انواع المعادن في منطقة نجران في المملكة العربية السعودية.
كان لتوافر أنواع متعددة من المعادن بالمنطقة الجنوبية من الجزيرة العربية ومن بينها نجران، أثرها البالغ في قيام عدد من الصناعات المعدنية عليها، فصارت صناعة التعدين من أهم الصناعات التي قامت بنجران، حيث توافرت معادن الفضة، والذهب، والحديد، والعقيق، والجزع، والرصاص وغير ذلك
ولعل الهمداني المؤرخ يُعدّ أفضل من تحدث عن التعدين ومواطنه في نجران وغيرها من مناطق الجزيرة العربية، حيث حدد بعض مواقع المعادن في نجران وما جاورها من البلدان. ويعد منجم معدن الفضة المعروف باسم (معدن الرضراض) من أشهر مناجم الفضة في الجزيرة العربية ، ويذكر الهمداني أنه "معدن لا نظير له في الغزارة"
ويروي الهمداني أن إنتاجه من الفضة في الأسبوع "حمل حفنة وهو عشرون ألف درهم" . واستمر إنتاج هذا المعدن منذ العصور الإسلامية الأولى حتى نهاية العصر العباسي الأول، وفي سنة 270هـ/883م تدهور إنتاج هذا المنجم بسبب الصراعات القبلية؛ يقول الهمداني: "فلما قتل محمد بن يعفر وافتتنت هذه القبائل عليه عدا بعضهم على سكانه فقتلوا منهم ونهبوا، وهرب من بقي فتفرقوا في البلاد"
وفي نجران ونجد المجاورة وُجِدَ كثير من مواقع استخراج معادن الذهب، مثل: معدن الهجيرة من نهد، ويأتي رطله بالعيار العلوي ثمانية وتسعين وأقل . ومعدن ذهب المخلفة من أرض همدان الذي يقول عنه الهمداني: هو معدن "بأرض بني سابقة، بالحد ما بين صعدة ونجران، وهو معدن جيد، يأتي رطله بالعيار العلوي مئة دينار وأربعة، وأقل شيئًا" . وكذلك "معدن العقيق، عقيق جرم بين نجران والفج، وموضعه صعاد من العقيق، وهو غزير جدًا ويسمون القطعة هناك دقة، ولو كان فيها أرطال . ويشير الهمداني إلى الطريق الواصلة بين نجران واليمامة التي يوجد هذا المعدن عليها، فيقول: "فأما مراحل نجران إلى العقيق فأولها الكوكب، وهو قلت، ثم الحفر، ثم ثلاث مراحل من العقيق، ويسمى عقيقًا لأنه معدن يعق من الذهب، وهو لجرم وكندة"
أما عن مناجم الحديد فذكر ياقوت معدن رغاضة في بلاد صعدة على مقربة من نجران، حيث كان فيه خمسة عشر كيرًا لسبك الحديد
كما أن نجران نفسها كانت تحتوي على معادن لسبك الحديد، وكان أهل نجران أنفسهم يعملون على استخراجه والاستفادة منه في حياتهم العامة . ومن مناجم المعادن الأخرى المنتشرة في نجران وما جاورها معادن العقيق والجزع التي يصنع منها الخرز والفصوص والأواني البقرانية والسعوانية، وكان الفص من البقران ثمينًا جدًا، حيث كان يباع بمئة دينار .
المسكوكات
تشير المصادر التاريخية الإسلامية إلى أن يحيى بن الحسن بن القاسم عندما خرج على الخلافة العباسية واستولى على نجران سنة 284هـ/897م فرض الجزية على أناس من أهل الكتاب كانوا يقيمون بها. وكانت نجران إحدى أهم المدن في الدولة التي أسسها يحيى بن الحسين بن القاسم إذ ضربت بها المسكوكات في عهد خلفائه.