المشروبات في المدن بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المشروبات في المدن بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية

المشروبات في المدن بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية.

 
يوجد عدد من المشروبات الرئيسة والمهمة، وفي مقدمتها القهوة العربية التي تتمتع بمكانة مرموقة في هذه المنطقة من المملكة. وتُعد القهوة العربية معيارًا للكرم ومقياسًا للرجولة، يقول الشاعر:
 
لا ضاق صدري قمت احوف المعاميل     وازيِّـن  الفنجـال بكـر ولا اثنيـه
والقهوة مشروب الرجال المفضل، فهي من المشروبات العربية الشعبية ذات الأهمية الكبيرة منذ القدم وحتى يومنا الحاضر، ويكاد لا يخلو بيت في منطقة القصيم من القهوة وأوانيها وهي: المحماس، والدلة، والنجر، والفنجان. وتُقدَّم القهوة للضيوف والقاصدين في أي وقت، وفي كل المناسبات.
ومن الأدوات التي تُستخدم في صناعة القهوة:
 
1 - الدلال:
 
جمع دلَّة؛ وهي أنواع أفضلها (دلة الرسلان) وهي صناعة سورية، و (الدلة البغدادية) وهي صناعة عراقية، وتُصنعان من النحاس الأصفر أو الأحمر، ويُرَبُّ (يُطلى) داخلهما بمادة ناصعة البياض تُسمى (الخارصين)، وذلك لحفظهما من الصدأ الذي يغير طعم القهوة ونكهتها. ولتحضير القهوة للضيوف لا بد من استعمال ثلاث دلال في القهوة (البكر)، وهي:
 
أ) الملقمة:
 
وهي دلة متوسطة تُستعمل لطبخ القهوة بعد حمسها (تحميصها) ودقها حتى تنضج.
 
ب) المصفاة:
 
وهي دلة أكبر من الملقمة، يُزَل (يُفرغ) فيها الباقي من القهوة من الملقمة.
 
ج) المبهرة:
 
وهي دلة صغيرة بالنسبة إلى ما قبلها، وهي التي يوضع فيها البهار (الهيل) أو المسمار (القرنفل) بعد سحقه، وتُفرغ فيها القهوة من الملقمة ويُصب منها للضيوف، ويلي قهوة البكر قهوة (الثنوة)؛ وهي باقي قهوة البكر؛ إذ تُزاد ماءً ويُعاد طبخها ثم تُزَل (تُفرغ) في المبهرة، وهي أخف من قهوة البكر وأقل طعمًا.
 
1 - المحماسة: 
 
تُصنع من الحديد على شكل ملعقة كبيرة، فهي جفنة دائرية مقعرة يوضع فيها حَب القهوة، ويتصل بها مقبض بطول م تقريبًا مزين بنقوش ومرصع بالنحاس الأصفر أو الأبيض، ويكون طرفه معقوفًا وتتصل به سلسلة دقيقة يُربط بها سيخ (قضيب) بطول المقبض تقريبًا طرفه مطروق على شكل ثلثي دائرة ويُسمى يد المحماسة، وذلك لتقليب حَب القهوة وهو في وسط الدائرة الكبيرة المقعرة (المحماسة) على النار الهادئة.
 
قال الشاعر عبدالكريم المطرودي:
 
يـا نعيس شـبّ النار وادْن المعاميل     أربـع  ادلال كـلهن شـغل شـامي
واحْـمسْ لهـا بُـنّ وكـثّر به الهيل     أبيـه عـن راسـي يطـير العسامي
 
3 - المبرد:
 
وهو خشبة مستطيلة محفورة، نهايتها أضيق من بدايتها، يُوضع فيها حَب القهوة بعد تحميصه مباشرة كي يبرد، وفي نهاية تلك الخشبة فتحة ينساب من خلالها الحَب في النجر، ويمكن أن يكون المبرد دائريًا، تصنعه النساء من الخوص وخيوط الليف الملونة، ويُزخرَف المبرد الخشبي بالنقوش ومسامير (القُمر) الصفراء أو البيضاء.
 
4 - النجر:
 
يُصنع من (الماو) الأصفر، ويُدق فيه حَب القهوة المحمص بعد أن يبرد بالمبرد، وللماو صوت رنان وصدى يسمعه الجيران والضيوف من بعيد.
 
قال الشاعر علي البديوي:
 
يـاخوي شـبّ النـار وادْن المعاميل     واحـمس  علـى جمر عقاب اشتعاله
احـمس  ودقَّه واضرب النجر بالحيل     طنيـب ذيـب مـا تعشـت عيالـه
صوتـه يجـيب مـدورين التعـاليل     اللاش  نام ومـن بغـى كـيف حاله
 
5 - المهوي:
 
ويُسمى يد النجر؛ وهو عمود من (الماو) تُدق به القهوة، أحد طرفيه يُستخدم للقهوة والآخر للهيل.
 
6 - النقيرة:
 
وهي أداة مختصة بدق الهيل والقهوة، ولها ملعقة صغيرة لإخراجهما منها تُسمى (المغرافة).
 
7 - الليفة:
 
تُؤخذ من ليف النخل الجديد، وتُوضع في ثعبة الدلة (مصبّها) بقدر الحاجة؛ لمنع خروج بقايا القهوة أو قشور الهيل أثناء صب القهوة في الفنجان. قال أحد الشعراء:
 
ونظِّـف مشـاربها بعد واغسل الليف     ويجوز  لـو حـطيت عـودٍ بهيلـه
 
8 - الفناجين:
 
تُستخدم لشرب القهوة، وهي ذات أحجام ونقوش متعددة، تُصنع من الخزف، وكانت قبل الخزف تُصنع من الفخار. يقول الشاعر راكان بن حثلين:
 
يـا  ما حلا (الفنجال) مع سيحة البال     فـي مجـلسٍ مـا فيـه نفسٍ ثقيلـة
وقال الشاعر الأسمر العنـزي:
يـا  مـا حـلا فنجـال بيضٍ بغاديد     قبـل صلاة الصبـح والوقت ما فات
 
9 - البيز:
 
قطعة قماش مستطيلة مبطنة ملونة ومزركشة، تقي يدَ صبّاب القهوة من حرارة مقبض الدلة، يقول الشاعر جريس الدوسري:
كـم  مـرةٍ وقّيـت أنـا الكف بالبيز     مـن  دلَّـةٍ  ريـح العويـدي ذعرها
 
10 - الصينية:
 
وتسمى أيضًا (طوفرية الفناجيل) وهي صحن دائري أو مستطيل له مقبضان، وأحسنها ما كان مصنوعًا من النحاس الأصفر، تُصف فيها الفناجين والأكواب. كما يُطلق اسم (الصينية) على الصحن الكبير ذي القاعدة العالية والعرى، الخاص بتقديم الولائم الكبيرة.
 
11 - حُق الفناجين:
 
إناء أسطواني الشكل، يُصنع من النحاس بطول نصف ذراع تقريبًا، وله غطاء محكم، وهو مزين بنقوش جميلة، تُدخل الفناجين ببعضها وتُوضع داخل الحق الأسطواني فيحفظها من التكسر، وكثيرًا ما يستعمله الجمالة، ويُسمى (الشت).
 
12 - المنفاخ:
 
يُصنع من طبقتين من الخشب بينهما جلد مدبوغ مثبت في طرفيهما بمسامير محكمة، ولكل طبقة مقبض، وتتصل هاتان الطبقتان من الأمام بقصبة صغيرة (أنبوبة) يخرج من خلالها الهواء الذي يمر داخل المنفاخ من خلال فتحة في الطبقة السفلية عند رفع الطبقة العلوية وردِّها، وتغلق عند ضغطها فيخرج الهواء من خلال الأنبوبة فيزيد اشتعال النار. ويُزيَّن المنفاخ بالمرايا الدائرية والمثلثة ومسامير (القُمُر).
 
13 - الملقاط:
 
مقبض من الحديد أو النحاس الأصفر أو الأبيض، وهو مثني وطرفاه اللذان يليان النار مطروقان بشكل دائرة أو نصف دائرة، وبمقبضه من عند مثناه حلقة صغيرة تتحكم في توسيع طرفيه اللذين يليان النار أو تضييقهما. ويُستخدم الملقاط لتحريك الجمر وتصفيف الحطب على النار، وأخذ الجمر ووضعه بالمبخرة لتقديم طيب العود للضيوف.
 
14 - المبخرة: 
 
تُصنع من الخشب، وأجزاؤها تتكون من: القاعدة وهي مربعة الشكل، وتُثبَّت فوقها أعمدة متساوية الطول تُثبَّت فوقها خشبة مقعرة مربعة أعلاها أوسع من أسفلها وزواياها بارزة، وتُبطَّن بالصاج الخفيف، ويبلغ ارتفاعها شبرًا تقريبًا. ويُوضع فيها الجمر وفوقه طيب العود ويُدار على الضيوف. والمقاسات التي ورد ذكرها لمبخرة متوسطة، وتوجد مباخر كبيرة وصغيرة. قالت الشاعرة أم العزيز:  
الهجــن لا جــن نصـن حـمود     المبخــرة  وإلا  قصــيره تعدنَّـه
يلقـــن دلال تفـــوح وعــود     وســــفرة ياللـــه الجنّـــة
ويُعد الشاي أيضًا أحد المشروبات الشعبية القديمة التي انتشرت في منطقة القصيم، فقد استساغه الناس وأصبحوا يداومون على شربه إلى جانب القهوة في أغلب الأوقات، ولكن الشاي أقل شأنًا ومكانة من القهوة. ويتكون ذلك المشروب من ورق الشاي المغلي مضافًا إليه السكر بمقادير معينة، ويفضله كثير من الناس خفيفًا، وقد يُضاف إليه أحيانًا النعناع والحبق والزنجبيل والزعفران حسب حالة المناخ، ويُجهَّز في أباريق من الصاج المدهون أو المعدن الصيني أو البلاتين، ثم يُسكب في كؤوس مختلفة الأشكال والأحجام ويُدار على الحضور.
وأما حليب الإبل فهو أحد المشروبات الغذائية التي كان الناس - ولا يزالون - يشربونها، وبخاصة حليب البكار الصغيرة الذي يُعد مادة غذائية متكاملة. ويُشرب حليب الإبل بعد حلبه من الضرع مباشرةً، وكلما كان ساخنًا كان أفضل، ومتى برد أو راب (أصبح رائبًا) قلت قيمته ورغبة الشاربين فيه. وتُعد الألبان غذاءً رئيسًا متكاملاً إذ يُفضَّل شربها صباحًا ويُسمى شربها عندئذ (الصبوح)، وبعضهم يشربها في المساء وتُسمى في هذه الحال (الغبوق).
 
شارك المقالة:
89 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook