المواقع الأثرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المواقع الأثرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

المواقع الأثرية في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
أ - الآثار الثابتة:
 
أظهرت المسوحات الأثرية التي نفذتها وكالة الآثار والمتاحف كثيرًا من المواقع القديمة المواقع القديمة التي يرجع أغلبها إلى فترة الألف الثاني والأول قبل الميلاد، ولعل أهمها:
 
1 - موقع " شعرا ":
 
يقع شرق جبل " هروب " ويعرف بـ " كهف النبي " ويوجد على صخوره رسوم ملونة لوعول ورسوم تخطيطية للشمس؛ جميعها باللون الأحمر.
 
2 - موقع " حمى " ويسمى (المكتوب):
 
يقع على الحافة الشرقية لوادي ضمد ويوجد على صخوره كثير من النقوش والكتابات العربية القديمة بالمسند الجنوبي والثمودي الشمالي  
 
3 - موقع عثّر:
 
بفتح العين والثاء المثقلة، موقع لتل أثري مطمور تحت الأرض لا يظهر منه سوى بعض المعالم الأثرية في الوقت الحاضر ولا يعرف الزمن الذي اندثر خلاله الموقع أو النهاية الفعلية لتوقف نشاطه التاريخي، مع ذلك فهو أشهر حواضر المنطقة، وله ذكر في معظم كتب التراث، قال عنه الهمداني: " وهو سوق عظيم شأنها... وإلى حازة عَثَّر تنسب الأسُودُ التي يُقالُ لها، أُسودُ " عثر "، وَأُسُودُ " عتود "، ويضيف بأن عتود قرية من بواديها  .  وفي مكان آخر يذكر الهمداني " مخلاف عثر " إقليمًا واسعًا، وأطلق الاسم " عثر " على المدينة على وجه التخصيص، وعلى مخلافها على وجه التعميم  
 
وكشفت المجسات الاختبارية عن أساسات مداميك لأبنية استخدم في تشييدها الحجر المرجاني والطوب المشوي، وتم جمع كميات من كسر الأواني الفخارية وكسر الأواني الزجاجية وكسر الأواني المصنعة من الحجر الصابوني (Steatite)، تعود في مجملها إلى فترات متأخرة.
 
ولا شك أن الطبقات السفلى للموقع تحتوي على كثير من البقايا التي تمثل الفترة التاريخية المعني بها فترة ما قبل الإسلام، حيث إن منطقة جازان معرضة لفيضانات السيول العارمة التي تحدثها الأمطار الموسمية التي تسقط على المرتفعات الشرقية لسلسلة جبال السروات فإن تلك السيول الجارفة تظهر كثيرًا من المعالم الأثرية المدفونة.
 
وقد أُشير إلى أنه في إحدى السنين أظهرت السيول ما يقارب الثلاثين من الآبار القديمة، إضافة إلى ما تجرفه تلك السيول من الآثار المنقولة، التي أشير إلى بعض منها عند الحديث عن موقع " عثر "  
 
ولا يزال هناك كثير من المعالم الأثرية التي تنتشر على ضفاف أودية جازان وعلى مرتفعات جبالها منها:
 
أعلى وادي ضمد، وجنوب شرق الحمى، وشمال مجرى الوادي ويوجد على واجهات صخوره عدد من النقوش بخط المسند الجنوبي  . 
 
وتعد عَثَّر أشهر حواضر منطقة جازان في عصر ما قبل الإسلام، وازدادت شهرتها في الفترة الإسلامية بعد أن أصبحت قاعدة ومركزًا سياسيًا لما عرف في تاريخ المنطقة بـ (المخلاف السليماني).
 
تقع عَثَّر في خليج على شكل لسان داخل مياه البحر الأحمر يعرف بـ " رأس طرفة "، وتبعد عن مدينة جيزان بنحو 40كم إلى الشمال، قريبًا من قوز الجعافرة غرب محافظة صبيا 
 
وصفت أطلالها بالقول: " طغت الرمال على كثير من مواقع المدينة، فهي مطمورة المعالم إلا ما ندر من بقايا الأسس القليلة وبعض كسر الفخار، وبعض شظايا الطوب المحرق، وبعض الآبار المطوية بالحجارة "  
 
وقد كشفت التحريات التي أجريت في الموقع الذي رمز لـه برقم 217 - 108 أنه يتميز بكثرة الكسر الأثرية على السطح، وهي ظاهرة توحي بكثافة المادة الأثرية المدفونة. وقد تم حفر عدة مجسات اختبارية في أمكنة مختلفة من موقع عَثَّر أظهرت نتائجها ما يأتي:
 
أ) العمارة:
 
ترجع عمارة المستويات السفلى إلى الفترات القديمة ويمثلها مبنى مساحته 30×20م يتكون من ثلاث غرف مربعة وغرفة مستطيلة 5×4م، وقد شيدت جدرانها بالحجر الجيري المدعم بأساسات من كتل الحجر الرملي، وسمك المدماك 60×70سم، أما جدران الغرف الداخلية فمبنية باللبن  .  وقد عُثِرَ على كميات من الرماد الأمر الذي يؤكد أن المبنى، وربما المدينة قد تعرضت لحريق هائل مدمر  
 
ب) المواد الأثرية المكتشفة في موقع عثَّر:
 
نظرًا إلى تواصل الاستيطان في عَثَّر فقد تنوعت المادة الأثرية التي تم الكشف عنها بدءًا من بقايا الفترات المتأخرة في العصور الإسلامية وانتهاء بتلك التي تنتمي إلى الألف الأول قبل الميلاد وربما القرون الميلادية التي سبقت ظهور الإسلام.
 
1) الخزف:
 
من أبرز المواد الأثرية التي ترجع إلى الفترات القديمة أوانٍ خزفية تشتمل على آنية تخزين ذات مقابض متصلة بالبدن، وسلطانيات كبيرة، إضافة إلى فناجين بقواعد حلقية منخفضة  وأطباق عليها زخارف هندسية ورسوم أشكال أودية وأشكال حيوانية  .  ويرجح أنها ترجع إلى القرن الثالث الميلادي اعتمادًا على مقارنتها بمثيلاتها المكتشفة في مواقع متعددة من منطقة الشرق الأدنى  
 
وتتميز الأواني الخزفية المكتشفة في موقع عَثَّر بكونها صنعت جميعها من طين برتقالي وبطانة بيضاء مزينة بزخارف منقشة ومزركشة تحت التزجيج، والأشكال الرئيسة تحتوي على سلطانيات مفتوحة لها حافات وقواعد منخفضة، على أن أكثر الأواني شهرة وشيوعًا هي تلك المزخرفة بخطوط أو المقلمة عند الحافة والقاعدة، أما الألوان الغالبة على تلك الأواني فيغلب عليها الأخضر والأزرق والرمادي  
 
ومن أهم الأواني الخزفية التي تم الكشف عنها جرة كبيرة مزينة بخطوط سوداء متداخلة مع اللون الأخضر وهي من طراز الأواني المرشوشة، وجرة صغيرة بمقبضين مصقولة وعليها زخارف خضراء، وتنتمي إلى فترات ما قبل الإسلام، وتحديدًا الفترة الهيلينستية 300 - 30 ق.م  
 
2) الفخار:
 
عُثر على كمية من الأواني الفخارية غير المطلية ومنها سلطانيات كبيرة وجرار  مضلعة ومنقوشة وجميعها مصنعة من عجينة طين لونه أسود وتم تصنيعها بوساطة العجلة والدولاب، وزخارفها هي خط متموج " يحيط بالبدن "  ،  وهناك زخرفة أخرى شائعة وهي التمشيط على كتف الإناء أو سلسلة الخطوط المتصلة أو مجموعة خطوط متصلة ومتموجة، إضافة إلى زخرفة أقل شيوعًا، قوامها استعمال خطوط عمودية بارزة  . 
 
كما عُثِرَ على نموذج نادر وهو إناء ذو قاعدة مستديرة متصلة ببدن الإناء ورقبة قصيرة وله مقابض بارزة هي إفريز على جانبه وعجينته ممزوجة بحبيبات الحجر الصابوني  
 
وتمثل أواني الطهي الفخارية نسبة عالية من فخاريات " عثر " وهي مختلفة الأحجام والأشكال، وفي حالات كثيرة تكون سوداء اللون من الخارج نتيجة لوضعها على المواقد  
 
وعُثر على أباريق قواعدها مسطحة بعضها له مقبض  وبعضها الآخر له مقبضان  
 
وتمثل أواني التخزين نسبة عالية من صناعة الفخاريات وتتركز في الجرار الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، على الرغم من كونها للتخزين إلا أنها تزخرف في بعض نماذجها  
 
وإضافة إلى ما تقدم من المعثورات الخزفية والفخارية التي تم الكشف عنها في موقع عثر، فقد تم العثور على أوانٍ متنوعة مصنعة من الحجر الصابوني والزجاج، وعُثر على أدوات مصنعة من الحديد  والبرونـز والنحاس تشمل السكاكين والخناجر والمراود والخطافات التي تستعمل لصيد الأسماك  
 
وتكثر مصنوعات الحجر الصابوني من الأواني والأدوات في مكتشفات عثر، وتزيد معثورات الأدوات المصنعة منه على الفخاريات؛ لصلابة مادته وشدة مقاومته مقارنة بالفخار، إضافة إلى إمكانية ترميمه وإصلاح ما قد ينكسر من أجزائه.
 
وقد عُثِرَ على مسارج على هيئة القارب أو المركب وأكثرها تعقيدًا لـه ثلاث فتائل على شكل ثلاثة مزاريب، وزخارف هذه المسارج تتخذ أشكالاً لولبية وخطوطًا دقيقة متقاطعة وأحيانًا مثلثات متداخلة، وقد انتشر هذا النوع في عَثَّر كما هي الحال في مواقع حضارة جنوب الجزيرة العربية خلال الألف الأول قبل الميلاد لتحل محل المسارج الفخارية  . 
 
3) المجامر:
 
ترتبط المجامر أو المباخر ارتباطًا وثيقًا بمادة البخور، بل يعتمد وجودها على توافر تلك المادة، وهي كثيرة ومتنوعة، ويحتكر جنوب الجزيرة العربية إنتاجها وتسويقها خلال الألف الأول قبل الميلاد. وهي مادة مستخلصة من عصارة بعض الأشجار وتعرف بـ " اللّبان " ومنها " المُرّ "، ومن أنواعها الرند والقسط، والمباخر المصنعة من الفخار على شكل مكعبات معروفة وشائعة في جنوب الجزيرة العربية وجنوب غربها أيضًا منذ منتصف الألف الأول قبل الميلاد، فقد وجدت في موقع عَثَّر مباخر مصنعة من الفخار وبعضها مصنعة من الحجر الصابوني.
 
4 - موقع سِهِي:
 
بكسر السين وكسر الهاء بعدها ياء. من قرى وادي تعشر، أحد أشهر المواقع القديمة في منطقة جازان، يقع في الجزء الجنوبي للمنطقة، وهو تل رملي يبعد عن ساحل البحر قرابة ستين مترًا، محاط بكثبان رملية من جهة اليابسة.
 
مسح الموقع من قبل وكالة الآثار والمتاحف، وعرف بـ " قرية سهي " 217 - 107. وتقدر مساحة الموقع بـ 900م من الشمال إلى الجنوب، و 100م من الشرق إلى الغرب، وهي مساحة تقديرية نظرًا إلى تراكم الكثبان الرملية التي دفنت معظم الأجزاء الشرقية للموقع  
 
ويتميز موقع سهي بالركامات الصدفية التي تحتضن أنواعًا مختلفة من كسر الفخار  إضافة إلى عدد من كسر الأواني المصنعة من الحجر الصابوني  
 
وفي موقع سهي أُجري عدد من المجسات الاختبارية، وتم العثور على عينات من البقايا الأثرية التي من خلالها عُرِف تاريخ الاستيطان في الموقع والمستوى الحضاري الذي تمتع به مستوطنوه.
 
وتمثل الأواني والأدوات المنـزلية ذات الاستعمال اليومي نسبة كبيرة فيما تم الكشف عنه، وهي أوانٍ مجملها مصنعة من الفخار، والحجر الصابوني (Steatite)  إضافة إلى بعض الأدوات المصنعة من النحاس أو الحديد، وقد اكتشفت في موقع سهى بعض الموارد الأثرية مثل:
 
أ) الأواني الفخارية: 
 
تمثل الأواني الفخارية معظم المادة الأثرية التي تم العثور عليها في موقع سهي، ويعد الفخار المصدر الأساسي، والمادة الخام الرئيسة لصناعة الأدوات والأواني التي تخدم الاحتياجات اليومية مثل الأكل والشرب، ومنها:
 
السلطانيات؛ وهي متنوعة، تشكل الأواني ذات القاعدة الدائرية نسبة عالية منها، وتتميز بأشكالها الجميلة وندرتها أيضًا، ومن تلك الأنواع النادرة سلطانية رباعية الأضلاع لها أربع قوائم ومقابض أفقية إضافة إلى حمالات أفقية جوانبها مزخرفة  
 
والسلطانيات المنخفضة  ؛ وهي الأكثر شيوعًا، وقواعدها دائرية، وتزين بحزوز تحيط بالعنق. ومنها أوانٍ تزود بمقابض في أعلى البدن ليسهل حملها أو نقلها من مكان إلى آخر، وبعض هذه الأواني مزود بثلاثة قوائم وتتميز باتساع الفوهة وعدم وجود حواف لها  . 
وتعد الأواني واسعة الفوهة من الأدوات ذات الاستعمالات المتنوعة والوظائف المتعددة، فقد كانت نسبتها الأعلى وانتشارها الأوسع في موقع سهي. وتزود بمقابض في أعلى البدن، ويكون لبعضها مقابض مزدوجة في النماذج التي تم العثور عليها، وتزين الفوهة زخارف وهي خطوط محززة وزخارف متعرجة على شكل ثعبان، في حين يزخرف البدن بخطوط مزدوجة متعرجة أو منقطة  .  ومن السلطانيات المتميزة والنادرة من موقع سهي عينة جوانبها متعرجة وحوافها دائرية، وقواعدها مقعرة، وهي نموذج للأواني المشابهة المصنعة من الحجر الصابوني  
 
ب) القدور:
 
وهي شائعة الاستعمال متعددة الأغراض إلا أن أهم استعمالاتها للطبخ أو لحفظ الطعام، قاعدتها دائرية مسطحة وقليل منها مزود بثلاثة قوائم، ولها مقابض بارزة في منتصف البدن تسهل نقلها وحملها ولا سيما إذا كانت مخصصة للطبخ 
 
ج) أوانٍ صغيرة:
 
وهي أدوات مصنعة لتؤدي أو تسهل وظائف معينة، ومنها ما هو قريب الشبه بفناجين القهوة  مع اختلاف في مقاساتها، ووجد بعض منها بقاعدة مثقّبة، ربما لتصفية بعض السوائل  
وبنظرة سريعة إلى فخار سهي بصفة خاصة وفخار منطقة جازان بصفة عامة فإن معظمه ذو لون أحمر - برتقالي ممزوج بحبيبات رملية خشنة، وتختلف أشكاله من مقابض حلقية إلى قواعد دائرية وحواف مقلوبة، الأمر الذي يرجح انتماءه إلى فترة الممالك العربية القديمة التي ازدهرت حضارتها خلال الألف الأول قبل الميلاد. وتم العثور على نوع آخر من الفخار يبدو أنه يرجع إلى فترة مبكرة قد تسبق الألف الأول قبل الميلاد، وهو نوع ممزوج بالقش ذو لون أحمر أو بني من الخارج، في حين تكون عجينته ذات لون أسود، وتقتصر الأشكال ذات الحواف من هذا النوع على الجرار الصغيرة ذات القواعد المستديرة  
 
د) الأدوات الحجرية:
 
عُثر على عدد من المطاحن  معظمها من الأحجار البركانية ذات اللون الأرجواني. كما عُثِرَ على مطحنة كبيرة وأخرى صغيرة شكلهما مستطيل، ووجدت مطاحن حجرية مصنوعة من الحجر الرملي والجرانيت كما وجدت قطع من حجر البازلت  
 
هـ) الحجر الصابوني: 
 
تم العثور على عدد من كِسَرِ الأواني المختلفة المصنعة من الحجر الصابوني، ويبدو أن معظم تلك الكسر تمثل سلطانيات مختلفة الأحجام والأشكال  
 
والحجر الصابوني لونه رمادي وملمسه ناعم لذا أطلق عليه الصابوني وهو سهل التشكيل قوي البنية مقارنة بالفخار، ويتميز أيضًا بإمكانية إصلاحه إذا تصدع بعض من أجزائه، وهو شائع الاستعمال وواسع الانتشار في منطقة جازان، ولا يزال تصنع منه أوانٍ وأدوات متنوعة الأشكال إلى وقتنا الحاضر، ويستخدم للطبخ وحفظ السوائل، ويفضله سكان المنطقة للطبخ بصفة خاصة.
 
و) المعادن:
 
وتتمثل في الحديد والنحاس؛ حيث عُثِرَ في موقع سهي على كميـة من أوكسيـد الحديـد الطبيعي (Hematite)، جميعها ذات مظهر لامع أو مكشوط، ووجدت كسر كانت على طبيعة تكوينها 
أما النحاس فقد عُثِرَ في الموقع نفسه على عدد من القطع النحاسية الكبيرة إضافة إلى قطع صغيرة  ، ومنها رأس نصل صغير وأختام كثيرة، ومثاقب، وطرف غليظ لرمح صغير مستطيل، كما عُثِرَ على مجموعة من المحاقن الصغيرة. أما أدوات الطبخ وأواني الطعام فلم يتم الكشف عن شيء منها  
 
5 - أم القحفة:
 
بكسر القاف وفتح الحاء المهملة والفاء، جمع قحف وهو الكسرة من إناء الفخار، ويتميز هذا الموقع بكثرة الفخار المنتشر على سطحه، والنقوش المسندية على الصخور المحيطة به  
 
6 - موقع الخصوف:
 
بفتح الخاء المعجمة وبالصاد المهملة. مدينة تاريخية قديمة، وقاعدة مخلاف حكم، ويأتي ذكرها ضمن الحواضر الرئيسة في جنوب الجزيرة العربية، مثل: عثر، وصنعاء، وجرش.
 
وينتشر على سطح التل الذي تقع عليه كثير من كسر الآجر الأحمر والفخار  
 
7 - موقع مهد الحصون:
 
بفتح الميم والهاء وآخره دال مهملة مشددة، وهو مجموعة من الحصون القديمة، تتميز بكونها ملتقى شبكة من الطرق التجارية الداخلية، ويتكون كل حصن من عدد من الغرف والمخازن، وملحق فيه مبانٍ فرعية، وعلى كثير من أحجار مبانيها نقوش بخط المسند الجنوبي  
 
8 - موقع جزر فرسان:
 
فرسان اسم يطلق على أرخبيل من الجزر المتناثرة والمتقاربة في البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة جيزان الحالية باتجاه الجنوب الغربي بنحو 50كم إلى الغرب منها، ويقدر عدد هذه الجزر بثمانين جزيرة، أكبرها وأهمها جزيرتا فرسان الكبرى وفرسان الصغرى، ويفصل بينهما ممر مائي يقارب عرضه ثلاثين مترًا، ويسميه سكان الجزر " المعادي " لأن الجمال تستطيع أن تعدو عليه عند حالة الجزر البحري من جزيرة إلى أخرى  .  ويبلغ طول الجزر 75كم، وعرضها 35كم  ،  ويقدر سكانها بخمسة آلاف نسمة.
 
وعلى الرغم من عدم وجود معلومات موثقة عن أوضاع جزر فرسان في عصورها القديمة إلا أن الدلائل تشير إلى أنها عرفت الاستيطان في عصور ما قبل التاريخ، واستمر الاستيطان خلال فترة الممالك العربية القديمة  
 
وقد أشار إليها أحد الباحثين بقوله: " بلاد فرسان وحكم والأشعريين وعك " وأضاف أن ذلك ساحل مكة  .  ثم أضاف " فرسان قبيلة من تغلب "  ،  ويصف سكانها بأنهم أهل نجدة، وأنهم يدخلون بلاد الحبش ويخفرون التجار  
 
وكُتُب الأنساب ترجعهم إلى حِمْير، ولهم آثار قديمة على جبل يسمى " جبل كنيسة "  ،  ولا شك في أن لموقع جزر فرسان أهمية كبيرة لأنها تشكل نقطة اتصال بين جنوب الجزيرة العربية والمراكز الحضارية على الجانب الإفريقي، ولكونها إحدى مغاصات اللؤلؤ القديمة ولها دور بارز في تجارته، علاوة على ما يقوم به سكانها من حماية لسفن التجار العرب، وتأمين الملاحة بين البرَّين العربي والإفريقي  
 
وقد تم اكتشاف عدد من المواقع الأثرية القديمة في جزر فرسان لعل أهمها موقع " وادي مطر " على الشواطئ الشرقية لفرسان الكبرى، ومن الشواهد الأثرية في هذا الموقع أساسات مبانٍ دائرية ومستطيلة  ، وعلى الصخور الكبيرة المنتشرة بالموقـع نقـوش المسنـد الجنوبي  . 
 
وفي قرية " القصار "  وعلى موقع يسمى " الكدمي " توجد بقايا أحجار منحوتة تشبه الأعمدة الرومانية إلى حدٍّ كبير، ويحمل بعضها كتابات بخط المسند الجنوبي، ومن الآثار التي لاتزال باقية أفران بنيت من الجص والفخار المشوي 
 
9 - قلعة لقمان:
 
تقع في الجنوب الشرقي على بعد 10كم من قرية " القصار "، وهي تل كبير، ويستدل من بقايا الأحجار المتناثرة على السطح على أنه كان بناءً عظيمًا لم تحدد هويته ولا يعرف الهدف من بنائه، ويعرف بين سكان المنطقة بـ " قلعة لقمان "  
 
10 - مباني غرين والقريات: 
 
وتتميز أطلالها بضخامة أحجارها وعظمتها وكانت مستعملة في البناء، ويقدر حجـم الواحـد منها بـ 2.5×1.5م. وبها بقايا لما يُعتقد أنها أَسرّة منحوتة من الصخر.
 
ويظهر التمازج الحضاري بين ما وجد من آثار ثابتة في جزر فرسان، وبقايا آثار حضارة الممالك العربية في جنوب شبه الجزيرة العربية، ولا سيما أسلوب تشذيب الأحجار وطريقة البناء والتشكيل الهندسي  
 
11 - موقع المحرق:
 
ومن المواقع المهمة في جزر فرسان موقع المحرق المسجل برقم (216- 10ص) ضمن سجلات وكالة الآثار والمتاحف للمواقع التاريخية والأثرية في المملكة، ومن الآثار في الموقع مشاهد يبدو أنها استخدمت بوصفها شواهد قبورٍ بعد الكتابة عليها، والمواقع هي مقبرة مسورة من قبل وكالة الآثار والمتاحف، وصخورها كلسية صالحة للكتابة عليها  
 
ب - الآثار المنقولة:
 
من الآثار المنقولة التي عُثِرَ عليها في مواقع جزر فرسان نماذج مختلفة لأوانٍ فخارية  ، ومنها كسر من الفخار النبطي المتميز برقته، وجمال زخارفه، ونعومة طلائه   
 
وقد عُثِرَ على مجموعة كبيرة من مواد فخارية تتناثر على سطح كثيب رملي، ممزوجة بترسبات من القواقع ويصل سمكها إلى 30سم، ويضم هذا الفخار كسرًا من أوانٍ عجينتها حمراء ممزوجة بالقش لزيادة صلابة الإناء.
 
وقد أسفرت بعض الحفريات الاختبارية في بعض المواقع المنتشرة على جزر فرسان عن وجود ثلاث درجات من الرصف الطبقي تمثل ثلاث مراحل استيطانية تنتمي إلى فترة الممالك العربية القديمة التي ازدهرت خلال الألف الأول قبل الميلاد  
 
كما تم العثور على عدد من أنصال حجر السبج " الزجاج البركاني " (Obsidian)، وخطافات صيد الأسماك، وقطع من خبث المعادن، ومجموعة من عظام الحيوانات والأسماك، والأصداف. إضافة إلى الأنواع المعروفة في جنوب الجزيرة العربية من الأواني الفخارية ذات الفم المثقوب والأنابيب والزبديات ذات المقابض الرأسية  
 
شارك المقالة:
618 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook