البلاغة في اللغة من بلُغ، يبلُغ؛ فهو بليغٌ، والبليغ عند العرب من فصُح لسانه، وحسُن بيانه، ومن هنا كانت البلاغة تعني حسن البيان وقوّة التأَثير، وعلم البلاغة هو العلم المُختصّ بالمعاني والبيان والبديع، ويقال أيضاً في معناها أنّها مطابقة الكلام لمُقتضى الحال، مع فصاحته، وقد عرّف أهل التحقيق مصطلح البلاغة بقولهم أنّها الكلام الذي بلغ مقصوده دون إطالةٍ، وقال آخرون هي البلاغة ما قرُب طرفاه وبعُد منتهاه؛ بمعنى أنّ كلماتٍ موجزةٍ حملت معانٍ عميقةٍ، ويرى الإمام الجرجاني أنّ البلاغة مُختصّةٌ باللفظ والمعنى، وهي بهذا المفهوم تُشكّل نسيجاً متكاملاً وتداخلاً مُحكماً.
يستعرض هذا المقال أمثلةً على بلاغة التعبير القرآنيّ في الفروق بين المصطلحات التي تظهر بادئ الأمر أنّها مُترادفة المعنى، إضافةً إلى أمثلةٍ تُؤكّد على روعة التصوير الفنيّ والتخيّل الحسيّ في التعابير القرآنيّة.
يميل أهل البلاغة القرآنيّة إلى أنّ الترادف منعدمٌ؛ وذلك لأنّ التراكيب القرآنيّة التي يظهر أنّها مترادفةٌ هي للمُتأمّل في بلاغة النّص ودلالاته تحمل فروقاً تُخرجها عن معنى الترادف، ويقصد بالترادف عند أهل اللغة توالي كلمتين مختلفتين أو أكثر والاستدلال بها على شيءٍ واحدٍ، ومن الأمثلة على الفروق البلاغيّة فيما يظَنّ أنّه ترادفٌ في القرآن:
تعدّد التصوير الفنيّ في القرآن الكريم بعدّة أنواعٍ، وفيما يأتي بيان ذلك:
موسوعة موضوع