المساكن في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

الكاتب: ولاء الحمود -
المساكن في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية

المساكن في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.

 
تتميز منطقة الجوف - مثل غيرها من مناطق المملكة - بتراث معماري فريد وموروث حضاري متميز، ويقف ما خلَّفه الزمن من ذلك الموروث على مدى عقود طويلة ثوابت شاهدة ودلائل ملموسة على ماضي المنطقة العريق، يحكي الدور الحضاري المهم الذي ما زالت تؤديه؛ لما حباها الله من مقومات إستراتيجية وطبيعية  . 
 
وكانت منطقة الجوف آهلة بالسكان بكثافة كبيرة في العصور الموغلة في التاريخ، وتدل على ذلك تلك الآثار القديمة الموجودة في دومة الجندل، وسكاكا، والقريات، والطوير، وقارا... وغيرها  .  وكان نمط الحياة السكانية في منطقة الجوف - سابقًا - يتمثل في سكان الحاضرة والبادية وشبه البادية، فمعظم سكان المنطقة كان يغلب عليهم التنقل والترحال من منطقة إلى أخرى تبعًا للكلأ والمياه، وجزء منهم تغلب عليه حياة الاستقرار، أو شبه الاستقرار. وقد بذلت الدولة جهودًا جبارة؛ بغية توطين الجماعات البدوية المتنقلة في هذه المنطقة، فبدأت بعدد من المحاولات لخدمة سكان المنطقة، وقد بذلت جهودًا كبيرة في سبيل إشراكهم في مشروعات تنمية المجتمع، فأقامت عددًا من مشروعات التوطين محاولة إنجاح عمليات الاستيطان، وخاضت تجربة طويلة في هذا المجال. ويُرجع بعض الباحثين استيطان عدد من سكان البادية في منطقة الجوف إلى أسباب عدة من أهمها:
 
 تنفيذ خطط التنمية التي انطلقت في عام 1390هـ / 1970م.
 
 بداية دعم (صندوق التنمية العقاري) وإقبال السكان في المنطقة للاستفادة منه.
 
 الاستيطان التلقائي الذي جاء نتيجة للاستفادة من الخدمات (الطرق، والأسواق، والمراكز الخدمية، وغيرها)  
 
عمّ الاستقرار منطقة الجوف، وبدأ يزداد عدد السكان في المدن الرئيسة، مثل: دومة الجندل، وسكاكا، والقريات، وأصبحت هذه المدن مراكز استقطاب لسكان القرى المجاورة وسكان البادية المحيطين بها.
 
نتحدث عن أنماط المساكن التي كان يسكنها أهل المنطقة، لتوضيح هذه الأنماط، وأشكالها، وأسلوب بنائها.
 
 أنماط المساكن وأدوات البناء
 
يمكن تقسيم أبرز الأنماط السكنية التقليدية التي كانت قائمة في منطقة الجوف إلى ثلاثة أقسام رئيسة وهي:
 
 البيوت الحجرية والطينية (القصور).
 
 بيوت الشعر والخيام.
 
 البيوت الشعبية.
 
نتناول كل نمط من الأنماط الثلاثة من نواحٍ هي: المظهر الخارجي، والتقسيم الداخلي، وطريقة البناء، بالإضافة إلى نوعية الأثاث المستخدم وطريقة توزيعه.
 
أ - البيوت الحجرية والطينية (القصور): 
 
يتمثل النمط الأول من أنماط السكن في البيوت (القصور) المبنية من الحجارة والطين وغيرها من منتجات البيئة، التي تتلاءم مع طبيعة حياة الاستقرار والحياة الحضرية.
 
وتوجد هذه البيوت في حواضر المنطقة، ويغلب عليها أنها تُبنى من دور واحد، وتحتوي على أحواش واسعة (أفنية، ومفردها فناء) تكون قريبة من بعضها.
 
1 - خصائص بيوت الطين أو الحجارة:
 
يمتاز البيت الطيني أو الحجري التقليدي بخصائص، مثل: الفصل بين جناح الرجال وجناح النساء، ووجود مدخلين أحدهما للرجال والآخر للنساء، ووجود أجزاء مكشوفة تتمثل في المداخل والأحواش، وتكون فتحات الغرف في الدور الأرضي للداخل مما يتيح الخصوصية والأمن، ويوفر التهوية والإضاءة الطبيعية.
 
وبعض المساكن في المنطقة يُطلق عليها اسم (القصر)، وبعضها الآخر يُسمَّى (البيت) والقصر عندهم هو المسكن الثابت المشيد من الطين أو الحجارة، والبيت عندهم اسم يُطلق على البناء، كما يُطلق على الخيمة المصنوعة من الشعر أو صوف الغنم  
 
يتكون البناء التقليدي في المنطقة من سور خارجي مرتفع يحيط بالمنـزل من كل جهة، وتكون المنازل متجاورة ومتلاصقة؛ بحيث تكون جدرانها مشتركة، ويحرص معظم الناس على أن يكون البيت مشتركًا وملتصقًا بجدار الجار من أكثر من جهة؛ لحمايته من الأمطار وعوامل التعرية، ولا يفصل المنازل بعضها عن بعض إلا ممرات ضيقة  
 
ولمعظم البيوت ملحق يُطلق عليه اسم (المراقة) أو (الجاخور)، ويسمى أيضًا (القوع) أو (الحوش)، وفيه حجرة صغيرة للغنم، وحجيرة تُبنى باللَّبِن، ولا تُسقف يوضع فيها الحطب، وفيه حجرة أخرى مسقوفة لخزن الأعلاف، وهذا الملحق يحتوي أيضًا على مساحة كبيرة مفتوحة من الداخل تساوي نصف مساحة المنـزل، وفي نهاية المراقة غرفة تُعد مخزنًا للوازم الدواب والركائب، مثل: الأشدة، والحدائج، وسروج الخيل، والحطب، والأقتاب، والأريشة للفلاح. وتمتاز المباني في منطقة الجوف بعدد من الخصائص، منها - على سبيل المثال - الشكل المربع أو المستطيل للغرف والمجالس، والشكل الدائري لمآذن المساجد، ويغلب على البيوت أنها تُبنى من دور أو دورين.
 
2 - مكونات المسكن:
 
تتكون المنازل من المدخل الرئيس للمنـزل الذي يتفرع منه مدخل للقهوة (الديوان أو الديوانية)  ؛ حيث مجالس الرجال ومكان استقبالهم، ويمتد هذا المدخل متجهًا إلى داخل المنـزل، ثم ينحرف يمينًا أو شمالاً ليستر جوف المنـزل عن أعين المارة والداخل والخارج من الرجال الأجانب، ثم يفضي إلى حوش؛ حيث الرواق الذي يلتف بشكل مربع حول الحوش الداخلي المفتوح، والرواق يعتمد على أعمدة من الصخور المطلية بالجص يقوم عليها، ويكون بدوره مفتوحًا، وعليه تنتظم الغرف التي لا تقل - عادة - عن ثلاث أو أربع غرف للنوم، بالإضافة إلى غرفة كبيرة نسبيًا تُسمى (المشب) الذي يحتوي على (الوجار)؛ حيث يجتمع الضيوف أو الأسرة في ليالي الشتاء حول النار، ومن المعتاد أن يكون المطبخ بعيدًا عن غرف النوم.
 
ويكون عرض الرواق أو (الروشن) المسقوف الذي يحيط بالغرف 4 - 5م؛ حيث يكون مجلسًا للأسرة في الصيف، ومحلاً لتعليق القِرَب التي تُستخدم في تبريد الماء.
 
ومن مكونات المسكن (الوجار)، وهو جزء محفور في المجلس محاط ببناء طيني يُجمع فيه الحطب، وهو مكان إشعال النار، و (الكمار): يبنى من الطين أو من الخشب، ويكون على جدار المجلس، وفيه رفوف توضع عليها أباريق الشاي ودلال القهوة  و (السوامة)؛ وهي فتحة في السقف تكون في المجلس أو المطبخ تفيد في إخراج الدخان.
 
3 - مواصفات المباني:
 
يتكون المنـزل - عادة - من عدد من الغرف ذات مقاسات مختلفة، أكبرها هو مجلس الرجال (القهوة)، يليها الديوان ويكون مفتوحًا من ناحيته الشمالية بوصفه مجلسًا في فصل الصيف، ويتميز الديوان بكمار من الجص منحوتة عليه أشكال فنية جميلة من الزخارف، وهو مكون من رفوف تُوضع فيها أواني القهوة والشاي.
 
4 - تقاليد البناء:
 
للمنـزل تقاليد وعادات مهمة ترافق عمليتي تخطيطه وبنائه منها أن يقوم صاحب المنـزل باختيار الموقع الذي يرتاح إلى ساكنيه، ويُعد القرب من المسجد من أهم الأسباب الداعية إلى الحرص على الموقع.
 
وعندما يبدأ العمل في اليوم الأول، فإن صاحب المنـزل يقيم وليمة للعمال الذين يقومون بتنفيذ البناء وذلك في فترة الغداء، وبعد ذلك يقوم الجيران بتناوب غداء العمال ابتداءً من اليوم التالي، إلى أن تنتهي فترة البناء، ويصبح صاحب المنـزل مثل أي واحد منهم لا يُولم لعماله حتى يأتيه الدور، وتُعد هذه العادة الكريمة من العادات التي يحرص عليها الجميع، والتخلي عنها يُعد منقصة في حق المقصر 
 
أ) إعداد الطين:
 
يذهب العامل براحلته لجلب الطين أو ينقله على كتفه، ويوجد بالقرب من كل قرية مكان يُسمى (المطاين)، حيث يُنقل الطين في أكياس على ظهور الحيوانات: الإبل أو الحمير، ويُكدَّس بجوار المكان الذي يُراد بناؤه، ثم يُخلط بالتبن والبطحاء، ويتم مزج هذا الخليط بالماء.
 
ب) البناء باللَّبِن: 
 
يتم تجهيز اللّبن مسبقًا بوساطة قالب يُسمى (الملبن)  . ويكون قابلاً للتحريك بعد وضع الطين داخله، فيُعبأ بالطين، ويُرفع عنه في حينه، ويُترك ليجف، وعندما يجف اللَّبن. يبدأ البناء بطريقة (الطابوق)، وعادة يكون البناء بوساطة اللَّبِن للمنازل، والأسوار، والأحواش الكبيرة  
 
ج) بناء الأعمدة أو (السوار):
 
يتم بناؤها بالحجر المشغول بشكل دائري مع الجص، وتُسد الفتحات بين الأحجار باللَّبِن، ثم تُمسح بالجص فيما يشبه التلييس في الوقت الحاضر.
 
د) التسقيف (الطمام): 
 
تبدأ عملية التسقيف بوضع الخشب؛ وعادة يكون من خشب الأثل، وأحيانًا يكون من جذوع النخل المقسومة إلى نصفين بشكل طولي، وطريقة تركيب الخشب هي أن تُقطع الخشبة من الطرفين حسب الطول المطلوب، وتُوضع على الجدار مباشرة بالنسبة إلى الغرف الصغيرة، أما بالنسبة إلى الغرف الكبيرة، مثل: المجالس، والمقاهي، واللياوين (الدواوين) فتُوضع الكواسير، وتسمى (السواكيف)، وهي مكونة من خشبتين كبيرتين متلاصقتين يُبنى عليهما عِرْق أو عِرْقان من الطين، ثم تُوضع الأخشاب (القواطيع) فوقها ليظل البناء قويًا، وبعد الانتهاء من وضع الخشب وتثبيته يأتي دور العسب التي يتم تجريدها من الخوص بوساطة السكاكين، وبعد ذلك تُرصف الجرائد (العسب) متجاورة ومتلاصقة؛ بحيث لا يترك بينها أي فراغات، وتُسمى هذه العملية (عملية الحبك)، ومن ثَمَّ يُفرش الخوص المجرد من العسب فوق تلك العسب، لكي يمنع تسرب الطين إلى أسفل، وبعد أن يُفرش الخوص يُوضع فوقه الطين وتُثبت الميازيب وتسمى محليًا (المزاريب) أو (المساعب)، وذلك لتصريف مياه الأمطار  ،  وبعد ذلك يتم عمل الأبواب الخشبية المزخرفة أو العادية التي تصنع من الخشب وجذوع النخل 
 
ب - بيوت الشعر والخيام: 
 
تُعد بيوت الشعر أحد الأنماط السكنية الشائعة في منطقة الجوف، فهي السكن الذي ينسجم ويتلاءم مع طبيعة الحياة البدوية التي تتسم بالترحال والتنقل، وهي التي اختارها البدو لسكناهم، وجاء هذا الاختيار نتيجة لتكيف هذه الوسيلة السكنية التقليدية مع ظروف البيئة المتقلبة، ومناسبة استخدامها لواقع حياتهم كثيرة التنقل، ولتوافر موادها وخاماتها في البيئة المحلية؛ ما جعلها تمثل جزءًا من الواقع الاجتماعي عندهم.
 
1 - خصائص بيوت الشعر:
 
تتميز بيوت الشعر بخصائص وصفات دفعت أفراد الجماعات البدوية إلى التمسك بها، وزادت مكانتها الرفيعة لديهم، وهذه الخصائص هي:
 
 توافر مواد صناعتها في البيئة المحلية.
 
 مقاومتها وتحملها لظروف البيئة.
 
 خفّتها في عملية التنقل.
 
 سهولة صيانتها، فعند حدوث أي خلل في بيت الشعر يمكن لأي فرد إصلاحه بسهولة.
 
 سعة مساحتها التي تساعد على تقسيمها إلى عدد من الأقسام والأشكال، فمنها البيت ذو الشكل الرباعي أو الخماسي أو السداسي... إلخ.
 
2 - وصف المسكن:
 
يُعد الشَّعر العنصر الأساسي في عملية خياطة البيت، ويُستخلص من الضأن والإبل والماعز، ويقوم بيت الشعر على عدد من الأعمدة، ويُثبت على الأرض بوساطة الأطناب التي تنتهي بأوتاد (أو مناسيب كما يسميها أهل البادية)، ويكون البيت محاطًا بـ (الذراء أو الرواق)، وهو بمنـزلة الباب المتحرك الذي يتحكم فيه البدو وفقًا لاتجاه الرياح  
 
ويمكن التحكم في بيت الشعر من جميع جهاته، وإغلاقه بإحكام خصوصًا في الشتاء، فيكون على درجة كبيرة من الدفء، أو العكس بفتح الذراء أو (الرواق) في فصل الصيف ليقلل من حرارة الجو. وتظهر معرفة الجماعات البدوية وتجربتها وتفاعلها مع الحياة في البيئة البدوية واضحة، فمثلاً عندما تختار مكان بناء بيت الشعر أو الخيمة، فإنها تتجنب النـزول في الأودية أو الشعاب في زمن سقوط الأمطار؛ وذلك تجنبًا لوصول الأمطار إليها، أما في فترة الصيف فيتم اختيار الأمكنة التي لا تبعد كثيرًا عن موارد المياه؛ بسبب زيادة الطلب على المياه في هذه الفترة.
 
3 - مكونات بيت الشعر:
 
كان النساء يقمن في الماضي بصناعة بيوت الشعر من خلال تجميع الصوف من شعر الحيوانات ومن ثَمَّ تصفيته وغزله وتلوينه إذا لزم الأمر، وتغزل النساء في جلوسهن أو أثناء ركوبهن الإبل، وأثناء سيرهن على الأقدام أيضًا. وبعد الغزل تبدأ عملية النسيج على نول (نطو)   أو سدو - كما يسميه بعض سكان المنطقة - ويتكون بيت الشعر من مجموعة من الأسدية (جمع سدو) يتم تجميعها مع بعضها لصناعة بيت الشعر، وهذه الأسدية هي:  
 
أ) الفلجان:
 
هي سدو خاص من الشعر الأسود، يكوّن - عند تركيب بعضه مع بعض - سقف بيت الشعر، وهي من أطول أنواع الأسدية وأسهلها عملاً؛ لأنه يتكون من لون واحد فقط.
 
ب) الطرائق:
 
توجد في نهاية كل طريقة وبدايتها الرتب التي تُربط بها الأطناب، وهي من أسهل أنواع الأسدية، وتتكون غالبًا من لونين: الأبيض والأسود، ويراوح عرضها بين 20 و 30سم تقريبًا، ويزيد قليلاً على عرض بيت الشَعْر.
 
ج) الذراء (أو الرواق): 
 
تتمثل وظيفته في كونه المحيط أو الساتر الجانبي لبيت الشَعْر من جميع الجهات، ويستعمل بسهولة شديدة، فيتم فتح الذراء من إحدى الجهات وإغلاقه من الجهة الأخرى حسب اتجاه الرياح. ويعد الذراء من أنواع الأسدية الطويلة، ويتكون من ثلاث قطع من الأسدية، يتم الربط بينها بوساطة الخيط والمِخْيط.
 
د) القاطع (البجاد): 
 
تتمثل وظيفة القاطع الأساسية في كونه ساترًا في بيت الشعر بين مكان (ربعة) الرجال ومكان (ربعة) النساء؛ أي: بين المجلس المخصص للرجال والمجلس الخاص بالنساء.
 
يُعد القاطع من أكثر أنواع الأسدية التي تتطلب جهدًا كبيرًا؛ لأنه يحتاج إلى فترة زمنية أطول من الفترة الزمنية التي يحتاجها جميع أنواع الأسدية، ويتكون من خمسة أسدية ملونة هي: سدو الشفة، ويكون في الجزء العلوي، وسدو العفراء، ويكون في الطبقة الثانية ويأخذ لونًا مختلفًا، وسدو الباعج، ويأخذ - أيضًا - لونًا مختلفًا، ويكون في الطبقة الثالثة، وسدو الملحة، ويأخذ لونًا آخر مغايرًا، وأخيرًا سدو القاعدة، ويأخذ في الغالب لونًا أسود، ويكون ملامسًا للأرض. وتتفاوت ألوان تلك الأسدية بين الأحمر، والأبيض، والأسود، ويُسدى كل منها على حدة، وتختار المرأة لهذه الأسدية خطوط الشَعْر الملونة؛ لتعطي هذه الأسدية الخمسة - بعد الربط فيما بينها بوساطة الخيط والمخيط - القاطع الذي يظهر شكله النهائي مطعَّمًا بالألوان ليعطي منظرًا جماليًا.
 
هـ) سدو الساحة: 
 
يُستخدم سدو الساحة فراشًا للجلوس عليه، خصوصًا عند قدوم الضيوف. ويُعد من أنواع الأسدية التي تحتاج إلى جهد كبير أيضًا، ويختلف طوله وعرضه حسب الهدف الذي يُسدى من أجله، ويتكون من عدد من الأسدية الملونة.
 
و) سدو المزودة والخرج: 
 
يتكون من خيوط من الشَّعْر ذات اللونين الأبيض والأحمر وقليل من اللون الأسود، ولا يكون طويلاً، إذ لا يتجاوز طوله - في الغالب - مترين، ويُسدى هذا السدو من نصفه، ويُخاط بوساطة الخيط والمخيط من جانبيه، بحيث تبقى جهة واحدة مفتوحة تمثل فتحة المزودة والخرج التي تشبه الحقيبة.
 
4 - نوعية الأثاث المستخدم:
 
أما بالنسبة إلى الأثاث المستخدم في السكن البدوي فهو بسيط للغاية، فلا يحتوي بيت الشَعْر إلا على قليل من المتاع الذي يحتاجه البدوي في حياته اليومية، مثل: المزودة، والخرج، والساحة، والقاطع، والذراء، والسدو والتقانة المستعملة في إنتاجها، والوظم. إلا أن وسائل التقانة الحديثة المرتبطة بصنع الأثاث، قد بدأت في الدخول التدريجي، والتزاحم مع هذه الأدوات التقليدية.
 
يستخدم أهل البادية في بيوت الشعر عددًا من الأدوات المرتبطة بالمناشط المختلفة، وهي:  
 
أ) الأدوات الخاصة بالطعام والقهوة:
 
وهي: الصينية، والرحى، والمرجاجة، العيبة، والصميل (السعن)، والعكة، وأدوات تحضير القهوة مثل: النجر، والمحماس، والمبرد، والفنجان، والإبريق، والسحارة.
 
ب) الأدوات الخاصة بالري:
 
وهي: القربة، والراوية، والدلو، والشن، والخرج، والمطارة.
 
ج) الأدوات الخاصة بالرعي:
 
وهي: الشداد، والمسامة، والعقال، والغبيط (الهودج)، والخزام، والرسن، والشمالة، والربق، والمزبا، والميسيم، والمخيول، والعصا، والعجراء.
 
ج - البيوت الحديثة:
 
هي البيوت التي ظهرت خلال المرحلة التي بدأ فيها استخدام وسائل التقانة الحديثة في البناء، فقد ظهر في البدء بناء البيوت الشعبية، والفلل، ثم لحقت بها العمارات، ثم تلتها المساكن الحديثة التي اُستخدم في تجهيزها أحدث وسائل التقانة من الكهرباء، والتكييف... وغيرها.
 
مظاهر الثبات والتغير
 
نظرًا إلى التطور الاقتصادي الذي شهدته البلاد نتيجة للثروة النفطية التي حباها الله بها، والخطط التنموية التي تبنتها المملكة للنهوض بهذا المجتمع والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة، فقد حظي قطاع العمران والإسكان والمباني بدعم كبير وملموس من الدولة  ،  وذلك بإنشاء صندوق التنمية العقاري   وإسهامه في النهوض بالعمران عن طريق القروض الميسرة، وظهر في المنطقة تطور هائل في أنواع البيوت، فقد ظهرت المباني والعمارات السكنية المختلفة، كما ظهرت البيوت الشعبية المبنية بالطوب الأسمنتي والمسقوفة بالخشب، والتي تناسب طبيعة المنطقة في بعض هجرها وقراها الريفية، كما ظهرت في المدن الحديثة بالمنطقة الفلل، والعمارات السكنية والشقق، وهي أحد الأنماط الحديثة للسكن التي لم تكن معروفة من قبل، كما تغيرت المواد المستخدمة في البناء. وامتازت الأبنية الحديثة بالنظافة والتهوية الصحية، وتغير بعض أنواع المفروشات، وكذلك الأواني المستخدمة، وزُينت كذلك المساكن الحديثة بمختلف أنواع التحف الزجاجية والفخارية وغيرها، وأُدخلت عليها الأجهزة الحديثة، ووسائل الاتصال المختلفة.
 
وعلى الرغم من ذلك فإن سكان المنطقة لم يخرجوا عن موروثاتهم الثقافية في أنواع المساكن، فتجد داخل الفلل في المدن الحديثة بيوت الشعر، إذ يحرص عدد من المواطنين على أن يكون في بيته أو فلَّته بيت من الشعر، يصبح مكانه المفضل للجلوس والاستئناس واستقبال الضيوف فيه.
 
شارك المقالة:
52 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook