يمكن تعريف هرمون الحليب (بالإنجليزية: Prolactin Hormone) بأنّه هرمون يتمّ إنتاجه فيالغدة النخاميةالتي تقع في منتصف الرأس، وله العديد من الوظائف في الجسم عند كلا الجنسين، فهو هرمون متعدد الوظائف، كما أنّ له دور في تنظيم حساسيةالإنسولين، وثبات مستوى الجلوكوز في الدم، كما أنّه يُساعد على تنظيم نمو الخلايا المنتجة للإنسولين فيالبنكرياس، وتنظيمعمليات الأيض، والمناعة، والعديد من الوظائف الأخرى والمتنوعة، ولكن بسبب دوره الأساسي في عملية إنتاج الحليب والإرضاع أُطلق عليه اسم هرمون الحليب؛ فهو يقوم بإعداد الثديين لبدء إنتاج الحليب فيفترة الحمل، ولكن تبقى مستوياته منخفضة نوعاً ما في أشهر الحمل، وذلك بسبب المستويات العالية التي تفرزها المشيمة في هذه الفترة من هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يُقلل ويحدّ من إنتاج الحليب بكميات كبيرة، ولكن وبمجرد الولادة وخروج المشيمة من الجسم، فإنّ مستوياتالإستروجينوالبروجسترون تنخفض في الجسم مما يسمح لهرمون البرولاكتين بالازدياد، ويبدأ إدرار الحليب في الأيام القليلة من بعد الولادة، وللحفاظ على عملية إنتاج وإدرار الحليب من الثدي يجب أن يستمر الطفل بالرضاعة؛ لأن ذلك يجعل الأعصاب الموجودة في الثدي ترسل إشارات إلى الدماغ ليعمل على إطلاق وتحرير هرمونات تحفز إنتاج الحليب، وبالتالي في كل مرة تقوم الأم بإرضاع طفلها يتم إنتاج كميات أكثر من الحليب.
وجود الحليب في الثدي يُشير إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين أو ما يُسمى بهرمون الحليب، الذي يلعب دوراً مُهماً في خفضالخصوبةعند الأنثى، وذلك عن طريق تثبيط الهرمون المنبه للجريب (بالإنجليزية: FSH)، والهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزية: GnRH)، وهذه الهرمونات هي التي تُحفّز حدوث الإباضة وتسمح للبويضات بأن تتطور وتنضُج، وبالتالي عند زيادة هرمون الحليب ستُعاني المرأة من اضطرابات فيالدورة الشهريةوعدم انتظامها، أو غيابها بشكل تام، وحدوث مشاكل في مواعيد الإباضة فتُصبح غير منتظمة، أو قد تتوقف الإباضة لديها تماماً، وبالتالي سيصبح حدوث الحمل أكثر صعوبة وتعقيداً، وهذا ما يفسّر سبب عدم حمل بعض النساء وهم في فترةالرضاعة، وبالتالي في بعض الأحيان قد يُستخدم ارتفاعالبرولاكتينكمانع طبيعي لحدوث الحمل، بالرغم من أنّه لا يُنصح بالاعتماد عليه وحده كمانع للحمل، أمّا إذا كان هنالك رغبة بحدوث حمل وكان ارتفاع هرمون الحليب ووجود الحليب بالثدي هو العائق والمُسبب لحالة العقم وصعوبة الإخصاب، سوف يقوم الطبيب المُعالج باكتشاف ومعالجة أي مشاكل أدت لارتفاعه، وبالتالي أخذ العلاجات اللازمة لخفض مستوياته المرتفعة وإعادته للحدود الطبيعية، وبمُجرد عودة مستواه للطبيعي ستكون فرص حدوث الحمل جيدة.
قد تظهر بعض الأعراض على الأشخاص المصابين بارتفاع مستوى هرمون الحليب، سيتم ذكر بعض هذه الأعراض فيما يأتي:
يوجد هرمون الحليب في الوضع الطبيعي بنسب منخفضة عند الرجال، وكذلك عند النساء اللواتي لا يرضعن، والنساء غير الحوامل، ولكن هنالك بعض الأسباب والمشكلات الصحية التي تؤدي لارتفاع في نسبة الهرمون في الدم، ومن هذه الأسباب ما يلي:
كما ذكرنا سابقاً فإنّ من الأعراض التي ترتبط بارتفاع مستوى هرمون الحليب: التدفق غير المُبرر للحليب، أو خروج إفرازات غير طبيعة من حلمة الثدي، ومشاكل العقم وغياب الدورة عند النساء، بالإضافة للمشاكل الجنسية عند الرجال كانخفاض الرغبة الجنسية أو عدم القدرة على الانتصاب، وبالتالي عند ظهور هذه الأعراض سيلجأ الطبيب لطلب تحليل لمستوى هرمون الحليب، ويجدُر الانتباه إلى أنّ نسبة تواجد هرمون الحليب تتغير باختلاف الوقت من اليوم، فعادةً ما يصل ذروته في الصباح الباكر، لذلك يُنصح بسحب الدم بعد مرور 3-4 ساعات بعد الاستيقاظ من النوم، ولا يوجد إجراءات أو استعدادات معينة مطلوبة من المصاب من أجل القيام باختبار البرولاكتين، فعند طلب الاختبار سيقوم فني المختبر بإدخال إبرة في الوريد من الذراع وسحب كمية من الدم، والتي يتم بواسطتها إجراء التحليل الذي يُعطي قيمة رقمية تتم مقارنتها بالمُعدلات الطبيعية له،وفيما يأتي ذكر للقيم الطبيعية لهرمون الحليب:
"