المهن في المدن بمنطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المهن في المدن بمنطقة تبوك في المملكة العربية السعودية

المهن في المدن بمنطقة تبوك في المملكة العربية السعودية.

 
أ - التجارة:
 
إن مهنة التجارة في تبوك قديمة جدًّا، ويرجع ذلك إلى موقعها التجاري الذي يُعد الطريق الرئيس للحجاج القادمين من الشام والعراق ومصر. وهي تأخذ أشكالاً متنوعة؛ منها المراكز التجارية التي تتمثل في السوق العامة بوسط المدينة وتتركز فيما يُسمى (البلدة القديمة) أي تبوك القديمة  
 
وأما ما يخص مدن البيئة الساحلية ومحافظاتها في المنطقة مثل: الوجه، وضباء، وحقل، فيتمُّ استيراد ما يحتاج إليه السكان من سلع الأقاليم المجاورة، وبخاصة الواقعة على الساحل المقابل من البحر الأحمر مثل مصر والسودان، ومقابل ذلك يتم تصدير ما يفيض من المنتجات الزراعية والحيوانية.
 
ب - البناء: 
 
البنَّاؤون هم الذين يقومون بالبناء الحجري أو الطيني أو بناء الطوب بطرقهم الفنية المستعملة في ذلك الوقت، كما يقومون بوضع بعض الأخشاب من الأثل أو السمر أو غيرها داخل الجدران ليتم التماسك بين أجزاء البناء، ويقومون بسقف الغرف وغيرها بأعمدة الأثل أو جذوع النخل، وذلك بتلوينها ورصفها على الحواف العليا لجدران الغرف، ومن ثَمَّ وضع الجريد (جريد النخل) بطرق معينة بين أعمدة السقف، ثم يُغطى بالخصف أو الحصير المصنوع من خوص النخل أو غيره، وبعضهم يقوم بتلوينه قبل وضعه ليضفي بعض الجمال على منظر السقف، ثم يُوضع عليه الطين وتتم تسويته على سقف الغرفة.
 
ج- النحاسة: 
 
يقوم النحاسون بتصنيع جميع الأواني النحاسية مثل: بعض أنواع القدور بمختلف أحجامها وأنواعها، والتباسي، وبعض أنواع الصواني، والطشوت، والدلال، والمباخر، والسماورات، وإناء الفول، إذ كانت أواني المطابخ والطعام في جميع البيوت من النحاس، وكان من الواجب على أصحاب البيوت تبييضها وتلميعها من وقت إلى آخر.
 
د- الخرازة:
 
الخرازون (الخراريز) فئة حرفية تصنع الأحزمة (الكمرات) وبعض أنواع الحقائب، إذ تُصنع من جلود الأبقار أو الجمال أو الأغنام، ويحصلون عليها من الدبَّاغين، ويقومون بخرزها وتزيينها بسيور من الجلود ذات الألوان الزاهية، وتظهر فيها براعة المعلم صاحب الحرفة 
 
هـ- الخياطة:
 
الخياطون هم الذين يقومون بحياكة الثياب الرجالية و (الجكتات) والصديريات وكل ما يتعلق بها، كما يقومون بإصلاح بعض الثياب و (الجكتات) القديمة. ويزداد العمل عندهم في مواسم الأعياد؛ فجميع الرجال يقومون بإعداد ثياب العيد وكل ما يلزم له.
 
و- صناعة العُقُل: 
 
وهي صناعة العُقُل السوداء، والمقصبة المحلاة بالفصوص التي تتدلى منها كتل جميلة، إذ إن العقال المقصب لا يلبسه إلا أشخاص مخصوصون، أو يلبسه الأطفال في الأعياد، أما العُقُلُ السوداء فهي لبس أغلب الرجال.
 
ز- العطارة:
 
يقوم العطارون ببيع جميع أنواع العطارة (التوابل والأعشاب). وقد كان لهم في السابق دور كبير - وبخاصة كبار السن منهم - في معالجة بعض الأمراض، وكان الناس يقصدونهم ويعرضون عليهم شكوى مرضاهم، فيقوم العطار بتجميع بعض الأعشاب والعقاقير ويطلب منهم غليها أو طحنها أو دقها، واستعمالها بالقدر الذي يوضحه لهم، ومع تقدم وسائل العلاج الحديثة ظهر كثير من المحاذير من استخدام العطارة في العلاج.
 
ح- الدلالة:
 
يقوم الدلالون بوساطة البيع والشراء في سوق (الحراج)، والدلال يؤدي دور الوسيط بين البائع والمشتري لأي سلعة، وهي من الحرف التي تحتاج إلى الخبرة الطويلة والممارسة.
 
ط- بيع السمن: 
 
وهو من المهن الشائعة في كثير من مدن المنطقة، وتتمثل هذه المهنة في بيع السمن الطبيعي الذي كان يُجلَب من البوادي، وهو أنواع أشهرها السمن البري المستخرج من ألبان الأغنام. ويُجلَب السمن ويُباع في قِرَب فاتحة اللون تُسمى الواحدة منها (عكة).
 
ي- الجزارة (القصابة):
 
الجزارون (القصابون) هم الذين يبيعون اللحم - بعد ذبح الذبائح - حسب نوعيته وصنفه (الجملي، البقري، الغنمي) ولكل نوعية بائعون مختصون وسعر مختلف. ويقوم بعضهم بالذبح خارج المسلخ لمن يرغب من المواطنين في المناسبات المختلفة بأجر معين حسب الذبيحة، ويزداد طلبهم في أيام عيد الأضحى المبارك، ولذا ترتفع الأجور التي يأخذونها في هذه المناسبة، إذ لا يكاد يخلو بيت من أضحية أو أكثر  
 
ك- الحلاقة والحجامة:
 
تُعد مهنة الحلاقة من المهن الشائعة في معظم الحواضر والمدن والأرياف، ولا يقتصر عمل الحلاق على حلاقة الشعر، بل يتجاوزها إلى أعمال أخرى كما هي الحال في عدد من المجتمعات الأخرى، إذ يقوم الحلاق - إلى جانب الحلاقة - بختان الصبيان، والحجامة
 
ل- الصياغة: 
 
تُعد الصياغة (وهي بيع الذهب وشراؤه وتصنيعه) من المهن المشهورة في جميع مدن المنطقة تقريبًا. ويقوم الصَّائغ في المدن بصوغ الحلي التقليدية مثل الخلخال وهو ما تزين به المرأة قدميها، والرشرش وهو طوق ذهبي أو فضي يتدلى من رقبة المرأة ويغطي مساحة من صدرها، وكذلك البناجر وهي نوع من الأساور الذهبية، وغيرها من الحلي المتعددة التي يتفنن الصاغة في صنعها ومن ثَمَّ عرضها في محالهم، أو صنعها بصفات مخصوصة لبعض الوجهاء والأثرياء  
 

المهن في القرى

 
- الزراعة:
 
الزراعة في المنطقة تختلف من مدينة إلى أخرى، إذ يوجد في المنطقة بعض المدن الزراعية التي مارس أهلها مهنة الزراعة مثل مدينة تيماء؛  حيث تمثل الزراعة عصب الحياة والنشاط الأساسي للسكان  . 
 

المهن في البادية

 
- الرعي: 
 
إن حرفة الرعي هي قوام حياة البادية الاقتصادية والمعيشية؛ فساكن البادية في المنطقة يعتمد على ما لديه من إبل وغنم ومعز في مأكله ومشربه وأغراضه الأخرى، فمن وبر الإبل وصوف الغنم وشعر المعز ينسج بيته ومعطفه الثقيل الذي يقيه البرد القارس، وتقاس ثروته وغناه بمقدار ما يملكه من هذه الحيوانات. وموسم الأضاحي هو أهم المواسم عندهم؛ إذ يجلبون ما لديهم من حيوانات إلى المدن والقرى ليبيعوها ويستفيدوا من أثمانها.
 

 المهن البحرية

 
انتشر عدد من هذه الأعمال المتعلقة بالبحر، ومنها:
 
أ - الإرشاد:
 
يتولى المرشدون إرشاد السفن الوافدة إلى المرسى خشية اصطدامها بالشُّعَب المرجانية.
 
ب - صناعة المراكب: 
 
إذ اشتهر بعض المدن في المنطقة مثل الوجه وضباء بصناعة السفن.
 
ج- صيد السمك: 
 
هو من المهن الشائعة في سواحل المنطقة؛ إذ كان الأهالي في المدن الساحلية يذهبون إلى البحر لاصطياد السمك، وقد يخرجون للصيد في أي طقس صيفًا أو شتاءً، وفي حال هدوء البحر أو هيجانه.
 
د- صناعة الأشرعة:
 
وهي صناعة الأشرعة الخاصة بالمراكب.
 
مظاهر الثبات والتغير
 
لا يزال لمهنة الرعي  حضورها في المنطقة، وذلك إذا علمنا أن حياة البادية كانت تشمل نحو نصف سكان المنطقة، وما زالت الإبل تحتل المنـزلة العالية في نفوس أبناء البادية وغيرهم، وما زالت مصدر فخر واعتزاز لديهم رغم تضاؤل أهميتها في الوقت الحاضر.
 
إلا أن بعض المهن تعرَّضت - مثل غيرها من جوانب الحياة المختلفة في المنطقة - لعدد من التغيرات؛ فلم تعد الزراعة تُمارَس بالأساليب التقليدية ذاتها التي كانت تُمارَس بها في الماضي، إذ حلت محلَّها الآلات الحديثة في جميع مراحل الزراعة وشؤونها، وأصبحت الوسائل التقليدية لا تُشاهَد إلا في المتاحف.
 
أما الأعمال البحرية فقد ضعف اللجوء إليها من قبل الشباب إلا من أجل التنـزه والترفيه، وإن كان يوجد من يعمل في الأعمال البحرية في الساحل مثل: الوجه، وضباء، وحقل، من الشباب السعودي؛ وذلك طلبًا للرزق وحبًّا منهم لاستعادة مهنة آبائهم وأجدادهم.
 
ومما تجدر الإشارة إليه أن جميع المهن تقريبًا قد شهدت تطورات وتغيرات، بعضها عميق جدًّا إلى درجة التغيير الكلي وبعضها الآخر جزئي، إلا أن أيًّا منها لم يظل على ما كان عليه في الماضي القريب.
 
شارك المقالة:
48 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook