النقل البري بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
النقل البري بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية

النقل البري بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.

 
يؤدي قطاع النقل دورًا حيويًا في دعم جميع قطاعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أي إقليم، حتى أصبح التقدم في وسائل النقل يشكل دلالة كبيرة على التقدم الحضاري في أي دولة، وشهد هذا القطاع تطورًا بارزًا خلال مراحل خطط التنمية المختلفة التي نُفذت في المنطقة الشرقية. وقد نشطت حركة إنشاء الطرق بصورة كبيرة منذ نهاية خطة التنمية الأولى 1395هـ /1975م، لتواكب التطور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد عامة والمنطقة الشرقية خاصة. وقد تجاوز هذا الاهتمام شبكة الطرق الرئيسة التي تربط بين مدن وقرى المنطقة الشرقية والشوارع الفرعية التي تخترق الأحياء السكنية والأسواق وتصل مرافق الخدمات؛ وامتد ليشمل الطرق الرئيسة التي تربط مدن المنطقة بعضها مع بعض، كما تربط المنطقة ببقية أنحاء المملكة وبدول الخليج العربي  ،  إضافة إلى تطور شبكة النقل الجوي والنقل بالسكك الحديدية التي عملت جميعها على اختصار المسافة والزمن، وتنشيط حركة التجارة والصناعة والسياحة بين مدينتي الدمام والرياض بصفة خاصة والمنطقة الشرقية وبقية محافظات المملكة بصفة عامة، وأصبحت قناة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها.
 
بدأ إنشاء الطرق البرية في المنطقة الشرقية مع اكتشاف البترول فيها، حيث قامت شركة أرامكو بتعبيد الطرق التي تخدم أعمال التنقيب، وتسهل نقل معدات وآلات الحفر والسيارات بمواصفات متواضعة، والغرض منها آنذاك تسهيل مرور المعدات والسيارات لمراكز العمل. ومن الطرق التي أنشأتها شركة الزيت السعودية الأمريكية (أرامكو): طريق الظهران - رأس تنورة، وطريق التابلاين، وطريق الظهران - ابقيق، وبعض الطرق الأخرى التي تربط حقول البترول في منطقة العثمانية، وفرزان، وعين دار، وأبو حدرية وغيرها.
 
وبدت الحاجة ملحة إلى الربط بين المدن والقرى والهجر مع تطور المنطقة الشرقية وازدياد سكانها واتساع رقعتها لتسهيل حركة السيارات التي بدأت تتزايد أعدادها نتيجة لزيادة عدد سكان المنطقة الناجم عن الهجرة بغرض العمل، أو الزيارة بغرض الترويح والتعرف على حضارة المنطقة، وتحظى المنطقة الشرقية بشبكة من الطرق البرية تجاوز طولها عام 1425هـ /2004م، خمسة آلاف كيلو متر من الطرق المعبدة  
 
إن شبكة الطرق البرية التي تربط مدن حاضرة الدمام هي الركيزة الأساسية للسياحة والترويح في المنطقة الشرقية؛ إذ تعد نموذجًا لشبكة الطرق البرية بين أجزاء المناطق الحضرية؛ حيث توجد ثلاثة طرق سريعة تربط أجزاء الحاضرة، أحدها الطريق الساحلي (طريق الكورنيش)، وهو طريق مزدوج بين الدمام والخبر، وقد تحول إلى طريق سريع ثلاثي المسارات يصل بين المدينتين، وثانيها طريق الدمام الخبر السريع الذي يعرف حاليًا بـ (طريق الكباري)، ويشمل ثلاثة مسارات أساسية في كل اتجاه، وعلى جانبيه طريق مزدوج للسير المحلي، ويوازي هذا الطريق طريق آخر يعرف باسم (طريق الدمام الظهران الخبر)، الذي يربط مدينتي الدمام والخبر مارًا بمدينة الظهران، ويتكون هو الآخر من ثلاثة مسارات في كل اتجاه. ويربط الطرق السابقة عدد كبير من الطرق العرضية التي تيسر الحركة في كل الاتجاهات، وتربط مدن الحاضرة ببقية مناطق المملكة دون عناء يذكر، ويخرج طريق الخبر العزيزية ليربط أهم شواطئ المنطقة الشرقية بعمران الحاضرة بطريق سريع (ثلاثة مسارات في كل اتجاه) ليصل إلى شاطئ نصف القمر، وعند قمة أو رأس خليج القمر يخرج منه طريق مفرد ليتصل بطريق الدمام الرياض القديم، قاطعًا خط سكة حديد الرياض - الدمام  .  ومن الطرق التي تسهم في التنمية السياحية في المملكة بصفة عامة والمنطقة الشرقية بصفة خاصة طريق الرياض - الدمام السريع، وهو يعد من أكثر الطرق استعمالا في المملكة، ويربط شرق البلاد بغربها. وقد أدى هذا الطريق دورًا بارزًا في تنشيط الحركة السياحية بالمنطقة الشرقية  
 
 
1 - جسر الملك فهد:  
 
يعد جسر الملك فهد أحد المعالم السياحية المهمة بالمنطقة الشرقية، ويؤدي دورًا بارزًا في رواج الحركة السياحية الترفيهية وتنشيطها من دولة البحرين وإليها. افتُتِح جسر الملك فهد عام 1406هـ /1986م، ويتكون من مسارين في كل اتجاه مع مسار للطوارئ على الجانبين، ويبلغ طوله 25كم، وعرضه نحو 25م بمساحة إجمالية تقدر بنحو 625000م  . 
 
ويبدأ الجسر من الجانب السعودي من العزيزية التي تقع جنوب مدينة الخبر من مسافة تقدر بنحو ستة كيلومترات، وينتهي في الجانب البحريني شمال منطقة الجسر التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن العاصمة المنامة مارًا بجزيرة أم نعسان، ويتكون الجسر من خمسة جسور طولها الإجمالي 12.5كم تقع في المياه العميقة، وسبع ردميات بالطول نفسه في المياه الضحلة، ويوجد أسفله ممر كبير للملاحة الرئيسة في المياه الإقليمية السعودية في الجسر رقم 3 بعرض 150م وارتفاع 28.5م فوق منسوب سطح البحر، بحيث تستطيع السفن المرور أسفل الجسر، ويوجد أسفل الجسور الأخرى ممرات ملاحية بعرض 85م، وارتفاع 15م  .  وقد أُنشئت جزيرة اصطناعية (جزيرة الحدود) مردومة في عرض البحر مساحتها 660 ألف متر مربع؛ أُقيمت عليها مباني المؤسسة العامة لجسر الملك فهد، والإدارات الحكومية الأخرى التابعة للحكومتين، ومسجدان، ومطعمان على أبراج يبلغ ارتفاعها 65م تطل على ضفاف الخليج. وتضم الجزيرة الاصطناعية عددًا من المطاعم، والمجسمات، والشلالات الاصطناعية، كما تم تجميل الموقع بأشجار النخيل وأشجار الزينة، إضافة إلى المسطحات الخضراء على جانبي الطرق وحول مرافق الجسر  .  ويعد الجسر أطول جسر بحري في منطقة الشرق الأوسط، وثاني أطول جسر بحري في العالم  . 
 
يحظى جسر الملك فهد برواج سياحي وإقبال خلال أيام السنة، وبصفة خاصة في الإجازات، والأعياد، وعطلة نهاية الأسبوع، والمناسبات العالمية؛ إذ قدر عدد المسافرين والقادمين أي عابري جسر الملك فهد خلال عيد الفطر عام 1424هـ /2003م ولفترة 11 يومًا فقط بنحو427481 سائحًا، كان نصيب السعودية نحو 49% من جملة السياح بعائد يزيد على 4211000 ريال سعودي، وفي الوقت نفسه حقق جسر الملك فهد فائدة اقتصادية للحكومة البحرينية بما يزيد على 4338000 دينار بحريني  .  وقد بلغت حركة النقل والركاب عبر جسر الملك فهد بين دولتي المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين نحو 5557954 راكبًا بنسبة 63% للمغادرين، والنسبة المتبقية 39% للقادمين من دولة البحرين عام 1419هـ /1999م، أما بالنسبة إلى حركة السيارات بين دولتي السعودية والبحرين؛ فقد بلغت 3142984 سيارة بواقع 61% للسيارات القادمة للمملكة، و 39% للسيارات المغادرة من المملكة لمملكة البحرين للعام نفسه  ؛  ما يعطي مؤشرًا لحجم حركة السياحة الخارجية بين المملكة ودول الخليج العربي.
 
 
2 - النقل الجماعي: 
 
لاقى قطاع خدمات النقل الجماعي بوساطة الحافلات كغيره من القطاعات الخدمية والمساندة لقطاع السياحة اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية ليتماشى مع النهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في مختلف قطاعاتها الإنتاجية، والاجتماعية، والثقافية، والعمرانية، حتى أصبحت المرآة العاكسة لتطور شبكات الطرق البرية بالمملكة. وتقدم شركة النقل الجماعي خدماتها في مجالات النقل داخل المدن وما بينها  . 
 
ويبلغ عدد محطاتها 10 محطات، أربع منها على طريق الدمام - الرياض السريع، وثلاث على الطريق في اتجاه حفر الباطن، واثنتان في طريق الهفوف - سلوى، والأخيرة على طريق أبو حدرية في اتجاه الكويت. وتتنوع الخدمة المقدمة للمسافرين بمحطات ساسكو ما بين موتيل للمبيت مكيف الهواء، ومطاعم لتقديم الوجبات السريعة والساخنة، وكافتيريا، ومسجد، وسوبر ماركت، ومصلى، ومحطة تزويد بالوقود، إضافة إلى خدمات الإصلاح لجميع أنواع المركبات مع توفير قطع غيار لها؛ ما يمكن المسافر من الحصول على الخدمة اللازمة  . 
 
 
3 - تأجير السيارات:
 
تعد الخدمات التي تقدمها مكاتب تأجير السيارات على درجة من الأهمية بالنسبة إلى القطاع السياحي؛ إذ من طريقها يتمكن الزائر من الحصول على وسيلة نقل خاصة به تمكنه من التنقل كيفما يشاء من دون التقيد بالزمان والمكان، خصوصًا بالنسبة إلى الأسر التي تفضل التنقل بمفردها وبخصوصية تامة، فيختلف الحال عن الحافلات، ويتمكن السائح من استخدامها للانتقال من مدينة لأخرى أو التنقل داخل المدينة الواحدة، أو بين المدن والمطارات، وتوجد سيارات للإيجار بسائق أو من دون سائق في معظم مدن المنطقة.
 
وبلغ عدد مكاتب تأجير السيارات في المنطقة الشرقية حتى عام 1425هـ /2004م نحو خمسين مكتبًا، وبالنظر في (جدول 8) (شكل 5) يتضح التوزيع العددي والنسبي لهذه المكاتب على مدن المنطقة الشرقية.
 
كما يتضح أن حاضرة الدمام (الدمام، الخبر، الظهران) تضم أكثر من نصف عدد مكاتب تأجير السيارات في المنطقة الشرقية بواقع 59% من الإجمالي؛ ما يبرز ثقلها ومكانتها السياحية في المنطقة، والنسبة الباقية موزعة على باقي مدن المنطقة بواقع 14% لحفر الباطن، 12% للهفوف، و 7% لكل من الجبيل والقطيف.
 
 
4 - خط السكك الحديدية: 
 
بدت الحاجة إلى مد الخط الحديدي بين الدمام والرياض مرورًا بالظهران وبقيق وحرض والخرج، وإنشاء خط حديدي مزدوج لربط الهفوف بمدينة الرياض مباشرة، بالإضافة إلى الخط الحديدي داخل المنطقة المغمورة بميناء الدمام بطول 13كم ليصل إجمالي أطوال الشبكة الحديدية إلى 1391كم.
 
وقد ترتب على إنشاء السكة الحديدية ما بين مدينتي الدمام والرياض آثار اقتصادية منها: ربط ميناء الدمام بالظهير مباشرة شكل همزة وصل بين العملية الاقتصادية بشقيها الإنتاجي والاستهلاكي في الدولة، وتنشيط حركة السياحة والترويح؛ فقد ارتفع عدد الركاب الذين تنقلهم السكك الحديدية من 275 ألف راكب عام 1401هـ /1981م إلى نحو 804 آلاف راكب عام 1420هـ / 2000م  ،  بنسبة زيادة مقدارها 192% خلال عشرين سنة تقريبًا، وقد زادت حركة النقل على الخط الحديدي في الاتجاهين من ستة قطارات يوميا، منها قطاران للركاب في الاتجاهين إلى عشرة قطارات في اليوم، ومنها أربعة قطارات في الاتجاهين للركاب في الأيام العادية، وتزداد الرحلات الخاصة بنقل الركاب في أيام العطلات ونهاية الأسبوع  
 
بلغ إجمالي عدد الركاب بين مختلف محطات السكة الحديد نحو 674351 راكبًا عام 1419هـ /1999م، واحتلت مدينة الرياض النصيب الأكبر من حيث عدد الركاب المتجهين إليها بنسبة 40% من الإجمالي، تليها مدينتا الدمام والهفوف بواقع 29% لكل منهما، وأخيرًا مدينة بقيق بنسبة 3%  ؛  ما يعطي مؤشرًا لحجم السياحة الداخلية بين منطقتي الشرقية والوسطى وبين مدن المنطقة الشرقية.
 
شارك المقالة:
111 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
5

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook