المعالم التضاريسية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المعالم التضاريسية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية

المعالم التضاريسية في منطقة الباحة في المملكة العربية السعودية.

 
تحوي منطقة الباحة تضاريس متنوعة تختلف في الغرب عن الشرق؛ ففي الغرب تسود سهول تهامة التي لا ترتفع عن سطح البحر سوى 83م، وفي الشرق تسود الصخور النارية والمتحولة. وتأخذ جبال الحجاز شكل جبال عالية وهضبة منبسطة يراوح ارتفاعها بين 1500 وأكثر من 2202م. وقد أدت عوامل التعرية المختلفة إلى وجود مظاهر تضاريسية مختلفة؛ (خريطة 4) ، يمكن تناولها على النحو الآتي:
 
أ - سهول تِهَامَة: 
 
يطلق اسم تِهَامَة محليًّا على السهل الساحلي على طول البحر الأحمر والتلال السفحية المجاورة له، وهو يكوِّن منطقة انتقالية ضيقة بين رف البحر الأحمر وحافة مرتفعات السَّرَوَات العالية إلى جهة الشرق، ويشتد ضيق السهل الشاطئي في الشمال، حيث يختفي بالفعل فوق درجة عرض 00َ 27° شمالاً عندما تطل جِبَال الحِجَاز على الساحل مباشرة، ولكنه يتسع على نحو يخلو من الانتظام تجاه الجنوب حيث يبلغ 40كم بالقرب من جَازَان حيث أقصى اتساع له. ويمكن عدُّ الجبال السفحية للحافة الجبلية التي تحف بالسهل أمكنة شبه متميزة من الناحية الطبيعية، وهي الجبال التهامية.
 
وتتكون تِهَامَة على طول هامشها ناحية البحر، بصورة رئيسة، من سطح ترسبي مرجاني منخفض، ولكنه يتدرج في الارتفاع ناحية الشرق ليصير سطحًا تحاتيًّا أو بدمنتًا منحوتًا داخل الصخور الأساسية للدرع العربي، وتغطي جزءًا كبيرًا من بنية تِهَامَة وصخورها رمال ريحية جرفتها الأوديةُ من الجبال الساحلية، وتنبثق ألسنة من اللابة البازلتية على السهل بالقرب من جدَّة وجَازَان. ولا يحصل الشاطئ الساحلي سوى على 50مم من المطر السنوي وتقتصر الزراعة على الأودية الكبرى بصورة رئيسة في الجنوب حيث يمكن استغلال مياه السيل المنحدرة من حافة مرتفعات السَّرَوَات  
 
وفي تِهَامَة الباحة يبلغ ارتفاع سهل تِهَامَة 83م عن مستوى سطح البحر في جزئه الغربي، ثم يتدرج في الارتفاع نحو الشرق الذي هو بدمنت منحوت في صخور القاعدة الأركية وصخور الزمن الثالث. وقد تم نحت البدمنت بعد آخر حركة تكتونية على طول منطقة القص التي تحدد الحافة الشرقية لأخدود البحر الأحمر. وتوجد لابات بازلتية ومخاريط رمادية متناثرة هنا وهناك فوق منطقة القص والمواقع التهامية المجاورة لها على مساحة كبيرة تمتد من جنوب القُنْفُذَة. كما توجد سباخ وشروم على الشاطئ في عدد من المواقع  
 
وتعد حافة مرتفعات السَّرَوَات مقسمًا مائيًّا واضحًا بين مياه الأودية التي تنصرف نحو الشرق والأودية التي تنحدر إلى الغرب نحو سهول تِهَامَة. ومن هذه الأودية وادي الأحسبة وهو من الأودية الرئيسة التي تنحدر من جبال الحجاز نحو سهول تهامة في منطقة الباحة:
 
وادي الأحْسِبَة: 
 
يبدأ وادي الأحْسِبَة مجراه عبر رافديه وادي رَاش من الشمال الذي يسيل من أراضي حِصْن الحَبْس إلى الجنوب من قرية بني ظَبْيَان ثم ينحدر نحو المِخْوَاة، ووادي بِطَاط الذي ينحدر من جبل ظَلْمَان 1466م شرق قرية الزِّنَاد. كما يستقبل روافد من جبلي شَدا الأعلى وشَدا الأسفل، مثل: وادي نَاوان. وبعد ذلك يتجه وادي الأحْسِبَة نحو الجنوب الغربي حتى ينتهي في البحر الأحمر بعد أن يمر بقرية العَجَالِين عبر رمال ساحلية  .  وإلى الشمال من وادي الأحْسِبَة توجد أودية كثيرة، مثل: وادي ناوان ووادي دَوْقَة.
 
ب - الجبال التهامية:
 
يمكن تسميتها بالجبال التهامية حيث إنها تقع في سهول تِهَامَة أو إلى الشرق منها، كما يمكن تسميتها بالجبال السفحية؛ إذ إنها تقع في سفوح حافة مرتفعات السَّرَوَات التي تقع على ارتفاع 2000م أو أكثر. وهي تلال وجبال نشأت نتيجة للانكسارات السلَّميَّة التي صاحبت حركة انفصال شبه الجزيرة العربية عن إفريقية. ولهذا نجد هناك بعض فرائد الجبال ذات الارتفاعات الشاهقة التي تماثل ارتفاع مرتفعات السَّرَوَات الواقعة إلى الشرق منها، وحولها منخفضات سحيقة واسعة تشغلها القرى وتعبرها الطرق والأودية وقد يصل الفرق بين قمم الجبال والأرض المحيطة بها إلى 1000م أو أكثر. وفيما يأتي بعض الأمثلة البارزة لها في منطقة الباحة:
 
- جبل شَدا الأعلى 2202م
 
وجبل شَدا الأسفل 1513م:
 
يقع هذان الجبلان إلى الغرب من بلجرشي، ويحدهما من الشرق طريق المخواة - قلوة المسفلت. وكان يطلق عليهما شَدا الشامي أي الشمالي، وشَدا اليماني أي الجنوبي. ويقع جبل شَدا الأعلى  في الشمال وحوله مجموعة لا تحصى من الأعمدة المنفصلة التي تشبه المسلات البحرية  
 
ج - جبال الحجاز: 
 
تسمى هذه الجبال بالحجاز؛ لأنها تحجز بين تِهَامَة ونَجْد، ويقال لأعلاها السَّرَاة. ذكر ياقوت في (معجم البلدان) أن "الحجاز جبال تحجز بين تِهَامَة ونَجْد يقال لأعلاها السَّرَاة، كما يقال لظهر الدابة السَّرَاة". وتمتد جبال الحجاز على شكل حزام جبلي على طول ساحل البحر الأحمر في المملكة واليمن، وهي تكوِّن حافة عظيمة وبخاصة في الجنوب. وهذه الحافة التي ترتفع إلى أكثر من 3000م في بعض المواقع تعد نتيجة لما صاحب تكوُّن البحر الأحمر من انكسار وخسف ورفع. ويراوح عرض هذا الحزام الجبلي بين 40 و 140كم ويحاذيه من الشرق الهضاب الداخلية العظيمة، مثل: هضبة نَجْرَان وعَسِيْر والحِجَاز ونَجْد وحِسْمَى. وأقصى ارتفاع تبلغه هذه الجبال في المملكة هو 3015م فوق سطح البحر في جبل السَّوْدَة قرب أَبْهَا، أما أعلى قمة فيها فهي جبل النَّبِي شُعَيْب في اليمن 3620م. ويقل الارتفاع بالاتجاه شمالاً حتى يصل أدناه إلى 1000م فقط شمال غرب المَدينَة المنَوَّرة في الأراضي التي يصل فيها الحزام إلى أقصى اتساع له. وفي الشمال في مَدْيَن تعود هذه الجبال إلى الارتفاع مرة أخرى، ولكن لا تصل إلى الارتفاع نفسه في الجنوب، فأعلى قمة جبلية في هذه الأجزاء موجودة في جبل فَيْحَان 2549م في مجموعة جبال اللَّوْز. إن هذه المرتفعات جبال انكسارية سلَّمية الشكل تنحدر انحدارًا شديدًا نحو البحر الأحمر وتدريجيًّا نحو الأجزاء الداخلية، ويمكن تقسيم هذه المرتفعات إلى ثلاثة أقسام هي: جبال السَّرَوَات في الجنوب، وجبال الحِجَاز الوسطى في الوسط، وجبال مَدْيَن في الشمال. أما القسم الأول الذي تقع فيه منطقة الباحة فهو:  
 
- جبال السَّرَوَات: 
 
تنقسم جبال السَّرَوَات إلى قسمين متباينين هما: الحافة الانكسارية، والمرتفعات الواقعة إلى الشرق من الحافة التي يُطْلَقُ عليها مرتفعات السَّرَوَات. وتمتد مرتفعات السَّرَوَات شمالاً حتى تطل على مكَّة المُكَرَّمَة فتشمل محافظة الطَّائِف.
 
وترتفع حافة جبال السَّرَوَات بصورة فجائية من الجبال الساحلية في تِهَامَة إلى ارتفاع يزيد على 3000م عند جبل السَّوْدَة. وتعد هذه المرتفعات أكثر أجزاء المملكة ارتفاعًا وأشدها وعورة، وتتميز تضاريسها بوجود سلاسل جبلية سكينية الحواف، يتحكم بها التركيب الجيولوجي وتوازي اتجاه الحافة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. وتكون الحافة خط تقسيم للمياه بشبه الجزيرة العربية شرقها عن غربها، فتتدفق المجاري العليا للأودية إلى جهة الغرب وتصب في البحر الأحمر عبر سهل تِهَامَة، وهي تتسم بعمق مجاريها وثقل ما تحمله من إرسابات  
 
أما مرتفعات السَّرَوَات فتقع على ارتفاع يزيد على 1400م، وتتكون من حزام ضيق من الأراضي المرتفعة التي يبلغ متوسط عرضها 50كم، وهي تسير موازية لحافة مرتفعات السَّرَوَات نحو الشمال الغربي. وتتسم بالمجاري المتعمقة وبالانحدار نحو الشرق. ويتم صرف ما يسقط عليها من أمطار عن طريق نظامين كبيرين للأودية، هما: وادي بِيشَة ووادي تُرَبَة اللذان ينتهيان في سهول نَجْد، وفي حافة مرتفعات السَّرَوَات؛ ومرتفعات السَّرَوَات نفسها ينضم ارتفاعها إلى تأثير الرياح الموسمية لتصبح هذه المرتفعات أكثر أجزاء المملكة تعرضًا للأمطار حيث يصل معدلها إلى 500مم في السنة في بعض الأمكنة بالحافة، وهي الأجزاء الوحيدة بالمملكة التي يوجد فيها غابات مهمة كما تنتشر بها زراعة المصاطب 
 
وهذا النمط من المصارف التي تتدفق شرقًا أو إلى الشمال الشرقي وذات منابع قرب حافة مرتفعات السَّرَوَات قد تأثرت تأثرًا قويًّا برفع الدرع العربي وميله نحو الشمال الشرقي، إذ توجد مصادر روافدها من الرتبة الأولى بالأمكنة المرتفعة حيث المطر أعظم كمية والتبخر أقل منه في سائر مناطق المملكة ومن ثَمَّ نجد هذه الأودية تتلقى كمية عظيمة من السيول. وموقع هذه المصارف بالنسبة إلى الرياح الموسمية مهم كذلك؛ فالرطوبة الآتية من الرياح الموسمية مسؤولة عن أغلب المطر في جبال السَّرَوَات، كما ينعكس أي تغير في مسار الرياح الموسمية على كمية السيل بتلك المصارف. ولهذا السبب نجد أن أنظمة التصريف في جنوب غرب المملكة هي أشد المؤشرات حساسية بالنسبة إلى التغير المناخي بالمملكة على الأرجح. كما نجد أن اختلال سلوك الرياح الموسمية مسؤول عن الأحداث المأساوية، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية في كل من الدرع العربي والحافة المواجهة للبحر الأحمر  
 
وتقسم جبال السروات إلى 5 أقسام رئيسة كما ذكر ذلك أحد الباحثين   فهي تنسب عادة إلى أسماء القبائل التي تقطنها وهي من الشمال نحو الجنوب:
 
 سراة ثَقِيف وهي السراة التي تطل على عَرَفَات وما حولها وتمتد نحو الجنوب.
 
 سراة بني مَالِك من بَجِيلَة.
 
 سراة غَامِد  وزَهْرَان  في منطقة الباحة وهي تلي السراة السابقة وتتصل بها، وتنتشر في القسم الشمالي منها قبائل زَهْرَان، ويسكن القسم الشرقي منه عَدْوَان، والقسم الغربي دَوْس، أما القسم الجنوبي والشرقي من هذه السراة فتسكنه قبيلة غَامِد حتى بلاد خَثْعَم من الجنوب، وهي الفاصلة بين هذه السراة والسراة التي تليها.
 
 سراة الحَجْر وتسكنها قبائل الحَجْر الأزدية القديمة، ويتصل بها من الناحية الجنوبية الشرقية سراة عَسِيْر.
 
 سراة عَسِيْر وهي السراة الموجودة حول مدينة أبْهَا وشرقها في سراة عَبِيْدَة.
 
وهناك عدد من الأودية التي تنحدر من جبال السروات في منطقة الباحة نحو الشرق، مثل: وادي رنية ووادي تربة.
 
د - روافد وَادِي الدَّوَاسِر: 
 
يعد وَادِي الدَّوَاسِر النظام النهري القديم الوحيد الذي يخترق حافة طُوَيْق في جزئها الجنوبي. ويخترق مجرى الوادي الطبقات الجيولوجية الباليوزوية والميسوزوية إلى مسافة 200كم. ومستجمع الأمطار لروافده العليا كبير جدًا يبلغ نحو 150.000 كم²؛ إذ يغطي تقريبًا كل هضبة الحِجَاز بين محافظة الطَّائِف ومدينة أَبْهَا، وكان الوادي ينتهي في حوض الرُّبْع الخَالِي في جزئه الغربي، ويصل إلى الخليج العربي. وأهم روافده، هي: أودية تَثْلِيث، وبِيشَة، ورَنْيَة، وسُبَيْع. وفي هذا الوقت لا يوجد نهر في هذه المناطق؛ بل وادٍ قد شوهت مجراه الإرسابات الرملية وغيرها، فلا يوجد مجرى واضح للوادي سوى في جزئه الشرقي الذي ينتهي في رمال الرُّبْع الخَالِي بفضل بعض الروافد الصغيرة من جبال طُوَيْق  
 
1 - وادي تُرَبَة (الخُرْمَة - سُبَيْع): 
 
يتخذ هذا الوادي أسماء محلية أثناء مساره ففي مجاريه العليا يسمى بوادي تُرَبَة، وبعد قرية العِرْقَين يسمى بوادي الخُرْمَة، وبعد قرية أبو جُمَيْدة يسمى بوادي سُبَيْع وذلك على الرغم من أن بعض الخرائط لا تذكر وادي سُبَيْع وتكتفي بوادي الخُرْمَة حتى نهايته بعروق سُبَيْع. ووادي تُرَبَة يبدأ من بلاد زَهْران عند قرية وَادِي صَدْر 07َ 20° شمالاً و 21َ 41° شرقًا في أمكنة ارتفاعها نحو 2041م، ثم يتجه نحو الشمال الغربي حتى يصل بلاد بني مَالك، وهناك إلى الشمال الشرقي من جبل بَثْرَة 2041م يتحول مجراه إلى الشمال الشرقي. وإلى الشرق من قرية بُوَا بنحو 10كم يلتقي به من الغرب رافدان كبيران، هما: وادي شَوْقَب ووادي بُوَا. كما يلتقي به من الشرق وادي أمّ بَايِع ووادي بَيْدَة على مسافة 7كم إلى الشرق من جبل الخَيَّالَة 1414م.
 
وإلى الشمال من درجة عرض 00َ 21° شمالاً يقل الارتفاع فمتوسطه في هذه الأمكنة هو 1150م، ويستمر سير الوادي حيث يستقبل عددًا من الروافد الصغيرة من الغرب، أما من الشرق فيرفده وادي كَرَا بعد أن يجتاز مدينة تُرَبَة عند قرية المِدَرَّة. ووادي كَرَا يسيل من سفوح جبل عَسْعَس 1813م باسم وادي عَمْق على درجة عرض 18َ 20° شمالاً، وتتصل به روافد عدة منها: وادي الرَّوْضَة، ووادي الرُّفْغَة، ووادي القُرَيْرَة، ووادي وُرَاخ. ويمتاز وادي تُرَبَة الذي يقع إلى الجنوب من درجة عرض 00َ 21° شمالاً بأنه ذو مجرى رطب طوال العام.
 
وبعد قرية العِرْقَيْن يتحول اسم الوادي إلى وادي الخُرْمَة نسبة إلى مدينة الخُرْمَة التي يمر بها في طريقه نحو الشمال الشرقي. ويمر وادي تُرَبَة وامتداده في وادي الخُرْمَة بين حرة حَضَن في الغرب وحرة النُّوَاصِف والبُقُوم في الشرق، ويستقبل منهما (الحرَّتين) عددًا من الشعاب المنحدرة من سفوحهما، وبعد أن يجتاز الوادي قرية أبو جُمَيْدة يطلق عليه وادي سُبَيْع نسبة إلى القبيلة التي تستوطن تلك الأمكنة كما تنسب إليها الأراضي الرملية الكبيرة فيقال عروق سُبَيْع. وعلى كل حال يغير وادي سُبَيْع من اتجاه مساره من الشمال الشرقي إلى الشرق ثم إلى الجنوب الشرقي، حيث ينتهي عند آبَار كُتَيْفَان على حدود عروق سُبَيْع. وكان في سالف الأزمان نهرًا يرفد وَادِي الدَّوَاسِر إذ كان يواصل مجراه عبر الأراضي التي تشغلها الآن عروق سُبَيْع في طريقه إلى وَادِي الدَّوَاسِر 
 
2 - وادي رَنْيَة: 
 
يحتفظ وادي رَنْيَة باسم واحد على طول مجراه الذي يبدأ من بلاد غَامِد على درجة عرض 50َ 19° شمالاً في الأزَاهِرَة 2200م وبني كَبِيْر 2000م وتصله روافد من الشرق من بلاد شَمْرَان، مثل: وادي شُوَاص. ومن الغرب يرفد وادي رَنْيَة عدد كبير من الأودية الكبيرة منها: وادي جِرْشَة، ووادي ثَرَاد اللذان يسيلان من عند مدينة البَاحة، ووادي بُوْلَة ورافداه: وادي جَرَب ووادي السُّلَيْم، ومن الشرق يرفد الوادي وادي شِرْس. ويمتاز وادي رَنْيَة إلى الجنوب من قرية مَرَازِيق (دائرة عرض 27َ 20° شمالاً) بأنه يحتفظ بمجرى رطب طوال العام نتيجة للسيول التي تجري تقريبًا طوال العام على مرتفعات السَّرَوَات في منطقة البَاحة، ويسير بعد هذه القرية باتجاه شمالي شرقي، ويمر بمحاذاة الحد الجنوبي الشرقي لحرة النُّوَاصِف والبُقُوم.
 
ويجمع الوادي مياهًا إضافية من السيول غير المنتظمة التي تجري من هضاب البازلت المجاورة، ويجري الماء في مجرى ضيق حفره الوادي في جبال كَوْر المَجَامِعَة وكَوْر بَرَحَة، ثم ينتهي إلى سهل مرملٍ واسع تصله أيضًا مياه وادي بِيشَة؛ ما أدى إلى تراكم الإرسابات النهرية فيه. ويقطع وادي رَنْيَة سهلاً تحاتيًّا ابتداء من غرب قرية الجُرْثُمِيَّة، ثم يسير عبر الأراضي التي حفر فيها الوادي طريقه خلال جبال كَوْر المَجَامِعَة وكَوْر بَرَحَة، وبعد أن يمر بمدينة رَنْيَة يصل في النهاية إلى السهل الذي ينتهي عنده أيضًا وادي بِيشَة. والسهل هو سهل تحاتي منبسط إلى الغرب يميل قليلاً نحو الوادي، وما عدا بعض الجبال المنفردة هنا وهناك فهو شديد الاستواء. وصخور قاعدة السهل تشمل جرانيت وجرانوديوريت وشست أخضر ويتداخل معها بعض الجرانيت الحديث العائد إلى حركة تكوّن جبال الحِجَاز. وتشكل هذه الصخور سطح الأرض في معظم السهل عدا بعض الغطاءات البسيطة من الطمي في بعض الأمكنة. وكلما اقتربنا من الوادي على بعد 3 - 8كم نجد أن الرواسب الطميية بدأت في الظهور وسماكتها بدأت في الازدياد؛ ما يجعل السهل التحاتي يتحول إلى سهل ركامي يغطى في بعض أجزائه برمال ريحية. والحد الشرقي لهذا السهل التحاتي تمثله الحوائط شديدة الانحدار نسبيًّا لجبال كَوْر المَجَامِعَة التي تتبع صدعًا متجهًا نحو الشمال والشمال الغربي أدى إلى رفع صخور الجرانيت الحديثة مقارنة بصخور الشست والشست الأخضر في السهل التحاتي. وفي الغرب تحد السهل التحاتي حواف حرة النُّوَاصِف هضبية المظهر ومرتفعة عما حولها. وهناك تدفقات بازلتية منفردة اخترقت السهل إلى مسافة تقارب 25كم عبر بعض المجاري الضحلة القديمة وعلى سبيل المثال بازلت خشم الشَّايِل الذي جرى مع وادي رَنْيَة الضحل.
 
ومجرى الوادي الحالي عرضه بين 80 و 150م وينخفض بضعة أمتار عن المصاطب والرواسب الريحية وتدفقات اللابة في قرى الأمْلَح والجُرْثُمِيَّة. وقبل وصول الوادي إلى أرض الاختراق شرق الجُرْثُمِيَّة يجتاز أمكنة بازلت تمت تجويتها بشدة. وبعد ذلك يشق الوادي طريقه عبر جبال كَوْر المَجَامِعَة وكَوْر بَرَحَة التي ترتفع نحو 100م فوق مستوى السهل التحاتي. ومن المدهش أن يشق الوادي هذا الطريق عبر هذه الجبال فهو يسير نحو وسطها وأعلى موقع فيها ثم يخترقها. وهذا ما جعل الاعتقاد يميل إلى أن هذا الأمر يعود إلى نظام نهري قديم وعمليات جيومورفولوجية قد تكون مختلفة عما هو موجود الآن. وفيما بين هذه الجبال يبلغ عرض الوادي من 70 - 120م يشغلها سيل الوادي فيما عدا بعض الأجزاء المتسعة من الوادي التي قد توجد فيها مصاطب رملية وحصوية قد ترتفع إلى 4م عن بطن الوادي. وبعد أن ينتهي الوادي من عبور ما بين الجبال يدخل إلى السهل التراكمي لوادي بِيشَة ورَنْيَة بعد أن يسير نحو 25كم يعبر خلالها أمكنة فيها بازلت يضطر إلى شقها مرة أخرى  
 
شارك المقالة:
85 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook