المواقع الأثرية لعصور ما قبل الإسلام في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المواقع الأثرية لعصور ما قبل الإسلام في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

المواقع الأثرية لعصور ما قبل الإسلام في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
ينتشر في أرجاء متفرقة من المنطقة عدد من المواقع الأثرية، بعضها يحتوي على منشآت معمارية، وبعضها الآخر مواقع للنقوش العربية القديمة والرسوم الصخرية، فكثير من المواقع سطحية، ولا ريب أن المنطقة تضم عددًا من المواقع لم تُكتشف بعد، خصوصًا مواقع ما قبل التاريخ والمواقع التاريخية المبكرة.
 
- جُبة:
 
اسم يطلق على منطقة رملية شاسعة تقع على بعد نحو 100كم إلى الشمال الغربي من مدينة حائل، وتتخللها مجموعة من الجبال الرملية، وتمتد على مسافة 400كم من الشرق إلى الغرب، و 300كم من الجنوب إلى الشمال  
 
وفي ضوء الدراسات الأثرية التي تمت في المنطقة - حتى الآن - تُعَدُّ جُبة من أهم مواقع الآثار القديمة وأكبرها في المملكة، كما تشير الدراسات العلمية نفسها إلى أن أقدم مواطن الاستيطان المعروفة في المنطقة تقع في جبة. فقد كُشف عن موقعين يعودان إلى العصر الحجري الأوسط 80000 - 40000 سنة قبل الوقت الحاضر، يقع الأول في جبل أم سلمان  ، أما الثاني فيقع في الجهة الجنوبية الشرقية من سفح الجبل نفسه، حيث عُثر فيهما على أدوات حجرية تمثل نماذج من الرقائق والنصال والمكاشط والفؤوس والأزاميل  ، بعضها ينتمي إلى نمط الصناعة اللفلوازية   التي بدأت تقنيتها تظهر خلال فترة الصناعة الأشولية، وتبلورت خلال فترة العصر الحجري الأوسط. وقد تميزت تقنية الصناعات الحجرية اللفلوازية بتجهيز النواة الحجرية من خلال طرقها من الحافة نحو الوسط؛ كي يتسنى إبعاد القشرة الطبيعية من النواة، ثم يتلو ذلك تشطير المادة الحجرية لإنتاج الشظية اللفلوازية  .  أما بعضها الآخر فيتشابه إلى حدٍّ كبير مع تقنية الصناعة الحجرية الموستيرية   التي تميزت بظهور تقاليد متطورة عن السابقة في تشكيل الأدوات الحجرية، حيث يمكن توظيف النواة الحجرية لإنتاج أكثر من شظية حجرية، ويتم تشكيلها لتصبح على هيئة مكاشط، وسكاكين، ونصال وفؤوس يدوية، بحسب ما كانت تقتضيه الحاجة آنذاك. والحقيقة أن اكتشاف عينات من الصناعات اللفلوازية والموستيرية في جبل أم سلمان، يشير إلى نمط من الاستيطان البشري المتواصل في منطقة جبة، كان مصحوبًا بتكيف الإنسان مع بيئته المحلية، وقدرته على الاستفادة من تراكماته الثقافية لتطوير صناعاته الحجرية.
 
من جانب آخر يشير تركز وجود هذا النمط من الصناعات الحجرية في جبل أم سلمان إلى أن الجبل كان خلال العصر الحجري الأوسط ورشة لتجهيز الأدوات الحجرية وإعدادها، خصوصًا أن مكونات الجبل من الحجر الرملي تتيح سهولة التعامل مع الحجر وتطويعه بحسب الحاجة، وما تقتضيه أغراض الاستخدام.
 
ثمة انقطاع في ظهور تقنيات صناعة العصر الحجري القديم الأعلى 40000 - 10000 سنة قبل الوقت الحاضر في منطقة جبة  ،  وقد يعود ذلك إلى قلة المسوحات والدراسات الأثرية التي تمت حتى الآن في المنطقة  ،  وهذا الأمر جعل بعض الدارسين يرجح أن تقنية الصناعة الموستيرية استمرت، مع ما طرأ عليها من ظهور بعض التطور التقني على صناعة الأدوات الحجرية، في أكثر مناطق الجزيرة العربية حتى بداية العصر الحجري الحديث   10000 سنة قبل الوقت الحاضر.
 
ومع حلول العصر الحجري الحديث وما واكبه من تحول بيئي أدى إلى بدء مرحلة الجفاف التدريجي، أُجبر السكان آنذاك على التجمع حول موارد المياه والبحيرات الطبيعية، وقد ظهرت في منطقة جبة مجموعة من المواقع يعود تاريخها إلى العصرين الحجري والنحاسي (الألف الثالث قبل الميلاد)، ففي الأطراف الشمالية الجنوبية من جبة عثر على اثني عشر موقعًا أثريًا تحتوي على نماذج من الصناعات الحجرية من بينها رؤوس السهام الدقيقة التي تميزت بها تقنية صناعة العصر الحجري الحديث، كما عثر على عينات من الأنصال، والمخارز، والمكاشط المصقولة، والسواطير، ومفارم كبيرة الشكل، صنعت من أحجار متنوعة كانت آنذاك تمثل المادة الرئيسة في صناعة الأدوات الحجرية خلال هذه الفترة من بينها الحجر الرملي، وحجر الشيرت، وحجر الريوليت، وحجر الكوارتز. ومن بين المعثورات التي كشف عنها كسرة فخارية، وهي جزء من إناء صغير الشكل، وتشابه من حيث الشكل نوع تقنية صناعة الفخار التي انتشرت في الشرق القديم خلال العصر النحاسي  
 
ويظهر من خلال النظرة العامة لآثار موقع جبة أن ثمة تحولاً طرأ على التركيبة السكانية في مرحلة نهاية العصر الحجري الحديث، فمنذ هذه الفترة ثمة براهين أثرية تؤكد النمو المطرد في نسبة عدد السكان، وتشير إلى تحول الإنسان آنذاك إلى الإقامة الدائمة في المكان؛ ما مهد إلى بلورة تجربته الحضارية، ومكنه من الاستفادة من تراكماتها المتعاقبة.
 
ويظهر ذلك في الازدياد الملحوظ في عدد المواقع الأثرية التي تسجل شواهد مادية على مسيرة التطور التقني والفكري في حياة مستوطني جبة خلال الفترات التاريخية المتعاقبة قبل الإسلام. فعلى صفحات جبالها ونتوءاتها الصخرية كشفت المسوحات الأثرية، التي أجريت فيها حتى الآن  ،  خصوصًا في جبل أم سمان (أم سلمان)  وجبل الغوطة  ،  وفي غار ردها، وطلعة السمح، وطلعة ابن سعود، وجبل قطار، وحوسة الغرير، وجبل العارض  ،  كما في جبال عنيزة، وضليع سلامة وشويحط  ،  عن مجموعات متنوعة من الرسوم الصخرية لموضوعات تجسد مناظر حيوانية  ، وبشرية، ونباتية، ورمزية، وكذلك ما يربو على 5431 نقشًا عربيًا شماليًا قديمًا (ثموديًا)  ،  جميعها تعكس موضوعات مهمة من تاريخ إنسان المنطقة، وجوانب من حياته الاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
 
- الكهيفة:
 
تقع بلدة الكهيفة على مسافة 150كم جنوب شرقي مدينة حائل. وتشير الدراسات الأثرية الميدانية إلى أن موقع الكهيفة من المواقع القديمة في المنطقة، إذ يعود تاريخ الاستيطان فيه إلى فترة العصر الحجري الحديث، فقد عثر فيه على ثمانية مواقع تشتمل على منشآت حجرية  بنيت على هيئة دوائر تأخذ أحجامًا متنوعة، فبعضها كبير يصل قطره إلى عشرة أمتار، وبعضها الآخر صغير الحجم. وتشير طريقة تشييد الدوائر الحجرية في الكهيفة إلى أن ثمة أساليب فنية متطورة استخدمت في بنائها، ففي بعضها يلاحظ جودة في عملية صف الأحجار بعضها فوق بعض، وتوازن في حبك دائرة السور، كما يلاحظ أن ثمة فرقًا بين الدوائر الكبيرة والصغيرة، فبينما تحتوي الدوائر الحجرية الكبيرة على أبواب تؤدي إلى وسط الدائرة، فإن الدوائر الصغير تخلو من الأبواب تمامًا  .
 
- جانين:
 
تقع بلدة جانين على مسافة 70كم إلى الشمال الشرقي من مدينة حائل، وتنتشر الأدلة الأثرية في جبل جانين الممتد على مسافة 3كم قبالة صحراء النفود الكبير، وعلى الرغم من أن المسوحات الأثرية للموقع لم تكشف عن مستوطنة سكانية، إلا أن تلك البحيرة الجافة والآبار المطمورة في الأجزاء الشمالية الشرقية من الموقع تؤكد أن ثمة مستوطنة سكانية كانت تقوم بالقرب من المكان  ،  وربما طمرتها رمال النفود التي تغطي أرجاء واسعة من الموقع.
 
وفي ضوء الدراسات العلمية يبدو أن موقع جانين كان خلال الألف الرابع قبل الميلاد مأهولاً بالسكان، ولعل ما يعزز ذلك ما أفضت إليه الدراسات المخبرية لبعض الرسوم الصخرية في الموقع، فقد بينت نتائج تحاليل طبقة العتق التي جرى أخذها من سطح رسمة أحد الوعول أن تاريخها يقع في الفترة ما بين 6000 و 4000 سنة قبل الوقت الحاضر  .  كما يشير وجود كميات من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية) في موقع جانين إلى حقيقة تفضي إلى أن جانين شهدت استيطانًا كثيفًا في فترة انتشار الخط الثمودي في المنطقة، أي خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.
 
وترتكز آثار موقع جانين على موضوعين رئيسين؛ الأول: تمثله مجموعة من الرسوم الصخرية عثر عليها مرسومة على صخور جبل جانين، وهي تجسد تلك الموضوعات المتعارف عليها في رسوم شمال الجزيرة العربية الصخرية، إذ تغلب عليها التصاوير البشرية والحيوانية من أبقار، ووعول، وجمال، وخيول، وبعض فصائل الكلاب، ومجموعة من الأشكال الهندسية كشف عنها قرب مأوى صخري طبيعي يبعد نحو 100م شرقي جبل جانين، جاءت على هيئة دوائر، وأنصاف دوائر، وخطوط متعامدة. ويبرز من بين الرسوم الصخرية في موقع جانين تلك الرسوم التي كشف النقاب عنها في كهف جانين  ، وهي تجسد تصاوير تعكس بعض ملامح الحياة الاجتماعية والدينية لسكان المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد، فعلى جنبات مدخل الكهف   يظهر صف من الأشكال الآدمية برؤوس حيوانية، استخدم في رسمها أسلوب الرسم التخطيطي، وتظهر عليها الحركة، وكأن الرسام أراد أن يبرزها في حالة راقصة. وبجانب هذه الرسوم ثمة رسمة مهمة ربما لسيدتين رسم رأساهما على هيئة رأس حيوان يشبه الحصان أو الحمار، ويلاحظ أنهما ترتديان ملابس تصل إلى أسفل الركبتين  ،  ولا يتضح من تفاصيلهما مادة الصنع، أهي من الجلد أم القماش، ولكن تفصيلهما ينم عن مهارة في القص والحياكة. فضلاً عن ذلك يحتوي مدخل الكهف على طبعات متكررة للأيدي   ،  والحقيقة أن رسم راحة اليد له دلالة فكرية ترتبط بالعقائد الدينية والمعبودات الوثنية في العالم القديم. ويبدو أن تاريخ طبعات الأيدي في كهف جانين يعود إلى النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد، ومما يعزز هذا الرأي أن بعضها رسم وسط إطار ترافقه بعض النقوش الثمودية التي يرجع تاريخها إلى الفترة الزمنية أعلاه على الأرجح.
 
أما الموضوع الثاني الذي يجسد بعض ملامح ثقافة سكان الموقع آنذاك فيتركز حول النقوش، فقد عثر على واجهات الصخور المحيطة على مجموعة من النقوش كتبت بالخط العربي الشمالي القديم (الخط الثمودي)  ،  ترد فيها مجموعة من أسماء سكان المنطقة آنذاك، أحدها يذكر قبيلة تدعى في متن النقش (صباح). ونقوش الموقع إجمالاً هي من نوع النقوش التذكارية التي تكتفي بذكر أسماء الأشخاص، والإشارة إلى بعض أحاسيسهم ومشاعرهم تجاه ذويهم وأهلهم، وبعضها من نوع الابتهالات الموجهة إلى معبوداتهم لطلب العون والرضا منها.
 
- الجلدية:
 
تقع الجلدية على مسافة 60كم شرقي مدينة حائل، ويُعَدُّ المستشرقان الفرنسي تشارلز هوبر   والألماني يوليوس أويتنج أول من زار موقع الجلدية من الرحالة الأجانب، وذلك خلال رحلتهما إلى شمال الجزيرة العربية بين عامي 1301 و 1302هـ / 1884 و 1885م. وخلال توقفهما في الموقع عثرا في الجبال الواقعة شمال الجلدية التي تسمى أصابع الجلدية على عدد من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، ورسوم صخرية لحيوانات متنوعة    من بينها الجمال التي جسدت على واجهة الحجر وفق أسلوب النحت الغائر، وبأحجامها الطبيعية. ومن بين الحيوانات المصورة تظهر رسمة لحصان أبدع الرسام في رسمها مبرزًا منظور التناسب والحركة والتفاصيل التشريحية لجسد الحصان  . وبالإضافة إلى الوعول ذات القرون الطويلة والمعقوفة إلى الخلف، تظهر لوحة فنية تجسد منظرًا للصيد يظهر فيه فارس يصوب رمحه نحو طائري نعام رسما وفق أسلوب المدرسة التخطيطية 
 
- الشملي:
 
تقع بلدة الشملي على مسافة 180كم جنوب غربي مدينة حائل، ويحتوي الموقع على مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، تتخللها نماذج متنوعة من الرسوم الصخرية الحيوانية والبشرية. ولعل من أبرز مواقع بلدة الشملي الأثرية ذلك الكهف الصغير الذي كشف فيه عن لوحة فنية نحتت في مدخله، وتصور مجموعة من الأغنام   
 
وتنتشر في محيط بلدة الشملي مجموعة من المواقع الأثرية هي: جبل غرناطة، والعاقر، واللاقط، وساحوت، والكحيلة، وبيضة النثيل، والسحابة، وغار الحويل، والمنورة، وغرمول فهد، والعماير، وأم شطبان، وقطاع الحريص، وروضة الفهيد، والفروثية، والمهانين، وحنين، وخنصر وخنيصر، وتلال العفة، وسيهات، والعويقلات، وجميع هذه المواقع تحتوي على مجموعة من الرسوم الصخرية البشرية والحيوانية، وأعداد من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)  
 
- محجة: 
 
محجة اسم لسلسلة جبلية تبعد مسافة 184كم شمال غربي الشملي، وعثر فيها على خمسة مواقع، تحتوي على رسوم صخرية للإبل والخيل، وبعض مناظر الصيد. كما يحتوي الموقع على مئات من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)  ،  يرد في أحدها اسم المعبود العربي القديم (ن هـ ي: ناهي)  
 
- الخطة:
 
تقع الخطة على مسافة 50كم جنوبي مدينة حائل. وقد عثر في السلسلة الجبلية الواقعة جنوب بلدة الخطة على عدد من مواقع النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)  ،  وبعض الرسوم الصخرية لأشكال حيوانية وبشرية  ، ونماذج من الوسوم القبلية  . 
 
- أبا الصبان:
 
يقع على مسافة 250كم جنوب غربي مدينة حائل. وعلى الرغم من أن جلّ الآثار التي عثر عليها في الموقع تحمل مؤشرات الفترة الإسلامية، خصوصًا النقوش  وبقايا المنشآت المعمارية  ،  إلا أن عددًا من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية تشير إلى أن موقع أبا الصبان كان مأهولاً خلال فترة ما قبل الإسلام، ولعل ما يعزز ذلك وقوعه على ضفة الوادي ووجود بعض آثار العيون المائية؛ ما يجعل من استيطان الموقع في العصور القديمة أمرًا واردًا.
 
- الشويمس:
 
يقع الشويمس على مسافة 200كم غرب مدينة حائل. ويُعَدُّ من أبرز مواقع الرسوم الصخرية في العالم  ، وتشير الدراسات الأولية للرسوم الصخرية في الشويمس إلى أن أقدمها ربما يعود تاريخه إلى فترة تراوح بين الألفين الرابع عشر والعاشر قبل الوقت الحاضر  .  وعلى الرغم من وعورة طبوغرافية الموقع، وعدم صلاحيته للاستيطان كما يبدو الآن، إلا أن تلك البحيرة الجافة بالقرب من الموقع التي يعود تاريخها إلى عصر البلايستوسين، قد كانت سببًا رئيسًا في جلب العنصر البشري إليه، وأسهمت في إقامته لفترة طويلة. وعلى ما يبدو في ضوء شواهد آثار الموقع أن موقع الشويمس قد شهد استيطانًا كثيفًا مطلع العصر الحجري الحديث 10000 سنة قبل الوقت الحاضر، فالرسومات الصخرية التي كشف عنها مؤخرًا في الشويمس للأبقار الوحشية ذات القرون الطويلة  ، والصيادين ذوي الرؤوس الطويلة البيضاوية والأسود والكلاب  والحمير  تُعَدُّ من أقدم النماذج المبكرة للفنون الصخرية في الجزيرة العربية.
 
ولعل ما يعزز كون هذه الرسومات الصخرية في الشويمس تعود إلى فترة مبكرة من العصر الحجري الحديث هو أن تلك الحيوانات المرسومة في الموقع، وخصوصًا الأبقار الوحشية والأسود تحتاج إلى ظروف مناخية رطبة تكثر فيها الأمطار، وأجواء معتدلة البرودة وغطاء نباتي، وهذه الظروف المناخية هي التي كانت سائدة مطلع العصر الحجري الحديث في مناطق الجزيرة العربية  . 
 
تتميز رسومات هذه الفترة المبكرة من العصر الحجري الحديث في الشويمس بأنها نفذت بدقة وإتقان، حيث التركيز على أسلوب النحت البارز لأجساد المناظر الحيوانية والبشرية  ،  وإظهار التفاصيل التشريحية، ومحاولة محاكاة الأحجام الطبيعية، وذلك على العكس من رسومات المواقع التاريخية المماثلة زمنًا في كلوة، وجبة، والحناكية التي نفذت رسوماتها وفق أسلوب المدرسة التخطيطية، ومن خلال النقر غير المنتظم على سطح الحجر.
 
بالإضافة إلى الرسوم الصخرية لحيوانات فترة العصر الحجري الحديث المبكرة، يحتوي موقع الشويمس على رسومات يعود تاريخها إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، تتمثل في رسومات الجِمَال والوعول  المنتشرة في أرجاء متفرقة من صخور الموقع، ويبرز من بين رسوم الجمال عدد منها رسمت وهي تحمل فوق ظهورها أشخاصًا يركبونها، ما يشير إلى أنها تعود إلى فترة أصبح فيها الجمل حيوانًا أليفًا، ولم يعد من ضمن الحيوانات الوحشية. كذلك فإن انتشار النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية) في الموقع يؤكد أن موقع الشويمس كان مأهولاً بالسكان خلال الألف الأول قبل الميلاد. وفي ضوء ذلك يبدو أن موقع الشويمس شهد استيطانًا متواصلاً منذ عصور ما قبل التاريخ ومستمرًا حتى العصور التاريخية.
 
- جبل البرق:
 
يقع جبل البرق جنوبي بلدة الشويمس، وتنتشر على سفح الجبل بعض الرسومات الصخرية لأنواع مختلفة من الحيوانات  ، كما يحتوي الموقع على رسومات لأشجار النخيل، ويشير تحليل عينات العتق المترسب على سطح رسوم أشجار النخيل إلى أن تاريخها يعود إلى بداية القرن الخامس قبل الميلاد  
 
- صبحا:
 
تقع صبحا على مسافة 45كم شرق مدينة حائل، وفيها عثر على اثني عشر موقعًا أثريًا، تشتمل على مجموعات من النقوش العربية الشمالية (الثمودية)، يرافقها بعض الرسوم الصخرية تجسد مناظر بشرية وحيوانية متنوعة   .  منها عدد من الوعول ذات القرون الطويلة، والجمال رسمت بالحجم الطبيعي، أحدها يمتطيه شخص جلس فوق سنام البعير دون شداد. ومن بين الرسوم منظران؛ الأول: لطيور النعام، وقد رسمت في صف يسير بعضها خلف بعض، والثاني: يقع أسفل الأول، وهو منظر لحيوانات صغيرة الحجم  يبدو من شكلها أنها من فصيلة الثعالب، وقد رسمها الفنان بمنظور جانبي وتبدو عليها الحركة. ويلاحظ في رسوم هذا الموقع الأثري إبراز الرسام مناظر بعض الحيوانات وهي متقابلة، وكأنها في حال عناق أو تناطح بعضها مع بعض، خصوصًا في رسمة للثعلب وهو يعانق حيوانًا صغيرًا آخر لا يتبين من شكله أي نوع هو من فصائل الحيوانات. ويحتوي الموقع - أيضًا: على رسمة واحدة يبدو من شكلها أنها للضب، وكذلك رسمة واحدة لكف، الأصابع فيها مفرودة إلى الأعلى، وتتشابه مع رسم الكفوف التي عثر عليها في مدخل كهف جانين.
أما النقوش المنتشرة في مواقع صبحا، فيبلغ عدد المعروف منها حتى الآن 40 نقشًا، وهي من نوع نقوش الدعاء والذكريات، وفي بعضها يرد ذكر المعبود العربي القديم (رضو)  ،  وفي بعضها الآخر يذكر اسم المعبود (عثتر السماء)  
 
- طوال النفود:
 
سلسلة جبلية تقع وسط النفود الكبير على مسافة 45كم شمال مدينة حائل. وقد كشف في طوال النفود عن ثلاثة مواقع أثرية، تنقسم موضوعاتها إلى نوعين:
 

 الرسوم الصخرية

وتتمثل في رسم مجموعة من الأشكال الحيوانية المتنوعة وهي عدد من الوعول وطيور النعام والكلاب  ، ويظهر في رسوم الموقع بعض الأبقار الوحشية، ويبرز من بينها رسمة جسّد الفنان فيها بقرتين متقابلتين يظهر من تشابك قرونهما أنهما في حال صراع وتناطح  .  ويلاحظ على أشكال تصاوير الحيوانات أن أجسامها ممتلئة وبطونها منتفخة إلى حد ما، ما يشير إلى أن الغطاء النباتي والماء كانا متوافرين بكثرة آنذاك.
 
2 - النقوش: 
 
عثر في صفحات سلسلة جبال طوال النفود على نحو 32 نقشًا كتبت جميعها بالخط العربي الشمالي القديم (الثمودي)، وأغلبها أسماء أشخاص لمن كانوا يستوطنون المكان، أو يرتادونه في بعض أوقات السنة، ويبرز من بينها نقشان؛ الأول: عبر فيه صاحبه المدعو سلامة بن ملاط عن شوقه ورغبته في رؤية امرأة تدعى (تَمْلَة). أما الثاني: فيعلن فيه شخص اسمه (تيْم) عن حزنه على فراق مجموعة من الأشخاص وافتهم المنية  
 
- جبال عرنان:
 
تقع جبال عرنان على مسافة 2كم غرب بلدة الشملي، وقد عثر وسط الجبال على عدد من عيون الماء، لاتزال حتى اليوم موردًا لإبل ومواشي المواقع القريبة. ويبدو أن هذه العيون كانت سببًا في استيطان الموقع خلال عصر ما قبل الإسلام، فالشواهد الأثرية المتمثلة في نقوش كتبت بالخط العربي الشمالي القديم (الثمودي)  ، والرسوم الصخرية البشرية والحيوانية التي عثر عليها بالقرب من عيون الماء   تعزز أن الموقع كان مأهولاً خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد.
 
 
- الحائط:
 
يقع الحائط على مسافة 250كم جنوب غرب مدينة حائل. وكان يسمى قديمًا فدك، وهكذا جاء الاسم أيضًا في المصادر البابلية، وفي المصادر الإسلامية المبكرة  ،  ويعد موقع الحائط من المواقع المهمة شمال غرب الجزيرة العربية خلال الألف الأول قبل الميلاد. وعلى الرغم من أن الكشوفات الأثرية التي أجريت في موقع الحائط - حتى الآن - لم تتعد وصف حال الموقع والإشارة إلى بعض آثاره الشاخصة فيه، إلا أن الشواهد التاريخية، وخصوصًا المصادر البابلية، تؤكد أن موقع الحائط كان في منتصف الألف الأول قبل الميلاد من الحواضر المزدهرة مثله مثل حواضر يثرب وخيبر ودادان وتيماء. ففي نقش حران الذي كتبه الملك البابلي نبونيد منتصف القرن السادس قبل الميلاد ليؤرخ فيه أحداث خروجه من حاضرة حكمه بابل واحتلاله عددًا من المراكز التجارية شمال غربي الجزيرة العربية ترد فدك (أُرُ فَ - دَكْ - كُ) من بين المدن التي قام بفرض سيطرته عليها  
 
ومن المعلوم من سياق الأحداث التي واكبت تلك الفترة أن نبونيد أقدم على احتلال أهم المراكز الاقتصادية شمال غرب الجزيرة العربية رغبة منه في فرض سيطرته التامة على مجريات التجارة وتحركاتها في الجزيرة العربية وخارجها؛ الأمر الذي عزز حقيقة أن فدك كانت إبان احتلال الملك البابلي لها تمثل مركزًا اقتصاديًا مؤثرًا في حركة القوافل التجارية في الجزيرة العربية وخارجها. ولعل ما يعزز ذلك هو ما تميزت به فدك (الحائط حاليًا) من وفرة في المصادر المائية، ففيها تكثر الينابيع الجارية  ؛  ما جعلها خلال عصور ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية المبكرة تتبوأ مكانة بارزة بوصفها واحة زراعية تشتهر بزراعة النخيل على وجه الخصوص  .  ليس ذلك فحسب، بل إن فدك تميزت - أيضًا: بصناعات النسيج، إذ تشير المصادر إلى أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يركب حمارًا فوقه قطيفة فدكية  
 
ولاتزال الآثار الشاخصة والمطمورة والقلاع والحصون  التي استخدمت في بنائها أحجار الحرة السوداء تنتشر في محيط بلدة فدك  ،  ففي الأجزاء الجنوبية الغربية والشمالية الشرقية من البلدة الحالية يشاهد المرء بقايا أساسات المباني القديمة والأحجار المتساقطة من حولها  ، وهذه الشواهد الأثرية تحمل بكل تأكيد مؤشرات كثيرة حول تاريخ فدك في عصورها القديمة، ومن المؤمل أن يكشف عنها البحث الأثري قريبًا.
 
- الحويط:
 
يقع الحويط على مسافة 285كم جنوب غربي مدينة حائل، واسمه القديم يديع  ،  وهو من المستوطنات القديمة في المنطقة، وقد كان خلال القرن السادس قبل الميلاد من المحطات التجارية المهمة شمالي الجزيرة العربية؛ الأمر الذي تسبب في قيام الملك البابلي نبونيد أثناء غزوه شمالي غرب الجزيرة العربية عام (553ق.م) باحتلاله وإخضاعه لسيطرته مدة إقامته في تيماء التي استمرت عشر سنوات متتالية (553 - 543ق.م)  .  وعلى الرغم من قلة الدراسات الأثرية عن الحويط (يديع قديمًا)، إلا أن بقايا المنشآت المعمارية والأحجار المتناثرة على سطح الموقع تشير إلى أن الحويط كان خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد من الحواضر المهمة شمال غربي الجزيرة العربية  . ولعل ما يعزز ذلك هو انتشار النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، وأشكال متنوعة من الرسوم الصخرية الآدمية والحيوانية في الجبال والهضاب المحيطة بالموقع  
 
- القاعد:
 
جبل يبعد مسافة 35كم شمال مدينة حائل، وتنتشر في سفحه بعض الرسوم الصخرية البشرية والحيوانية  . كما يحتوي على ثمانية مواقع أثرية تشتمل على مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، يبلغ عددها 83 نقشًا  ،  جميعها من نقوش الذكريات، ما عدا واحدًا فقط، يتحدث عن قيام شخص يدعى (قبص) باقترافه جريمة قتل شخص دعاه في متن النقش باسم (يشرح)  
 
- قباء (القبة):
 
تقع بلدة قباء على مسافة 50كم شرقي مدينة حائل، ويشتمل الموقع على مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)  ،  كما يحتوي الموقع - أيضًا: على رسوم صخرية لمناظر حيوانية وبشرية رسمت وفق أسلوب مدرسة الرسم التخطيطي  
 
- المليحية:
 
تقع المليحية على مسافة 35كم شرقي مدينة حائل، ويحتوي جبل المليحية والهضاب المحيطة به على 14 موقعًا أثريًا جميعها توثق جزءًا من أوجه حياة سكانه خلال عصور ما قبل الإسلام. وتشتمل هذه المواقع على مجموعة متنوعة من الرسوم الصخرية لعدد من الحيوانات كالإبل، والخيول، والكلاب، والوعول، والغزلان، وبقر الوحش (أوريكس). وتعكس أنماط التصاوير الحيوانية في موقع المليحية كبر الثروة الحيوانية فيه، كما أن امتلاء أجسامها يشير إلى أن موقع المليحية آنذاك كان يتمتع بثراء في الغطاء النباتي ووفرة في الماء. ويبرز من بين الرسوم الصخرية مشهد يصور إنسانًا رسم وفق منهج مدرسة الرسم التخطيطي، ويمسك بيده قوسًا سهمه مصوب نحو وعل    
 
كما عُثر في جبل المليحية أيضًا على رسومات صخرية تجسد منظرًا لمجموعة من الرجال والنساء يلبسون أقنعة على هيئة حيوانات (الحمير)، ويوحي المشهد - خصوصًا تشابك أيديهم، ووقوفهم في صفين متقابلين - بأنهم في حالة رقص  ،  وهي تتشابه في موضوعها مع تلك التصاوير التي كشف عنها في موقع جانين، ما يعني أن ثمة ارتباطًا وثيقًا بين الموقعين، خصوصًا إذا وضع المرء في الحسبان أن دلالة مثل هذه المشاهد ترتبط بمفاهيم عقدية، أو أنها جزء من الطقوس والاحتفالات المرتبطة بالفكر الديني والاجتماعي آنذاك.
 
وعلاوة على ذلك يحتوي موقع المليحية على عدد من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية) بلغ المعروف منها حتى الآن 30 نقشًا  ، وهي من نوع النقوش القصيرة التي تنحصر موضوعاتها في إطار نقوش الذكريات والدعاء، من بينها نقش يذكر المعبود الوثني (ن هـ ي: ناهي)  ،  ونقش آخر جاء فيه اسم قبيلة تدعى (ل هـ ب: لَهَبْ)  .  ولعل من بين أبرز نقوش موقع المليحية نص جاء فيه:  
 
هـ غ م د س (ع) د خ ل ت وا ل ي ث ع ك ب ي ر. ومعناه يقول: يا غماد   ساعد خِلة وإل يثع الكبير. وعلى الرغم مما يعتري النقش من تقديم وتأخير في مفرداته، إلا أن مصطلح (كبير) نهاية النص على جانب من الأهمية لفهم النظام السياسي السائد آنذاك، فهو يرد في متن النص ليدل على لقب (إل يثع)، ما يعني أن (إل يثع) هذا كان يحمل لقبًا كبيرًا. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل مصطلح (كبير) عند أصحاب النقوش الثمودية في المنطقة يحمل الدلالة نفسها للمصطلح في الممالك العربية الجنوبية القديمة (سبأ، ومعين، وحضرموت)؟، حيث إن الإشارة فيها إلى أن من يتبوأ هذا المنصب ترتبط به مهام سياسية واجتماعية ودينية أيضًا، أما في النقش أعلاه فلا يمكن الجزم بحقيقة مسؤولياته، وقد يكون من يتبوؤه يجمع بين المسؤوليات كلها الخاصة بشعبه، وليس من المستبعد - أيضًا: أن دلالتها تنحصر في تسيير الأمور السياسية وحدها.
 
ومن جانب آخر: هل منصب كبير في النقش أعلاه هو أعلى منصب في سلم الوظائف عند أصحاب النقوش الثمودية في المنطقة قبل الإسلام؟ تبدو الإجابة عن ذلك غير واضحة من مضمون النقش، ولكن المرء إذا قارن تسلسل وظائف الدولة في ممالك جنوب الجزيرة العربية التي يتبوأ فيها منصب الكبير مرتبة تلي الملك وحاكم الدولة، ربما يرجح أن منصب (كبير) عند أصحاب النقوش الثمودية من المناصب الكبيرة في سلم الوظائف، ولكنه لا يرتقي إلى منصب الملك أو الحاكم.
 
- ياطب:
 
يقع ياطب على مسافة 30كم شرق مدينة حائل، ويحتوي على مجموعة من الشواهد الأثرية يكثر تركزها حول جبل ياطب الذي يبلغ طوله 150م، وارتفاعه نحو 30م، ففي سفح الجبل وقمته تنتشر مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، يربو عددها على 154 نصًا  ،  أغلبها من نوع نقوش الذكريات  ، ويبرز من بينها نقشان؛ الأول: كتب من قِبَل امرأة تدعى (نُهى بنت فصح)، والثاني: يذكر فيه صاحبه (نوفل بن عميل) اشتياقه ورغبته في لقاء محبوبته التي لم يفصح عن اسمها في متن النقش  
 
ويتميز جبل ياطب والمواقع الأثرية المحيطة به بكثرة الرسوم الصخرية وتنوع موضوعاتها  ،  فبالإضافة إلى الرسوم الآدمية بأساليبها المتنوعة، تكثر في الموقع التصاوير الحيوانية من أغنام، وإبل، وخيول، وأبقار، بعضها رسم بالحجم الطبيعي، وبعضها الآخر صور بأجسام ممتلئة، ما يعني أن وفرة في الغطاء النباتي والمرعى، أسهمت في توفير الغذاء الكافي للثروة الحيوانية آنذاك، أما من الناحية الفنية، فيلاحظ أن الرسام حاول في بعض الرسومات الصخرية مراعاة إظهار طابع الحركة عليها، وتجسيدها بمنظور ثنائي الزاوية  ،  ولعل أهم ما يتميز به موقع ياطب هو كثرة الرسومات الصخرية  لأشجار النخيل  ،  الأمر الذي يعكس جانبًا من الثروة الزراعية لسكان الموقع آنذاك
 
- الصندوق:
 
يقع على مسافة 9كم غربي جبل ياطب، ويحتوي على 6 نقوش عربية شمالية قديمة (ثمودية)، يذكر 2 منها المعبود الوثني عثتر السماء 
 
- ملوية:
 
تقع في سفح جبل سلمى بالقرب من بلدة طابة الواقعة على مسافة 130كم جنوب شرق مدينة حائل  ،  وعثر فيها على نقش واحد أرخه وينت في القرن الثالث الميلادي  ،  ويحتوي الموقع على منشآت معمارية قد تكون ذات علاقة بالنقش.
 
- الصفن:
 
يقع على مسافة 24كم شمال غربي مدينة حائل، ويشتمل الموقع على 6 نقوش عربية شمالية قديمة (ثمودية)، ورسوم صخرية لأشجار النخيل  
 
- توارن:
 
تقع بلدة توارن شمال جبل أجا، على بعد نحو 40كم شمال غرب مدينة حائل  ،  وقد عثر فيها على 30 نقشًا عربيًا شماليًا قديمًا (ثموديًا)، وعلى نقش إسلامي مؤرخ  
 
- سرّاء:
 
تقع على بعد نحو 50كم جنوب حائل، وعثر فيها الرحالان الفرنسي هوبر والألماني أويتنج أثناء توقفهما عام 1301هـ / 1884م على عدد من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)  ، وبعض الرسوم الصخرية من بينها الكلاب والوعول  .  وفي عام 1387هـ / 1967م قام الباحث الكندي وينت برفقة زميله ريد بزيارة أخرى للموقع، وكشفا فيه عن 10 نقوش عربية شمالية قديمة (ثمودية)، كانت تتركز على صخرة تقع على مسافة نصف كيلومتر شرقي البلدة 
 
- جبل حبشي:
 
يقع جبل حبشي على مسافة 175كم جنوب شرقي مدينة حائل، وتشير الشواهد الأثرية المكتشفة في الموقع إلى أنه كان مستوطنًا منذ عصور ما قبل التاريخ، فقد عثر فيه على مجموعة متنوعة من الأدوات الحجرية من بينها الفؤوس، والمكاشط، والمثاقب، ورؤوس السهام الحجرية  ،  جميعها تنتمي إلى تقنية الصناعات الحجرية التي انتشرت في المنطقة خلال العصر الحجري الحديث.
 
- جبل أركان:
 
يقع على بعد نحو 30كم جنوب مدينة حائل، ويشتمل الموقع على عدد من الدوائر الحجرية   ،  لم يتبقَ منها سوى أساساتها التي بنيت من الحجارة غير المشذبة، ويلاحظ أن رصف الأحجار على بعضها تم بطريقة منتظمة، أما بعضها الآخر فتظهر عليه العشوائية وعدم الانتظام.
 
- بدائع البادية:
 
تقع على بعد نحو 250كم إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل، وتشتمل على دوائر حجرية تساقطت جدرانها  ، ولم يتبقَ منها سوى أساساتها، وتشير كمية الأحجار المتناثرة حول الدائرة إلى أن ارتفاعها يصل إلى نصف متر تقريبًا  
 
- غوث:
 
يقع على مسافة 70كم غرب مدينة حائل، ويشتمل الموقع على عدد من المنشآت الحجرية من بينها الدوائر والركامات الحجرية، كما يحتوي على مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، ومناظر متنوعة لرسوم صخرية آدمية وحيوانية  
 
- هطالة:
 
تقع هطالة على مسافة 75كم غربي مدينة حائل، ويوجد في الموقع بعض المنشآت الحجرية بُنيت على هيئة دوائرمتفاوتة الأبعاد، ولم يتبقَ منها سوى أجزاء من أساساتها الحجرية  ، بالإضافة إلى ذلك يحتوي الموقع على مجموعة من النقوش العربية الشمالية القديمة (الثمودية)، والرسوم الصخرية لأشخاص وحيوانات، إحداها تصور فارسًا يمتطي صهوة جواد، ويمسك بيده اليسرى اللجام، واليمنى مرفوعة إلى أعلى وتقبض على رمح طويل رأسه مدبب   
 
- برقوق:
 
يقع على مسافة 85كم غربي مدينة حائل، وتنتشر على سطح الموقع بعض الدوائر الحجرية، ذات أحجام مختلفة، جميعها متهدم ولم يتبقَ منها سوى بعض أساسات جدرانها  
 
- وادي (شعيب) البويب:
 
يقع على بعد 15كم شمال شرق موقع الجلدية، عثر فيه على 26 نقشًا كتبت بالخط العربي الشمالي القديم (الثمودي)، وهي من نوع النقوش التذكارية، ولم يرد فيها سوى أسماء أعلام خاصة  
 
- الرميمينات:
 
تقع على بعد 30كم شمال شرقي مدينة حائل، وجد فيها 30 نقشًا عربيًا شماليًا قديمًا (ثموديًا)  ،  تحمل أسماء أعلام خاصة، وهي من نوع نقوش الذكريات التي يكتبها السكان والمسافرون لتخليد ذكرى إقامتهم في الموقع.
 
- كلاخة:
 
تقع كلاخة على مسافة 20كم شرق مدينة حائل، ويحتوي الموقع على 14 نقشًا عربيًا شماليًا قديمًا (ثموديًا)  
 
 
شارك المقالة:
90 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook