كان هذا المهرجان في بدايته عام 1395هـ / 1975م لقاء سنويًا لسباق الهجن (الإبل)  ، ثم طُوِّر عام 1405هـ / 1985م فأصبح ملتقى سنويًا للتراث والثقافة بإشراف الرئاسة العامة للحرس الوطني، تُعقد فيه ندوة سنوية متخصصة، تنظم بجانبها محاضرات وأمسيات شعرية وقصصية، وقد درج المهرجان على استضافة نخبة من المفكرين والأدباء ورجال الإعلام من الوطن العربي وبعض الدول الأخرى  ،  وكان له أثر مهم في الحراك الثقافي في المملكة، وأصبح موسمًا ثقافيًا وفكريًا، يُنظر إليه بعين التقدير داخل المملكة وخارجها، وصدرت عنه مجلدات توثق بعض أنشطته الثقافية  ،  ونُشرت برعايته بعض الكتب، وسُنّ فيه تكريم إحدى الشخصيات الفاعلة ذات الأثر في المشهد الثقافي في كل عام، وكلّ المُكَرَّمين فيه هم "من الرواد المؤسسين للخطاب الثقافي الوطني في شِقّه المعرفي الفكري، أو في شِقّه الإبداعي الشعري والسردي"  .  ومن مظاهر التكريم التي سُنَّت في هذا المهرجان اعتياد اللجنة المنظمة اختيارَ أحد الشعراء البارزين لإلقاء قصيدة في حفل الافتتاح  . ولم تغب النساء عن اهتمامات هذا المهرجان، فكان لهنّ فعاليات خاصة، تشارك فيها مبدعاومثقفات من داخل المملكة وخارجها  . 

 

 

انطلق مهرجان سوق عكاظ التاريخي أول مرة برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم 22 رجب 1428هـ / 5 أغسطس 2006م، ويقام المهرجان سنويًا في ضاحية العرفا بمحافظة الطائف إحياء لسوق عكاظ التاريخي الذي كانت مناسبة للتباري والتفاخر بالشعر بين شعراء العرب، كما كانت مجالا للبيع والشراء والحل والعقد والتصالح وللتزاوج أيضًا، وكانت تقام في الأشهر الحرم وقبل موسم الحج.

 

ويشهد المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية التي يشارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء من داخل المملكة وخارجها، ومن أبرز فعالياته إقامة مسابقة شعرية يتم من خلالها تسمية (شاعر عكاظ) ويمنح جائزة لذلك، كما يشتمل المهرجان على أنشطة ثقافية نسائية وعدد من المعارض التي تشارك فيها العديد من الجهات الحكومية.ومن فعاليات المهرجان أيضًا عروض الحرف اليدوية التقليدية، وسوق للمأكولات الشعبية، ومسابقات وألعاب للفروسية، كما يمكن لزوار المهرجان أن يمارسوا التسوق والترفيه والمتعة بجانب مناشط المهرجان الثقافية. مهرجانات أخرى:نُظِّم في المملكة عدد من المهرجانات الثقافية مرتبطة بأحداث مهمة، منها الاحتفالية الكبرى بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة عام 1419هـ / 1999م، وفيها عُقِدت أنشطة ثقافية شاملة، وزامن هذه الاحتفاليةَ مؤتمرُ (المملكة العربية السعودية في مئة عام) وفيه أنجزت بحوث تاريخية وأدبية  . وفي عام 1421هـ / 2000م حينما اختيرت الرياض عاصمة للثقافة العربية، نُظِّمت سلسلة متنوعة متصلة من الفعاليات والأنشطة الثقافية في الرياض خصوصًا، وفي سائر مناطق المملكة عمومًا، وصدر بهذه المناسبة والتي قبلها عدد من الكتب التوثيقية  . وكذلك نُظِّمت في مكة المكرمة احتفالية ثقافية كبرى بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية، عام 1426هـ / 2005م، وصدر عن بعض الجهات الراعية للثقافة عدد من الكتب بهذه المناسبة  .  وخصّت بعض الجامعات هذه المناسبة بإصدار أعداد خاصة من مجلاتها المحكَّمة.

 

 

 

انتهجت وزارة التعليم العالي نهجًا حميدًا، هدفت من خلاله إلى نشر الثقافة المحلية، وإظهار التقدم العلمي والثقافي في الجامعات السعودية؛ وذلك بتنظيم فعاليات خارج المملكة، تُسَمّى (الأيام العلمية الثقافية)، وذلك في رحاب جامعات البلد المَزُور، وقد نُظِّمت سلسلة من هذه الأيام في الأردن، وسورية، والمغرب، واليمن، والنمسا، وغيرها من بلدان أخرى، في أوروبا وأمريكا اللاتينية.وفي أثناء تلك الأيام العلمية تنظَّم محاضرات وأمسيات شعرية وقصصية، وأقيمت معارض كتب، وشارك بعض الأطباء بإجراء عمليات جراحية، وشارك العلماء والمثقفون والأدباء السعوديون نظراءهم في البلدان الـمَزُورة في إحياء ندوات علمية وأدبية  . وكذلك كان لوزارة الثقافة والإعلام مشاركة في تنظيم أيام ثقافية خارج المملكة، كان منها: الأيام الثقافية في تونس 1426هـ / 2005م، وفي مصر 1427هـ / 2006م، وتضمنت تلك الأيام الثقافية لقاءات فكرية، وندوات، وقراءات شعرية وقصصية. وفي المقابل استضافت الوزارة أيامًا ثقافية تقام في المملكة، كان منها الأيام الثقافية العُمانية 1427هـ / 2006م، والأيام الثقافية الجزائرية 1428هـ / 2007م.