المكتبات في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المكتبات في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية

المكتبات في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية.

 
توجد في منطقة جازان مكتبتان عامتان تابعتان لوزارة الثقافة والإعلام، بالإضافة إلى بعض مكتبات المؤسسات التعليمية الأخرى، وليس المقصود بالمكتبات هنا مخازن بيع الكتب والأدوات المكتبية، بل هي مكتبات مفتوحة للقراءة والاطّلاع والبحث والاستعارة. أمّا المكتبات الخاصّة ببعض الشخصيات العلمية والأدبية؛ فبعضها قد نُقل من جازان إلى حيث يمكن الحفاظ عليها والإفادة منها في جامعات المملكة، ومع هذا فتلك المكتبات الخاصة - ما بقي منها وما انتقل - تشهد على تركة غنية من الكُتب توزّعتها صروف التاريخ، يدلّ عليها بعض شواهدها، ومن تلك الشواهد ما بقي - مثلاً - في مكتبة جامع صنعاء الكبير، بما فيها من مخطوطات تتعلق بمنطقة جازان وتمكن الإشارة هنا من تلك المكتبات العامّة والخاصّة إلى ما يأتي:  
 

المكتبات العامة

 
1 - المكتبة العامة في جازان:
 
أنشأتها وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم) وقد افتُتحت في الثمانينيّات من القرن الرابع عشر الهجري (ستينيات القرن العشرين الميلادي)، وتتبع حاليًّا وزارة الثقافة والإعلام.
 
2 - المكتبة العامة بصَبْيا:
 
وهي تابعة لوزارة الثقافة والإعلام.
 
3 - مكتبات المعاهد العلمية:
 
وعددها خمس مكتبات بعدد المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمّد بن سعود في المنطقة، وهي: مكتبة معهد جازان، مكتبة معهد صامطة، مكتبة معهد صَبْيا، مكتبة معهد ضَمَد، مكتبة معهد فَيْفَاء. وهي مكتبات كبيرة، تهتمّ - شأن مكتبات المعاهد - بالمراجع الدينية، واللغوية، والثقافية، والتعليميّة. ويقوم عليها أمناء مختصّون، وتتولّى جامعة الإمام الإشراف عليها وتزويدها بالكتب، وتفتح أبوابها للباحثين خلال الدوام الرسمي من أيام الأسبوع.
 
4 - مكتبة نادي جازان الأدبي: 
 
أُسّست منذ أكثر من ربع قرن. فيها نتاج كثير من مطبوعات النادي وسواها. وفيها حاليًّا قرابة عشرة آلاف كتاب ودوريّة ومجلّة، ويقوم عليها أمين متخصّص. وهي مكتبة مفهرسة بالبطاقات وبالحاسوب، وتُشرع أبوابها للباحثين مزوّدةً بصالة تحوي عددًا من خلوات القراءة، كما أنها تقوم بإعارة بعض الكتب.
 
5 - مكتبة فرع جمعيّة الثقافة والفنون:
 
وهي مكتبة صغيرة ناشئة؛ لحداثة إنشاء فرع الجمعيّة نفسه. وتحوي كميّة من المقتنيات الخاصة بتراث المنطقة الشعبيّ وفنونها.
 
6 - مكتبات الكلّيات العلميّة:
 
ومنها: مكتبة كلية المعلّمين في أبي عريش؛ وهي مكتبة كبيرة لها أمين متخصّص. وتزوّد روّادها بالمراجع في التخصّصات المختلفة. وكذلك: مكتبة كليّة التربيّة للبنات بصَبْيا، ومكتبة كليّة المجتمع، ومكتبة كليّة العلوم الصحّيّة.
 

المكتبات الخاصة

 
1 - المكتبة العقيلية:
 
وهي مكتبة المؤرخ محمّد بن أحمد العقيلي الكبيرة. نواتها تَرِكَةٌ عن مكتبة والده أحمد بن عيسى العقيلي الحافلة بالمخطوطات، وقد ذكر العقيلي   أن عددها أكثر من 60 مخطوطة، إضافة إلى الكتب النادرة، وذلك قبل أن تُنقل إلى الرياض مهداةً من صاحبها إلى جامعة الملك سعود سنة 1408هـ / 1988م. وقد تحدّث العقيلي عن نقله إياها إلى الرياض مشيرًا إلى محتوياتها، فقال:
 
" لقد عملتُ صكًّا شرعيًّا بإهداء مكتبتي الخاصة لمكتبة جامعة الملك سعود بالرياض. ولم أكتفِ بذلك، بل رحّلتُ مكتبتي على نفقتي وبعثتُ معها سكرتيري الخاص... ليسلمها إلى ابني الدكتور عبدالعزيز الأستاذ بالجامعة ليسلمها بدوره إلى عميد شؤون المكتبات بموجب سجل يحتوي على 150 صفحة يشتمل على ما يأتي:
 
 فهرس عام بـ 65 مخطوطًا من المخطوطات النادرة (أصول)، موضّحًا به الرقم المسلسل واسم الكتاب المخطوط، ومؤلّفه، وتاريخ وفاته، وتاريخ النسخ، وموضوع الكتاب.
 
 بيان بالمخطوطات المصوّرة.
 
 بيان بالكتب المطبوعة، وأغلبها من أمّات المصادر والمراجع القيمة، التي بعضها من تحقيق المستشرقين ممّا طُبع في أوربا.
 
 بيان الرسائل والتقارير الواردة إليّ من المقامات العليا، وكبار المسؤولين، ورجال الدولة، وكبار العلماء، وأجلّة الأدباء والشعراء والمستشرقين، وغيرهم، بخطوط وتواقيع أصحابها، والأصول منها في إضبارتين، وصورها في مجلدين كبيرين، وعددها 450 رسالة وردت إليَّ خلال 50 سنة.
 
 بيان بالوثائق التاريخية وُضعت في (ألبومات)، تشمل العهود الآتية:
 
 العهد التركي.
 
 العهد السعودي الأول.
 
 عهد إمارة آل خيرات.
 
 عهد أمراء عسير.
 
 العهد الإدريسي.
 
 العهد السعودي الحاضر.
 
وتلك الوثائق لم أحصل عليها من الهواء، ولم تأتِ من العدم، بل تحصّلتُ عليها بالطريقة المشروعة، كما تحصّلتُ على الكتب والمخطوطات.
 
مع إضبارتين (ألبومين) بصور تذكارية في خلال خمسين عامًا، ولبعضها قيمة تاريخيّة، وللقسم الآخر منها قيمتها التذكارية في خلال خمسين عامًا، وصُوَري الشخصية في مراحل العمر، منذ يفاعتي إلى الوقت الحاضر "  
 
2 - مكتبة با صهي:
 
وهي مكتبة يحيى با صهي، وكانت مكتبة لوالده. وقد فُقد بعض مقتنياتها ثم استعاض عنها كتبًا قديمة وحديثة، وكان يعير منها لشداة الفكر والأدب  
 
3 - مكتبة السنوسي:
 
وهي مكتبة كبيرة كانت لعلي بن محمّد السنوسي، ورّثها ابنه الشاعر محمّد بن علي السنوسي، وفيها أمَّّات الكتب، ودواوين الشعراء، وكثير من كتب الفقه والحديث  .  وقد أوصى صاحبها بإهدائها مع مخطوطاته إلى مكتبة جامعة الملك عبدالعزيز بجُدّة، وهي فيها اليوم.
 
4 - مكتبة عبدالحق:
 
مالكها علي محمد صالح عبدالحق، وهي مكتبة متوسطة الحجم، ورث بعضها عن والده، وأغلب محتوياتها في الفقه والشريعة الإسلاميّة.
 
5 - مكتبة الرِّفاعي:
 
وهي مكتبة الباحث عبدالرحمن بن محمّد الرِّفاعي، وتُعدّ من أكبر المكتبات الشخصيّة، وتضمّ كتبًا نادرة ونفيسة.
 
ج - مكتبات أخرى:
 
توجد مكتبات أخرى أقل شهرة، وهي أكثر من أن يتّسع المجال هنا لذكرها، وهي تعكس ثراء الحركة العلميّة والثقافيّة في المنطقة وتشعُّب منابتها عبر العصور. وهي مكتبات متعدّدة جدًّا، لدى علماء المنطقة، وأدبائها، والأسر العلمية فيها، وغير أولئك من أبناء المجتمع، ولا سيما في المواطن ذات التاريخ العلميّ مثل: مدينة جيزان، وضَمَد، وأبي عريش، والشقيري، وصَبْيا، وصامطة. منها ما هو معروف، ولعل المجهول منها أكثر.
 
ويُلحظ عمومًا اهتمام أبناء منطقة جازان بتكوين المكتبات الفرديّة، حتى إنه يكون لدى أبناء العائلة الواحدة عدد من المكتبات بعدد متعلّميها. وأهمية تلك المكتبات تكمن فيما يحويه بعضها من كتب نادرة ومخطوطات مهمة تنتظر أن ترى النور، ومن أبرز تلك المكتبات: مكتبة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في مدينة صامطة، وقد ضُمّت إلى مكتبة معهد صامطة العلمي؛ ومكتبة الباحث علي جابر شامي في البديع؛ ومكتبة الشيخ العلاّمة يحيى بن أحمد عاكش في ضَمَد؛ ومكتبة أبناء الشيخ العلاّمة علي بن محمّد أبي زيد الحازمي في ضَمَد؛ ومكتبة أبناء الشيخ العلاّمة يحيى بن علي معافى في ضَمَد؛ ومكتبة الأديب حجاب بن يحيى الحازمي في ضَمَد؛ ومكتبة الشاعر علي أحمد النعمي في حرجة ضَمَد؛ ومكتبة أبناء العلاّمة أحمد بن حسن عاكش في ضَمَد؛ ومكتبة أبناء العلاّمة السيد أحمد بن علي عبدالفتاح في بلدة العريش؛ ومكتبة أبناء العلاّمة محمّد حيدر القُبِّي في الملحاء؛ ومكتبة أبناء العلاّمة عبدالله بن موسى الحازمي في بلدة الظبية؛ ومكتبة أبناء العلاّمة أحمد هيجان في بلدة الشقيق.
 
إن في صنيع رائدَي الثقافة الحديثة البارزَين في المنطقة (السنوسي والعقيلي) حينما أهديا مكتبتيهما إلى بعض الجامعات أسوةً حسنةً لغيرهما من أبناء المنطقة إنْ لم يكونوا قادرين بأنفسهم على إنقاذ تلك المكتبات مما هي عرضة له من ضياع أو تَلَف. ويمكن للأسر في منطقة جازان الاحتفاء بتراث أعلامها من العلماء والمؤرخين والأدباء وما خلّفوه من مكتبات أو ما تركوه من كتب ألّفوها، بتحقيق تلك الكتب، ونشرها، وإتاحتها لاطلاع الباحثين عليها؛ ما يُعدّ عرفانًا بحق أولئك الأعلام أنفسهم، وحفظًا لحقوق المنطقة من المعرفة والثقافة.
 
 
شارك المقالة:
287 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook