تعرّف الأخلاق لغةً؛ بأنّها الطّبع والسجيّة والدّين والمروءة، أمّا الأخلاق في الاصطلاح الشرعيّ، فقد عرّفها الجرجانيّ، فقال: (عبارة عن هيئةٍ للنفس راسخةٍ، تصدر عنها الأفعال بسهولةٍ ويسرٍ، من غير حاجةٍ إلى فكرٍ ورويَّةٍ، فإن كان الصادر عنها الأفعال الحسنة؛ كانت الهيئة خلقًا حسنًا، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة؛ سمّيت الهيئة التي هي مصدر ذلك خلقًا سيئًا)، والأخلاق في نظر الإسلام؛ هي مجموعة القواعد والمبادئ المنظّمة للسلوك الإنسانيّ، التي يحددها الوحي؛ لتنظيم حياة الإنسان، وتحديد علاقته مع غيره، على نحوٍ يحقّق الغاية من وجوده على أكمل وجهٍ وهنالك فرقٌ بين الخُلق والتخلّق، فالتخلّق يصدر عن صاحبه متكلّفاً فيه، أمّا الخُلق فيصاحبه يسرٌ وسهولةٌ وعفويّةٌ، ولا يصير التخلّق خُلُقاً إلّا إنّ صار عادةً وصفةً راسخةً في النفس، وقد جعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- الغاية من بعثته؛ الدعوة إلى مكارم الأخلاق، فقال: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتممَ صالحَ الأخلاقِ)\والأخلاق؛ هي ما يظهر للناس من خلال التعامل معهم، وبناءً عليها يحكمون على دينه، وما كان الخلق في الإسلام مجرّد سلوكٍ عابرٍ أو أمرٍ ثانويٍّ؛ بل هو عبادةٌ يؤجر عليها ومجالاً للتنافس بين المسلمين، فقد بيّن رسول الله أنّ أقرب الناس إليه يوم القيامة من اتّصف بمحاسن الأخلاق، وهي أسباب بقاء الأمم، فالأمّة التي تنهار أخلاقها يوشك كيانها على الانهيار، ومن أهمّ العوامل التي تساعد على إنهاء الخلافات والعداوات بين الناس؛ هو حُسن الخُلق، فكم من عداوةٍ انتهت وحلّت مكانها المودّة، وكان السبب هو حُسن الخُلق.
للأخلاق أقسامٌ وأنواعٌ كثيرةٌ، تقسّم بحسب اعتباراتٍ عديدةٍ، ومنها:
وهي أخلاقٌ جبلّيّةٌ غريزيّةٌ؛ أي خلقها الله تعالى في الإنسان وكان مفطوراً عليها، وثانيها: أخلاقٌ مكتسبةٌ، ويحصل عليها الإنسان بالتعلّم والتعوّد، دلّ عليها قوله صلى الله عليه وسلّم: (إنّما العلمُ بالتَّعلُّمِ، و إنما الحِلمُ بالتَّحلُّمِ)،وقد جاءت هذه الأخلاق المكتسبة؛ لتكمل الأخلاق الفطريّة وتسقل الشخصيّة.
تقسّم الأخلاق البشريّة باعتبار مَن تُمارَس معه إلى أقسامٍ عديدةٍ، يأتي بيانها على النحو الآتي: