرية  ،  غير أن ثمة تصاوير صخرية منها عثر عليها في المنطقة؛ مايرجح أن هذه تعود إلى فترة الألف الأول قبل الميلاد.
 
شارك المقالة:
37 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook