المنتجات والأنشطة داخل القطاع الزراعي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المنتجات والأنشطة داخل القطاع الزراعي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية

المنتجات والأنشطة داخل القطاع الزراعي في منطقة حائل في المملكة العربية السعودية.

 
بالإضافة إلى الدعم الحكومي كتوزيع الأراضي والتسهيلات الائتمانية وشراء المحصولات من المزارعين كالحبوب والتمور.
 
تتميز المنطقة بوفرة إنتاجها من بعض المحصولات المهمة على المستوى المحلي. وتشير إحصاءات عام 1426هـ / 2005م إلى أن إنتاج المنطقة من التمور بلغ 104001 طن و 1.6 مليون نخلة، ومن القمح 355055 طنًا، ومن الشعير 13552 طنًا، وبلغ الإنتاج من الفواكه 156824 طنًا ومن الخضار 314066 طنًا، وهذه الأرقام تعطي مؤشرًا واضحًا عن مدى الإمكانات الزراعية التي تمتلكها المنطقة  
 
ومن أبرز المنتجات والأنشطة داخل قطاع الزراعة والثروة الحيوانية كما يأتي:
 

أهم الموارد الزراعية

 
تعتمد الزراعة على ثلاثة موارد رئيسة هي: التربة وطبيعتها، والثروة المائية، والموارد البشرية، حيث سيتم التركيز هنا على المورد الأول، أما الموردان الثاني والثالث فسيتم تناولهما في أجزاء لاحقة من هذا المحور.
 
أ) التربة وطبيعتها:  
 
تنفرد منطقة حائل بخصائص جغرافية طبيعية لا تتوافر كلها في المناطق الأخرى بمنطقة نجد؛ ففيها الجبال العالية  ، والسهول الفسيحة الصالحة للزراعة، والأودية التي تتخلل سلاسل الجبال. وتحتل السهول المنبسطة التي يتخللها بعض الأودية جزءًا كبيرًا من مساحة المنطقة، ولكن يمكن تقسيم هذه السهول حسب موقعها من الدرع العربي إلى:
 
 سهول تقع في منطقة الدرع العربي: وهي المواقع التي تلي جبل أجا من جهتيه الشرقية والغربية وتمتد لتشمل المناطق المفتوحة ما بين جبلي أجا وسلمى جنوبًا حتى الحرات الجنوبية، ولموقعها من الدرع العربي فهذه المناطق تعتمد على مياه الآبار السطحية وتعد من أفضل الأراضي الرعوية في سنوات الخصب حيث تكثر فيها أنواع من النباتات البرية، ولكنها تمثل أهمية ضعيفة للتنمية الزراعية لنقص المياه فيها.
 
 سهول وأراضٍ تقع خارج منطقة الدرع العربي وتشمل مساحات كبيرة شرق منطقة حائل حتى حدود منطقة القصيم، وكذلك شمال حائل في المنطقة الواقعة جنوب النفود وتمتد شرقًا إلى حدود الدرع العربي. وهذه السهول تعد من أفضل المناطق الصالحة للزراعة في المملكة لصلاحية التربة وتوافر المياه ومناسبة المناخ للعديد من المنتجات الزراعية. ولهذا قامت مشروعات الاستثمار الزراعي في هذه المنطقة لتجعل من منطقة حائل إحدى أهم الواحات الزراعية في المملكة من حيث الإنتاج وانخفاض التكلفة  
 
ب) الثروة المائية:  
 
تمثل موارد المياه في المملكة عمومًا ومنطقة حائل خصوصًا إحدى القضايا المهمة؛ نظرًا لمحدودية هذه الموارد نتيجة الظروف البيئية والطبيعية والجغرافية والجيولوجية للمملكة ومناطقها المختلفة، وقد أدت الظروف الاقتصادية والاجتماعية خلال العقود الماضية إلى زيادة كبيرة في استهلاك المياه. وتتولى وزارة المياه تنمية موارد المياه في المملكة ومناطقها المختلفة  
 
ويمكن تناول طرق الري ومصادر المياه بمنطقة حائل كما يأتي:
 
1) طرق الري: 
 
كانت الزراعة في المنطقة تعتمد بشكل شبه كامل على طرق الري التقليدية التي تعتمد على الري بالغمر. ولكن الطفرة الكبيرة التي حدثت خلال العقد الأخير في استخدام الآلات وطرق الري الحديثة كالري بالرش المحوري والمدفعي والثابت والري بالتنقيط في معظم مناطق المملكة جعلت من منطقة حائل إحدى أهم مناطق المملكة في الزراعة الحديثة. والواقع أن التوسع في طرق الري الحديثة، خصوصًا الري بأجهزة الرش المحورية في المنطقة يمكن إرجاعه إلى مجموعة من العوامل أهمها كبر حجم الحيازة في هذه المناطق، وهذه النظم تحتاج إلى مياه كثيرة نظرًا لتغطيتها مساحات واسعة كما هو الحال في مزارع القمح الواسعة.
 
2) مصادر مياه الري:
 
تعتمد الزراعة بمنطقة حائل منذ القدم على ثلاثة مصادر لمياه الري هي: الأمطار، والعيون، والآبار بأنواعها المختلفة، والمصدران الأخيران يعتمدان على موارد المياه الجوفية التي تتأثر سلبًا وإيجابًا بكميات الأمطار والسيول، يقول أحد الزائرين لحائل: فأتينا على جبل شمر، والكل منا لذيل الانشراح قد شمر، وهناك قرية تسمى حائل، ضرب الأنس بينها وبين الهموم بحائل، ذات نخيل وأشجار، وعيون وآبار، وطيور وأزهار وبساتين واسعة الثمار، وكأنها روضة من رياض الجنان، فيها من كل فاكهة زوجان،...  
 
وعلى الرغم من قلة الأمطار في المنطقة، إذ لا يزيد معدلها السنوي على 125مم في السنة، فإنها أفضل من بعض مناطق المملكة الأخرى  ،  وتستفيد الزراعة بمنطقة حائل منذ القدم مما تحمله أوديتها من مياه، ولذلك بادرت الحكومة بتنفيذ عدد من السدود لتحجز مياه الأمطار للاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية المتناقصة 
 
أما المصدر الثالث الأكثر أهمية لمياه الري فهو الآبار بنوعيها العادية (القلبان) والأنبوبية (الارتوازية)  ، وقد كانت الآبار اليدوية (القلبان) الطريقة السائدة للحصول على المياه الجوفية القريبة من السطح حتى وقت قريب بمنطقة حائل، وفي مناطق المملكة الأخرى. بل هناك من يشير إلى أن القلبان كانت مستخدمة في زراعة الحيازات منذ القدم في المنطقة  .  وقد تم اكتشاف عدد منها في قرية أم القلبان التي تعد من أهم المواقع الأثرية في المنطقة، إذ يصل عمق بعضها إلى 15م مرصوفة بالحجارة المفلطحة بشكل دائري متقن البناء يفوق بناء الآبار المجاورة لها التي بنيت حديثًا، وهذا يدل على أنها جزء من حضارة زراعية راقية. وتظل الآبار (السطحية أو العميقة) اليوم أيضًا أهم وسيلة للري الزراعي خصوصًا مع اكتشاف التكوينات المائية العميقة في شمال منطقة حائل وشرقها على مدار عشر سنوات منذ عام 1385هـ / 1965م حتى عام 1395هـ / 1975م ولكن من خلال استخدام آلات متقدمة جدًا في البحث عن المياه واستخراجها.
 
ج) تطور المساحة المحصولية:
 
من (جدول 4) نلاحظ أن المساحة المحصولية لجميع المحصولات في منطقة حائل ارتفعت من 86599 هكتارًا عام 1422هـ / 2001م إلى 120889 هكتارًا عام 1426هـ / 2005م.
 
د) مساحات الأراضي الموزعة:
 
يعتمد اقتصاد منطقة حائل على الزراعة، ويوضح (جدول 5) إجمالي مساحات الأراضي الموزعة بموجب نظام توزيع الأراضي البور حتى نهاية عام 1424هـ / 2003م في منطقة حائل والمملكة بالهكتار، حيث تم توزيع مساحة 583223 هكتارًا من الأراضي البور في منطقة حائل، وهو ما يعادل أكثر من 17% من إجمالي مساحات الأراضي الموزعة في المملكة.
 
هـ) طبيعة المنتجات الزراعية:
 
تشير البيانات الإحصائية عن منطقة حائل إلى أن إجمالي المساحة المحصولية لجميع المحصولات الزراعية في المنطقة تبلغ نحو 120889 هكتارًا، وهذه تشكل نسبة 11.28% من إجمالي المساحة المحصولية للمملكة عام 1426هـ / 2005م  
 
ويمكن تقسيم المحصولات الزراعية بالمنطقة إلى:
 
 محصولات الحبوب والأعلاف.
 
 محصولات الخضراوات. 
 
 محصولات الفواكه.
 
ويوضح (جدول 6) المساحة والإنتاج للمحصولات الزراعية في عام 1426هـ / 2005م بمنطقة حائل والمملكة، ويلاحظ أن إجمالي المساحة المزروعة بمحصولات الحبوب بمنطقة حائل بلغت نحو 76929 هكتارًا تمثل ما نسبته 12.18% من إجمالي المساحة المزروعة بمحصولات الحبوب في المملكة، وأن إنتاج المنطقة من الحبوب بلغ 436973 طنًا تمثل ما نسبته 14.54% من إجمالي إنتاج الحبوب في المملكة وذلك عام 1426هـ / 2005م، في حين نجد أن إجمالي المساحة المزروعة بالخضراوات في منطقة حائل تبلغ نحو 12112 هكتارًا وهي تمثل ما نسبته 10.54% من إجمالي المساحة المزروعة بمحصولات الخضراوات في المملكة، وأن إنتاج المنطقة من الخضراوات بلغ 314065 طنًا تمثل ما نسبته 12.22% من إجمالي إنتاج الخضراوات في المملكة لعام 1426هـ / 2005م، في حين نجد أن إجمالي المساحة المزروعة بالأعلاف في منطقة حائل تبلغ نحو 9397 هكتارًا وهي تمثل ما نسبته 6.58% من إجمالي المساحة المزروعة بالأعلاف في المملكة، وأن إنتاج المنطقة من الأعلاف بلغ 174200 طن تمثل ما نسبته 7.07% من إجمالي إنتاج الأعلاف في المملكة، ويبلغ إجمالي المساحة المحصولية للفواكه في منطقة حائل 22452 هكتارًا وهي تمثل 10.33% من إجمالي المساحة المزروعة بالفواكه في المملكة لعام 1426هـ / 2005م، أما إنتاج المنطقة من الفواكه فقد بلغ 156824 طنًا وهو ما يمثل 10.09% من إجمالي إنتاج الفواكه في المملكة لعام 1426هـ / 2005م.
 
- محصولات الحبوب والأعلاف: 
 
يوضح (جدول 7) المساحة بالهكتار والإنتاج بالطن لمحصولات الحبوب في المملكة ومنطقة حائل ونسبتها إلى المملكة.
 
ويلاحظ من البيانات الإحصائية أن إجمالي إنتاج المملكة من الحبوب عام 1426هـ / 2005م قد بلغ نحو 3005381 طنًا، ويقدر إنتاج منطقة حائل من الحبوب بنحو 436973 طنًا تشكل نسبة 14.54% من إجمالي إنتاج المملكة من الحبوب في السنة نفسها.
 
وأن إنتاج منطقة حائل بلغ نحو 355055 طنًا من القمح و 13552 طنًا من الشعير وهذه تشكل نسبة 13.41% من إنتاج القمح و 28.56% من إنتاج الشعير على التوالي من إجمالي إنتاج المملكة من المحصولين، ويمكن أن يكون ذلك مؤشرًا جيدًا لإقامة مصنع أعلاف للحيوانات يعتمد على محصول الشعير كفرصة استثمارية صناعية في المنطقة، وبخاصة أن متوسط إنتاجية الهكتار من محصول الشعير يعد من أعلى معدلات الإنتاج بالمملكة كما يلاحظ من الجدول نفسه.
 
- الخضراوات: 
 
يوضح (جدول 8) المساحة بالهكتار والإنتاج بالطن لمحصولات الخضراوات في المملكة ومنطقة حائل ونسبتها إلى إجمالي إنتاج المملكة عام 1426هـ / 2005م، ويقدر إنتاج منطقة حائل من الخضراوات بنحو 314065 طنًا وهذه نسبة تشكل 12.22% من إجمالي إنتاج المملكة من الخضراوات عام 1426هـ / 2005م، وهذا مبررٌ لقيام مصنع لتجهيز الخضراوات وإعدادها وتعبئتها وتبريدها وتسويقها في المنطقة وتجميد الزائد منها حتى يمكن الاستفادة من الإنتاج المحلي وتقليل الفاقد بسبب سرعة تعرض الخضراوات الطازجة للتلف.
 
ويلاحظ أيضًا من (جدول 8) أن إنتاج منطقة حائل من محصول البطاطس بلغ نحو 166292 طنًا وهذه تشكل نسبة نحو 37.71% من إجمالي إنتاج المملكة من محصول البطاطس، وهذا مؤشر لوجود فرص استثمارية صناعية في مجال صناعة أصابع البطاطس أو شرائح البطاطس أو إعداد البطاطس الكاملة وتجهيزها بالإضافة إلى إمكانية قيام صناعة النشا من درنات البطاطس.
 
ويلاحظ من (جدول 8) أن معدل إنتاجية الهكتار بمنطقة حائل تزيد على معدل إنتاج المملكة في بعض الخضراوات الأخرى بالإضافة إلى محصولات: الشمام والبطيخ، والطماطم، والبامياء، والبطاطس.
 
- الفواكه:
 
يوضح (جدول 9) المساحة بالهكتار والإنتاج بالطن لمحصولات الفواكه الدائمة بالمملكة ومساهمة منطقة حائل في إجمالي الإنتاج في المملكة عام 1426هـ / 2005م.
 
ويلاحظ من البيانات الإحصائية أن إجمالي إنتاج المملكة من الفواكه عام 1426هـ / 2005م قد بلغ 1554631 طنًا، في حين يقدر إنتاج منطقة حائل من الفواكه 156824 طنًا وتمثل نحو 10.33% من إنتاج المملكة من الفواكه كما يلاحظ أن إنتاج منطقة حائل من التمور 104001 طن يشكل نحو 11.28% من إجمالي إنتاج التمور في المملكة؛ ما يشير إلى إمكانية قيام فرصة استثمارية في مجال صناعة التمور، كما بلغ إنتاج المنطقة من الموالح 18166 طنًا، ويشكل نحو 9.54% من إنتاج المملكة، وبلغ إنتاج المنطقة من العنب 15796 طنًا ويشكل نحو 17.26% من إنتاج المملكة.
 
ويلاحظ من (جدول 9) زيادة معدل إنتاج الهكتار بمنطقة حائل لكل من الموالح والفواكه الأخرى بالمقارنة بمعدل الإنتاج العام للمملكة من هذه المحصولات.
 
2 - الإنتاج الحيواني:
 
تعد منطقة حائل من أكبر مناطق المملكة من حيث اتساع الرقعة الرعوية وكثرة الأغنام والمعز والإبل والأبقار وزيادة أعداد المربين فيها. ولذلك فهي من أكبر المناطق من حيث المشروعات الزراعية والحيوانية ومنها مشروعات الدواجن (بيّاض، ولاحم، وأمهات لاحم، وجدود) ومنها مشروعات الأبقار لإنتاج الألبان ومنها مشروعات تربية الأغنام وتسمينها.
 
كما أن النسب الجيدة التي تحتلها محصولات الأعلاف نسبة للمساحة المحصولية بمنطقة حائل تظهر الأهمية الكبيرة التي يوليها مزارعو المنطقة لتربية الثروة الحيوانية وإنمائها. وعلى مستوى المنطقة فقد بلغت أعداد الجمال 7683 رأسًا عام 1422هـ / 2001م. ومن الواضح أن عدد الجمال ازداد عام 1426هـ / 2005م إلى 22038 رأسًا بالمنطقة. ويربى الضأن على نطاق واسع سواء داخل المزارع أو بوساطة سكان البادية أو في مشروعات التربية المتخصصة، حيث ارتفع عددها من 535377 رأسًا عام 1422هـ / 2001م إلى 681191 رأسًا عام 1426هـ / 2005م. كما أنه يمكن ملاحظة تحول مربي الأغنام التقليديين إلى تربية المعز حيث ارتفع عددها من 141266 رأسًا عام 1422هـ / 2001م إلى 155014 رأسًا عام 1426هـ / 2005م حيث يلقى حليبها ولحومها إقبالاً كبيرًا من سكان المنطقة، كما أن لديها قدرة أكبر على تحمل الظروف البيئية، وتكلفة التربية لها أقل. ويتضح من (جدول 10) أن هناك نموًا في عدد الأبقار في المشروعات المتخصصة من 3744 رأسًا عام 1422هـ / 2001م إلى 4336 رأسًا عام 1426هـ / 2005م.
 
ويهتم كثير من المزارعين بتربية الدواجن وإنتاج البيض، وكانت تربية الدواجن في الماضي تعتمد على الطرق التقليدية حيث لا تكاد تخلو مزرعة من عدد من الدواجن خصوصًا الدجاج. وقد بلغ عدد مشروعات إنتاج الدجاج اللاحم 6 مشروعات في عام 1426هـ / 2005م بلغ إنتاجها للعام نفسه 21778 طنا  
 
يوضح (جدول 11) إنتاج الدجاج اللاحم بمزارع (مشروعات) الدجاج اللاحم المتخصصة في منطقة حائل وفي المملكة للأعوام 1423 - 1426هـ / 2002 - 2005م.
 
يوضح (جدول 12) أن حجم قطيع الضأن بمزارع (مشروعات تربية وتسمين أو تسمين فقط) الضأن المتخصصة في منطقة حائل بلغ 8740 رأسًا ضمن مشروع واحد في عام 1426هـ / 2005م.
 
 
شارك المقالة:
59 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook