تسمى سورة التحريم بسورة (النبي) عليه الصلاة والسلام، فقد سميت بهذا الاسم في كتب التفسير والسنة، كما سميت أيضاً حسب رواية أبي ذرٍ الهروي الخاصة بصحيح البخاري باسم سورة ( اللّم تحرّم) بتشديد حرف اللام، وسميت (سورة اللّم تحرّم) في الإتقان، وقد سميت أيضاً في تفسير الكواشي بهمزة وصل وتشديد حرف اللام مكسوراً، وبفتح الميم وضم حرف التاء وتشديد حرف الراء مكسوراً بعدها حرف الميم على جملة (لم تحرّم)، حيث جُعلت بمكانة الاسم، ثم تم إدخال لام التعريف عليها مع إدغام اللامين، إضافةً لهذه التسميات فقد سماها الزبير بسورة (النساء).
لقد ثبت في كتاب الصحيح عن السيدة عائشة رضوان الله عليها أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام كان تناول عسلاً عند أحد زوجاته، وقد تم الاختلاف فيمن تكون حفصة، أو زينب بنت جحش، أو سودة بنت زمعة، أو أم سلمة، ولكن الأصح أنها كات زينب، وبعدها علمت عائشة بذلك، ثم تواطأت مع حفصة على أنه عندما يدخل الرسول عند إحداهما أن تقول له: (إني أجد منك ريح مغافير أكلْت مغافير) [حديث صحيح]، والمغافير هي عبارة عن صمغ الشجر ذو الرائحة المختمرة، وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يكره أن تكون رائحته بهذه الرائحة، ولكنهما تواطأتا على فعل ذلك نتيجة غيرتهما من تناوله العسل عند زينب ومكوثه عندها فترة زمنية طويلة، فدخل الرسول على حفصة، وإذ بها قالت له العبارة التي أرادت أن تقولها، فقال لها الرسول: (بل شربتُ عسلاً عند زينب ولن أعود له)، فقد أراد الرسول بذلك القول استرضاء زوجته حفصة، ثمّ أوصاها بأن لا تخبر عائشة بالأمر، إلا أن حفصة أفشت السر وأخبرت عائشة بذلك، وبعدها نزلت الآيات.
تناولت السورة بشكل أساسي غيرة النساء ومؤامراتهن وحيلهن لكسب رضا وقلب الزوج، كما تناولت رغبتهن في حرمان ضرائرهن من عطف الزوج وحبه وأنانيتهن به.
موسوعة موضوع