المناسبات الخاصة بالمدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
 المناسبات الخاصة بالمدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية

 المناسبات الخاصة بالمدن بمدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.

 
 
أ: القيس:
 
القيس من المناسبات التي تمارس في بعض مدن المنطقة، وهو خاص بالنساء، ويقام غالبًا بمناسبة الاحتفال بالحج لمن أدى فريضته للمرة الأولى. ويمارس هذا الفن أيام الحج حينما يكون الحاج ما زال في المشاعر وخصوصًا منى. وقد عزاه البعض إلى خوف النسوة عند ذهاب الرجال جميعًا إلى الحج وخلو المدينة من الرجال، مما دفع بالنسوة إلى التجمع في إحدى الدور طلبًا للأمن
 
وصفته أن تجتمع النسوة على قهوة تدعى (قهوة حلوة) وشاي وحليب باللوز ودقيق الأرز وماء الورد المهيل، ثم يبدأن بالغناء والرقص بالطِّيران، وفي نهاية السهرة تقوم بعضهن بلبس ملابس الرجال مما يتيسر لهن من ملابس رجالية متوافرة آنذاك. ثم يصطففن صفًا واحدًا ويكون مع كل واحدة منهن طارًا ثم يبدأن بالغناء بصوت واحد مرددات:  
 
"بالله على قيس يالحية التيس
يا قيسنا قيس
الناس حجوا وانت هنا ليش؟
قوم احلب التيس
يالحية التيس"  
 
ثم يكررن ذلك مع الرقص والغناء، وفي نهاية السهرة توزع القهوة الحلوة.
 
ومن أهازيج القيس أيضًا:
 
"حبيبي جاب الهدية نقل مجمع وقلادة وسكرية"
 
وقولهن:
 
"ما بين عرفة ومنى
حبيبي نال المنى
وأنا وحدي هنا
أتصبر الفرقة"
 
ويقلن أيضًا:
 
"مهما السند غاب
بنت الرجال ما تهاب
في إبريقها الفضة
جالسة بتتوضا
تقرا كلام الله
ومتوكلة على الله
يا رب احميها
واخذل أعاديها"
 
ويقوم أولاد الحارة الذين يتخلفون عن الحج بدوريات في المساء لحراسة البيوت والمتاجر، حاملين في أيديهم العصي ومتحزمين بالخناجر والسكاكين  .  كما كانت النساء في بعض الأحيان يقمن بضرب كل من اقترب منهن من الرجال ممن يبقى في الحي، وكن إذا قمن بضرب من يقع تحت أيديهن ينشدن أثناء ضربه بالعصا قائلات:
 
"ياقيسنا يا قيس
الناس حجوا وانت قاعد ليش"  .
 
ب: الاحتفال بسابع المولود (الرحماني):
 
من الاحتفالات التي تقام في مدن المنطقة ما يسمى بـ (الرحماني) وهو الاحتفال بقدوم المولود، إذ يقام احتفال عصر اليوم الثامن للولادة تحضره من قامت بالتوليد وتسمى (الداية) ولفيف من أطفال الحي، والجيران. ويقام الرحماني غالبًا بين العصر والمغرب ويبدأ الحفل بأن تقوم الداية بحمل الطفل ووضعه في فراش خاص يدعى (طُرَّاحة) وهو فراش من القطن ملبس بقماش الساتان الأبيض ومشغول بالترتر، ثم تقوم الداية بالدوران بالطفل ويدور خلفها الأطفال وهي تردد هذه الأهزوجة إذا كان المولود ذكرًا: 
 
"يا رب يارحمانِ.... بارك لنا في الغلامِ"
 
أما إذا كان المولود أنثى فإنها تقول:
 
"يا رب البرية..... بارك لنا في البنية"
 
ويردد الأطفال من ورائها قائلين:
 
"يا داية محلى مشيتك
يا داية أنتي وبزرتك
يا داية ياست الكل
يا داية منديلك فل
يا داية ياست الناس
يا فضة والناس نحاس"
 
ثم يُحضر أهل المولود إناء مملوءًا بالحبة السوداء والملح كناية عن درء الحسد عن الطفل، بعد ذلك تجلس الداية على الأرض وتضع المولود في (غربال الحبابة) وهو غربال كبير مفروش بالقصب، ويوضع فيه الطفل ثم تبدأ في غناء أهزوجة خاصة ويردد خلفها الأطفال، وكلمات تلك الأهزوجة هي:
 
"غربلوا يا غربلوا
حتى النونو يتغربل
غربلوا يا غربلوا
حتى النونو يتغربل"
 
بعد ذلك تقول:
 
"العليا العليا القبة الخضرا المجلية
سيدي رسول الله بيض الله وجهه"
 
فيقول الحضور: "يستاهل"
 
ثم تبدأ بتعداد أهل الطفل واحدًا بعد الآخر حتى تعدد جميع أهل الطفل، بعد ذلك يحضرون مهراسًا وهو ما يُدَق فيه البن غالبًا ويسمى (الهاون)، ثم تقول الداية موجهة كلامها للطفل: "اسمع كلام أمك، ولا تسمع كلام أبوك" وبعد ذلك توزع على الأطفال الحلوى الملونة والشموع، ويعود الأطفال إلى منازلهم ومعهم الحلوى والشموع
 
ج: الشعبنة:
 
ومن المناسبات التي كان يُحتَفل بها في مدن المنطقة ما يعرف بعادة (الشعبنة) وهي من المواسم التي يحرصون على إقامتها والاحتفال بها. وتقام هذه المناسبة أو العادة في الأيام الأخيرة من شهر شعبان، إذ يحتفل الناس بها، فيخرجون إلى ضواحي العاصمة المقدسة، ويصنعون ما يطيب لهم من أنواع الأطعمة، ويقضون نهارهم وليلهم في السمر والألعاب
 
أما في منتصف شهر شعبان فيجتمع الناس في المسجد الحرام لصلاة المغرب، ثم يتحلقون بعد ذلك لقراءة سورة ياسين، ثم يرتلون دعاء النصف من شهر شعبان، إذ إن هناك دعاءً مخصوصًا لهذه المناسبة. وكان المكيون يعتقدون أنه في ليلة النصف من شعبان يجري توقيت الأعمار وتقدير الأرزاق، والحكم على المرء بأن يكون سعيدًا أو شقيًا، كما يعتقدون أنه في هذه الليلة يفور ماء زمزم حتى تصل فوهة البئر أو تفيض، ولهذا يتهافت الناس ويتزاحمون للفوز بشربة من ماء بئر زمزم في تلك الليلة
 
د: زيارة المسجد النبوي:
 
من العادات الاجتماعية التي كان يُحتفل بها في مدن المنطقة موسم زيارة المسجد النبوي في شهر رجب، وتعد هذه المناسبة من المناسبات الاجتماعية والدينية المهمة التي كان يستعد لها سكان المناطق الحضرية بالمنطقة، فيعدون لها العدة ابتداء من شهر جمادى الأولى، فيقومون بعلف حميرهم ودوابهم وتجهيزها للسفر. وكان صاحب كل حمار يحرص على رفاهية حماره فيأخذه إلى أمكنة التمرغ التي يسمونها (درميغة) ذات الرمل الناعم، كما يقومون بعلفها جيدًا وتنظيفها وقص شعرها، وتزيينها بالقلائد ذات الألوان الزاهية، ومنهم من يقوم بتحنية حميرهم بالحناء
 
وفي الوقت المحدد للسفر يجتمع الناس من كل المدن الكبرى في المنطقة (الطائف، وجدة، ومكة المكرمة) في أمكنة مخصصة من كل مدينة، ثم ينطلق الركب من كل مدينة باتجاه المدينة المنورة، ففي العاصمة المقدسة كان المسافرون يجتمعون من جميع الحارات المكية عند حي الزاهر، ويحضر معهم المودعون مما يجعل المكان مكتظًا بالناس، وقد كانت هذه المناسبة فرصة للبيع والشراء، إذ يستغل الباعة هذه المناسبة فينتشر باعة البليلة والمكسرات، والخيار بالشربش، والكباب الميرو، والكبدة، والسوبيا، والزبيب، ودوارق الزمزم
 
في حين يحضر المنشدون المرافقون للركب ويقومون بإنشاد الأهازيج والأشعار الخاصة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم بينما الحاضرون يسمعون في صمت وترديد للصلاة على النبي، ثم يتحرك الركب عادة قبل صلاة العصر متوجهين إلى وادي فاطمة فعسفان ثم القضيمة حيث يلتقون بزملائهم من الركب من أهالي جدة هناك، وينطلق الركب إلى المدينة المنورة. ويحمل الركب معهم الحنطة يضعونها في أكياس خاصة بعد أن تتم تنقيتها وتنظيفها، وعند وصولهم إلى المسجد النبوي يقومون بوضع تلك الأكياس في الحجرة النبوية، ويقوم العاملون على الحجرة بأخذ تلك الأكياس ومن ثم إهدائها إلى الأعيان من أهل المدينة تبركًا
 
هـ: المدريهة:
 
تقام هذه المناسبة في مدن المنطقة احتفالاً بزوار المدينة المنورة في وقت وجود الحجاج، وذلك بأن يجتمع أهل الحاج وأقاربه وجيرانه من النساء عندما يكون قد انتهى من شعائر الحج وذهب للزيارة في المدينة المنورة، فيضربون الدفوف ويغنون ويشعلون الشموع مرددين الأهزوجة الآتية:
 
"درهوا درهوا
درهوا واستدرهوا
واستعينوا بالله
واستعينوا بالله بالذي خيمته مظلة"
 
وفي آخر السهرة يأتون بمشعاب يلبسونه الملابس ويزينونه بالحلي والجواهر ثم يزفون المشعاب إلى المجلس ويرقصون به ويرددون الأغاني حتى آخر السهرة، ويحتفظون بالمشعاب حتى عودة الحاج من الحج والزيارة، فيستقبلونه وينثرون عليه الحلويات فرحين بعودته، ويكون قد أعد لهم الهدايا من البخور والتمور والحناء
 
شارك المقالة:
53 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook