تطور الطرق والمواصلات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
تطور الطرق والمواصلات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

تطور الطرق والمواصلات بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
كان الحجاج قبل دخول الملك عبد العزيز الحجاز يأتون إلى الأراضي المقدسة إما عن طريق البر وإما عن طريق البحر، فالذين يأتون عن طريق البحر يصل بعضهم إلى جدة، ومنها يتجهون إلى مكة المكرمة، سيرًا على الأقدام أو ركوبًا على الجمال والبغال والحمير والخيل، ثم يتجهون إلى المدينة المنورة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أدائهم فريضة الحج.
 
وكانت هذه الطرق غير معبدة ومليئة بمتاعب وعقبات ومشكلات كثيرة تبدأ بدخول الحاج إلى أراضي الحجاز وتنتهي بعودته إلى بلده.
 
وقد تعددت مصادر تلك المتاعب والمشكلات في الطريق، فمنها ما كان يقاسيه الحاج من الجمّالة أنفسهم، ومنها ما كان يقاسيه من بعض أبناء البادية، ومنها ما ألقته الظروف الطبيعية في وجهه من حر وندرة الماء ووعورة الطريق.
 
يسلك الحجاج بين جدة ومكة المكرمة طريقًا واحدًا صعبًا، وأما سيرهم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو من المدينة المنورة إلى مكة فكان في واحد من أربعة طرق كما سيرد بعد قليل. والحجاج الذين يأتون عن طريق ينبع كانوا يسيرون منها إلى المدينة المنورة في أحد طريقين يؤديان إليها
 
وكان الطريق بين جدة ومكة يتكون من وادٍ رملي إلا في موضعين منه، حيث توجد حصى بين صغيرة وكبيرة، ولكن ذلك لا يشغل من الطريق إلا نحو نصف ميل، وقبيل مكة بنحو أربعة أميال كان يوجد مدرج حجري مرتفع قليلاً، ثم بعده يستوي الطريق وتكثر فيه التعرجات حتى يخيل إلى الناظر أن الطريق مسدود لاقتراب الجبال المواجهة. والوادي تحفه من الجانبين الجبال والتلال التي تتقارب تارة فيضيق الوادي، وتارة أخرى تتباعد فيتسع، وكانت في الطريق عدة استراحات لراحة الحجاج وتقدم الشاي والقهوة لهم، مع وجود بعض القلاع التي كانت تحوي الحاميات العسكرية لحماية الطريق والحجاج والمسافرين من اعتداءات بعض القبائل. وعندما كانت الطريق تصل إلى بحرة يتفرع منها طريق آخر إلى مكة يسير نحو الجنوب الشرقي يقال إنه أقرب وأسهل من الطريق الشمالي الذي يسلكه أغلب الحجاج، وكان الطريق ينتهي في المحطة الأخيرة التي كانت تعرف بقهوة المعلم بجرول، وهي المحطة السابعة عشرة من جدة إلى مكة المكرمة، وهنا ينتظر المطوفون الحجاج لاستقبالهم
 
وتسير القوافل المتجهة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة في واحد من أربعة طرق حسب تبعية المقوم (المتعهد) والجمَّالة، وهذه الطرق هي: الطريق السلطاني، الطريق الفرعي، طريق الغاير، الطريق الشرقي 
 
ويذكر أن الطريق السلطاني هو أحسنها سيرًا وأكثرها ماء. وتوجد بالطريق ما بين عسفان وخليص عقبة صعبة معوجة لا تتسع إلا لجملين. ويوجد بها مكان عالٍ يقف عليه أبناء البادية يمنعون القوافل من المرور ما لم يدفعوا الضرائب التي يقدرونها، بالإضافة إلى وجود مضايق ما بين الجديدة وبئر درويش حيث تقطنه عدة قبائل 
 
أما الطريق الفرعي وطريق الغاير فكانا يبدأان من رابغ أو مستورة وينتهيان في المدينة المنورة، وكان بالطريق الفرعي في محطة نقر الفار محجر ضيق منحدر تمر منه الجمال جملاً جملاً، كما يسمى طريق الغاير، وأيضًا يسمى بالطريق المدني لأن أهل المدينة كانوا يستخدمونه في حجهم لقربه، وتوجد بالجبل الغاير عقبة عالية تشرف على هاوية عميقة وطريقها ضيق جدًا بحيث لا يتسع إلا لدابة دابة، وهذا الطريق خطر في صعوده وهبوطه. وأما الطريق الشرقي فهو يبدأ من باب المعلاة بمكة المكرمة وينتهي في المدينة المنورة، وبهذا الطريق توجد عقبات ومنحدرات شديدة يمر الجمل منها بعسر ومشقة، فلا ينـزل من المنحدر إلا إذا صاحبه ثلاثة أشخاص، ويسكن فيه عرب الزيود واللهبة وعتيبة ومطير والرحلة 
 
بادر الملك عبد العزيز إلى تحسين هذه الطرق لخدمة حجاج بيت الله سواء داخل المدن أو خارجها، ولما رأى ما يقاسيه الحجاج من الغبار والضيق في شوارع مكة عمد لإصلاحها، وأمر بإصلاح المسعى أولاً، إذ أصدر أوامره برصفه على نفقته الخاصة، وقام الأمير فيصل - نائبه على الحجاز - بوضع الحجر الأساس لهذا المشروع يوم السبت عشرين جمادى الآخرة سنة 1345هـ / 1926م. وفضلاً عن ذلك فقد أمر جلالته بإصلاح مظلة المسعى التي كانت قد أقيمت عليه في سنة 1341هـ / 1923م لدرء أشعة الشمس عن الساعين. وبالإضافة إلى ذلك فقد أمر جلالته في سنة 1355هـ / 1936م بإعادة رصف المسعى بأحجار منتظمة مرصوفة رصفًا فنيًا مع عمل الميول اللازمة لانحدار المياه تيسيرًا لحركة وفود الرحمن، وقد بدأ العمل في هذا المشروع في سنة 1356هـ / 1937م، واستكمل في سنة 1357هـ / 1938م. كما تم تجديد سقف المسعى للمرة الثانية بأسلوب فني محكم في سنة 1366هـ / 1946م
 
وسعيًا من حكومة الملك عبد العزيز لتيسير الحركة في شوارع مكة المكرمة، فقد وضعت برنامجًا لتوسيع تلك الشوارع  ، خصوصًا المتصلة منها بالمسجد الحرام، ولذلك صدرت الأوامر بهدم الدكك والنواتئ التي تشغل حيزًا يقدر بعدة أمتار من تلك الشوارع، ولا سيما في المسعى وسويقة وشارع المدعى والجودرية والقشاشية وسوق الليل والمعابدة وغيرها مع إزالة كل ما يعيق حركة السير في الشوارع، بخاصة الشقادف التي يتركها أربابها من نجارين ومشايخ الجاوة والمطوفين بعد نـزول الحجاج منها 
كما أصدر الأمير فيصل أمره بإصلاح طريق آخر تسير عليه السيارات في ذهابها إلى العمرة، بحيث لا تتصل بالطريق العامة التي يسير فيها المارة والقوافل، لكثرة النواتئ فيها، وقد بدأ العمل في أواخر شهر ربيع الآخر سنة 1372هـ / 1953م في توطئته وتوسعته تمهيدًا لتعبيده وسفلتته على أحدث الطرق الفنية تسهيلاً لمرور السيارات ولا سيما في زمن الموسم 
 
لم تقتصر عناية الملك عبد العزيز على رصف الشوارع أو توسعتها أو تظليلها وإزالة العوائق منها في مكة المكرمة، بل امتدت لتعنى بتظليل طريق (مكة المكرمة - منى - عرفة) بمظلات توضع بالقرب من آبار المياه على جانبي الطريق لوقاية مشاة الحجاج وضعفائهم الذين يرغبون في الاستراحة من هجير الشمس. وقد أرسل جلالته روادًا لكشف مكان صالح لفتح طريق واسع بين (مكة المكرمة - منى - عرفات) علاوة على الطريق المستعمل آنذاك، على أن تمر من خارج منى تفاديًا للازدحام الشديد الذي يحدث في الطريق القديمة التي تخترق منى من منتصفها، كما صدرت الأوامر بإنارة الطريق بين مكة المكرمة ومنى بالكهرباء في سنة 1354هـ / 1936م، واهتمامًا من الحكومة بتعبيد طرق المواصلات وسفلتتها على قواعد فنية حديثة تم تشكيل هيئة تتولى القيام بشؤون طرق المواصلات وإصلاحها، وكلفت الهيئة بعض أفرادها للقيام برحلات يتم فيها الكشف عن حالة الطرق لعمل الإصلاح المطلوب في ضوء التقارير التي يرفعونها 
 
وبالاهتمام نفسه نالت المشاعر المقدسة عناية الملك عبد العزيز ورعايته، إذ أصدر أمره في سنة 1346هـ / 1927م بإصلاح الطريق الوعر الذي يمر به عدد كبير من حجاج بيت الله الحرام في ذهابهم وإيابهم من جبل عرفات، ولما ظهر ازدحام شديد في شوارع منى لقي بسببه الحجاج تعبًا ونصبًا، فقد تم تنظيم شوارع منى وفتح شارعين علاوة على الشوارع الموجودة. وقد تم بالفعل فتح شارع يقع على يمين الصاعد إلى عرفات عبر شارع منى الكبير عرف فيما بعد باسم طريق الملك عبد العزيز، كما فتح شارع يقع إلى الشمال من شارع سوق العرب يبدأ من أول المدرج الواقع خلف جمرة العقبة. ومن المشروعات التي تم إقرارها وتنفيذها أيضًا تخطيط عرفات بوساطة طرق مستقيمة تقسمها إلى مربعات ينـزل فيها الحجاج بحسب بلادهم أو مطوفيهم. كما أقر مشروعًا لفتح شوارع فرعية في عرفات ورصفها بالأسفلت على ألا يقل عرض الشارع الرئيس عن 32م، والشوارع الفرعية عن 18م حتى يسهل تنظيم الخيام والإقامة والحركة فيها، وقد تم أيضًا توسعة شارع الملك عبد العزيز توسعة ساعدت على تنظيم حركة المرور فيه زمن الحج، وفضلاً عن ذلك فقد تمت إضاءة الطرق في المشاعر المقدسة ووضع عدد من (الأتاريك) في مزدلفة لإنارة طرق السيارات ومنازل الحجاج فيها، ووضعت أيضًا (أتاريك) أخرى لإضاءة شارع منى الكبير وشارع الملك عبد العزيز طيلة ليالي منى  
 
وشمل اهتمام الحكومة في عهد الملك عبد العزيز الطرق الرئيسة للنقل بين مكة المكرمة والطائف وجدة، فقامت بتعبيد الطرق  وسفلتتها، خصوصًا بعد أن انتشر في عهده استخدام السيارات في نقل الحجاج. وكانت السيارات تسير جنبًا إلى جنب مع قوافل الجمال في طريق جدة - مكة المكرمة  . ولما كانت تسببه تلك السيارات من إزعاج لقوافل الحجاج ونفور الجمال من أصواتها وأصوات أبواقها، فقد ارتأت الحكومة تخصيص طريق لكل من السيارات والقوافل بحيث لا تجتمعان إلا في بحرة. وقد باشر العمال في إصلاح الطريق الجديد للسيارات وتعبيدها، وصارت السيارات تسير في طريق مكة المكرمة - الوادي - بحرة - الطريق العام - جدة، وتسير القوافل في الطريق القديم - بحرة - الطريق الجديد - جدة. كما اهتمت الحكومة أيضًا بإصلاح الطريق بين مكة المكرمة والطائف بشكل أولي في عام 1346هـ / 1927م، ثم أعيد إصلاحه بشكل نهائي في عام 1351هـ / 1932م، وصار صالحًا لحركة السيارات 
 
اتفقت حكومة المملكة العربية السعودية مع الحكومة المصرية على القيام بعمل مشترك لرصف الطريق بين المدينة المنورة - جدة - مكة المكرمة - عرفات، وصدر المرسوم الملكي بما تم الاتفاق عليه بين الحكومتين بتاريخ 24 شعبان سنة 1358هـ / 1939م. وقد انتهى رصف هذا الطريق على الطراز الفني الحديث في سنة 1360هـ / 1941م الذي يسر بالفعل على حجاج بيت الله الحرام رحلتهم إلى مكة المكرمة عندما سلكوا هذا الطريق  
 
وفي سنة 1370هـ / 1951م كانت شركة (وولد) الأجنبية تقوم بسفلتة الطريق بين جدة والمدينة، وقد تمكنت من تعيين المواقع الصعبة منه تمهيدًا لإصلاحها، كما قامت بتزويد تلك الطرق بمراكز للاستراحة مجهزة بكل أسباب الراحة، بالإضافة إلى تجهيز مقاهٍ وآبار مياه ومراكز للهاتف خدمة لضيوف الرحمن، وقد صممت فيها محال مخصصة للنساء تمنع اختلاطهن بالرجال  
 
وبما أن ضيوف الرحمن يلزم أن يكونوا في فترات معينة وفي أمكنة محددة بالمملكة العربية السعودية، فإن مسألة نقلهم من مكان إلى آخر كانت تلقى كل رعاية وعناية من الملك عبد العزيز الذي كان يهمه في المقام الأول تأديتهم لنسكهم وضمان سلامتهم وأمنهم منذ الساعة التي تطأ أقدامهم الأراضي السعودية حتى ساعة مغادرتهم لها. وقد تأخر استخدام السيارات في منطقة الحجاز لأنها كانت ستوقف الاعتماد على الإبل في النقل مما يتسبب في ضرر سكان البادية ويلحق الخسارة المادية بأهلها، لأن نقل الحجاج على جمالهم كان مصدرًا مهمًا من مصادر رزقهم، فقد كانت دواب الحمل تمثل دخلاً لأصحابها وللحكومة على حد سواء ولا سيما في مواسم الحج 
 
وبعد تحسن الظروف الاقتصادية بدأت السيارات تحل محل الإبل وبقية الدواب تدريجيًا في نقل الركاب والبضائع، ففي الوقت الذي بدأ فيه استخدام السيارة لنقل البضائع والمسافرين والبريد كانت الإبل مستخدمة للأغراض نفسها حتى بعد توحيد المملكة في عام 1351هـ / 1932م. وبعد ذلك انتهى استخدام الدواب وتحول أصحابها إلى السيارات التي تقوم بنقل الركاب والبضائع، وبما أن الطرق لم تكن معبدة ولا ممهدة فقد كانت الرحلة بالسيارات مضنية وتستغرق أيامًا كثيرة  
 
وبعدها أصبح من الممكن الوصول إلى جهات مختلفة في منطقة مكة المكرمة في غضون ساعات معدودة بعد أن كان قطعها يستغرق أيامًا وأسابيع، إذ ساعد على سرعة الحركة شق الطرق السريعة بين الحواضر الكبرى، وكانت الطرق الرئيسة السريعة مضاءة مثل الطريق التي تربط مكة المكرمة بجدة أو الطرق التي تربط بين المشاعر المقدسة
 
تعد مدن الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة من أهم المدن التي تلتقي فيها شبكة الطرق الرئيسة، وذلك لأهمية هذه المدن بالنسبة إلى سكان المملكة، إذ يربطها خط محوري ممتد من مدينة الدمام شرقًا إلى مكة المكرمة غربًا وهو مزدوج المسار. وفي منطقة مكة المكرمة أنفقت الدولة مئات الملايين من الريالات لتحسينها وتوسعة طرقها وبناء الجسور وشق الأنفاق في الجبال لإيصالها بالمشاعر المقدسة وبناء طريق دائري حولها. بالإضافة إلى ذلك فهي ترتبط مع الطائف بطريق سريع هو امتداد لطريق الرياض، ومع جدة والمدينة المنورة بطرق سريعة، إضافة إلى طريق مكة - الهدا - الطائف الذي شق بصعوبة في جبال كرا الشاهقة، ويعد إنجازًا مشرفًا، ليصل المدينة المقدسة بمصيف المنطقة. وترتبط جدة أيضًا بطرق سريعة تربطها بمكة المكرمة وساحل الليث والقنفذة باتجاه جازان، ثم بطريق يربطها بالمدينة المنورة وآخر بمحاذاة الساحل وبينبع ثم يتجه شمالاً حتى حقل مرورًا بالمدن الساحلية السعودية على البحر الأحمر، وترتبط مكة المكرمة بالمدينة المنورة بطريق مزدوج (طريق الهجرة) طوله 420كم، ويخدم هذا الطريق كثيرًا من القرى والمناطق التي يمر بها، وطريق آخر يصل جدة بالمدينة وبدر وطوله 400كم
 
وهناك طريق حيوي يصل تبوك بالمدينة المنورة ومن ثم مكة المكرمة وطوله 674كم، وهذا الطريق مهم للغاية فهو الطريق الرئيس للحجاج القادمين من الأردن وسورية وتركيا. وطريق آخر يمتد من مدينة حائل إلى المدينة المنورة بطول 450كم ويمتد هذا الطريق إلى مكة المكرمة والطائف وجدة يسلكه الحجاج القادمون من الحدود الشمالية. وتمتد الطرق البرية لتصل مكة المكرمة بمدن جنوب المملكة، وتربط مدينة أبها بمدن الجنوب وساحل تهامة والباحة والطائف، ومن أهم هذه الطرق: طريق أبها - الباحة - الطائف 562كم، أبها - مدن ساحل تهامة - جدة 730كم. وتعد جازان آخر نقطة لملتقى طرق الشبكة الرئيسة في جنوب المملكة وغربها، فيصلها عدد من الطرق بمنطقة عسير وساحل تهامة - وجدة؛ من أهمها الطريق الجبلي الممتد من جازان إلى الطائف مرورًا بأبها والباحة، الطريق الساحلي الذي يصل جازان بالقنفذة ثم الليث إلى جدة وغيرها من الطرق التي تربط جازان بغيرها من مدن المنطقة وقراها
 
صممت الطرق المسفلتة التي تربط مكة المكرمة بجدة والطائف والرياض والمدينة المنورة والليث بمسارات واسعة تستوعب حركة نقل الحجاج والمسافرين والبضائع حسب مواصفات الخطوط الحديثة السريعة  .  وكثفت الدولة جهودها لإعداد رجال المرور وتنظيم أسابيع المرور لتوعية المواطنين بقواعد السلامة المرورية.
 
شارك المقالة:
44 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook