بر الوالدين

الكاتب: مروى قويدر -
بر الوالدين

بر الوالدين.

 

 

دعا الإسلام في العديد من النصوص إلى بر الوالدين وشدد في ذلك، بل إنّ الله سبحانه وتعالى قد قرن رضاه برضا الوالدين وطاعته بطاعتهما، فقال في سورة الإسراء: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، فما هو حكم برِّ الوالدين في الإسلام، وكيف للمسلم أن يبر والديه؟

 

معنى بر الوالدين:

 

  • يُعرّف البر في اللغة على عدة معان؛ فيُطلق على الصدق، يُقال: بر في يمينه إذا صدق، والطاعة، والصلة، والإصلاح، والاتساع في الإحسان إلى الناس، والبر: ضد العقوق، يُقال: بررت والدَي أي: وصلتهما، وأيضاً يُطلق البر ويراد به العمل الدائم الخالص من المأثم.
ومن أسماء الله سبحانه وتعالى: (البر) أي؛ الصادق فيما وعد أولياءه، أما لفظ البر عند الفقهاء فلا يخرج استعماله عن المعنى اللغوي؛ فالبر عندهم هو: اسم جامع للخيرات كلها، ويراد به التخلق بالأخلاق الحسنة مع الناس وذلك بالإحسان إليهم، وصلتهم، والصدق معهم ومع الخالق، وذلك بالتزام أوامره، واجتناب نواهيه.

 

ويُطلق البر في الأغلب على الإحسان بالقول اللين اللطيف، والذي يدل على الرفق والمحبة، وتجنب غليظ القول الموجب للنفرة، واقتران ذلك بالشفقة، والعطف، والتودد، والإحسان بالمال وغيره من الأفعال الصالحات.
  • يُطلق لفظ الأبوين على الأب والأم، ويشمل أيضاً هذا اللفظ: الأجداد والجدات.
  • يُعرّف بر الوالدين بأنّه: طاعة الوالدين وصلتهما، وعدم عقوقهما، والإحسان إليهما وإرضاؤهما، وذلك بفعل ما يريدانه ما لم يكن إثماً.

 

حكم بر الوالدين:

 

بر الوالدين فرض عين على كل مسلم ومسلمة؛ فقد اهتم الإسلام بالوالدين اهتماماً كثيراً؛ فجعل طاعتهما والبر بهما من أفضل الأعمال تقرباً من الله سبحانه وتعالى، ونهى عن عقوقهما، فقد أمر الله سبحانه وتعالى ببر الوالدين، وقرنه بعبادته وتوحيده سبحانه، قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)، والقضاء في الآية الكريمة بمعنى الأمر، والوجوب، وقد قرن الله سبحانه وتعالى شكر الوالدين بشكره؛ قال الله سبحانه وتعالى: (..أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).


ولا يختص البر بالوالدين بكونهما مسلمين فقط، بل وإن كانا كافرين يجب برهما والإحسان إليهما، ما لم يأمرا بالإشراك بالله أو ارتكاب معصية، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، بل ويتوجب القول لهما قولاً ليناً يدل على الرفق بهما، والمحبة لهما، ويجتنب غليظ القول الموجب لنفرتهما، ولا ينهرهما

شارك المقالة:
71 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook