المظاهر السريرية لالتهاب الشغاف الخمجي والاستقصاءات المجراة

الكاتب: رامي -
المظاهر السريرية لالتهاب الشغاف الخمجي والاستقصاءات المجراة
"

المظاهر السريرية لالتهاب الشغاف الخمجي والاستقصاءات المجراة.

المظاهر السريرية

تتداخل الصورة السريرية لالتهاب الشغاف تداخلاً كبيراً مع مظاهر مضاعفاته، إذ إن كلاً منهما جزء من الآخر. إن مظاهر التهاب الشغاف متباينة جداً، ويتدخل في تحديدها كل من شدة فوعة العامل الممرض والاستجابة المناعية للمريض وحالته الصحية العامة، وزمن كشف المرض. تتفاوت مظاهر المرض من الأعراض الخفيفة التي قد لا يعيرها المريض اهتماماً إلى الأعراض الصارخة التي تأتي بالمريض بحالة إسعافية. إن ارتفاع الحرارة عرض مشترك بين غالبية المرضى ويمكن أن يستثنى منه المرضى المسنون أو الذين سبق أن عولجوا مؤخراً بالصادات. هناك أعراض شائعة ولكنها ليست نوعية مثل الوهن العام والآلام المفصلية والدعث وسرعة التعب وهبوط الوزن ونقص الشهية. يتبدى التهاب الشغاف بطيف واسع من العلامات السريرية الناجمة عن انطلاق الصِّمّات من التنبتات الشغافية أو عن المظاهر المناعية. إن النمشاتpetechiaعلامة شائعة وتشاهد في الملتحمة على شكل نزف (الشكل 2) كما تشاهد في الغشاء المخاطي للفم، وقد تشاهد النزوف ذات الشكل الشظوي أو اللهبي على الأصابع وفي فراش الأظافر (الشكل 3) وسببها انصمام الأوعية الدموية الشعرية بصمات دقيقة. ويمكن أيضاً ملاحظة عقد أوسلرOsler s nodes، وهي عقد مؤلمة ومُمِضّة (يسبب جسها ألماً) يميل لونها إلى الأحمر وتتوضع على لب أصابع اليدين والقدمين، ويمكن أن تشاهد آفات حمامية مسطحة غير مؤلمة ولا ماضة تدعى آفات جينوايJaneway&rsquos lesions (الشكل 4) وتتوضع على الراحتين والأخمصين. تشمل المظاهر العينية بقع روثRoth s spots(الشكل 5) وهي نزوف ذات مركز أبيض أو أصفر تشاهد قرب القرص البصري في شبكية العين. تنجم المظاهر المذكورة السابقة عن الصمات الدقيقة المنطلقة من التنبت الشغافي ولكن قد تنطلق صمات كتلية كبيرة وتسبب احتشاء في الدماغ أو الرئة أو الأنبوب الهضمي أو الأطراف. تؤدي بعض الصمات إلى احتشاء في العضلة القلبية إذا أصابت الشرايين الإكليلية، ويسبب الخمج الشغافي ظهور نفخات جديدة قلبية في أكثر من 90% من الحالات. ويجب التفكير في التهاب الشغاف لدى كل مريض عنده ترفع حراري أكثر من أسبوع مع آفة قلبية مؤهبة. إن وجود الثلاثي: الحمى وتجرثم الدم مع نفخة قلسية حديثة مؤشر قوي إلى احتمال الإصابة بالتهاب الشغاف، وسبب هذه النفخات إصابة الحبال الوترية أو تأذي الوريقات الصمامية أو انثقابها.

إن أكثر الصمامات القلبية إصابة بالقلس مرتبة حسب تواتر إصابتها هي: التاجي فالأبهري فثلاثي الشرف، وتندر إصابة الصمام الرئوي.

إن تبقرط الأصابع وضخامة الطحال علامتان مهمتان في التهاب الشغاف.

الاستقصاءات

يعتمد تشخيص التهاب الشغاف على عزل العامل الممرض بزرع الدم. تنطلق الجراثيم أو العوامل الممرضة من التنبتات الشغافية باستمرار تقريباً مما يجعل وجودها في التيار الدموي دائماً ويؤدي ذلك إلى تجرثم مستمر في الدم. يكفي عادة زرع واحد للدم لكشف العامل الممرض، ولكن يُفضل لتأكيد التشخيص أخذ ثلاثة زروع مختلفة للدم بفواصل زمنية تتراوح بين ساعات وأيام - حسب حالة المريض العامة- ولا فرق بين الدم الوريدي أو الشرياني. يكون الزرع سلبياً في 5-10% من الحالات حتى لو طُبقت أفضل الشروط، وأكثر تفسير محتمل ومقنع لذلك هو الاستعمال المسبق للصادات، ولذلك يجب التأكد من إيقاف الصادات مدة لا تقل عن خمسة أيام قبل الزرع إذا سمحت حالة المريض بذلك. ولكن قد يكون الزرع سلبياً أيضاً في حالة الإصابات الفطرية أو إذا كان العامل الممرض المسبب محتاجاً إلى وسط زرعي خاص لينمو عليه. تفيد التفاعلات المصلية في كشف العامل الممرض في بعض الحالات كما في داء البروسيلات (الحمى المالطية) وتفيد معرفة تعرض المريض للعوامل المحيطة كما في الإصابة بالكوكسيلة (حمىQ). يلاحظ عادة وجود فقر دم سوي الصباغ سوي حجم الكريات وهو ما يتماشى مع فقر الدم المشاهد بالأمراض المزمنة. تزداد الكريات البيض في الالتهاب الحاد ويكون عددها طبيعياً عادة في الالتهاب تحت الحاد. ترتفع سرعة التثفل والبروتين المتفاعل(CRP) Cبنسبة 90% من الحالات ويكون العامل الرثوانيRFإيجابياً في 70% من الحالات، وقد تظهر بيلة دموية مجهرية أو بروتينية. وإن عودة هذه المؤشرات إلى حالتها الطبيعية دليل على نجاح العلاج بالصادات. يجب إجراء تخطيط كهربائية القلب، ويعاد التخطيط كلما دعت الحاجة وحسب الاستجابة للعلاج. يشير تطاول وصلةPRإلى امتداد الإصابة ووصولها إلى الحزم العصبية الناقلة في الحجاب بين البطينين، أو إلى حدوث التهاب رثوي في العضلة القلبية، أو إلى تشكل خراجات حول الصمام المصاب. يجب إجراء صور شعاعية متكررة للصدر؛ إذ قد تكشف الصورة الشعاعية مظاهر باكرة لاعتلال القلب الاحتقاني أو لتوسع أجواف القلب. كما يجب إجراء صور شعاعية للأسنان.

إن للدراسة بالصدى عبر جدار الصدر أو عبر المريء خصوصيتها التشخيصية في مرض التهاب الشغاف، فهي تعطي معلومات وافية عن وجود التنبتات الشغافية ومكان توضعها وحجمها إضافة إلى إعطائها معلومات عن الصمامات المصابة ودرجة تأذيها والقلس الحاصل نتيجة ذلك، كما تقدم معلومات عن وظيفة العضلة القلبية (الجزء المقذوفEF) وتبين وجود أية مضاعفة مثل انثقاب الوريقات الصمامية أو تشكل خراجات ضمن ألياف العضلة القلبية أو ظهور تنبتات على الصمامات الصنعية.

يقتصر دور القثطرة القلبية على دراسة المرضى المرشحين للعلاج الجراحي لاستقصاء الشرايين الإكليلية ولنفي إصابتها بالتضيق قبل الجراحة إذا كان عمر المريض أكبر من 40 سنة، أما بشكل منهجي فليس لها دور في تشخيص التهاب الشغاف.

"
شارك المقالة:
100 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook