دعا الإسلام في العديد من النصوص إلى بر الوالدين وشدد في ذلك، بل إنّ الله سبحانه وتعالى قد قرن رضاه برضا الوالدين وطاعته بطاعتهما، فقال في سورة الإسراء: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، فما هو حكم برِّ الوالدين في الإسلام، وكيف للمسلم أن يبر والديه؟
بر الوالدين فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ فقد اهتم الإسلام بالوالدين اهتماماً كثيراً؛ فجعل طاعتهما والبر بهما من أفضل الأعمال تقرباً من الله سبحانه وتعالى، ونهى عن عقوقهما، فقد أمر الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين، وقرنه بعبادته وتوحيده سبحانه، قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، والقضاء في الآية الكريمة بمعنى الأمر، والوجوب، وقد قرن الله سبحانه وتعالى شكر الوالدين بشكره؛ قال الله سبحانه وتعالى: (..أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
ولا يختص البر بالوالدين بكونهما مسلمين فقط، بل وإن كانا كافرين يجب برهما والإحسان إليهما، ما لم يأمرا بالإشراك بالله أو ارتكاب معصية، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، بل ويتوجب القول لهما قولاً ليناً يدل على الرفق بهما، والمحبة لهما، ويجتنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، ولا ينهرهما
موسوعة موضوع