النباتات السائدة بالرياض في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
النباتات السائدة بالرياض في المملكة العربية السعودية

النباتات السائدة بالرياض في المملكة العربية السعودية.

 

الفصيلة البقولية (Leguminosae)

 
1 - الطلح (Acacia gerrardii): 
 
الطلح شجرة ذات ساق مميزة، وترتفع إلى 10م، ولها أشواك مستقيمة مبيضّة، ويصل طول الشوكة إلى 5سم، وتختزل إلى شويكات شبيهة بالقرن، لا يزيد طولها على 5مم. أما الأوراق فهي مركبة من وريقات ذوات 2 - 9 أزواج، وتتكون كل وريقة من 10 - 18 زوجًا من الرويشات، وأزهار الطلح بيضاء تميل إلى اصفرار خفيف، وتتجمع الأزهار في هامات، أمّا الثمرة فهي قرن مشعر منضغط يصل طوله إلى 12سم، وعرضه 1.5سم، وتظل الثمار في تجمعات كثيفة على الشجرة، وتتفتح وهي معلقة عليها.
 
وينتشر الطلح بشكل واسع في منطقة الرياض، وينمو في بطون الأودية، وترعى المواشي قرون الطلح وأوراقه. ويُنتج جذع بعض أنواع الطلح صمغًا أحمر يأكله الناس، ويحتطب شجر الطلح للوقود، وهو من أكثر الأشجار احتطابًا واستخدامًا في إنتاج الفحم، وحطبه ذو دخان كثيف، ورائحته غير طيبة، ويهيّج العين، وجمره يدوم، ويستفاد من خشبه في عمل أعمدة بيوت الشّعر، وأبواب المنازل وسقوفها فيما مضى.
 
وتقطع أشجار الطلح بكثافة في وقتنا الحاضر لاستخدامها وقودًا أو لتفحيمها، على الرغم من ملاحقة السلطات للمخالفين لنظام الغابات والمراعي الذي يمنع احتطاب الأشجار الخضراء.
 
2 - القَتَاد (Asragalus spinosus) (Forssk.) (Muschl): 
 
القتاد نبات عشبي معمر ينتمي إلى العائلة البقولية، ويصل في الارتفاع إلى 80سم تقريبًا، وأغصانه كثيرة وطويلة مغطاة بأشواك كبيرة حادة وكثيفة يصل طولها إلى 4سم تقريبًا، والأوراق مستطيلة إلى بيضوية الشكل، يصل طولها إلى 6سم تقريبًا، ولها من 4 - 5 أزواج من الوريقات الصغيرة، وغالبًا ما تكون الأوراق القمية كبيرة، والقاعدية صغيرة، وزهرة القتاد خنثى بيضاء اللون يصل طولها إلى 3سم تقريبًا. وفي سنوات الجفاف يعلف هذا النبات للإبل بعد قطع الأغصان الشوكية وحرقها بالنار، ويطلق عليه (الشويط).
 
3 - النّفل (Trigonella hamosa): 
 
النّفل نبات حولي، سيقانه قائمة أو زاحفة يصل طولها إلى 30سم، وكثير التفرع من القاعدة، أمّا أوراقه فمركبة ثلاثية، والوريقات صغيرة، وطرفها العلوي مسنن (تشبه وريقات البرسيم)، وأزهار النفل صفراء طولها 5مم في هامات، وثماره قرنية مقوسة شعاعية من قرب طرف الساق الزهري، ذات لون أخضر.
 
وينتشر هذا النبات في معظم مناطق المملكة، وبخاصة في منطقة الرياض، وينمو في مسيلات المياه والروضات ذات التربة الرملية الطينية، ويمتاز برائحته الذكية، وجمال زهرته الصفراء الرقيقة، ونعومة أغصانه، وخلوها من الأشواك، كما أن زهر النفل الأصفر الجميل عندما ينمو في الروضات يلبسها لباسًا أصفر بأزهاره الصغيرة التي تشد انتباه مرتادي الروضات.
 
وترعى المواشي أوراق النفل وثماره، وهو محبب لديها، ولكن كثرة الرعي لهذا النبات من قبل الحيوانات قد يسبب لها انتفاخًا.
 

الفصيلة السدرية (Rhamnaceae)

 
- السدر (Ziziphus): 
 
السدر شجر يراوح ارتفاعه بين 4 و 8م، ويوجد منه في المملكة العربية السعودية أربعة أنواع، ومن أشهرها نموًا في منطقة الرياض النوع المعروف باسم: (Ziziphus spina-christi) و (Z.nummulari)، ويمتاز بأن الساق متفرعة، والأفرع الصغيرة رمادية باهتة اللون، وأوراقه ثلاثية العروق تخرج من القاعدة، وهي بيضوية ذات لون أخضر، وأزهاره صغيرة مصفرة تظهر في عناقيد في آباط الأوراق، وثماره كروية مصفرة أو محمرة عند النضج.
 
وينمو السدر في البيئات الصحراوية، وفي الأودية، وعلى جوانب الروضات، وينتشر في جميع مناطق المملكة العربية السعودية وبخاصة في صحراء الصمان بمنطقة الرياض، وهو النبات السائد في الفياض، كما أنه ينتشر بكثرة في المناطق الجنوبية والغربية، وأصبح السدر يزرع في كثير من أنحاء المملكة في المزارع وكذلك في المنازل.
 
وتتكاثر هذه الأشجار عن طريق البذور، وهي من الأشجار المعمرة وبطيئة النمو، وبخاصة نوع (Z.nummularia) وتصبح وارفة الظلال، خصوصًا المزروعة في المزارع، وأزهار السدر لها رائحة ذكية.
 
وقد ذكر السدر في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وفي كتب الفقه، إذ يستعمل ورقه في غسل الموتى، كما أن له فوائد علاجية متعددة، خصوصًا لغسل الشعر. وتعد أزهار السدر مصدرًا غذائيًا للنحل؛ إذ إن عسله من أجود الأنواع، وتؤكل ثماره الناضجة وتسمى (العبري) أو (النبق)، وهي بحجم ثمرة الكرز وأحيانًا تكون أكبر، كما أن خشبه يدخل في صناعة الأدوات المنـزلية المختلفة، مثل: الملاعق الخشبية، والمغارف، ويستخدم أيضًا في صناعة السفن الشراعية الصغيرة في منطقة جازان.
 
ولا تزال أشجار وشجيرات السدر كثيرة الانتشار، وقد أحيطت بعناية جيدة خصوصًا (Z.nummularia)، وبهذا الشأن تمت حماية كثير من الفياض التي ينبت فيها هذا النوع من السدر في صحراء الصمان - الفصيلة الأثلية (Tamaricaceae):
 
1 - الطرفة (الطرفاء) (T. nilotica),(T. macrocarpa),(T. aucheriana): 
 
الطرفاء شجرة أو شجيرة يصل ارتفاعها إلى قرابة عشرة أمتار، فالأشجار ذات ساق ملساء طويلة على عكس الشجيرات التي يكون فيها التفرع قريبًا من سطح الأرض فتتدلى الأفرع ملامسة الأرض، أمّا الأوراق فهي صغيرة شبيهة بالحراشف، وذات لون أخضر شاحب، وغير متساقطة (من الأشجار دائمة الخضرة)، والأزهار على هيئة عناقيد صغيرة، وذات لون أبيض أو رمادي.
 
ويصعب على كثير من الناس التفريق بين أنواع الأثل النامية في المملكة العربية السعودية، وغالبية الناس يطلقون على الأشجار ذات الساق القائمة الطويلة (أثل)، وعلى الشجيرات ذات الأغصان المتدلية أو (طرفة) أو (طرفاء).
 
2 - الأثل (Tamarix aphylla): 
 
ينتشر الأثل في جميع مناطق المملكة، وينمو في بيئات متغايرة، فنجده في السهول والوديان، وقرب منابع المياه، وفي المناطق شديدة الجفاف، مثل: شعاب الربع الخالي، وفي الأراضي المالحة، كما ينبت في الجبال، وعلى ارتفاعات شاهقة، يقول عروة بن الورد في أثل الجبل:
 
 
فــإنكمُ  لــم تبلغـوا كـل همتـي     ولا أربتـي حـتى تـروا منبت الأثل
ويتصف أثل الجبل بصلابته واعتدال خشبه، ولهذا استعمله سكان مناطق الجنوب الذين يطلقون عليه (نضار) في بناء أسقف المنازل ودعائم للبيوت، يقول الأخطل:
 
وقــد علمـت أفنـاء تغلـب أننـي     نضــار ولــم أنبـت بقرقـرة أثلا
ويتحمل شجر الأثل ظروف الجفاف القاسية؛ لأنه يمد جذوره الوتدية إلى أعماق الأرض، ويصل طول الشجرة إلى 30م، ولهذا نجده ناميًا في المزارع القديمة والمهجورة لجفاف مائها، ونتيجة لسرعة انتشار الأثل وكثرة نموه وبقائه ناميًا حتى بعد هجرها؛ لذا فقد استخدم علامة للمواضع وصفة من صفاتها التي يذكرها بها أهلها.
وشجر الأثل دائم الخضرة، وأوراقه خضراء شاحبة، وينمو متجمعًا فيرى من بعد داكن اللون.
 
واستخدم خشب الأثل في بناء أسقف المنازل ودعائمها، وعمل حظائر الحيوانات، والأبواب، والمفاتيح، وصناعة خشب السواني، ذلك أن خشب الأثل يمتاز باعتداله وصلابته ومقاومته للنمل الأبيض. ويفضل أثل الجبل (نضار) على أثل السهل؛ لأنه أكثر اعتدالاً وصلابة، ويقال إن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مصنوع من خشب النضار، إلا أن الأثل في المناطق الرطبة ضعيف، فلا يستفاد منه كثيرًا؛ ولهذا يقل استخدام أخشابه في تلك المناطق؛ لأنها رديئة وتنخرها الحشرات.
 
ولا يفضل الناس استخدام الأثل للوقود بسبب كثرة دخانه، وتنتج شجرة الأثل كميات من الصمغ الصالح للأكل (راتنج)، كما تتكون طبقة ملحية فوق الأوراق يمكن تجميعها ونقعها في الماء، إلا أن في طعمها مرارة. وقد استخدم الأثل قديمًا بديلاً عن الملح المفقود، وترعى الإبل أوراق الأثل والطرفة، أما الأغنام فترعى الأوراق الجافة (الصفراء) التي تسقط على الأرض في حالة عدم وجود غيره من الكلأ.
 
وتستعمل أوراق الأثل أيضًا علاجًا للأمراض الجلدية، وتعد الأوراق مطهرة ومعقمة، كما أن أوراق الطرفة مسهلة للهضم وقابضة، وتفيد الأوراق في علاج التهاب المفاصل والتهاب الفم، وقد تعمل (كَبْوَة)، وذلك بوضع الأوراق على النار، ثم يستنشق المريض الدخان.- الفصيلة الكبارية (Capparaceae):
 
1 - السرح (Maerua crassifolia): 
 
السرح شجرة يصل ارتفاعها إلى ما يقارب 15م، والنصف العلوي للجذع يتفرع إلى سوق كثيرة التفرع شائكة ومدببة الأطراف، أمّا الأوراق فجلدية (سميكة) مستطيلة إلى بيضوية، وطرفها مدور أو مقور، وهي ذات لون أخضر شاحب، وحافتها ملساء، وتنتظم الأوراق بشكل حلزوني، وتكون منفردة أو حزمية على فروع كثيفة قصيرة. أمّا الأزهار فذات لون أخضر ضارب إلى الصفرة، وتكون منتظمة على هيئة عناقيد، ويزهر العنقود الواحد من 4 - 10 أزهار، وأعضاء التذكير في الزهرة بارزة على شكل خيوط ورؤوس صفراء، والثمرة مستطيلة ومتخصرة بين البذور، وبكل فص بذرة، وتحتوي الثمرة على ست بذور.
 
وينتشر السرح في جنوب منطقة الرياض والمناطق الغربية والجنوبية، وأكثر تجمعات لأشجاره شوهدت في مجامع الهضب (جنوب غرب منطقة الرياض)، وينمو في الأودية وفي تربة رملية طينية.
 
وهذه الشجرة كبيرة ذات ظل وارف؛ ولذلك تعدّ من الأشجار المحلال؛ أي التي يسكن أو يستظل أهل البادية بظلها.
 
2 - الشَفَلّح - لصف (Capparis spinosa): 
 
الشفلح شجيرة شوكية معمرة زاحفة، تكون أفرعها مستلقية على الأرض، وأوراق الشفلح خضراء شاحبة، بيضوية ولحمية يصل طولها إلى 4سم، ولها أعناق قصيرة، أما أزهاره فهي كبيرة بيضاء اللون تميل إلى اللون الوردي، وتتميز بوجود عدد كبير من الأسدية البارزة ذات اللون البنفسجي الناصل (الفاتح)، وثماره كمثرية يراوح طولها بين 2.5 و 5سم ذات لون أخضر داكن، وعندما تنضج الثمرة تنشطر وتنثني إلى الخلف عن لب أحمر لامع به عدد كبير من البذور ذات اللون الأسود.
 
وينتشر هذا النبات في مختلف مناطق المملكة، ويكثر في منطقة الرياض، وبخاصة في الأودية والفياض، وينمو في السهول ومنحدرات الأودية، كما أنه ينمو بشكل واسع في الأمكنة التي تروى بالماء، مثل: المزارع والحدائق وغيرها؛ وهو يتحمل الظروف القاسية.
 
ويؤكل لب ثمار النبات؛ لأن طعمه حلو لذيذ، أما قشرة الثمرة فمرة المذاق، والبذور لا تؤكل، وترعاه الإبل إذا لم تجد شيئًا تأكله، على حين لا ترعاه بقية المواشي.
 
 

الفصيلة السرمقية (Chenopodiaceae)

 
1 - الغضى (Haloxylon persicum): 
 
الغضى شجرة معمرة يصل ارتفاعها إلى 3م، وتبدو كأنها لا تورق، والأغصان عارية، وأسطوانية، ومفصلية، والأزهار متجمعة في سنابل صغيرة جانبية، والغلاف الثمري غشائي الأجنحة مصفر اللون، وقطره سنتيمتر واحد، وهو يشبه نبات الرمث، ويتميز عنه ببنية نموه وخصائص أخرى.
 
وينتشر الغضى في منطقة الرياض ومنطقة القصيم، كما أنه ينتشر بصورة واسعة في رمال النفود الكبير، ويمتاز بجودة حطبه، فليس في الشجر أذكى نارًا وأبقى جمرًا من الغضى، ولا يفوقه إلاّ جمر القرظ وجمر السمر.
 
وترعى الإبل الغضى، كما أنها تحتمي به من هبوب الرياح الرملية.
 
2 - الرمث (Haloxylon salicornicum): 
 
الرمث شجيرة يصل ارتفاعها إلى 1م، وفروعه متعاكسة، وصغير السن منها عصيري وأوراقه صغيرة، وأزهار الرمث بنية اللون وحيدة الجنس، ذات قنابتين، والثمرة لها خمسة أجنحة صغيرة منتشرة.
 
وينمو هذا النبات في جميع مناطق المملكة، وهو واسع الانتشار في السهول والفياض الرملية، ويتحمل ظروفًا مناخية قاسية وملوحة شديدة، ويمتد انتشاره في تلك المناطق ليشكل عشائر رعوية كثيفة.
 
يعدّ نبات الرمث من أهم المكونات المعمرة للنسيج الرعوي في المملكة العربية السعودية؛ إذ إنه يوفر الكلأ عندما تنعدم الأعلاف الأخرى في المرعى.
 
وتقبل الإبل والأغنام على رعي الرمث بشكل كبير، وعندما تأكله يطيب لبنها ولحمها.
 
يستخدم حطب الرمث في الوقود؛ إذ إن ناره حارة وله ريح طيبة، وقيل ينتفع بدخانه في حالة الزكام، أما مسحوق القشرة الناعم فيستعمل في تضميد الجروح وغسلها.
 
3 - الرّغل (Atriplex leucoclada): 
 
الرّغل شجيرة يكون ارتفاعها من 20 - 80سم تقريبًا، ويتميز النبات بساقه المبيضة كثيرة التفرع، وبأوراقه مثلثة الشكل التي تنثني حوافها إلى الداخل، وهي متساوية الطول والعرض اللذين يصلان إلى 2.5سم تقريبًا، إلا أن الأوراق أعرض ما تكون عند قواعدها، كما أن الأوراق مرتبة على فروع الساق بأوضاع متبادلة ذات مظهر دقيق لوجود الشعيرات الزغبية البيضاء التي تغطي أسطحها، أما أسطحها السفلية فشاحبة الاخضرار. ونبات الرغل قليل الأزهار، وتخرج النورات الزهرية من آباط الأوراق بطول يصل إلى 10سم تقريبًا.
 
ويعد من النباتات المحلية المعمرة، وينتشر في جميع مناطق المملكة، في الأرض السهلية ذات التربة الرملية الناعمة المحتوية على شيء من الملوحة، كما ينمو في المواضع البعيدة بعض الشيء عن الشواطئ البحرية، والأراضي التي ينمو فيها الرغل تعدّ مراعي للإبل والأغنام التي تفضل أكله؛ إذ تتغذى على أوراقه وفروعه سواء كانت طرية أم جافة.
 
والإبل ترغب في رعي الرغل، قال هميان يصف إبلاً:
 
رعـت مـن الصمـان روضًـا أرجَا     مــن  صليــان ونصيًــا واثجَـا
ورغلاً كـــانت بـــه لواهجَـــا
4 - الخرّيط - الحَمض (Salsola imbricata): 
 
الخريط نبات شجيري يصل ارتفاعه من 30 - 60سم تقريبًا، وله سيقان متفرعة عصيرية، ويغلب على النبات اللون الأخضر المصفر، وأوراقه صغيرة زغبية ومتشحمة تكتظ بها الفروع في شكل مجاميع ورقية صغيرة، والأزهار صغيرة جدًا تنتشر بطول الفروع، وهي ذات لون أصفر، وللنبات رائحة مميزة تشبه رائحة السمك.
 
وينتشر هذا النبات في جميع مناطق المملكة، وينمو في التربة الطينية والرملية الطينية عالية الملوحة، وبخاصة السبخات، سواء كانت ساحلية أم داخلية، كما ينمو على تربة المزارع المهملة لملوحتها.
 
ويعدّ من النباتات الرعوية الجيدة التي تقبل عليها المواشي؛ وبخاصة الإبل، وإذا كان هناك نبات واحد يطلق عليه حَمْضًا فإن كلمة حمض تشمل كثيرًا من النباتات الملحية التي تشبه في نموها وطعمها نبات الحمض أو الخريط المقصود هنا، فالعرب قسمت النباتات إلى قسمين: الحَمْض، والخُلَّة، فالحمض ما كانت فيه ملوحة، والخلة ما ليس فيه ملوحة سواء كان حلوًا أم مرًا. والنباتات التي تشملها التسمية (الحمض)، مثل: الروثة والرمث، والعراد، وغيرها، وترعاها الإبل، ثم تشرب بعدها الماء بكثرة، وإذا لم تشرب الماء فإنها تضمر، فقيل إذا أكلت الإبل الحمض شربت عليه، فإذا لم تجد ضعفت لقلة شربها، والإبل إذا أكلت الحمض استرخت لحومها واندحت بطونها، وانتفخت خواصرها، وطالت أوبارها، وتنفست ورقت وخارت قواها، وأسرعت نحو التهشم واشهبت رؤوسها، ولم يكن لشحومها بقاء، وإذا رعت الخلة اشتدت وصلبت وانطوت واندمجت، وطال بقاء ما تعقد من الشحوم، وحسنت ألوانها وصفت. قال خشاف الأعرابي: إنا لنعرف آثار الإبل الخلية قال: " فالخلية مجمرة الأخفاف شديدة الأمعار، والحمضية عراض الأخفاف لينة الأرساغ " والأمعار هو ذهاب الوبر عن نواصي الخف، فلا يرى للوبر أثر في الأرض، ويقال: الخلة خبز الإبل، والحمض فاكهتها أو لحمها  . 
 
وفي كثرة شرب الإبل للماء بعد رعي الحمض وابيضاض رؤوسها يقول الشاعر:
 
أكــلن  حمضًــا فـالوجوه شـيب     شــربن  حــتى  نــزح القليـب
والإبل إذا تركت مرعى الحمض إلى الخلة قيل: ثدت الإبل، أي: خرجت وتركت الحمض، أما إذا رعت الحمض ثم شربت وبقيت حول الماء قيل: هي واصفة.
 

الفصيلة الدفلية (Apocynaceae)

 
- الحرمل (Rhazya stricta): 
 
الاسم العلمي لجنس نبات الحرمل (رازيا) تخليدًا لذكرى العالم الإسلامي أبي بكر محمد بن زكريا الرازي.
 
والحرمل عشب معمر يصل ارتفاعه من 57 - 100سم مكونًا اخضرارًا ونموًا عشبيًا كثيفًا في الأراضي الطبيعية، وأوراقه مستطيلة خضراء، وعندما تجف يميل لونها إلى الاصفرار، وهي جلدية؛ إذ تغطيها أدمة سميكة ومنتظمة لولبيًا على الأفرع، وقاعدة الورقة عريضة تنسحب تدريجيًا. أمّا الأزهار فهي صغيرة بيضاء تنمو في شكل عناقيد طرفية أو إبطية، والثمار زوجية أسطوانية لونها أخضر ضارب إلى الصفرة. وتكون البذرة مستطيلة، ويصل طولها إلى 1سم، وهي ذات جناح قصير عند أحد أطرافها.
 
وينتشر هذا النبات في الوديان والسهول، وهو واسع الانتشار في جميع مناطق المملكة، ويزداد انتشاره في المناطق التي يتم الرعي فيها بصورة كبيرة؛ لأن المواشي لا تأكله لسميته.
 
ويعدّ النبات غاية في الأهمية؛ لكثرة خصائصه العلاجية، وقد كان يصدَّر من جزيرة العرب إلى مختلف أنحاء العالم، كما يتخذ من الحرمل الزند، ويعدّ أجود أنواع الزناد بعد نبات المرخ والعفار.
 

الفصيلة البراسية (Brassicaceae)

 
- الخُزامَى (Horwoodia dicksoniae): 
 
الخزامى عشب حولي يصل ارتفاعه إلى 40سم، وساقه متفرعة من القاعدة، وورقته مفصصة إلى قسمين، وزهرته ذات بتلات منفصلة بيضاء إلى بنفسجية، وثمرته مجنّحة تشبه القرص وذات بذرة واحدة.
 
ينتشر نبات الخزامى بكثرة في منطقة الرياض، وينمو في السهول والشعاب الرملية وفي الروضات ذات التربة الرملية وعلى الكثبان.
 
يتكاثر بالبذور التي تبقى في الثمار المجنّحة حتى تتوافر الظروف الملائمة، مثل: هطلان الأمطار التي تؤدي إلى تطرية الثمرة فتتحرر البذور خارج الثمرة.
 
يمتاز بجمال أزهاره ذات اللون البنفسجي الخلاب، والرائحة العطرية المسكية، ويعطي جمالاً للرياض عندما ينتشر فيها.
 
يكسب هذا النبات حليب الإبل الذي تتغذى عليه في الربيع رائحة طيبة.
 
شارك المقالة:
110 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook