بحث عن فضل الأم وواجبنا نحوها

الكاتب: علا حسن -
بحث عن فضل الأم وواجبنا نحوها.

بحث عن فضل الأم وواجبنا نحوها.

 

الأم

لقد أوصى الله تعالى بالأمّ، وأوصّى بحفظها ورعايتها، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، ولقد كان برّ الأمّ والإحسان إليها من أخلاق الأنبياء، ثمّ إنّ كمال الإحسان يتحقّق من خلال الإحسان إلى الأمّ، فالأمّ هي روح البيت، وسعادة القلب، وبرؤيتها يطيب العيش، وتسعد النّفس، والأمّ تعطي وتبذل كلّ ما في وسعها دون انتظار مقابلٍ، فهمّها رؤية أبنائها سعداء ومتميزون، ولو جمعت كلّ كلمات الدّنيا لتفي حقّ الأم، فلن توفيها حقّها، فالأمّ أعظم من أيّ كلماتٍ تقال، ومن أعظم ما يدلّ على عظم فضل الأمّ، أنّ الله تعالى ربط شكر الإنسان لوالديه، بشكره لله تعالى، ودليل ذلك قول الله تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، إذ إنّ للام حقوقٌ، مهما فعل الأبناء تجاهها، فلن يوفوها حقّها، ولكن على الأبناء الاجتهاد في ذلك، وبذل أقصى ما يمكنهم من البرّ والإحسان؛ لينالوا رضا الله تعالى في دنياهم وآخرتهم.

 

الواجب المترتب على الأبناء تجاه أمّهم

إنّ واجب الأبناء تجاه والدتهم يقسم إلى ثلاثة أقسام: واجباتٍ مادّية؛ تعنى بالأموال، وواجباتٍ أخرى معنوية، وواجباتٍ بعد رحيل الأمّ إلى جوار ربها، وفيما يأتي بيان ذلك

 

الواجب والإحسان المادي

ومن صور برّ الأبناء لأمّهم مادّيا ما يأتي

الإنفاق عليها وتقديم المساعدة الماليّة لها، وسدّ الحاجات الّتي تحتاجها الأم، إن كانت محتاجةً لذلك.

  • تقديم الهدايا لها عرفاناً على ما قدّمتّه طوال حياتها.
  • قيام الأبناء بالتّيسير على أمّهم، وإحضار ما تحتاجه، وما تحبّه، وإن لم تكن بحاجةٍ إلى ذلك

    فضل وأجر بر الأم

    إنّ الإنسان البارّ بأمّه المحسن إليها، والمحافظ على كسب رضاها، ينال ويكسب في دنياه وآخرته الأجور والفضائل الكثيرة، وفيما يأتي بيان بعضها:

    • يغفر للعبد الّذي يبرّ بوالدته، فيرضى الله عنه، ويغفر ذنوبه، ويستر عيوبه.
    • يفوز بالفوز العظيم، وهو جنّةٌ عرضها كعرض السماوات والأرض.
    • يكسب محبّة ورضا الله تعالى، من خلال إحسانه إلى والدته.
    • يقبل الله -تعالى- أعمال وعبادات العبد البارّ بأمّه.
    • يبارك الله -تعالى- للمحسن إلى أمّه في رزقه، فيرزقه من حيث لا يحتسب.
    • تفتح له أبواب السماء، فتستجاب له دعواته.

     

    عقوق الأم

    إنّ عقوق الأمّ أمرٌ منتشرٌ في المجتمعات، ويأتي سبب عقوق الأبناء لأمّهاتهم؛ عدم التزامهم بدين الله تعالى، وانعدام الوازع الدّيني في نفوسهم، وانشغالهم في أمور الحياة وملهياتها، وقد حذرنا الله -تعالى- والرّسول صلّى الله عليه وسلّم، من عقوق الأمّهات، والعقوق له صورٌ كثيرةٌ؛ كالكلام الجارح، واستخدام اليد في الضرب، واستخدام الصّوت المرتفع في النّقاش، وغير ذلك، ثمّ إنّ العاقّ يعاقب على عقوقه في الدّنيا والآخرة، ففي الدّنيا: يحرم من بركة العمر، والمال، والولد، والعقوق سببٌ في سوء الخاتمة، وفي الآخرة يترتب عليه العذاب الشّديد، فعلى الأبناء أن يحرصوا كلّ الحرص على برّ أمّهاتهم والإحسان إليهنّ في حياتهم ومماتهم. وعلى الإنسان العاقّ لوالدته أن يبادر بالتّوبة إلى الله تعالى، وأن لا يعود إلى العقوق مرّةً أخرى، وأن يندم على كلّ ما فعل، وأن يبدّل ذلك كلّه بالحرص على رضا أمّه وبرّها، والإحسان إليها؛ كي يتوب الله عليه

شارك المقالة:
105 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook