النفط في المملكة العربية السعودية.
تشتهر المملكة بكونها من الدول الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، وقد اكتُشف النفط في المنطقة الشرقية من المملكة عام 1357هـ / 1938م، فوفر باكتشافه فرص عمل هائلة في مدن المنطقة الشرقية. وكان هذا العامل عنصر دفع لآفاق جديدة من حركة السكان واستيطانهم في المنطقة، وبخاصة المقر الإداري للمنطقة الشرقية الدمام، كما كان محفزًا كبيرًا لاقتصاد المملكة وتطوير بنيتها التحتية وتنميتها الشاملة.وتُعد المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم، وتمتلك أكبر احتياطي منه، وتُصنَّف في المرتبة الرابعة من حيث احتياطي الغاز الطبيعي، وفي المرتبة العاشرة في إنتاج الغاز الطبيعي.ويتركز معظم إنتاج البترول في المملكة في المنطقة الشرقية. وقد تم إنشاء شركة (أرامكو) عام 1364هـ / 1944م، وأصبحت فيما بعد أكبر شركة منتجة للزيت الخام والسوائل الغازية في العالم.
أهم حقول النفط في المملكة العربية السعودية
حقل الغوار: وهو أكبر حقل نفطي في العالم، يقع غرب واحة الأحساء، ويشكل إنتاجه 44% من إنتاج المملكة.
حقل خريص: ويقع غرب حقل الغوار على مسافة 180كم شمال شرق الرياض.
حقل شيبة: ويقع إلى الجنوب الشرقي من المنطقة الشرقية، على الحدود مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
حقل السفانية: ويُعد أكبر حقل نفطي مغمور في العالم، ويقع في مياه الخليج العربي، ويعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى اسم مدينة السفانية المطلة على الخليج العربي والتي يقع حقل السفانية بالقرب منها.
حقل الحوطة: ويقع على بُعد 180كم جنوب مدينة الرياض.
ومن المتوقَّع أن يظل النفط والغاز الطبيعي المحرك الأساسي للدخل الوطني، والمورد الأساسي للصناعة، وبخاصة البتروكيميائية منها.
وتوضح الخريطة مواقع حقول البترول والغاز الطبيعي في المملكة.
ويمكن تناول قطاع النفط على النحو الآتي:
صناعة النفط
بدأ تاريخ صناعة النفط في المملكة عام 1341هـ / 1923م بدعوة كثير من المستثمرين الأجانب للاستثمار في الثروات النفطية والمعدنية في المملكة، إلا أن جهود تلك الشركات لم تتوصل إلى أي نتائج إيجابية. وفي عام 1352هـ / 1933م منحت حكومة المملكة امتيازًا للتنقيب عن النفط واستخراجه لشركة كاليفورنيا أرابيان ستاندارد أويل كومباني (كاسوك) التابعة لشركة ستاندارد أويل أف كاليفورنيا (سوكال)، في مساحة قدرها 495.900 ميل مربع. وبعد أشهر من توقيع الاتفاقية أظهرت نتائج البحوث الجيولوجية الأولية في أعمال التنقيب عن النفط دلائل مشجعة لوجوده في نطاق جبل الظهران. وبدأت أعمال اكتشاف النفط عام 1354هـ / 1935م حينما بدأت الشركة بحفر بئر الدمام الأولى التي لم تأتِ نتائجها محققة للتطلعات، ونظرًا إلى أن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز فقد استمرت الشركة في حفر 9 آبار متتالية، إلى أن تحقق الحلم في عام 1357هـ الموافق 3 مارس 1938م، فقد أنتجت بئر الدمام السابعة كميات تجارية من النفط بعد حفرها على عمق 1441م، في طبقة أُطلق عليها اسم (الطبقة الجيولوجية العربية)، فدخلت بذلك المملكة عصر صناعة النفط.وقد بدأت أعمال تصدير الزيت الخام في العام نفسه، عن طريق فرضة صغيرة (مرفأ) في الخُبَر كان الزيت يُشحن عن طريقها إلى البحرين، وفيما بعد تم بناء فرضة رأس تنورة التي بدأت تستقبل ناقلات الزيت، وقد تم شحن أول دفعة من الزيت عن طريقها في 11 ربيع الأول 1358هـ الموافق 1 مايو 1939م، وذلك في احتفال رسمي رعاه الملك عبدالعزيز. وقد زاد إنتاج الزيت زيادة ملحوظة؛ فقبل عام 1363هـ / 1944م كان متوسط الإنتاج لا يتعدى 20 ألف برميل يوميًا، وفي عام 1368هـ / 1949م وصل الإنتاج إلى 50 ألف برميل يوميًا، أما في عام 1390هـ / 1970م فقد بلغ معدل الإنتاج 3.5 ملايين برميل يوميًا، إلى أن سجل رقمًا قياسيًا عام 1400هـ / 1980م؛ إذ وصل إلى 9.631.366 برميلاً يوميًا.وتوالت الاكتشافات بعد ذلك حتى بلغ عدد الحقول المكتَشَفة حتى عام 1420هـ / 1999م 90 حقلاً، منها 7 حقول للغاز، وواحد للمكثفات، والأخرى للزيت، ويقع 83 حقلاً منها ضمن منطقة امتياز شركة أرامكو السعودية، والبقية في المنطقة المقسومة من المنطقة المحايدة.بلغ احتياطي المملكة المؤكد من النفط الخام بنهاية عام 1390هـ / 1970م 138.7 بليـون برميل، ثـم ارتفع إلى 141 بليون برميل عـام 1394هـ / 1974م، واستمر في الارتفاع نتيجة للاكتشافات الجديدة وإعادة تقدير الاحتياطي المؤكد إلى أن وصل إلى 168.4 بليون برميل عام 1399هـ / 1979م، وبلغ نحو 170 بليون برميل في نهاية الفترة 1407 - 1408هـ / 1987م. إلا أن الاكتشافات الجديدة التي تحققت خلال الفترتين 1408 - 1409هـ و 1409 - 1410هـ / 1988 - 1989م عززت الاحتياطي حتى بلغ نحو 260 بليون برميل عـام 1427 - 1428هـ / 2007م. وبذلك أصبح احتياطي المملكة يعادل 21.9% من مجموع احتياطيات النفط الخام العالمي . ويُصدَّر الزيت الخام ومنتجاته من ميناء رأس تنورة على الخليج العربي، وميناء ينبع على البحر الأحمر، ويوضح (جدول 1) احتياطيات الزيت والغاز وإنتاجهما حتى22 / 12 / 1428هـ الموافق نهاية عام 2007م.
إنتاج النفط
في عام 1352هـ / 1933م منحت المملكة العربية السعودية امتياز التنقيب عن الزيت لشركة كاليفورنيا أرابيان ستاندارد أويل كومباني (كاسوك)، وبدأت التنقيب عن الزيت على الساحل الشرقي للمملكة. وفي عام 1355هـ / 1936م تملكت شركة تكساس - التي تُعرف الآن باسم (تكساكو) وهي جزء من شركة (شيفرون) - حصة تبلغ نسبتها 50% من امتياز (سوكال) وفي عام 1357هـ / 1938م اكتُشف في الظهران أول حقل زيت تجاري، وتم تصدير الزيت الخام حينذاك عن طريق الصنادل إلى البحرين. وفي عام 1358هـ / 1939م تم تصدير أول شحنة زيت على ناقلة. وفي عام 1363هـ / 1944م غيَّرت (كاسوك) اسمها ليصبح أرابيان أمريكان أويل كومباني (أرامكو). وفي عام 1364هـ / 1945م بدأ معمل التكرير في رأس تنورة أعماله. وفي عام 1367هـ / 1948م انضمت شركتا (ستاندارد أويل أوف نيوجيرسي) و (سوكوني فاكيوم أويل) المعروفتان الآن بـ (إكسون) و (موبيل) إلى (سوكال) و (تكساكو) في ملكية (أرامكو). وفي عام 1369هـ / 1950م أُنجز خط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) الذي يربط بين حقول الزيت في المنطقة الشرقية، ولبنان على ساحل البحر المتوسط. وفي عام 1370هـ / 1951م اكتُشف حقل السفانية؛ أكبر حقل نفط مغمور في العالم. وفي عام 1375هـ / 1956م حددت (أرامكو) نطاق حقلَي الغوار والسفانية؛ ليصبح حقل الغوار أكبر حقل زيت في العالم، ويتبوَّأ حقل السفانية صدارة أكبر حقول الزيت المغمورة في العالم. وفي عام 1381هـ / 1961م تمت معالجة غاز النفط المسيل (البروبان والبوتان) للمرة الأولى، وذلك في معمل التكرير في رأس تنورة. وفي عام 1386هـ / 1966م بدأت الناقلات ترسو في الجزيرة الاصطناعية، وهي المنصة الجديدة لتحميل الزيت الخام في مياه الخليج العربي مقابل رأس تنورة. وفي عام 1393هـ / 1973م تملكت حكومة المملكة حصة تبلغ 25% في (أرامكو). وفي عام 1395هـ / 1975م تم إطلاق مشروع شبكة الغاز الرئيسة. وفي عام 1400هـ / 1980م تملكت حكومة المملكة (أرامكو) كاملةً، بشراء مجمل أصولها. وفي عام 1401هـ / 1981م افتُتح خط الأنابيب شرق - غرب الذي أُنشئ لنقل سوائل الغاز الطبيعي والزيت الخام، ليربط بين المنطقة الشرقية ومحافظة ينبع على ساحل البحر الأحمر. وفي عام 1402هـ / 1982م تم افتتاح مركز التنقيب وهندسة البترول في الظهرا وفي عام 1404هـ / 1984م تملكت (أرامكو) أول أربع ناقلات عملاقة تابعة لها. عام 1407هـ / 1987م أُنجزت توسعة خط أنابيب الزيت الخام شرق - غرب؛ لتزيد طاقته إلى 3.2 ملايين برميل يوميًا. وفي عام 1408هـ / 1988م عدل اسمها إلى شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية). وفي عام 1409هـ / 1989م اكتُشف الزيت والغاز بنوعية عالية جنوب الرياض، في أول اكتشاف يتم خارج المنطقة الأصلية لأعمال الشركة، متزامنًا مع إطلاق (أرامكو السعودية) و (تكساكو) مشروعهما المشترك للتكرير والتسويق (ستار إنتربرايز). وفي عام 1412هـ / 1991م قامت (أرامكو السعودية) بدور رئيس في مكافحة تسرب الزيت في مياه الخليج العربي. وفي عام 1413هـ / 1992م زادت طاقة خط أنابيب الزيت الخام شرق - غرب إلى 5 ملايين برميل يوميًا، كما اشترت إحدى الشركات التابعة لـ (أرامكو السعودية) حصة تبلغ 35% في شركة (سانغ يونغ أويل ريفايننغ كومباني، واسمها الآن "إس -أويل") في كوريا الجنوبية. وفي عام 1414هـ / 1993م تولت (أرامكو السعودية) المسؤولية عن جميع الحصص العائدة إلى المملكة في مشروعات التكرير والتسويق والتوزيع، ومشروعات التكرير المشتركة.وفي عام 1415هـ / 1994م تمت إعادة طاقة الإنتاج القصوى الثابتة إلى مستواها البالغ 10 ملايين برميل يوميًا، وحصلت الشركة على حصة تبلغ 40% في شركة بترون؛ أكبر شركة تكرير للنفط في الفلبين.وفي عام 1415هـ / 1995م أنجزت الشركة برنامج تملُّك 15 ناقلة زيت خام عملاقة. وفي عام 1417هـ / 1996م تملكت (أرامكو السعودية) حصة 50% في شركتَي موتور أويل كورينث ريفاينريز (هيلاس) و (أفن أويل). كما حصلت الشركة أيضًا على حصة الأغلبية في شركتين لإنتاج زيوت التشحيم في جدة، وهما الشركتان اللتان تُعرفان الآن بشركة أرامكو السعودية لتكرير زيوت التشحيم (لوبريف)، وشركة أرامكو السعودية لزيوت التشحيم (بترولوب). وفي عام 1419هـ / 1998م أَسست (أرامكو) السعودية بالمشاركة مع (تكساكو) و (شل) مشروع (موتيفا إنتربرايز)؛ وهو مشروع مشترك رئيس للتكرير والتسويق في الأجزاء الجنوبية والشرقية من الولايات المتحدة الأمريكية.وفي عام 1420هـ / 1999م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) حقل شيبة في صحراء الربع الخالي، ويُعد واحدًا من أكبر المشروعات من نوعه في العالم. كما تم إنجاز خط الأنابيب متعدد المنتَجات بين: الظهران، والرياض، والقصيم، ومشروع تحسين معمل التكرير في رأس تنورة، في حين بدأت مصفاة زيوت التشحيم الثانية (لوبريف 2) التابعة لشركة مصفاة أرامكو السعودية (موبيل) أعمالها في ينبع. وفي عام 1422هـ / 2001م تم تدشين معمل غاز الحوية، بسعة إنتاجية تبلغ 1.6 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المصاحب في اليوم. وفي عام 1424هـ / 2003م تم إنجاز معمل غاز حرض.وفي عام 1425هـ / 2004م افتتح الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (ولي العهد آنذاك) مشروع معامل الإنتاج في القطيف وأبو سعفة، وبلغت طاقة إنتاجه 800 ألف برميل يوميًا من الزيت الخام، فضلاً عن إنتاج كميات ضخمة من الغاز المرافق تصل إلى 370 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا.وفي عام 1426هـ / 2005م وقَّعت كل من (أرامكو السعودية) وشركة (سوميتومو كيميكال) المحدودة اليابانية اتفاقية شراكة لإنشاء مشروع مشترك لتطوير مجمع عملاق ومتكامل في مجال التكرير والمواد البتروكيميائية، في مدينة رابغ الواقعة على الساحل الغربي للمملكة وفي عام 1427هـ / 2006م بدأت (أرامكو السعودية) وشركة (سوميتومو كيميكال) اليابانية بالعمل في مشروع بترو رابغ الذي يمثل مشروعًا عملاقًا يتضمن دمج مرفق للبتروكيميائيات مع مصفاة للزيت. كما تم في هذا العام إنجاز مشروع (حرض 3) الذي أضاف إلى إنتاج المملكة 300 ألف برميل من الزيت. بالإضافة إلى ذلك وُقِّعت اتفاقيات لإنشاء مصفاتَي تكرير للتصدير؛ الأولى مع (توتال) في الجبيل، والثانية مع (كونوكوفيليبس) في ينبع.وتُعد المملكة من أهم الدول المؤسسة لمنظمة الدول المصدِّرة للنفط (أوبك)، كما أنها عضو مؤثر في استقرار السوق النفطية الدولية، وبالإضافة إلى ذلك فهي عضو مؤسس لمنظمة الأقطار العربية المصدِّرة للنفط (أوابك)، وعضو في مؤتمر الطاقة العربي، ومجلس النفط العالمي، ومنتدى الطاقة الدولي، ومجلس الطاقة العالمي .
مصافي النفط
تمتلك (أرامكو السعودية) 5 مصافٍ كاملة، وتشترك في ملكية مصفاتين إحداهما مع شركة (موبيل) في مدينة ينبع على البحر الأحمر، والأخرى مع شركة (شل) في مدينة الجبيل على الخليج العربي، بطاقة إنتاجية قدرت بـ 1.795 مليون برميل يوميًا لعام 1424هـ / 2003م، وبلغت 2.017 مليون برميل يوميًا عام 1427هـ / 2006م، وبلغ إنتاج المصافي المملوكة لـ (أرامكو السعودية) نحو 1.359 مليون برميل يوميًا، وإنتاج المصافي المشتركة نحو 658 ألف برميل يوميًا. ومما يسهل أعمال الإنتاج وجود شبكات للأنابيب بلغ مجموع أطوالها أكثر من 25.000كم من خطوط أنابيب الزيت والغاز والمنتجات المكررة بنهاية عام 1420هـ / 1999م. كما تمتلك (أرامكو السعودية) شركة (فيلا) البحرية العالمية المحدودة التي تدير أسطولاً من الناقلات الكبيرة بإجمالي حمولة قدره 7.4 ملايين طن .