صدر قرار مجلس الوزراء رقم 285 بإنشاء مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير في الخامس عشر من شهر ذي الحجة عام 1404هـ الموافق 1984م، وبعد 4 أعوام بدأ تنفيذ شبكات مياه الشرب في مدن: أبها، وخميس مشيط، وأحد رفيدة باعتمادات بلغت - في ذلك الوقت - 126 مليونًا و 540 ألف ريال سعودي، إلى أن بلغ إجمالي التكاليف المعتمدة للمشروعات نحو مليار و 662 مليون ريال سعودي قسمت على النحو الآتي:

 

 1.422.352.000 ريال لمشروعات الصرف الصحي.

 

 204.703.000 ريال لمشروعات المياه.

 

 35.000.000 ريال لإجراء البحوث والدراسات  . 

 

وطبقًا لإحصاءات عام 1424هـ/2003م فقد بلغ الاستهلاك السنوي من المياه في منطقة عسير 32.400 ألف متر مكعب بزيادة كبيرة عن عام 1423هـ/2002م الذي بلغ الاستهلاك السنوي فيه 26.355 ألف متر مكعب. أما الاستهلاك اليومي من المياه في المنطقة فقد بلغ 91.3 ألف متر مكعب بزيادة قدرها 61.8 ألف متر مكعب من المياه عن العام 1423هـ/2002م الذي بلغ متوسط الاستهلاك اليومي فيه74.5 ألف متر مكعب من المياه  . 

 

وقامت المصلحة - منذ إنشائها - بتنفيذ مشروعات شبكات المياه دفعة واحدة في مدن: أبها، وخميس مشيط، وأحد رفيدة، كما أنها تقوم بتغذية المياه من الخزانات التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة التي ترد إليها المياه من محطة التحلية بالشقيق على ساحل البحر الأحمر، وتقوم المصلحة - تدريجيًا - بالتوسع في إنشاء هذه الشبكات داخل مدن المنطقة من خلال برامج التشغيل والصيانة  . 

 

واعتمدت منطقة عسير - في البداية - على مياه الآبار السطحية التي كانت تحفر على جانبي الأودية، وكانت أعماق هذه الأودية تراوح بين 15 و 50م وتعتمد بصورة رئيسة على مياه الأمطار. ولما كانت مياه الأمطار تتسرب على جانبي الأودية شديدة الانحدار ما يؤدي إلى هدرها وضياعها، فقد تم إنشاء 52 سدًا أسهمت في مد المنطقة بالمياه.

 

وعلى الرغم من تحقيقها - أي المنطقة - تقدمًا كبيرًا في مجال الأمن المائي بإنشاء محطة تحلية المياه، إلا أن النمو المتواصل للمدن؛ والنمو المتزايد للسكان، وحاجة المدن والقرى خارج الحواضر (أبها - خميس مشيط - أحد رفيدة) إلى المزيد من كميات المياه  . 

 

وللتغلب على مشكلات نقص المياه قامت مصلحة المياه والصرف الصحي في منطقة عسير بعدد من الخطوات الإيجابية منها: تشغيل محطة التنقية بمدينة سلطان بطاقة 5 آلاف طن يوميًا، وعلى أن تُطَوَّرُ في المستقبل لتصل إلى 10 آلاف طن يوميًا؛ فيتم توصيلها إلى المطار والقرعاء وتستفيد منها المناطق الزراعية في المحارث وآل سرحان. وقد قامت المصلحة كذلك بتطوير محطات التنقية في سدي وادي أبها  ، ووادي عتود بخميس مشيط لتوفير نحو 30 ألف طن من المياه يوميًا.

 

وتنقسم الإدارات الرئيسة في مصلحة المياه والصرف الصحي إلى:  

 

1 - إدارة المشروعات:

 

وتشرف على أقسام الدراسات والتصميمات والتنفيذ والإشراف الصحي والإشراف على المياه. وتعد إدارة المشروعات من الإدارات التنفيذية الرئيسة، ومن مهماتها الإعداد والإشراف على جميع الأعمال المتعلقة بالصرف الصحي في مدن: أبها، وخميس مشيط، وبيشة، ومحايل عسير، والنماص، حيث تقوم الإدارة بعمل الدراسات وإيجاد الحلول لمشكلات مياه الصرف الصحي في هذه المناطق. وكانت أولى مهمات الإدارة إنشاء محطة للصرف الصحي في مدينتي أبها وخميس مشيط ومحطتي تنقية للمياه في كل منهما عام 1402هـ/1982م بالإضافة إلى بعض المشروعات، مثل: مشروع تأسيس محطة للصرف الصحي في محافظة بيشة بشبكة طولها 51كم وبتكلفة تفوق 100 مليون ريال سعودي.

 

2 - إدارة التشغيل والصيانة للمياه:

 

وتختص هذه الإدارة بتشغيل مرافق المياه من شبكات ومحطات مياه محلاة ومحطات تنقية على السدود والعمل على صيانتها، ويتبع الإدارة عدد من الأقسام منها: قسم التعديات والتسريبات، وقسم الشبكات الذي تم استحداثه في عام 1420هـ/1999م ويشرف على شبكات أبها التي افتتحت عام 1409هـ/1989م والتي أتمت عملية ضخ المياه فيها منذ عام 1413هـ/1992م بخط يبلغ طوله 280كم يغذي 8.500 توصيلة، ويشرف قسم الشبكات على كل ما يتعلق بشبكات المياه والتوصيلات المنـزلية في فروع المصلحة بالمحافظات فقد بلغ طول شبكات المياه 555.837 كم، وشبكات الصرف الصحي 399.719 كم، وعدد التوصيلات المنـزلية للمياه 18050 توصيلة، وعدد التوصيلات المنـزلية للصرف الصحي 25.871 توصيلة.

 

ومن الأقسام المهمة داخل المصلحة مكتب الطوارئ الذي يعمل يوميًا على مدار 24 ساعة، وقسم الآبار ومحطات تنقية مياه السدود الذي يتابع المشروعات المنفذة ومنها محطة تنقية مياه سد أبها التي تم إنشاؤها عام 1398هـ/1978م وتنتج نحو 3000م  وقابلة للتوسع حتى 20.000م  من المياه يوميًا؛ ومحطة تنقية المياه بسد عتود التي افتتحت عام 1407هـ/1987م ويبلغ إجمالي إنتاجها من 3.700م  إلى 5.000م  وقابلة للتوسع حتى 20.000م  يوميًا؛ ومحطة تنقية المياه بمدينة سلطان ويراوح إنتاجها اليومي بين 4.000م  و 5.000م  من المياه يوميًا ومصدرها مياه الآبار في وادي العمارة ووادي ابن هشبل. وتخصص للري والاحتياجات الزراعية وقابلة للتوسع حتى 10.000م  يوميًا. ومن الأقسام المهمة التابعة لإدارة تشغيل مرافق المياه وصيانتها، قسم محطات توزيع المياه المحلاة الذي يوزع من المحطات المبينة في (جدول 33):

 

ومن الأقسام المهمة الأخرى داخل مصلحة المياه والصرف الصحي في منطقة عسير، قسم السقيا وهو من الأقسام الحديثة. ويقوم بالإشراف والمتابعة لإيصال المياه المحلاة إلى الأهالي المتضررين من مياه الصرف الصحي، وقد استفاد ما يفوق الـ 38 قرية من القرى الواقعة على وادي أبها ووادي بيشة من الخدمات المتنوعة التي يقدمها القسم، ووصل عدد المشتركين فيه نحو ألف مشترك. في حين يقوم قسم المشروعات المساندة بإعداد الدراسات والإشراف على المشروعات المساندة لعمليات التشغيل والصيانة، ويعد قسم ترشيد استهلاك المياه الصوت الإعلامي لإدارة التشغيل والصيانة لخفض معدلات استهلاك المياه ومتابعة التسربات والإهدارات. ومن أبرز أعمال القسم قيامه المستمر باستبدال صنابير المياه خصوصًا في المساجد والتأكد من تنفيذ اشتراط المصلحة الخاص بخزانات الطرد وتركيب اللوحات الإرشادية في المدارس والمواقع التابعة للمصلحة وكذلك طباعة الكتيبات والملصقات التي توضح للمواطنين كيفية الترشيد والاستخدام الأمثل للمياه في منطقة عسير.

 

ويعد المختبر من الجهات المهمة داخل المصلحة، فهو يقوم بتحليل مياه الشرب (كيميائيًا وجرثوميًا) للتأكد من صلاحيتها للاستخدام الآدمي. وقد بلغت العينات الواردة للمختبر في نهاية عام 1422هـ/2001م نحو 3757 عينة.

 

وبالإضافة إلى كل الأقسام سالفة الذكر في المصلحة تختص إدارة خدمات المشتركين باستقبال طلبات المواطنين، وإيصال المياه إلى مرافقهم، وتحصيل رسوم الاشتراك وقراءة العدادات، وإصدار الفواتير، وتحصيل قيمتها، وكذلك تسجيل بيانات المشتركين بمركز الحاسب الآلي التابع للإدارة.

 

3 - الصرف الصحي: 

 

عندما بدأت مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير عملها في مجال الصرف الصحي عام 1406هـ/1986م، لم يكن هناك سوى مشروعين قائمين في مدينتي أبها وخميس مشيط، إلا أن الأعمال والمشروعات توالت في الفترة اللاحقة. وأصبحت محطة المعالجة تستقبل ما يزيد على طاقتها بمقدار الثلث، فطاقتها القصوى 9.000م  من المياه إلا أنها استقبلت عام 1425هـ/2004م ما يقرب من 13.000م  بأداء جيد، كما أن مستوى التنقية مرتفع إلى أعلى المستويات القياسية. وإلى جانب هذا فإن المصلحة تقوم بأعمال توسعة محطات معالجة مياه الصرف الصحي بما يضاعف قدراتها. ومن أبرز هذه الأعمال والمشروعات   العمل المستمر على توسيع البنية الأساسية من محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ومحطات الضخ إضافة إلى التوسع في أعداد التوصيلات المنـزلية، واعتماد برنامج معالجة الطفح في مدينتي أبها وخميس مشيط. وقد وصلت اعتماداته السنوية إلى 35 مليون ريال سنويًا، وتنفيذ مشروع متكامل في محافظة بيشة يشمل محطة معالجة الصرف الصحي وخط الدفع الرئيس ومحطة الضخ والشبكات الرئيسة والفرعية وشبكات المياه، ومتابعة تنفيذ 3 مشروعات تحت التنفيذ في محافظات: محايل عسير والنماص ومدينة ظهران الجنوب، وكذلك إنشاء محطات معالجة اقتصادية صغيرة الحجم للصرف الصحي بنظام " البيولاك " في مدن: سراة عبيدة والمجاردة وسبت العلايا. يبين (جدول 34) بمحطات معالجة مياه الصرف الصحي وتوصيلات المياه وتكاليفها في منطقة عسير:

 

وتستمر المشروعات الطموحة في مجال المياه والصرف الصحي في منطقة عسير، حيث تم في شهر ربيع الثاني عام 1425هـ/2004م توقيع عقد إنشاء المرحلة الأولى من محطة جديدة للصرف الصحي تخدم منطقة شرق أبها بقيمة إجمالية تبلغ 59.603.768 ريالاً ويستغرق تنفيذ هذا العقد نحو ثلاث سنوات بطاقة إجمالية تبلغ مئة ألف متر مكعب يوميًا. كما تم توقيع عقد إنشاء شبكات الصرف الصحي بحي الموظفين بقيمة تبلغ 11.939.325 ريالاً. وفي الفترة نفسها تم توقيع عقد آخر لتنفيذ خط النقل الرئيس للصرف الصحي، ومحطة الضخ، وخط الرفع لأحياء شرق أبها بقيمة إجمالية تبلغ 50.678.038 ريالاً ويستغرق تنفيذ هذا العقد 3 سنوات. ويعد المشروع الأخير آخر مراحل خدمات الصرف الصحي لمنطقة شرق أبها التي تبدأ من نهاية حي النميص إلى حي الموظفين ليتم بعد ذلك ربط مدينة سلطان بهذه الشبكة. وهذه المشروعات تحل مشكلات كثيرة تتعلق بالتلوث والطفح في المنطقة فضلاً عن إسهامها المنتظر في رفع درجة المستوى الصحي والبيئي بهذه المنطقة